شعراء من مصر: ذئبٌ... ونفرش طريقه بالفخاخ
من مجموعة «نحن نهاية العالم» للفنان المصري محمد المصري
علَّمنا الشِّعر أنه لا يقبل أنصاف الحلول، يأتي ليطرد الميت والزّائل والمشاع خارج مملكته المترامية الأطراف، مثل فلاح ينظّف أرضه الواسعة من الديدان والحشرات، فيحفر بفأسه حتى ينهكه التّعب، ثم يستظلّ شجرة في العراء، يغمض عينيه وهو يشمّ رائحة التّربة تتشرّب المياه العفيّة، آتية قوية ومندفعة في مجراها.
هذا هو الشّعر، ربما أحياناً يملُّ، يتعب، يتكاسل، لكنّه من وقت إلى آخر تدفعه الحمية إلى الغضب على نفسه المتكاسلة، وعلى أرضه التي بدأ يهاجمها البوار، فيقوم ليحرث الأرض المهملة بهمّة لا تنضب وعزيمة لا تنفد، لتزهر وتنبت من جديد، نبتاً مختلفاً... طيّب الرائحة أو سيّئ الرائحة، لا يهمّ، المهم أن تنبت الأرض.
والشِّعر ابن حرام، لا يمنح صكوكه لأحد، لأنّه ليس حكراً على أحد. الشِّعر حرّ، وحرّ هو الشِّعر، له أن يأمر فيطاع، ومن يطيعه سوى أبنائه المخلصين؟ هؤلاء الذين لا يتاجرون باسمه، حاملو مصابيحه في العتمات وسنوات المذلّة، هؤلاء المخلصون الذين ربما يمرّون وسط الزّحام فلا يراهم أحد، لكنّهم دؤوبون، صبورون، عنيدون، يحفرون بأظافرهم العارية في أرضه، كلٌّ في بقعته، كلٌّ في وجعه الخاص، كلٌّ في عالمه، كلٌّ منهم يؤمن في قرارة نفسه بأنّ غايته ليست الكنوز المخبّأة في التربة، بل الاستمرار في الحفر، الحفر عميقاً، حتى ولو نزفت الأظافر، حتى ولو بُترت الأصابع، فسوف يستمرون – رغم ذلك - في الحفر.
كان من الممكن أن أبدأ الكلام مثلما يبدأ النقّاد عادة الحديث عن الشِّعر؛ مدارس وأجيال وأسماء وقامات، كتب ودواوين وجماعات، شلل وحركات أدبية ومنشورات، منابر يؤمّها المكرّسون والأصنام، وسفوحٌ يسكنها المجرِّبون والمتمردون. لكنّني لست بناقد، أنا واحد ممن يتوهّمون أنّهم أوفياء للشّعر، أحد أبنائه الكثر، أحاول وأجتهد ليمنّ عليّ ببنوته، مثلي في ذلك مثل كثيرين، هنا بعضٌ من أصواتهم. ولأنّ مملكة الشِّعر مترامية الأطراف، دعني أقول لك إنّك الآن في مصر، تطلّ من شرفة ما على أصوات شعرية صُنِّفت من قبل النقّاد تحت راية اسمها «قصيدة النثر»، وما هي بقصيدة، وما هي بنثر! والشِّعر ابن حرام، علَّمنا ألا ندخل المعارك الخاسرة، لهذا تركناهم يتعاركون على شكل القصيدة وقوالبها، وتفرّقنا كلٌّ في طريق لنصطاد الشّعر، حيّاً وعفيّاً كما تخيّلناه في أحلامنا. فرشنا طريقه بالفخاخ، وصبرنا على قدومه في غبش الليل، منّا من فاز منه بشيء، ومنّا من مسّ أطرافه قبل أن يفرّ، ومنّا... من خسر. فالفريسة ليست كالفرائس الأُخر، الفريسة هي الشِّعر وليست القصيدة، آمنّا بأن الشِّعر هو ما يصنع القصيدة وليس العكس، وأن القصيدة التي تُكتب وفق وصفات معيّنة تولد ميّتة، وذئب الشّعر يعفّ عن الجثث... حتى ولو كان جائعاً، ونحن صيّادو شعر، لا جامعو جثث.
