فى الستينات .. أثناء فترة حكم الرئيس جمال عبد الناصر .. أنتجت القوات المسلحة صاروخين باسم القاهر والظافر .. وكان عبد الناصر يقول فى خطبه الجماهيرية إن مدى الصاروخ القاهر يصل إلى 600 كيلو متر .. ومدى الصاروخ الظافر يصل إلى 350 كيلو متر .. ويستطيعان ضرب إسرائيل بسهولة .. وشارك الصاروخان فى العروض العسكرية التى كانت تجرى كثيرا فى شوارع المدينة فى ذلك الوقت .. وهللت الجماهير حينما شاهدتهما .. وأيقنت بأن زوال إسرائيل أمرا محتوما وقد أصبح مسألة وقت .. وبعد هزيمة سنة 1967 تساءل الناس : أين الصاروخان ؟ .. ولماذا لم يستخدمهما عبد الناصر فى ضرب تل أبيب كما وعد ؟ .. وظل الأمر فى طى الكتمان حتى تولى السادات الحكم فى سنة 1970 .. وطلب إعداد تقرير عن الصاروخين .. وكانت نتيجة التقرير أن الصاروخين كبيران فى الوزن والحجـــــم (كان الصاروخ القاهر يزن حوالى 2.5 طن) وسرعة مركبتهما بطيئه جدا .. ما بين 8 - 10 كيلو متر فى الساعة .. وعلى أرض ممهدة أو صلبة .. ولا يوجد فيهما أى وسيلة دقيقة لتحديد الهدف سوى توجيه القاذف يدويا فى اتجاه الهدف .. وأن مداهما لا يصل إلى 600 أو 350 كيلو متر كما قيل .. وإنما 8 كيلو مترات فقط .. كانت المخابرات الإسرائيلية تعلم الحقيقة جيدا .. أما الوحيد الذى لم يكن يعلم الحقيقة فكان الشعب المصرى ..
_________________
حسن بلم