® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2014-09-19, 7:59 pm | | أصوات الطبول البعيدة
(مختارات من الأدب الصوفي) الحلقة الأولى
(1) مَن يُطلِقُ الصوّتَ الذي في الصّدى؟ مَن يرسُمُ الصورة التي في المرآة؟ مَن يُحرّكُ العدَسَة في الحُلم؟ لا أحد لا مكان، ذاك كُلُّه مِزاجُ الذّاكرة. Ω فتاةُ أوراق الشّجَر (الهند)
(2) بحنانٍ رُحتُ أجُسُّ الأشياء كُلّها، عارفاً أننا يوماً ما سنفترق. Ω القدّيس يوحنا الصّليب (إسبانيا)
(2) عِشتُ على شَفَةِ الجنونِ مُريداً مَعرفةَ الأسباب، طارقاً هذا الباب، حتى انفتَحَ، فاتّضح لي أنني كُنتُ أقرعُهُ من الدّاخل. Ω جلالُ الدّينِ الرّومي (أفغانستان)
(3) آهٍ يا مَولاي، النجومُ تَبرُقُ، و أَعيُنُ النّاسِ مُطفأة. أَوْصَدَ الملوكُ أبوابهم و كُلُّ عاشقةٍ تختلي بحُبّها، و أنا وحدي الآنَ هُنا و معك. Ω رابعة العدويّة (العراق)
(4) قضَيتُ في تَرحاليَ وقتاً مع يوجانيٍّ* عظيم. قال لي مرّةً: عليك أن تَسْكُنَ تماماً لتسمع تدفُّق دمكَ في أوردتك. و في هدوءٍ جلستُ ليلةً ما و بدى أنني على شَفَى الدخول لعالمٍ بداخلي هائل الاتساع، و أعرفُ أنّه المنبعُ الذي جئنا جميعاً منه. Ω ميرابي (الهند) *يوجاني: مُدَرّبٌ لرياضة اليوقا.
(5) نهاراً و ليلاً تُشرِقُ الموسيقى وادِعَةً من المزمار. نَبْهَتُ عندما تتلاشى. Ω جلالُ الدّينِ الرّومي (أفغانستان)
(6) الحِكمَةُ أحلى من العَسَل، تجلبُ السّعادةَ أكثر من النّبيذ.. أَبهى من الشّمسِ أشعّتُها، و إنّها لأثمَنُ من الجواهر. إنها تفتحُ الأُذنَ لتَسمَع و القلبَ ليعي. أُحبُّها كأُمّي، و تُربّيني كطفلها، و سأتبَعُ آثارَ أقدامها فهي لن تترُكَني أبتعد. Ω بلقيس، مَلِكة سبأ (إثيوبيا/اليمن)
(7) لترى الكونَ في حبّة رَمْلٍ، لترى الجنّة في زهرةٍ بريّةٍ: أَرِح الأبديّة في راحة كفّك، و الخلودَ في وَهلة. Ω ويليام بليك (إنكلترا)
(مختارات من الأدب الصوفي) الحلقة الثانية
أحمد العلي (السعودية)
تَمتَصُّ أيادينا الماءَ على مَهلٍ كالجذور.. لذا أغرِسُها في كُلّ جَميلٍ من هذا العالم، و أطويها في الصّلاة، و تغرفُ الضوءَ من الجنّة. Ω فرنسيس الأسيزي (إيطاليا) ————————— يضَعُني البَحرُ العظيمُ في الحَرَكَة، يُوَجّهُني إلى لا غايَةٍ، و يَجرِفُني كعُشْبَةٍ في نَهر.
السّماءُ و الرّياحُ العاصفةُ جالَتَا بروحي داخلي حتى حُمِلتُ بعيداً أرتعشُ من الفرح. Ω أوفافنوك (شعب الإسكيمو) ————————— حَزِنتُ يوماً ما و ذهبتُ لأتمشّى، جلستُ في حديقة. و هناك، لاحَظَ أرنَبٌ حالي فاقترب منّي.
غالباً لا يُكلِّفُ الأَمرُ أكثرَ من ذلك للمُساعَدَة.
