في ذكري وفاته ذهبت لاضع باقة من الزهور علي شاهد قبره فوجدت من سبقني بباقات قد تساقطت اوراقاها .وكأنه داوم علي البكاء علي ذلك الشاهد الوردي .نعم انا من دفنته هنا وشاركت نفسي في الم وؤده وهو لم يبلغ شهوره الاولي .انتابني الفضول لمعرفة من زادني حزنا عليه .لم ابرح مكاني ولم تغفل عيني ولم تتوفف شكوكي و الف الف سؤال بلا جواب .وفجأة توقف الزمن وسكن كل ما حولي الا اصوات خطواتها وكأنها في كل خطوة في طري...قها الي تزرع في قلبي سكين صدأ. تتساقط الزهور من يدها في تتابع ومع كل زهرة اعود بذاكرتي يوم تلو الاخر اتذكر مرارة ظني بأنها لم تشعر يوما بتلك الاحاسيس التي لم اشاركها الا مع نفسي ..اه يا نفسي كيف منعتني انا اطيل النظر بها .لكانت شعرت.....الف لو و ....لو .كانت اولي كلماتها كمطرقة تكسر الثلج من علي قلبي .نعم انا اتطن انك وحدك في تلك الدوامة . انا ايضا منعني حيائي ........ نفسي وحيائها ......لكن هل يمكن ان يعود الي الحياة مرة اخري .تبادلنا النطرات في صمت ولكن كل نظرة كانت حوار .قتلنا الصمت سويا .وبدأنا في ازاحة الزهور ثم التراب ....لكن ماجعلنا نتوقف انه هو ايضا كان يجاهد في الخروج من تحت التراب .شق طريقه وكأنه نبته تصعد الي نور الدنيا بعد ليله ممطرة .....نعم هو بكل صفاتة المختصرة في مسمي من حرفين .ابتسم في سخرية وكانه يعاتبنا علي بعض صفاتنا البشرية . وقال ....عذرك الوحيد من داومت علي نثر زهورها علي ذلك الشاهد الوردي
بقلم السعيد احمد الطيار