أصبح ارتحالى من فصلٍ إلى فصل
حجّة لتدبير الغذاء بقصد ارتحالٍ آخر
وكما تتّجه الطّيور بحكمة
رحت أدبّ من محيطٍ إلى محيط
من القمم إلى الأغصان
من ليلٍ إلى ليلٍ إلى ليل
حتّى ضُربت
بصيت الجنون العذب
بعدما رأينا كيف حكمة الطيور
أذكركم أنّ من طبائع الكائنات
أن تضرّ نفسها
كنت سلحفاة على الحجار
محفورة على الجذوعوالمساند
محفورة على الخواتم
محفورة على كواحل الجبال
ورأيت الفضاء
فرأيت الفضاء
ولما رأيته جميلا
أحببت يمامة حملتنى
وحين أعجبت برائحة الأرض علىّ
حطتنى فى التراب
ورفعت عن اليمامة نفسى
فوقفت فى الفضاء كالرمح
لا عطر, بالفعل, بعد داناى
بين جناحيها وضعت الكنز
وأرخت على ركبتىّ العلم والجهل
وفى فمى خبّأت ملف الحب
وعرفنا الأشياء التى لا تسمّى
كالرمح تجمّدت وعاشت كالبرق
وأنا كدرويش تهورت على التراب
وعلى خيمتى بصار وبهلوان وجوال
وأوتارى تطن كنحلة تعصف بزجاجة
ذكرتكم من طبائع الكائنات
أن تضر نفسها
وأن الكائنات بينها وبين بعضها يمامة وسلحفاة
كما بين يمامة وسلحفاة
قبلة التوحّد الهارب
شفرة المستحيل الكريمة
وزيح الشغف الأزرق
ليصبح ارتحالى من فصل إلى فصل
رجاء لكم جميعا
فأنا أصدق شهادة
فى هذه المسألة المغلقة كالصمغ
الأمية كالسبع
التى لها اسم بسيط بين الأسماء:
الخرافة