تأتي المختارات الشِّعرية التالية بمناسبة الإصدار الثاني لأنطولوجيا «النَّص الشِّعري المصري الجديد»، الذي سيصدر قريباً في القاهرة، بعد مرور أكثر من ثمانية أعوام على ظهور إصداره الأول في الجزائر عام 2007 تحت عنوان «رُعاة ظلال... حارسو عتمات أيضاً». وهذه المرّة تخرج الأنطولوجيا تحت عنوان «ذئبٌ... ونفرش طريقه بالفخاخ»، فهكذا كان تعاملنا مع الشِّعر، الشِّعر بوصفه شعراً، بعيداً عن المسمّيات والمصطلحات الغربية التي فُرضت على هذا النّص منذ ظهوره الأوّل. كرهنا المسمّيات والمصطلحات التي خنقت الشّعر وجعلت منه وصفة لكتابة القصيدة، كأنّها مقادير لصنع طبق جديد على موائدنا. وحين تتحوّل القصيدة إلى وصفة ما، فلا بد أن يكون في الأمر فخٌّ ما، فخّ يستهدف الشِّعر في رحابته وتنوِّعه وأشكاله وألوانه المتعددة. لم نجن شيئاً من مصطلح «قصيدة النَّثر» سوى الحروب والتّلاسن والاختلاف. انشغلنا بصراعات المسمّيات والمصطلحات، ونسينا أنَّ الشعر صار جثّة تلفظ أنفاسها بين أيادينا. وبنظرة سريعة إلى ما يحدث حولنا في الثقافات المختلفة، سنجد أن مصطلح «قصيدة النّثر» صار من المصطلحات التي تخطّاها الكثيرون ليبدعوا أشكالاً أكثر تطوّراً واشتباكاً مع الواقع، خالقين مما يكتبونه نصاً يعلن انحيازه الفردي إلى الشِّعر وحده، الشِّعر في معناه الشمولي والأكبر، الشِّعر... ليس غيره... ليس سواه. المختارات التالية ليست كلها قصائد كاملة، بعضها نتف من قصائد طويلة، وبعضها قصائد قصيرة، اخترتها منحازاً إلى ما فيها من شعر، أو ما أتصور أنه شعر...
ياسر الزيات
يقول الطّبيب إنّ دمي ملوَّث بالحب. وتقول العرافة إنّ حبّي ملوَّث بالدم. ويقول بائع الجرائد: «تشبه صورتك بالأمس في صفحة الوفيات». ويقول حفّار القبور: «لماذا يتوجّع هذا الميت المجنون؟!» وتقول الملائكة: «ألم نحذّرك من تلك الجلطة العاطفية؟!». وتقول الديدان: «هذا جسد مغشوش بأنوثة غادرة». وتقول الرائحة: «أنا رائحتان». ويقول الحبّ: «أخرجوني من هذا الغبي، إنّه يصدق كلّ شيء».
ويقول الله: «اعزلوه بعيداً عن بقية الموتى».
فاطمة قنديل
كل ليلة أخلع قلبي – كأيّ عجوز يخلع طاقم أسنانه – وأضعه في كأس ماء وأتأمّله طويلاً ثم أكتب. أحياناً أشبك كفي وراء رأسي وأمدّد ساقيّ على المكتب وأتأمّل الكتب المكدّسة كأفق يحتشد بالنجوم. ليست الصورة قاتمة إطلاقاً
فأنا والشِّعر نتشارك أيضاً – كل صباح - بقعة الشّمس الدافئة في الشرفة الواسعة
لدار رعاية المسنين التي نسكنها معاً.
