خطة ال 100 يوم للخلاص من العادة السرية
أنا أحمد 21 سنة طالب في أحد كليات القمة.. مشكلتي بدأت من 7-8 سنوات من خلال الفضول في البحث عن التغيرات الجسدية خلال هذة الفترة والبحث علي الإنترنت عن كل ما يخص الجنس الإخر، وما يثير الغرائز. و بعد مرور وقت من تلك الفترة وجدت طريقي إلي ممارسة العادة السرية التي كانت في بادئ الأمر شيئا جديدا مسليا وفيه أفراغ رغباتي الجنسية.. لكنني شيئا فشيئا احسست أنها ليست الطريق الأمثل للحياة.. فالحياة لها نمط طبيعي و معروف، حاولت أن اتخلص من هذه العادة تكررت المحاولات وتعدد الفشل، ولكني أصررت مع أي فشل أن أحاول ثانية قائلا لنفسي إذا هزمني الشيطان في معركة فالحرب طويلة و يجب تكرار المحاولات وعدم اليأس. حاولت أن اشغل نفسي بالرياضة و الذهاب إلي صالات الجيم ولكني لم استطع التوقف نهائيا عن هذه العادة، فقد وصلت أقصي فترة توقف 7 أشهر و سرعان ما أعود إليها بعد ذلك. وجب التنويه أن وقوعي ضحية هذه العادة زاد من إصراري علي عدم تأثيرها علي من النواحي الأكاديمية، فقد نجحت وتفوقت ولكن بقي هناك عامل لم استطع تجاوزه وهو أثارها الاجتماعية السيئة والشعور بالانغلاق.. مع تقدمي في السن ظهرت طرق جديدة لإشباع رغباتي و منها التحدث مع فتيات أجانب عن طريق السكايب محاولا إشباع رغباتي من خلال المكالمة التي في كثير من الأحيان تكون فيديو . بعد كل مرة أشعر شعور بالضيق والذنب فأتوب إلي الله واستغفره وادعوه إلي أن ينقذني .. ربما يكون العثور علي صفحتكم هي مساعدة من الله .. ساعدوني أريد حلولا
رد المستشار أميرة بدران
أهلا بك يا ولدي، فسطورك تنبىء عن شخص متميز، وله مذاق خاص بشخصيته، وكذلك قوة الإرادة التي تتهمها الآن بأنها صارت في مهب الريح!، فما يمكن أن يقال على المستوى الأخلاقي أن ممارسة تلك العادة ليست من تمام الأخلاق خاصة للمسلم؛ ففيها إهدار للكثير من المعاني وكذلك لنعم أعطاها الله سبحانه للرجل ليكون مسئولا عن بقاء البشرية فهو يحمل سائل الحياة أمانة لديه، ولكن الأمور لا تقاس فقط عند تلك المساحة؛ ولكن هناك أيادي أخرى متهمة في وصولك لتلك المرحلة من إدمان الممارسة.
فواجبات التربية كانت تقتضي أن يمهدا الأبوين للطفل تلك المرحلة من التغيرات وفهمها والبحث عنها معه ليردوا على أسئلته وفضوله الطبيعي، وكانت مهمة إنخراطك في رياضة وهوايات مهمة مشتركة يفكران فيها معك، وكذلك التغيرات العجيبة في بلدنا ورؤيتنا لفتيات عاريات تقريبا في التلفزيون والمجلات والاعلانات وفي الشارع، والحديث المستمر عن الحب والجنس في كل أغانينا وأفلامنا بل ونكاتنا ولمزاتنا وغمزاتنا وإيحاءتنا، وكأن قصة الحب والجنس بالتبعية هي الشغل الشاغل والمساحة الوحيدة بين الجنسين!
وكذلك عدم وجود حلول عملية سوى الصيام كما أشار علينا الرسول صلوات الله وسلامه عليه لنا دون أن نجتهد بجانب ما قاله لنا صلوات الله وسلامه عليه حين نجعل بأيدينا وأعرافنا وتقاليدنا الشاب ينتظر على الأقل إن كان سعيد الحظ أكثر من 15 سنة حتى يتزوج منذ بلوغه!، وحين عقدنا متطلبات الزواج ومادياته، وحين تخاذل أغنياء المجتمع عن مساعدة الشباب على الزواج بدلا من إلقاء نقودهم في فيلات يسكنها العفاريت طوال العام إلا شهورا قليلة، أو حين يذهب المتدين منهم كل عام لحج بيت الله الحرام دون أن يرى أن مساعدة الشباب على الباءة بجانب الصوم أمرا قد يكون يسره الله له!
