hassanbalam ® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2014-03-05, 3:01 pm | | شعر جلال الدين الرومى مختارات من شمس تبريز لمولانا جلال الدين الرومي
جلال الدين الرومي، المشهور بـ«مولانا»، ولد في الطرف الشرقي للإمبراطورية الفارسية، في ما يُعرف الآن بأفغانستان، في مدينة بلخ سنة 1207م. الرومي سليل فقهاء كبار. هرباً من ظلم الاجتياح المغولي نزحت عائلته إلى أن وصلت مدينة قونيا بتركيا. ومن طرائف ما يُروى أن الصوفي الكبير فريد الدين العطار صاحب «منطق الطير» شاهده في دمشق يسير خلف أبيه، فقال: «محيط يسير خلف بحر».
تابع مولانا جلال الدين الرومي عمل أبيه كفقيه ومُفتٍ إلى أن حدث الانقلاب الكبير في تاريخه الشخصي وتاريخ التصوّف وتاريخ الشعر، وكان ذلك عام 1244م حين التقى بشمس التبريزي، فترك وقار الفقيه الشيخ، وساح مع ألحان الناي، يرقص ويحضر في ذرات الكون روحاً صافية وشعراً عظيماً. كتب مولانا في هذا الصحبة، وتشريفاً لها، آلاف القصائد والرباعيات. وحين غُيِّب عنه حبيب قلبه شمس التبريزي (قيل قُتل) بحث عنه طويلاً. كتب مولانا كتابه العظيم الآخر «المثنوي»، الذي ترجم الدكتور عبد السلام كفافي المجلدَين الأولَين منه في سبعينيات القرن الماضي، وترجمه كاملاً تلميذه الدكتور إبراهيم الدسوقي شتا في ستة مجلدات ضخمة. ثمة ترجمات عدّة إلى العربية لمختارات من الديوان الكبير، «ديوان شمس تبريز». وهذه ترجمة أخرى أقدمها لمختارات من هذا الشعر الكوني، عن الإنكليزية من ترجمة الأميركي كولمان باركس والتي هي من أحسن الترجمات في اللغة الإنكليزية.
حان الوقت
حان الوقت لننضمَّ إلى مجانينك
المكبّلين معاً بالسلاسل.
حان الوقت لنكون أحراراً تماماً، ومنبوذين.
حان الوقت لنهب أرواحنا،
لنشعل النار في الهياكل ونركض في الشوارع.
حان الوقت لنتخمَّر.
كيف نتركُ حوض العالم ونذهب إلى الشفة؟
علينا أن نموت لنصير بشراً حقيقيين.
علينا أن نتغيّر رأساً على عقب
كمشط في قمّة شعر امرأة جميلة.
انشرْ جناحَيك كشجرة ترتفع في الحديقة.
بذرة ملقاة على الطريق،
حجر يذوب إلى شمع، شمعة تصير عثّاً.
على رقعة الشطرنج يبارك الملك ثانية بملكته.
حين تقترب كثيراً وجوهنا من مرآة العشق،
علينا ألا نتنفَّس،
أن ننتقل إلى مكان نقي حيث كان المبنى
ونتحسّس الكنز المخبَّأ فينا.
بلا بداية أو نهاية،
نحيا في العاشقين كما الحكاية التي يعرفونها.
لو أنتَ المفتاح،
سنكون أوتاد القفل.
عاشقٌ أنتَ، والعشق خمّارة
كلّ لحظة يصل العشق من كل جانب
لا مزيد من الفرجة.
نرحل من أجل فراغ نقيّ،
السفر مع الأصحاب الذين عاشرناهم ذات مرّة،
ما بعد الملائكة، ما بعد الروحانية، إلى مدينة العظمة مدينتا.
حمِّل. قلْ وداعاً لهذا المكان المغبر،
حظّ فتيّ يسافر أمامنا.
التنازل عن الروح أساس عمل هذه القافلة،
بوجود المختار دليلاً،
الذي جاء القمر يستجديه.
صبيّة متواضعة، رقيقة تتبع عطر شعره.
ينشقُّ القمر. نمرُّ عبره،
طيور الماء ترتفع عالياً لتبحث عن بحيرة أخرى.
أو قل إننا نعيش في بحر العشق،
حيث تعمل الثقة لسدّ قارب الجسد،
لتجعله يدوم لبرهة،
إلى تحطم السفينة المحتوم،
الزواج الكلّي، الموت - الاتحاد.
