من أرشيف قصائد الشُّرفة
الياس لحود
غنّية الجيتان
الياس لحوديُشبهني الحِبرُ
تقولُ مُغنّيةُ الجيتان
بريشتِهِ أرتادُ وأرقصُ،
فُستاني همَساتُ اللّوزِ المدلوقةُ
قُبّعتي أشعار الحقلهْ...
قالت بصّارةُ أريانَ: أرى وجْهي في الصحوِ
وقال الصحوُ أرى بفمي صوْتي
(وأرى الآتي يأتي ـ قال السَّرْوُ الناجي)
ـ ألحِبْرُ لدجلهْ..
قَرأتْْ بصّارة أريانَ «أرى وجهاً في الصحْوُ»
«وآخرَ في سَرْوةِ بَيْتي» ـ قال الوجه الأوّلُ للأنشودة..
وأجابَ الوجهُ الثاني للرسّام:
كي يكتبَ في مُهجتِهِ حَفْراً بالحِبْرِ مجاري المقتولينَ
وينسخَ أسماءَ الأبطال على قُمصاني
ويُبذرَ ما «إبدعَهُ» تيمورلنكُ الأعرجُ في صَرْخةِ ألواني،
ودّعني النهْرُ بدمعتِه السفلى ومشى
..
حَدَث في رواية
...بعد قليلٍ
يصلُ الغيمُ إلى مَدْبرةِ الشمس المذعورةِ
تصلُ الأحداثُ إلى قبَّةِ صنّينَ
وتمطِرُ...
تمطرُ دبّاباتٍ.. دبّاباتٍ وفراشات
(عن يوسف حبشي الأشقر)
شرطي عبد الصبور
(بيديْكَ وأقلامِكَ
يا باش
خَتِّمْ كلَّ جوازات الأحياء الأموات
صحارى تلوَ صحارى/ فاكوناتٍ وقطارات تصفُر
من زئبقِ عينيْكَ المفقوءِ إلى زنبقِ مرفانا
بين القدس و«ماجدولين»
طفلةِ أيلولَ المشنوقِ على الطرقاتِ على الميدان
على صرخةِ زهران
... يا باش)
مشهد إعادة))
قالْ:
هذِي الأجسادُ الغَلبانةُ
هذِي الأصفادْ...
هذي الأصفادُ الخلاّبةُ
هذِي الأممُ الجَلَبَهْ
كي تكتبَ للتلفزيونِ الْعربيِّ كوميديا
إلهيَّهْ
أو شيطانيهْ
(لاباسْ)
لكنْ
بحناجرَ من جِلْدِ الناسْ
(وتابع يوسف شاهين: أنا من كاميرا مُلتهبهْ)
حب على طريقة ييتس
الدربُ قصيرٌ مثل عذابٍ بين يديكِ
قصيرْ
بعكسِ دُروبِ رواياتِ القصصِ المهدورةِ في شهقةِ عينيكِْ
لكنْ
لا أصلُ الآن ولا بالأمس إلى
شفتيكِ
بالأمس وصل أغنية))
قالت لي نافذةُ البيْتِ الشرقيهْ:
«أُنظرْ ذاكَ الصيفَ الماشي فوق طريقٍ التَّلْ
بالأمسٍ وصَلْ
وكذلك بالأمسِ رأيْتُ العرَباتِ الخمسَ تزُقُّ حوائجَهُ
وفراشاتِ الدفلى تُنزِلها
ورأيتُ كأنَّ شذاهُ يَدقُّ من الشُّرفةِ بابي
ورأيتُ يديْهِ كأنّ عويلاً شدَّهما
وكأنَّ على شفتيهِ امراةً من ذكرى وبراعمَ مصفودهْ
بالأمس وصلْ»
وكذلك خلف صخور سُلافا
بالأمس مشى: يحملُ رشّاشاً جُورياً
ويُجيلُ السمْعَ ويُطلقُ خمسَ قرىً نحو المحتَلْ
...وبالأمس وصل ـ«
مقبرة للروّاد
أن يترككَ الحبرُ الناشفُ في قلمِكْ
أن يُغدقَكَ القلمُ النازفُ حفلةَ أضواءٍ
ومدينةَ أحفادٍ موْؤودهْ
أو... أنشودهْ
تُمطٍرُ بالسيّاب
هذا ما يفعلُهُ البيّاتي وبلندُ أمامي الليْلَهْ
في مقبرةٍ للأحياءِ... (الشعبيهْ)
هذا ما قالتْهُ نازكُ همساً لملائكتي
قرب النافذة المسكونهْ
وهي تسنُّ على الوجعِ الخالدِ سكّين
بقوا في النهر الخالد
ـ أن يسحقكَ الحِبرُ الناشْفُ في قلمِكْ
أن يسحلكَ الدُّولاب..
رواية الشيك الأخير
للهمذاني دفترُ شيكاتٍ صوفيهْ:
...ونزلنا في ضاحيةٍ أخرى من أوكلاهوما سيتي
في نُزُل القمْح
لِيزا وأنا وأبو الفتحْ
حيث يؤلِّفُ كونديرا مأتمَ نحلتِهِ «ميكي»..
وعلى ذكرِ الأشياءِ بدقَّتِها (أو ذكرى الأشياء)،
«ميكي» انتحرت في لذّتِها
وأنا أغدقَني المشفَى... ورأينا فرجينا وولفَ بغرفتِها/
رقمُ الغرفةِ ستونَ. ومن نافذةٍ في غرفة ميشّيما، حيثُ دخلنا مثل العسّسِ الفارطِ في بغدادَ وفي أمكنةٍ شتى (أو أي مكانٍ آخرَ)، شرّعْنا طشتاً من مليون غلامٍ وغسلنا أرجلنا من أيدينا/ مما فعَلتْ أيدينا.../ فتلفّتَ نحوي جبلٌ من ناسٍ!
...فتلفّتْ نحوي يا «بَا الفتْحِ» وقُلْ لي:
هل ندفعُ شيكاً (آخِرَ شيكٍ في حَوزتنا) بالمتأخِّرِ للبُسطامي؟