الجنازة
أحمد يماني
مات تشيمو هذا الصباح.
تشيمو ليس صديقي. لكنّه مات.
كان يتحدّث بلا انقطاع كمن يسدّد ديناً قديماً للكلمات
التي على وشك أن تهجره.
غداً سألبس معطفي الأسود وأمضي إلى الجنازة
وعندما أعود إلى البيت سأبتسم لنفسي.
اليوم مات تشيمو،
أحد معارفي،
وها أنا لم أعد غريباً في هذه البلاد.
علية عبد السلام
سأقلّد فتاة صغيرة
تتوهّم أنها صخرة
وأحراج
وحيوانات مفترسة
وأنّها خوف لن يبلغ منتهاه
وأنّها ظلمة خالصة
من أيّ توجّس
وأنّ السخونة
التي تعتلي ركبتيها
دم
وأنّها فتاة صغيرة
تحبّ
أن تلعب.
إبراهيم المصري
إذا كان الشّعر
لحظةَ استرخاءٍ عميقة
بعد الغرق
فإنّه أيضاً
اللحظةُ التي
يرى الغريقُ فيها كلَّ شيء
إلَّا يداً ممدودةً لإنقاذه.
.........
أحدهم... يكتبُ الشعر
وآخر... يقرأه
وثالثٌ لا يهتم بالاثنين
مُحتفظاً بمنجمهِ
من الشعر الخام.
.........
لا يترك أحدكم
كتابَ شعرٍ مُغلقاً
الشعرُ يحيا...
في الهواءِ الطلق.
عاطف عبد العزيز
أخيراً، تذكَّرتُ النِّفايات!
فكَّرتُ في جمعِ النِّفاياتِ من العماراتِ المطلَّةِ على نِيلِ العجوزةِ،
أُصبحُ زبَّالَ المنطقة، وخازنَ أسرارِها.
القُمامةُ، ستكونُ بِلّوْرتي المسحورةَ التي أرى فيها
طوالعَ زبائني ... ونوازلَهم:
قشرةُ الموزِ هذه انتظارةُ غائبٍ،
مزقةُ الفستانِ إطلالةٌ خاطفةٌ علينا من أيَّامِ العافيةِ،
قصاصةُ الورقِ فكرةُ عاشقٍ قد انطفأتْ.
وكلما سألني أحدٌ عن حِرفتي،
قلتُ: «أنا الذي إذا مرَّ بمكانٍ - يا خَلْقُ - صارَ
أجملَ مما كان،
أنا ترجمانُ الرَّوائحِ،
العاشقُ الذي يعرفُ أحوالَ محبوبتِه على البُعدِ،
من أشيائِها المتروكة،
يعرفُ: بمن حلمَتِ البارحة،
ماذا أكلَتْ،
ومتى حاضتْ،
وكيف «أفرغَتْ في الليلِ شهوتَها»
كجنتلمان
محمد خير
لا أحقاد
حقًا
لا رسائل تهديد ليلية
لهاتفك النقّال
لا شتائم سكرانة
ليمسحها البارمان
ولا حكايات مقصوفة
ترهق الأصدقاء
لا وقت لديّ لذلك كلّه
أنا الآن
(سأقرّب لك الصورة)
تخيّلي رجلاً يحاول
- بيدين مستنفدتين –
أن يردم
حفرة في قلبه...
اسمُك أمامي ولا ورد في يديّ
إيمان مرسال
الاسمنتُ الذي يفصلك عني جفّفته السنوات، كان بودّي أن أحفر تاريخ ذلك المساء من 1994، عندما أضأتَ شمعة وثبّتها فوق رواية رديئة. أقف هنا تحت مطرٍ يُذكرني برائحتك، وسائق ينتظرني في مدينة لم أزرها من قبل.
اسمُك أمامي ولا ورد في يديّ.