أن تكونَ و حَسب بالقُرب من مخلوقاتٍ مُتْرَعَةٍ بالمعرفة، مُتْرَعَةٍ بالحُب، حتى أنها لا تتبادَلُ الحَديث، إنها فقط تتفرّسُ حَولها بتفهُّمٍ بَديع. Ω القدّيس يوحنا الصّليب (إسبانيا) ————————— أوه يا أصدقاء الدّرب، لم تَعُد عَينايَ عَينايْ، ثَقَبَتْهُما العُذُوبَةُ عندما نفذَت منهُما ذاهبةً إلى قلبي. كَم طالَ الوَقتُ و أنا واقفٌ في هذا البيت الجَسَد، و أَرمُقُ مَولاي.
محبوبي أعشابٌ مَنقُوعَةٌ داوَتني إلى أَبَدِ الدّهر.
ليسَ لـ ميرابي سوى قيريدارا*؛ الحاملُ لكُلّ شيء، و الجَميعُ يقولُ إنها متيمة. Ω ميرابي (الهند) *قيريدارا: حامِلُ الجبال؛ إلهٌ في الديانة الهندوسية. ————————— الخُلودُ لحظَةٌ واحدَةٌ، الخُلودُ هُوَ الآن.. و عندما تَنظُرُ عِبرَ هذه اللحظة فأنتَ ترى خِلالَ الواحد الّذي يرى. Ω وومن (الصين) ————————— هُوَ؛ مَنْ يُقَيّدُ نفسه بلذّةٍ ما، يُدَمّرُ أجنحة الحياة. لكنه هُوَ؛ مَن يُقَبِّلُ اللذةَ و هي طائرةٌ، يَحيى في أبديّة ارتفاع الشّمس. Ω ويليام بليك (إنكلترا) ————————— بين أن تحيى و أن تحلُمَ أَمرٌ ثالثٌ؛ خمّنه. Ω أنطونيو ماتشادو (إسبانيا) ————————— مِحْوَرُ المَحَاورِ، لُبُّ البِذار، لَوزةٌ ملمومةٌ على نفسها و يكتنزُ سُكَّرُها؛ هذا الكونُ برُمّته حتى آخر نجمةٍ و ما بعدها كُلّه لَحمُ جسدك أنت، و فاكهتك.
تشعُرُ الآنَ أن لا شيء يتشبّثُ بوجودكَ؛ مَحَارَتُكَ العظيمةُ تَعومُ في فضاءٍ لا نهائيٍّ في ميوعةٍ غنيّةٍ في دَفَقاتٍ تعلو و تهبطُ، تُشرِقُ في سَلامِكَ الأبَديّ.
تَدرُجُ مليونُ نجمةٍ في سَمَاءِ ليلِكَ، مِن عُلُوِّها تَلمَعُ فوق رأسك. لكنّ مَجْدَ الحياةِ يبقى لك؛ عندما تموتُ تلك النجومُ يُطِلُّ الوجودُ كله من داخلك. Ω ريلكه (التشيك) ————————— و بعدَ كُلّ هذا الزّمَن لم تقُل الشّمسُ للأرضِ: أنتِ مَدينةٌ لي. أُنظُر ماذا يفعلُ حُبٌّ كهذا؛ يُضيءُ وَجهَ الفضاء. Ω حافظ الشيرازي (إيران) ————————— بحثتُ عن نفسيَ حتى أعياني التّعب. لهذا أعرفُ الآن: لا تُطالُ المَعرِفَةُ الخافِيَة عِبرَ السّعي إليها.
لاحقاً، مُستغرقةً في فكرةِ أَنّني الأشياءُ كُلّها، وَقَعْتُ على بَيتِ النّبيذ؛ كُلُّ الجِرارِ مملوءةٌ حتى حوافّها، بيد أنّه لم يبقَ أحدٌ هُناكَ ليشرب. Ω لِلّا (الهند) ————————— لطالما اتَّصَفتُ بالعُذوبَة المُتدفّقة، و الحِدّةِ المُتّقدة.
بيد أن مياهي كانت خدعةً بصريّةً، و ألسنةُ ناري مخلوقةً من ثلج.
هل كنتُ أحلُمُ حينها؟ هل أنا مستيقظٌ الآن؟ Ω جلالُ الدّينِ الرّومي (أفغانستان) ————————— مُتْ و أنتَ لا تزالُ حيّاً. تأكّد من موتك جيّداً، ثُمّ افعَل ما تَشَاء. ستكونُ بخيرٍ، و تبدو الأشياءُ كُلُّها رائعة. Ω بونان (اليابان) ————————— مُكتملٌ حُبُّ الله، ولا يوصف. يسيلُ في النّفس الصافيةِ كما يُسرعُ الضوء نافذاً من الأجسام الشفّافة؛ كُلّما زادَ ما يجدهُ فيكَ من الحُب كُلّما وهبَ نَفْسَهُ أكثر لتنموَ مَصقولاً و مُتفتّحاً، لتكونَ فَرْحَةُ الجنّةِ طاغية.