ذُبْ في الصحبة كسكرانَين يختصمان.
لا تبحث عن العدالة هنا
في الغابة تمنحك روحك الحيوانية
نصيحةً خبيثةً.
اشربْ ما يكفي من الخمر حتى تتوقف عن الكلام.
عاشق أنت، والعشق خمّارة
حيث لا أحد يقوم بعمل ذي معنى.
حتى لو أن الذي تقوله شِعراً
سميكاً كسماكة أكياس سليمان المليئة بالذهب،
لا مغزى له.
تلك أسماؤنا أيضاً
نحن موجة الدفء
في شتاء عنيد.
نحن الشمس،
بكل ألوان الضوء.
نحن الريح.
اليمامات عندما تصيح «كو»،
أين،
تبحث عنا.
العنادل والببغاوات
تبدّل أماكنها
آملة أن تكون قريبة منا.
وصلت كلمة منّا
إلى السمك.
مالت وقفزت.
مِن تلك الإثارة
تواصل الأمواج المجيء.
وأُعطيتْ للروح آذان
لتسمع الأشياء
التي يعجز العقل عن فهمها.
في عالم الروح العظيم،
اسم «محمد»
يُنادَى مع أصحابه الأربعة،
أبو بكر، عمر، عثمان، وعلي.
تلك أسماؤنا أيضاً.
خرجنا من العبودية
بأكوام من قصب السكَّر.
لا حاجة لذكر مصر.
حلاوة حديثنا معاً
هو ما نلوكه ونُحضِّره للعالم.
القدح والجرّة والنهر
البعض يتحدّث عن
القدح والجرّة والنهر
وكيف يعتمد كل منها على الآخر.
ما يسيل في النهر
يملأ القدح،
لكن الخزّاف فقط
مَن يعرف حال القدح.
واحد يشرب من الآخر.
نعلم ما كان
في ماذا
بمَ ترسَّبَ.
بعض الناس السذّج
لم يقتربوا بما يكفي
ليشمّوا المِسك،
هم غير قادرين على الحكم.
مع ذلك يفعلون،
وآخرون يكرّرون
جهلهم.
ماذا نُسمِّي ذلك؟
مرّة أخرى
عطر من جرّة
يقود آلاف الأتراك إلى الجنون،
وكذلك الهندوس،
أو ساحرة تَركَب الجرّة
من مدينة إلى مدينة
ساحرة تضحك على
ساحرات بدون جرار.
حسناً أن تتبع عطراً
تمسكه بنفسك
على طريقك، وحيداً.
دعه يأخذك إلى وجه
مَنْ هرب
من الجرار والأقداح.
لقد سمعت القول القديم
بين السكارى،
أنا عمّ الجرّة.
جدْ واحداً مثل هذا
واجلسْ بجانبه.
لن تكون هناك
ثرثرة غير خبيرة،
ربما لا كلمات.
يترسَّب الصمتُ
في الجرّة الفارغة
كعطر،
كنهر
في فيضان ربيعي.
تلك هي الجرّة
التي كنتَ تبحث عنها.
أنت أيها الفقير، استرخِ قليلاً
أنت أيها الفقير، استرخِ قليلاً.
عقولنا قد توجَّهت إلى الملجأ.
حافّة الجرّة،
الأحمرُ المعتم،
المدينةُ تحترق.
هذا المشط لا ممسك له،
أسنان كلّه.
كل لحظة شمعة
هناك عثّ جديد.
بعض الناس عندما يسمعون
كيف
يجنّ العقل في العشق،
يغلق.
تنقبض قلوبهم.
بلبلة مستسلمة
من بغض الفكر لها
يبتكر مفتاحاً مصنوعاً
من النار
ليحطم
القفل،
الباب،
وكل البيت.
قد مضى من قبل،
جنون العشق
ولم يتبقَّ شيء،
لا حجرات،
لا باب،
لا قفل،
فقط
ملجأ الأصدقاء هذا
المستهوي الساقط
الذي نُسمِّيه شمساً.
لا موت للعاشقين
الحزن الرهيب أنكَ بشر،
لنشربه كلّه، ولكن بفرْقٍ.
نجلس مع الجنيد والبسطامي.
القمر الصاعد لا يمكن تغطيته بسحابة.
لا موت للعاشقين.
مَن الأنا؟
صبيّة رقيقة
تنسلّ إلى الخارج
عندها نسلّ سيف عمل نكران الذات.