قلتَ لي إن الشمعة ستنتهي، بينما الرواية الرديئة منها نسخ كثيرة في مخازن الهيئة العامة للكتاب.
قد يكون الموت هو عدم القدرة على تبادل ذكرى مشتركة بين شخصيْن. أنا معك فوق الأرض وليس تحتها أنت. كُمّ قميصك الذي خلعته للتوّ مطويّ تحت فستاني الذي خلعتُه للتوّ وأصابعك الأخرى تحفر في سلسلة ظهري الآخر، نظّارتانا كانتا على صينيّة القهوة يا أخي، كأنهما تحدّقان في كل الذي حدث في المستقبل.
عيد الحُب
محمود خيرالله
حتى اليمامة،
تأتي كل ليلة
مع عشيقها،
إلى حُفرةِ في الجدار،
حيث يعبرُ سِلك «التكييف»
الخاص بغُرفةِ نومي.
هدى حسين
أتعرف يا أخي
الحياة بسيطة جداً
بساطة أغنام ترعى في صحراء
لا طعام لها
ولا عصا لك.
عصام أبو زيد
أوصاني أبوكِ يا زُبيدة بأن أشتري لكِ البحرَ مع البيوتِ القريبةِ الملونة
مع راكبِ الدراجةِ الهوائيةِ وهو يرفرفُ في الجاكيتِ الشاموا الأخضرِ والجلابيةِ البيضاءِ المضيئةِ عاقداً رأسه بالصداعِ والأمل.
وقالَ لي لا تعدْ إلى البيتِ قبلَ أن تودعَ الصخرةَ والشجرةَ والكلبَ الناعسَ العجوز
وكُنْ لطيفاً معَ الحصانِ لأنَ ساقَهُ تحطّمت تحتَ عجلاتِ عربةٍ غادرة
واسألْ صانعَ الصحونِ الخوصِ هل عادت زوجتُهُ إلى كتابةِ الشعرِ ثانيةً
هذهِ المرأةُ ليست من بلادنا، لكنها تكتبُ الكلامَ في هيئةٍ غريبةٍ
وكثيراً ما رأيناها عاريةً تجري على رمالِ الشاطئ.
وأوصاني بأن أصنعَ لكِ من الحلوى طائرةً حربيةً معَ كاملِ ذخيرتها الحية
معَ الهواءِ الذي يتفتّتُ بعد رحيلها والضحايا الذين يسقطون.
إبراهيم داود
الموَدّةُ لا قيمةَ لها
في الرّحلاتِ القَصيرَةِ
لأنَّ القطاراتِ تغيَّرَتْ
هي الأخرَى تغيّرتْ
تأخُذُ الناسَ
إلى حيثُ لا يُريدُونَ
والإيقاعُ الذي كانَ يُمسِّدُ أرواحَهُم كي ينامُوا اختَفى
وظهَرَ جيرانٌ كثيرونَ في السَّفَرْ
ينتظرونَ نزولَكَ
في المحطةِ التاليةْ.
علي منصور
يوم بعيد
مشيتها تماماً، من الخلف
تنورتها... القصيرة الملونة
حقيبة يدها،
والشارع ذاته
يا إلهي!
حتى السماء ملبدة بالغيوم
مثل ذاك اليوم!
... بعد قليل - على الرصيف ذاته - بائع الكولا
ربما لا يزال هو نفسه...
البائع العجوز
خلفه - تماماً - يبدأ الممرّ
الممرّ الصغير بين العمارتين ذاتهما
هنالك المقاعد القديمة
والظلال الدائمة.
ترى.. من ينتظر هناك الآن - بذات اللهفة -
غافلاً عن لذة المستقبل!
سامي سعد
بعدما نفرغ من الصلاة والتراتيل
نحدّق طويلاً في صمت
أجلس على العشب خاشعاً
يتأملني الله
أتحدث عنك.