ولا أريد أن أطيل أكثر من هذا بعيدا عن الحلول التي تريدها، وسأسرد ذلك في نقاط أرجو أن تعيها لتساعدك:
-تقبل ضعفنا هو الذي يقوينا، تقبل خوفنا هو الذي يشجعنا، وهكذا؛ تقبل أنك بشر وأنك تضعف وأنك ستخطىء؛ فالله سبحانه يعلمنا ذلك كل ليلة ؛ فيمد يده كل ليلة لمسيء النهار ، ويمد يده كل نهار لمسيء الليل، فيعلمنا أن نغسل ذنوبنا أولا بأول وأننا كما قال سبحانه كل ولم يقل معظم أو غالب بني آدم خطائيين وخير الخطائين التوابين.. فلنتعلم من الله سبحانه طريقة التعامل مع أنفسنا لنتقدم.
- ألإحساس بالذنب اسوأ ما يمكن فعله لتدمير النفس؛ فمشاعر الذنب تعوق القيام بمسئوليتنا أمام نتائج تصرفاتنا؛ فلتتخلص من مشاعر الذنب حتى تتمكن من القيام بمسئوليتك تجاه تلك الممارسة، وهناك فتاوى متعددة عن تلك الممارسة تراوحت بين الحلة والحرمة ولكن أجمع العلماء على أنها في حالة غلبة الشهوة، أو لظروف حالة بحالتها تكون الممارسة أفضل من الوقوع في الحرام، وهذا بالطبع بعيدا عمن يستجلب هو الشهوة، وهذا بعيدا أيضا عن الاستمرار في ممارستها، ولكن من المهم أن نعلم رأي علمائنا ونحن نتعامل مع أنفسنا .
-لم تتحدث عن كيفية صمودك لمدة 7 أشهر للتوقف عن الممارسة؛ ولكن هناك خطة تتفق فيها مع نفسك ولنسميها رحلة ال100 يوم؛ ،ولكن مع قطع كل خطوط الرجعة؛ فلتتخلص من الإنترنت، لا تشاهد أي مثيرات، لا تجلس وحدك، تدخل فراشك زحفا حين يقتلك النوم، اشغل وقتك قدر إمكانك يوميا، زود جرعة تطويرك الذاتي بكورسات ودورات تحتاجها.،..الخ.، ثم اعمل لنفسك ثواب وعقاب عن كل يوم تفشل فيه أو تضعف، واجعل المكافأة تراكمية والعقاب تراكمي في نفس الوقت :أي سيكون هناك مكافأة وعقاب يومي وسيكون هناك مكافأة كبيرة لك في نهاية ال 100 تختلف عن كل يوم.. وأنت أدرى بما تحبه وما تكرهه، وادرس سبب ضعفك تحديدا لتفاديه ﻷنك ستضطر للعد من جديد، وهكذا في كل مرة تزيد المدة عن المدة التي تسبقها.
-ضعفك ووقوعك فيها مرة أو مرات معناه أنك تحاول بجدية، والحمد لله أنك لا تنهزم سريعا أمام ضعفك، ولكن أحببت أن أذكرك.
-ليس صحيحا أن الآثار الناتجة عنها هي الانغلاق الذي تحدثت عنه، ولكن أكبر آثارها يكون نفسيا؛ حين يشعر الشخص خصوصا المتدين أنه منافق يحمل وجهين؛ أحدهما طاهر برىء متفوق والآخر هو يعلمه يفعل ما لايرضى به الله سبحانه؛ ولكن ما حدثتك عنه في بداية النقاط مهم أن تستوعبه حتى لا تقع في هذا الفخ الكبير، وكذلك آثارها بعد ذلك في الزواج؛ فالزوج الذي وصل لدرجة الإدمان من قبل الزواج يكون قد عزز لديه منظومة جنسية تجعله يشعر بالإشباع وحده أو بطرق تعود عليه، ولكن بعد الزواج ستكون العلاقة الخاصة بين طرفين وتحتاج لأمور عديدة أخرى، فنجد بعض الأزواج لا يتكيفون مع العلاقة الطبيعية مع زوجة فيشعر بعدم الإشباع وكذلك هي، فتتولد بينهما مشكلات من النوع سخيف الظل في تلك المساحة!، لذا التعامل الآن مع تلك الممارسة لتهذيبها والتعافي منها مهم لهذا السبب.
واخيرا.. تحدثت إليك دون أن أشير لمسامحة الأهل عن التقصير،أو الزيادة في الحديث عن رأي مشايخنا الأجلاء،وغيره ﻷن شخصيتك فرضت ذلك لنضوجها ووعيها وقوة إراداتها.. هيا ابدأ.
2014-01-17, 4:50 pm