هذه الأرض تأكل الرجال والنساء،
مع ذلك بُعثنا لنأكل العالم،
هذا المكان الذي يحاول خداعنا بـ غداً.
انتظر إلى الغد،
الذي نغلبه بالاستمتاع بالآن فقط.
نجتمع في الليل لنحتفل أننا بشر.
أحياناً ندعو الخارجين على القانون إلى الدفّ.
يشرب السمك البحر،
ولا يصير البحر أصغر.
نأكل الغيوم وضوء المساء.
نحن عبيدٌ نذوقُ الخمر الملكي.
جرّة النبيذ في يمينه
روح هذه الجماعة قادمة نحونا،
الشمس على جبهته،
جرّة النبيذ في يمينه،
خطوة بخطوة.
لا تفسد هذه الفرصة
بالتأدُّب والأماني السهلة.
العون الذي طلبناه موجود هنا،
الدعوة للانضمام إلى الأرواح العظيمة.
كل مكان نجتمع فيه
يصير طقساً
على الطريق إلى الكعبة، ما يعني:
اعبرْ سريعاً خلل كينونتك إلى الغياب.
ذاتُ اسمك والشهرةُ يحميانك
مع عروة جديدة كل لحظة.
الهويَّة الشخصية
غمد.
خالق ذلك،
سيف.
حدّه ينزلق إلى الداخل
ويُوحِّد، الغطاء المتهالك
فوق الصلب اللامع،
عشق يُطهِّر عشقاً.
كنتُ ذات يوم غصناً
أخضرَ في الريح
هل تسمع
ما تقوله الآلة الوترية
عن الشوق؟
الشيء ذاته كعود،
كنتُ ذات مرة
غصناً أخضرَ
في الريح.
كلنا بعيدون
عن وطننا.
اللغة
جرس قافلتنا.
لا تتوقف في
أي مكان.
لحظة أن
تتعلّق بمكان،
يُصيبك
الملل منه.
فكّر في التغيرات الكبيرة التي أنجزتها،
من خلية واحدة إلى بشر سويّ.
أبقِ قدمك خفيفةً،
واستمرّ في المسير.
التركي،
العربي،
اليوناني،
كلّ لسان
ريح كانت ماءً.
كما يحمل النسيم
البحر في داخله،
لذا
تحت كل جملة،
«عُدْ إلى المصدر».
العثّ
لا يتجنَّب اللهب.
الملك
يعيش في المدينة.
لِمَ
أحافظ على
رفقة البوم
في المباني الخربة؟
إذا تصرَّف حمارك بجنون ولم يعمل،
استعملْ سوط الثور على رأسه.
سيفهم.
لا تحاول ملاطفته
ليعود إلى رشده.
اضربْه.
الأشجار
الربيع،
لا أحد يبقى ساكناً،
مع كل الرسائل
التي تصل.
نخرج كأننا ذاهبون
للقاء زوّار،
ورود برّية،
أزهار الماء.
ترتخي عقدة محكمة.
شيء ما
كان قد مات
في ديسمبر
يرفع رأساً ويتفتّح.
الأشجار،
القبيلة تجمعها.
مَن لديه فرصة ضدَّ
حشدٍ فخمٍ كهذا؟
قبل هذه القوّة،
البشر كرات جاهز للقطع،
هاموش يطوّح به بعيداً.
الأشجار في صلواتها، الطير في مديحها
إلهي، للهواء رائحة طيّبة هذا اليوم،
مباشرة من غموض أعماق الريف،
رشاقة كألبسة جديدة قُذفت عبر الحديقة،
طبّ مجاني لكل واحد.
الأشجار في صلواتها،
الطير في مديحها،
أوائل البنفسج ساجدة.
كل ما يأتي من الكائن
يعلق في الكائن،
محتاراً، ناسياً
طريق العودة.
رجل يلتفت
ويرى ولادته
يجرُّ نفسه بعيداً
عن الآخرين.
يمتلئ بالضوء،
والألوان تتبدَّل هنا.
يتجرّعها،
وكلّ واحد يسطع بجماله.
لا أقدر على القول
أنني أشعر بألم الآخرين،
عندما يبدو العالم كلّه
بالغ العذوبة.
وجهاً لوجه مع أسد،
أصيرُ لبوة.
أخرج من بيت المال،
أشعر بالسخاء.
كل من بقي صاحياً في هذا الطقس
لا بدَّ أنه خائف من الناس،
خائف مما سيقولون.
يكفي كلاماً.