و كُلّما زادت الأنفُسُ المتآلفَةُ في رَنِينِهَا، تعظُمُ شِدّةُ الحُب؛ فكُلُّ نفسٍ مرآةٌ تعكسُ أختها. Ω دانتي (إيطاليا) ————————— أَبحَثُ عن قَصيدَةٍ تَقولُ كُلّ شَيءٍ كي لا أكتُبَ بعد الآن شيئا. Ω توكارام (الهند) ————————— لا شَكْلَ لَهْ، لكنّ عَيناي قد رأته، و شَعّ مَجدُهُ في عَقلي الّذي أبصَرَ ما صوّرَتهُ الرّوحُ لشَكله السرّي الباطني.
لا حدود للغَيب، فالحواسُّ تنتهي عِنده.
يَقولُ “مُجتباي“: ليس للكلمات قُدرَةٌ على احتوائه، إلّا أنّها جَميعاً فيه. Ω مُجتباي (الهند) ————————— الرّبيعُ يَعُمُّنا، إلّا أنّ دواخلنا كَونٌ آخَرٌ.
خلفَ كُلّ حَدَقَةٍ هنا طَقسٌ عاصفٌ و مُفرَدٌ.
في النسائم يتحرّكُ كل غصن من الغابة حُرّاً، سوى أنها -أثناء تمايلها- عند الجذور تتصل. Ω جلالُ الدّينِ الرّومي (أفغانستان) ————————— الولادةُ، والشّيخوخةُ، والمَرَضُ و الموت؛ مُنذُ البدايةِ هذا ما سارَت عليه الأمور.
أيّةَ فكرةٍ عن الانعتاق من هذه الحياة لن تقومَ سوى بِطَويِكَ أكثر في فِخاخها.
يبحثُ النّائمُ عن بوذا، و يلتفتُ المَهمومُ نحو التأمُّل، لكنّها وحدها تلك الّتي تعرفُ أنْ ليسَ مِنْ شَيءٍ هُناكَ كي تبحث عنه، تعرفُ أيضاً أنّ لا شيء هناك إذاً لتقوله، فتُبقي على فَمِها مُطبَقَاً. Ω دايو نهان (فيتنام)
مقايضات الألسنة
زيرفان سليفاني
بعيونٍ ثاقبةٍ ، يتحوّل المنزلُ من إحتمالٍ لبرهانٍ قاتلٍ ، أتفرّغ بكاملِ طيشي للخسران ، أليسَ النهارُ خسرانٌ أو حفرةٌ ؟
****
ركودُ و طيران .
أتأذّى عند كل مَرفقٍ ، مُلزمٌ بين قطبين بارزين إمّا الركودُ أو الطيران ، الطريقُ حتماً لضلالٍ حكيم .
****
365 غروب في يومٍ واحد ،
الحدسُ قبسٌ ، أو قفصٌ أو حيوانٌ في غابة إلهٍ .
***
بَدهيٌّ أنْ يستقرَّ المُدهشُ داخلَ صفصافةٍ ، لا أنْ يمكثَ قَلِقاً في التابوت .
***
يفرشُ بساط لغةٍ ، قد يطرأ عليهِ نهرٌ ، من نافذتهِ التي تطلُّ على الأبد ،
ما اللُّغةُ عندما يدخلُ الضلالُ بهيبتهِ على مُدن الله المتنقلة ؟ من بَرٍّ يافعٍ أو بَحرٍ سَكْران ،
لا لغةَ في سرد الخسفِ ،
كلُّ صِفةٍ تنفردُ بوجعها ،
إذنْ ! ليسرجَ الغروبُ دابّتهُ ، يركضُ ملاكٌ ، يفيقُ سلطانٌ من عجرفتهِ .
***
كنْ سيمياءً لشحاذٍ ، قد يقتربُ في أيّ لحظةٍ ، يحملُ طريقاً ، لكنْ أتعبتهُ خطاهُ .
