هب الدنيا تساق اليك عفوا
اليس مصير ذاك الى زوال؟
ما فهمت يوما,من اين للانسان كل هذا الجشع للمال.فتراه يهدر حياته في جمعه وتكديسه,وكأنه سيعمر ويخلد على الارض,ما خلد الكون.
ما هذه الشراهة الى المكاسب المادية,التي تجعل من الانسان كائنا لا يشبع,ولا سقف لمطالبه الدنيوية,ما دام يعي انه يجمع لغيره,ويبيع آخرته بدنيا سواه؟
عندما تتحول ثروات الانسان الى ارقام فلكية,لا تزيد فيها الاصفار ولا تنقص شيئا من رفاهيته,يغدو الصفر الحقيقي في تلك الثروة الافتراضية,هوصاحب الثروة نفسها.
فلا افقر منه على ثرائه,ولا اشقى منه على بطره.يكفي ان سعادته مع كل مكسب تتحول الى اسى,لانه لن يعيش لينفق كل ما كسب ولان ثروته ستنتهي عند ورثة لا يدري كيف سينفقونها وعلى من.
وان ما جمعه بالحلال او بالحرام وما دفع مقابله من صحته ووقته واعصابه وقلقه وارقه ليس في النهاية ملكا له.
انه رهن المجهول وملك الله الذي لامالك سواه.يتصرف فيه كيفما شاء,ويعطيه بعده من شاء.ويقول امام المتقين وامام البلغاء والمتكلمين علي بن ابي طالب(ولا تجمع من المال,فلا تدري لمن تجمع)).
دَعِ الحِرْصَ عَلَى الدُّنْيَا
وَفي العَيْشِ فَلاَ تَطْمَعْ
وَلاَ تَجْمَعْ مِنَ المَالِ
فلا تدري لمن تجمع
وَلاَ تَدْرِيِ أَفِي أَرْضِكَ
أم في غيرها تصرع
فإنَّ الرزقَ مقسومٌ
وَسُوءُ الظَّنِّ لا يَنْفَعْ
فَقِيْرٌ كُلُّ مَنْ يَطْمَعْ
غَنِيٌّ كُلُّ مَنْ يَقْنَعْ
ويقول(اموالنا لذوي الميراث نجمعها,ودورنا لخراب الدهر نبنيها)).اعجب لمن لا تسع الارض قصوره,فيبني قصورا عائمة واخرى طائرة,وينسى ان يبني بالصدقات والحسنات خراب قبر,وهو مأواه ومنتهاه.
ايها الناس تصدقوا ما استطعتم.تصدقو اكثر مما في امكانكم ان تفعلو.فلا مكسب لكم والله الا ما اعطيتم..ما دام ليس للكفن جيوب
(منقول)