لو نأكل الكثير
من الخضار،
سنفوح كما تفوح
الخضروات.
_________________ حسن بلم | |
| |
hassanbalam ® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2014-03-09, 6:54 am | | http://www.4shared.com/file/45760446/9fcbaedd/___.html
رباعيات جلال الدين الرومي أعظم شعراء الحب الالهي
هذه الرباعيات نوجز حساسيته الشديدة للمسافة بين < الأنا> الصغيرة في الحياة اليومية والذات الالهية . مأخودة من كتاب ( في التصوف الاسلامي ) للعلامة المستشرق نيكولسون .
رباعيات
قطفت هذا الصباح من البستان بعض الورود وخفت أن يكون رآني البستاني . لكنني سمعته يقول لي في لطف ما قيمة بعض الورود أنا البستان كله أعطيك *** كيف يمكن الابتسام ان لم أر بسمتك الروح أسيرة هذه البسمة التي بلا شفتين أو أسنان فارأف بمن يرون بسمتك لكن هذه البسمة تخفى على أعين البشر *** يطلع الكلام القاسي من شفتيك يا جميلتي كياقوت أحمر جوهره من لهب أي شئ عجيب في عذوبة هذا الكلام ألا يعذب مر النسيم على الزهور *** حين تحرك الريح ضفائر شعرك يتمنى لك القمرعمرا مديدا في القلوب فيا واهب المشورات ستنسى نفسك ومشوراتك اذ تعرف نفسك ما ذاقه قلبي *** يا جمالا بقامة السرو أيمكن ريح الخريف أن تصفعك وألا تؤذيك أعين الاشرار يا عين العالم يا أنت ياروح الأرض والسماء أيمكن أن تعرف الرحمة والسلام فقط *** تقول لي ثمة قمر مخطئ انت ما القمر تقول لي ثمة ملك خطأ ايصا ما الملك تعيد على مسمعي غاليا ها أنت تنهض متأخرا حين في معية الشمس تكون فما التأخر *** ثانية من عمر الا نسان تعدل العمر كله شعرة من شعره تعدل كنزا وبشر أيضا ذاك الذي يثب بكلامه ان عدم رؤيته فقدان مملكة *** من يتحد به حبك لحظة ففوق رأسه يقال علق الخطر منصور (الحلاج) أفشى سر هذا الحب فعلق بحبل الغيرة عنقه *** قلب الانسان شمعة مهيأة للنفاذ المزق يسبب الانفصال عن الحبيب مهيأ للخياطة يا أنت من يجهل الصبر والحرقة الحب حتما آت لا يمكن تعلمه *** جاءني الحب وكالدم يسري في عروقي وجلدي فأفرغني وطفحني بالحبيب وغل الحبيب في كل جزيئات جسمي فلم يبق غير الاسم مني وكل ما تبقى ليس الا ( ه ) *** كلا منا العذب الذي تبادلناه أودعته القبة الزرقاء في قلبها الخفي ويوما ما ستسكبه كالمطر وينمو سرنا في سعة العالم *** في مستودع السكر يطن الذباب متى مستودع السكر يخشى الذباب وذلك الطير حط على الجبل ثم طار فما حمل اليه وما منه انتزع *** يا أنت ذا الفكر المقيد هل قدماك طليقتان أخيرا أدركت أن الحركة أيضا سر في الحركة تصبح الحرية أكيدا بلا اسار لذا ماء البئر والطل مختلفان *** يطير طائر سموي نحو الجهة الا خرى من العالم في اتجاه اللا اتجاه يطير من بيضة السيمورغ كان مولده فالى أين يطير فل لي ان لم يكن نحو السيمورغ *** عندما يمني عصر يسود الأيام ليس البطل من يبلغ بعد الصيت فان تطلب اللؤلؤ عليك بالغوص في عمق البحر فما على الشاطئ غير الزبد *** كثيرون من العشاق يأتون حيك والدم في قلوبهم يسرب من عيونهم ثم يرحلون وحدي عند أعتابك أبقى كالغبار فيما الآخرون يأتون كالريح ويمضون *** لقد أتى ذلك الذي لم يغادر قط ذلك الماء لا يحطئ أبدا جدوله مذخر المسك هو وعطره نحن هل رأيت المسك يوما عن عطره منفصلا *** ان تكن تبحث عن مسكن الروح فأنت روح وان تكن تفتش عن قطعة خبز فأنت الخبز وان تستطع ادراك هذه الفكرة الدقيقة فسوف تفهم ان كل ما تبحث عنه هو أنت *** أيها البشر