***
البرهانُ كتحريرٍ من سِماتِ الضجر المتنوعة ، البرهانُ فائضٌ كل حينٍ ،
يطرقُ ، يهمشُ ، ثم يأوي لنومٍ عميقٍ ، لا بدَّ من قبضٍ ، يصدحُ بدلاً من الأغاني الوطنيّة ، يصدحُ الإنسانُ ، حيويٌّ هذا التعبْ .
***
كما يفعلُ النُبلاءُ حول موائدهمْ ، يفعلُ الغرباءُ صيد الاحتمالاتِ و بالشراسة ذاتها ، اترك المكانَ كما هو ، يُبرهنُ لِلاشكل ، إنّنا في عُزلةٍ و اختراق ، الأنا تغدو تباعاً بالهطول على الكائنات ، غير مكترثةٍ بالاحتمالِ و النفي .
***
كنْ أثراً في كلِّ خطوةٍ ، أو إشارةً مفاجئة للذين يبحثون عن المنازل .
***
أثرُ الكتابةِ كثيراً ما يكونُ ردعاً للفضوليين أمام آلاتهم اليوميّة ، أو كبشاً للتقرّب من سلطة الضوء الآنيّة
***
آهٍ ، أتدرونَ ما البسالة المُهذبّة ؟
تضاهي الشوك .
***
العُزلة حديقةٌ مليئةٌ بالأفاعي .
***
الولادة
إثمٌ في الطريق
يبابُ الشاعرِ طريقهُ ،
عن مُمزّقٍ يطوي الطُرقاتَ بخيالِ المنتحرِ .
***
في غرفتي أصواتُ البشر تتوافدُ نحو السَّماءِ ، هنا مقرُّ تقديم القرابين ، الملكُ و الخادمُ في سجال إلهي مهيب .
***
المنفى مادةٌ لزجة ، تلصقنا دائماً بما هو أسوء .
***
ماذا فعلتَ بصفَّارة الموت ؟
ـــ لم يبقَ هناك شيء ، خرابٌ للألسنةِ .
***
ليكن الإبداعُ موتاً ، عابراً يأخذُ كل الألوان ، ماهراً باقتناص الخلود ، كاشفاً يحيطُ علانيةً بالوجعْ ، ما يتعبُ الأثر هو بقاءه في الذاكرة ، لا ينفصلُ أبداً ،
ماذا عن الجبال ؟
قلقٌ و أقبية ،
بين هذه الأقبيةِ تخرجُ آلهةٌ تطردُ آلهة أخرى ، كلٌّ يمنعُ ، كلٌّ يجاهرُ بصوتهِ اللعين ، أليسَ حريٌّ بي أنْ أدفعَ هذا الجنونَ لإزالة ما أتميّزُ بهِ ، كمْ أنزلقُ خلال برهةٍ واحدةٍ من النهار .
***
الكمُّ الهائل من التعب ، الذي أُرافقهُ باستمرار ، أو يُرافقني عنوةً ، ينفي أنْ أتحول إلى حديدٍ مثلاً ، لا أصغي لتوهات الغرباء ، أغدو مُلِحّاً لقاعٍ يشبه السكون ، لا حياةِ فيه لا أنين .
***
صوت اليقين مقزز ، طارئٌ ، لكلِّ زمنٍ له نبرتهُ المفارقة ، في هيئةٍ أشدُّ قُبحاً من السابق ، يفتحُ بلاد اللهِ ، في الوقت الذي ، كانت بلادُ الله مفتوحة على مصراعيها.
***
أصبحَ كلّ شيءٍ مُمكناً للزوال ، ممكناً للتغيير ، ليبدأ الإنسانُ فترة استراحة حقيقية .
***
أشدُّ الناس تعلّقاً بالأرض هم الحفاة :
عدنان طفلٌ من شنكال ، اقتربَ من دلشاد فجأةً ، دون مبرّر ، دون نداءٍ من الملاكِ الذي يحرسهُ ، ما لفتَ نظر دلشاد للوهلة الأولى ، وجده حافياً ، دار الحديث بينهما ، ثم أوصى دلشاد شاباً ، أنْ يذهب للسوقِ ، يشتري لعدنان حذاءً يليق بقدميه الطاهرتين .
كثيراً ما يتحول الموت إلى بستانٍ أسود .
أينَ والدك ؟
ــ مات !
يا للهول بكل بساطةٍ يذكّرُ عدنان الموت ، و هو لم يتجاوز خمسة أعوام ! | |
| |