® مدير المنتدى ®
رسالة sms :
عدد المساهمات : 11570
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : 2013-10-22, 10:47 am | | كتاب أثقل من رضوى مقاطع من سيرة ذاتية pdf رضوى عاشور
أنا مُدرِّسة، أرى فى رسائل التشاؤم فعلا غير أخلاقى. قلت ذات مرة إن كل كتاباتى الروائية محاولة للتعامل مع الهزيمة. قلت: الكتابة محاولة لاستعادة إرادة منفية. أنهيت رواية (ثلاثية غرناطة) بعبارة: «لا وحشة فى قبر مريمة»، وعلقت فى محاضرة لى على ذلك قائلة: «ثلاثية غرناطة لها طعم المراثى، يسرى فيها خوف إمرأة من القرن العشرين دارت عليها وعلى جيلها الدوائر، فشهدت نهايات حقبة من التاريخ هو تاريخها، ولكن التاريخ لا يعرف الخوف، إنه صاحب حيلة ودهاء، له مساربه ودياميسه ومجاريه، لا شىء يضيع، هكذا أعتقد».
... ليس تفاؤلى تفاؤلا عالى الصوت أو ساذجا، ربما كان أقرب لإصرار المهزوم ومكابرته الحكيمة التى عادة ما نسميها مقاومة. أستدرك لأؤكد أننى لا أدخل فى طور المراثى، لا أرثى الثورة المصرية وثورة تونس واليمن وغيرها من الثورات العربية، لأن الثورات الكبيرة ــ وهذا ما نتعلمه كل يوم وندفع أثمانا باهظة لتمثله ــ عمليات شديدة الصعوبة تتراكب عناصرها وتمتد تعقيداتها على مدى سنوات أو عقود. وكلما تضمنت الثورة نقلة نوعية فى تاريخ البلد أو فى التاريخ البشرى كانت التعقيدات أكبر والشكوك حولها أعنف، تشبه المصعد فى حركتها صعودا وهبوطا، وإن انتقلت الحركة فى المكان إلى حركة فى الزمان معلقة بين اليقين وفقدان الأمل.
... حين يراودنى اليأس، اقول لنفسى: لا يصح ولا يجوز لأننى من حزب النمل، من حزب قشة الغريق، أتشبث بها ولا أفلتها أبدا من يدى، من حزب الشاطرة التى تغزل برجل حمارة، لماذا لا أقول إننا، كل أسرتنا، لا أعنى أنا ومريد وتميم وحدنا، بل تلك العائلة الممتدة من الشغيلة والثوار والحالمين الذين يناطحون زمانهم، من حزب العناد؟، نمقت الهزيمة، لا نقبلها. فإن قضت علينا، نموت كالشجر واقفين، ننجز أمرين كلاهما جميل: شرف المحاولة وخبراتٌ ثمينة، تركةٌ نخلفها بحرص إلى القادمين، عزيزى القارئ عزيزتى القارئة أستدرك لأنهى حديثى بالسطر التالى، هناك احتمال آخر لتتويج مسعانا بغير الهزيمة، ما دمنا قررنا أننا لن نموت قبل أن نحاول أن نحيا
لتحميل الكتاب اضف ردا واعد تحميل الصفحة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] _________________ حسن بلم | |
|