الأتقياء التائهون في هذا العالم لم هذا التيه من أجل معشوق واحد ما تبحثون عنه في هذا العالم ابحثوا في دخائلكم فما أنتم سوى ذلك المعشوق *** حين أناديك يا أنت فندائي بيني وبينك حجاب ضياء وجهك لوجهك حجاب تخيل شفتيك يحرمني من شفتيك صورة شفتيك لشفتيك حجاب *** لا لاتقل لا وجودلأولئك الحجاج الذين كالمسيح لا تبصرهم عيوننا لأنك لست قريبا من الأسرار تظن الآخرين على مثالك *** يا سيدي لا تسلمني الى اغواء النفس لا تتركني مع أي سواك لخوفي مني أسرع اليك أنا لك فأعدني الي *** محطمون اليوم نحن محطمون كسائر الأيام لن ننجو من البحر حتى يوم القيامة وأقبل ضوء القمر ليلة لاغتيال النوم فضوء القمر لا يرهب سفك الدماء *** الى متى أخبر ألوان هذا العالم وعطوره حان الوقت لأرى وجه الحبيب فاذا أراه أرى صورتي واذا رآني أرى صورته *** من رأى شيئا في الحقيقة يوجد ولكن لا يتجلى من رأى الذي يتجلى في القلب ولكن ليس على الشفاه من رأى الذي هو خقيقة العالم ولكن ليس في العالم من رأى في الوجود واللاوجود كهذا اللا وجود *** أنا العنب وأداس بالأقدام حيث الحب يجذبني أدور قلت لي لم حولي تدور ليس حولك ذلك الدوران بل حولي *** في بحر الأمانة ذبت كالملح لم يبق كفر ول ايمان شك ويقين يشع في قلبي كوكب تختيئ فيه السبع سموات
*** ولد جلال الدين الرومي عام 1207 في (بلخ) التي تدعى اليوم أفغانستان وفي سن مبكرة تركت عائلته بلخ بسبب الغزو المغولي واستقرت في (قونية) تركيا الآن والتي كانت عاصمة الإمبراطورية السلجوقية. كان والده رجل دين عظيم وأستاذ فقه حيث درس في جامعة قونية . تلقى جلال الدين تعليمه الروحي المبكر تحت إشراف والده بهاء الدين وبعد ذلك تحت إشراف صديق والده سيد برهان الدين البلخي. كانت الظروف التي أحاطت مشروع بهاء الدين في تعليم ابن صديقه الحميم طريفة , كان برهان الدين في بلخ حينما أحس بموت صديقه بهاء الدين ولذلك أدرك بأنه يجب عليه الذهاب إلى قونية لكي يضطلع بتربيةجلال الدين الروحية.
لقد وصل إلى قونية حينما كان جلال الدين في الرابعة والعشرين من العمر وقد استمر بتدريسه لتسع سنوات
(علم النبوات و أحوالهم ) ابتداء بأربعينيات صارمة من الرياضات والصوم . خلال هذه الفترة قضى جلال الدين
اكثر من أربع سنوات في دمشق وغيرها حيث درس مع نخبة من اعظم العقول الدينية في ذلك الوقت .
بمرور السنين تطور جلال الدين في كلا الجانبين , جانب المعرفة وجانب العرفان. في النهاية أدرك برهان الدين انه أكمل مسؤولياته تجاه جلال الدين وأراد أن يمضي البقية الباقية من سنواته الأخيرة في عزلة وقد أخبر جلال الدين بذلك قائلا ( أنت مستعد الآن يا ولدي وليس لك نظير في أي من حقول المعرفة , لقد أصبحت أسد المعرفة , وأنا أسد نفسي وكلانا غير محتاج هنا , ولذلك أريد الذهاب , وأكثر من ذلك سيأتي إليك صديق عظيم , وسوف يكون أحدكما للآخر كالمرآة , سوف يقودك إلى الجوانب الأعمق من العالم الروحي مثلما ستقوده أنت , كل واحد منكم سيكمل الآخر , وسوف تكونان اعظم صديقين في هذا العالم.
وتلك إشارة بقدوم شمس الدين التبريزي الحدث المركزي في حياة جلال الدين. في عمر السابعة والثلاثين التقى مولانا بالدرويش الجوال شمس الدين التبريزي وقد كتب الكثير عن هذه العلاقة وقبل هذا اللقاء كان جلال الدين أستاذا بارزا في العلوم الدينية وعلى درجة عالية من التصوف وبعد هذا اللقاء أصبح شاعرا ملهما وعاشقا كبيرا للإنسانية.