نمر
خالد السنديوني
لو تحدّث ضحاياه لقالوا:
صَعقَتنا جوهرتان من العالم السفلي
وأخذنا جماله
قبل أن تغمرنا وحشيته
وما من فريسة وهو يفتك بها
إلا تمنت فقط
لو يبتسم.
عزمي عبد الوهاب
كلُّ مَن عَرفتْهم تَخلّوا عنَها بِمَوتِهم
وأنَا لنْ أموتَ
لأنَّها أوْصَتنِي بِدفْنِها
فِي مَقابرِ العَائلةِ.
عيني اليمنى
ياسر عبد اللطيف
تماماً كجدي لأبي
تعاني عيني اليمني من ضعف حاد في البصر
أقعدها وفقاً لـ «قانون الوراثة» عن الحضور
هي تقريباً لا ترى
سوى مخروط، زاويته لا تتعدى العشرين درجة
على أقصى يمين اللقطة
هي تقريباً عمياء
لكنها باقية في وجهي
تُقسم للعالم أنّني لست أعور
وأنّ وجهي قد يمرّ
كعملةٍ لا تحتوي على عيب فادح
في اقتصاد الوجوه
أنا وعيني اليمنى
نمرّ معاً في الحياة...
جرجس شكري
في الكنيسة الفارغة
إلهُ حزين
يشكو ضجرَه للمقاعد.
شموعٌ تحترق بلا مصلين
في الكنيسة الفارغة
الوحشةُ والصلاة
يجلسان معاً
في مقعد فارغ.
كمال عبد الحميد
مُبَكِّراً
أموتُ على يديكِ
أخسرُ كل نهاياتي
التي دبّرتها لنفسي
في الخفاء.
جيهان عمر
يغمض عينيه
يتخيّلها امرأةً أجمل
تغمض عينيها
تتخيّله
رجلاً
يحبّها.
فتحي عبد السميع
لا شكَّ أنني كنتُ صبياً شقياً
أصعَدُ النخلةَ
وأصطادُ الزنابيرَ
أعتبِرُ السعفةَ فَرَساً
وأرمَحُ بها في الشوارعِ
أغيبُ في الزراعاتِ
كي أُنعِشَ جسدي في حضنِ الترعةِ
وأملأ حِجْرَ أُمِّي
بالثمارِ التي اكتَمَلَ نضجُها
وخَشِي التُّجارُ فسادَها في الطريق
لا شكَّ أنني كنتُ صبياً جميلاً
غيرَ أني لا أذْكُرُ شيئاً
قبْلَ اشتعالِ النارِ في بيتِنا
وخروجي منها
بلا أهلٍ
ولا ذكريات.
عذوبة
مهاب نصر
«من أين يبدآن؟»
لم يكن ذلك هو السؤال الصحيح
على الأقل لم يعد.
كانا قد بدآ بالفعل،
ولهذا توقفا خائفين،
توقفا طويلاً.
لم يكن هناك ما يقال.
نعم.
في الحبّ فقط،
يمكن أن يصبح العجز
نزيهاً وحقيقياً
ولا يعود الواحد قادراً على تحريك سبابته
كأن العالم كله
يقف على طرفها.
غادة نبيل
تركت ورائي الجزيرة
والحنطور وكتب معمار العاصمة
تركت الأهرامات
والتفاح الأخضر على الشاطئ
والنبتة التي زرعها لي البستاني
في الحديقة العامة وأنت معي
تركت مارينجو
وعطر الياسمين
وطوطم الأفغان
وحدي
أحدد مواضع المدن التي ستبنى
بضربة قدم
وأمشي
أحكّ الوجوه
وأبحث عن الرّقة.
رنا التونسي
كانت تسألني:
- ما معنى يعتليها
وكيف تختبئ الفراشات في العين
ولم يكن لديّ بدوري إجابة
سوى:
- إننا على وشك حرب
يا صغيرة.