لقد كان شمس الدين الحريق وكان جلال الدين من امسك النار , لقد كانت صحبته قصيرة على الرغم من أن
كلا منهما كان مرآة حقيقية للآخر لكن شمس الدين قد اختفى لمرتين, ففي المرة الأولى عثر عليه سلطان ولد
ابن جلال الدين في دمشق والمرة الثانية كانت الأخيرة , والحقيقة انه ربما يكون قد قتل على يد البعض من
تلامذة جلال الدين الذين كانوا مستاءين من تأثيره على جلال الدين.
لقد كان جلال الدين رجل علم وقداسة قبل التقاءه بشمس الدين التبريزي لكن بعد كيمياء تلك العلاقة اصبح
قادرا على تنفيذ نبؤه أستاذه برهان الدين بأنه أصبح (يغمر أرواح الرجال بحياة جديده من الذوبان اللانهائي
في الله وأن يعيد إلى الحياة ما هو ميت في هذا العالم الخاطئ ...من خلال المعنى والحب)
بعد أكثر من عشر سنين على لقاء شمس الدين استطاع جلال الدين أن يؤلف الغزليات تلك التي جمعت في
مجلد كبير سمي ب(الديوان الكبير) .
في تلك الأثناء تطورت علاقته الروحية بأحد تلاميذه ويدعى حسام الدين , في أحد الأيام وحينما كانا يتجولان
في أحد بساتين الكروم في قونية طرح حسام الدين الفكرة على جلال الدين قائلا( لو استطعت كتابة كتاب مثل
الهي نامه لسنائي أو منطق الطير لفريد الدين العطار فسوف تكون مصاحبا للكثير من الغجر الرحل (التوربادور)
فسوف يملئون قلوبهم بأشعارك ويؤلفون الموسيقى في مصاحبتها )
عند ذلك أبتسم جلال الدين وأخرج من عمامته قطعة من الورق مكتوب عليها أول ثمانية عشر بيتا من المثنوي
والذي يبدأ ب...........
( أصغ إلى الناي وهو يقص قصته
وكيف يغني ألم الفراق.........)
لقد بكى حسام الدين من الفرح وتوسل بجلال الدين أن يكتب اكثر وقد رد عليه قائلا ( إذا وافقت أن تكتب
لي فسوف انشد ) وهكذا كان فقد ابتدأ مولانا في بداية الخمسينيات من عمره يملي هذا العمل الضخم كما
وصفه حسام الدين قائلا( انه أي جلال الدين لم يمسك أبدا بقلم في يده حين تأليف المثنوي وأينما أراد أن
يملي سواء في المدرسة أو في ساحات قونية أو في بساتين الكروم فكنت اكتب ما يملي علي وبالكاد أستطيع ملاحقته لأنها تستمر ليلا ونهارا ولبضعة أيام وفي أوقات أخرى لا يؤلف شيئا لعدة شهور ومرة استمر الحال لمدة سنتين لم يؤلف شيئا وفي كل مرة يكتمل جزء كنت أعيد قراءته عليه لكي يستطيع تصحيح ما كتب.
يعتبر المثنوي أفضل عمل روحي كتبه إنسان ,فمحتوياته تتضمن كل أطياف الحياة على الأرض , كل فعالية من فعاليات الأنسان , الدين , الثقافة , السياسة , الجنس , الأسرة . كل تنوع في شخصية الأنسان , من المتشرد إلى صفوة القوم , كذلك يتميز بالغزارة والتفاصيل الدقيقة في العالم الطبيعي من التاريخ والجغرافيا . وكذلك فهو يمثل البعد العمودي من الحياة من هذا العلم الرتيب إلى أعلى مستويات الميتافيزيقيا والمعرفة الجمالية . توفي مولانا جلال الدين الرومي في 17 ديسمبر عام 1273 وقد تبعه خمسة من أصدقائه المخلصين وقد سميت تلك الليلة ليلة الاتحاد ومنذ ذلك الحين ودراويش المولوية يحتفلون بتلك الليلة بالأذكار وقراءة المثنوي الذي سماه الشاعر الفارسي عبد الرحمن الجامي (قرآن الفارسية) .
(1)
الزمن يجلب النهاية الخاطفة
لما تبقى من الرجال المندحرين
وذئب الموت سيمزق عما قريب
هذه الخراف المسكينة .....
(2)
شاهد , كم بفخر يذهبون
برأس مرفوع
حتى يأتي مصيرهم بضربة مفاجئة
تلقيهم أمواتا ............
(3)
أنت الذي أحببت حياة الغراب
برد الشتاء وثلج الشتاء
منفي أبدا من وديان
الورود الحمراء , والعنادل .........
(4)
خذ هذه اللحظة إلى قلبك
وعندما ستغادرك
ستظل تبحث عنها طويلا
كما لو إنها تختفي
مع مئات المصابيح والعيون .
(5)
الراكب السماوي مر
ارتفع الغبار في الهواء
لقد أسرع, لكن الغبار الذي اختاره
مازال معلقا هناك .
مستقيمة ستكون رؤيتك
ولن تلتفت يمينا أو يسارا
غباره هنا وهو في الأبدية .
(6)
من الذي قال إن الروح الخالدة تموت
ومن يجرؤ على القول
أن شمس الأمل تغيب
عدو الشمس هو فقط
من يقف على السطح
رابطا كلتا عينيه صارخا
انظروا, الشمس تموت
(7)
من الذي أطلق الروح
قل لي , من هو ؟
من أعطى في البدء
هذه الحياة لي ؟
من يتلبس , حياة الصقر
ووهبني لبرهة عيوني
فسوف يطلقني
لأصطاد جائزتي
(
كملح يذوب في المحيط
ابتلعت في بحر الله
الأيمان الماضي , الكفر الماضي
الشك الماضي واليقين الماضي
وفجأة اشرق في صدري نجم لامع
واختفت في ضؤ ذلك النجم
كل شموس السماء .
(9)
الزهور تتفتح كل ليلة في السماء
والسلام في الأبدية في سلامي مع نفسي
مئات الحسرات تظهر من قلبي
وقلبي , مظلم وبارد
يضطرم من تنهداتي .
(10 )
انه راحة روحي
ويرحل طائفا حول قلبي
حول قلبي يدور روح الرحمة
ضاحك من سريري الترابي
كالشجرة ارفع رأسي
لينبوع المرح الحي
يغسل حولي الأرض .
(11)
نسيم الصباح
يجرجر مسكه بأذياله
عبير ولد من حبي الجميل قبل أن يبور العالم
لا مزيد من النوم : فلتنهض
القافلة تسرع
والعطر الجميل يموت .
( 12 )
إذا رحلت الحياة
فالله يعطيك حياة جديدة
الحياة الأبدية تتجدد
فهذه الحياة من الموت
ينبوع الفساد يوجد في الحب
يجيء, وفي هذا البحر اللامتناهي من الحب يغرق
لقد كنت سعيدا
ارقد في قلب اللؤلؤ
إلى أن ضربت بإعصار الحياة
فركضت في موجها المندفع
نطقت عاليا سر البحر
ورقدت مثل غيمه مستنفذة على الشاطئ بلا حراك .
(13)
انه يوقد العالم لهبا
ويضعني فوق مائة من السنة النيران
تلتف حول محرقتي
وعندما ابتلعني المد المشتعل تنهدت
لكنه وضع يده على فمي بسرعة .
( 14)
مع ذلك جربت كل الطرق لأرضي هواه
كل كلمة من جوابه تشير سيفا
انظر كيف يقطر الدم من أطراف أصابعه
فلماذا يجد من الجيد أن يغتسل بدمي .
(15 )
متذكرا شفتك , اقبل الياقوت الأحمر
لاأملك أن ارتشف , شفتاي لا تمس هذا
يدي المبتهلة لاتصل إلى سماك البعيدة
ولذا فأنا راكع اعتنق الأرض .
( 16)
بحثت عن الروح في البحر
ووجدت المرجان هناك
وتحت الرغوة
كان كل المحيط يرقد عاريا لأجلي
في ليل قلبي وعلى طول الطريق الضيق
شعرت بالضؤ
ارض أبدية من النهار .
طوال النهار والليل لحنٌ نيرٌ, هادىء غناء مزمارٍ لو خبا نذوي --------- مناخل هي الايام كي تصفي الروح تكشف النجس و كذا تُبين النور لثلةٍ يرمون بهاءهم الى الكون ---------- لا رفيق سوى العشق طريق دون بدء او نهاية يدعو الرفيق هناك : ما الذي يمهلك حين تكون الحياة محفوفة بالمخاطر ---------- لو أن روحا لديك , احتسبها أرخ لها ان تعود بكلمة واحدة من حيث جئنا , الآن , آلاف من الكلمات ونأبى أن ننصرف
----------- هل الحياةُ لتفنى ؟ يهب الله أخرى ! مجد المطلق ! وسلم بالمقيد العشق نبع فانغمر كل قطرة تنفصل عمر مستجد ----------- حسبت اني حكمت نفسي فتأسيت على زمان قد مضى اخذاً في اعتباري شيئاً واحداً اعلمه لست أدري من أنا ----------- تتلكأ بعض الليالي حتى الشفق كيما يُؤذن القمر للشمس احيانا فكن مثل قادوس مُترعٍ جرَ دروب الظلام من بئره ثم يصعدها الى النور ----------- لا حب افضل من حب بدون حبيب ليس اصلح من عمل صالح دون غاية لو يمكنك ان تتخلى عن السوء والحذق فيه فتلك هي الخدعة الماكرة ----------- الرفيق يهل على جسدي باحثاً عن مركزه , حين يعجز ان يجده , يستل نصلاً نافذاً في أي موقع ----------- ممتلىء بك عقلاً وروحاً لا مكان لنقص رجاءٍ , او للرجاء ليس بهذا الوجود إلاك ----------- واصل التجوال رغم أنه لا مكان لكي تصل لا تجرب ان تروم مرامي الابعاد ليس هذا لآدمي , فارحل الى باطنك ولا تمل لطريق الخوف يجريك تمضي عليه ------------ عيوننا ما تراك لكن عُذراً لنا : فالعيون ترى مظهراً لا حقيقة , ولو أن لطيفة هذه المنزلة ترجى دواماً ----------- ادرج على الأرض عاري القدمين وأذهلها بالدوار فهي حبلى بالمرح و البراعم ربيع مصطخب يرتقي نحو النجوم والقمر ينشده مما يدور ----------- لا تُسد نصحاً كريماً إلي لقد ذقت من شر الحادثات واحتجزتني في مكان غير معروف ليس لها ان تعقلَ ما حزتُ من عشق جديد ------------ حين تُقيد أنعتق لو تُوبخ أحتفي نصلك المشقوق عشق أنينك أغنية ----------- أنصت الى الاطياف داخل القصائد دعها لتأخذك حيث تريد اتبع تلك الاشارات الباطنية ولا تُخلف مقدمة منطقية ----------- يرجع الليل حيث أتى كلهم عائد عند وصولك إحك لهم كم أحبك ----------- جسمي صغير حتى أن تراهُ بجهد كيف يمكن لهذا الحب الكبير أن يوجد بي ؟ انظر الى عينيك صغيرتان ويمكنهما أن يُبصرا أشياء هائلة ------------ لو تخليت عن عقل لأمكنني تسطير مائة رواية لك ليس من سائل مثل دمعة همت من مقلة لحبيب ----------- أجلُ من يحاولون الخلاص بأنفسهم عن أيما رقود يُخلونَ في الذات جاعلين هناك كينونة الصفاء فحسب ----------- كل يوم بهذا الألم ! إما أنت مستغنٍ أو أنك لا تدري الحب أدون حكاية حبي تشهد المكتوب لكنك لا تقرؤه ----------- إفتتانٌ كثيرٌ لدى بابك كل العناية تربح تلك الطريق فتذكر, رغم اني قد ارتكبت افعال سوء بأنني لا أزال أرى العالم برمته فوق وجهك ------------ لا تدخل علينا دون أن تجلب الالحان نحن في صخب على طبل وناي والمدامة لا تسقى م كروم في مكان لست تحدس ما هو ------------ السر الذي أفشيت , أفشِه ثانية ! لو أنك تأبي , سوف أشرع في الدموع ومن ثم سوف تبوح : السكوت , و استرق السمع تواً لسوف أفشيه مراراً ------------ كنت الوحيد فجعلبتك كي تُغني كنت ساكتاً فجعلتك تحكي الحكايا الطوال لا احد يدري أين كنت لكن الآن يدركون ---------------------------
_________________ حسن بلم | |
| |
₪ عضو نشيط ₪ رسالة sms : عدد المساهمات : 24 نوسا البحر : 2014-04-03, 12:03 pm | | أنا حبيت جلال الدسن الرومى بعد ما قريت رواية قواعد العشق الاربعين | |
| |