كتاب حرق الكتب في التراث العربي الإسلامي لناصر الحزيمي
منشورات الجمل
وقائع إحراق محمد بن عبد الله المنصور لخزائن كتب المستنصر بعد تغلبه عليه لكي يتحبب إلى العوام ويظهر بمظهر المحب للدين الحنيف، ووقائع إحراق كتب إبن مسرة في قرطبة، وإحراق كتب إبن حزم بإشبيلية، وإحراق كتب أعظم مفكري الأندلس وشعرائها في القرن الثامن الهجري لسان الدين محمد بن الخطيب في غرناطة بعد أن ضاق خصومه به فاتهموه بالزندقة والخروج على شريعة الإسلام وطلبوا رأسه للإعدام.
(حرق الكتب في التراث العربي) كتاب فريد المقام بين كتب التاريخ القليلة التي تهتم بالمعقول من السرد وليس المنقول الذي يعتبر اجترارا. مؤلفه الكاتب الجليل (ناصر الحزيمي)؛ وهو يمتهن الآن الكتابة محررا في جريدة الرياض في جدة. الكاتب (ناصر الحزيمي) راد طريقا وعرا لم يرتاده رائد في التاريخ من قبله، وكلما وردنا في التاريخ في تدمير الكتب انما كانت شذرات عابرة، وربما يفتح المؤلف فيه بابا كان (تابو) محرم اذ لايمكن للعرب ان يحرقوا كتبا!!!. كتب القدامى ذكرت شذرات عابرات في حروق الكتب وتدميرها لكن لم يأت قبله في زماننا باحث جمع فيه ما جمعه (ناصر الحزيمي) في كتابه (حرق الكتب في التراث العربي) الذي يستحق القراءة من كافة المثقفين في عصرنا عصر فوق الحداثة الذي طغت عليه الكثير من الافكار السلفية العقيمة. د. احمد البغدادي يعلق على الكتاب (حرق الكتب في التراث العربي) في مقالة عابرة في جريدة الاتحاد الاماراتية فيقول (أن العرب المسلمين هم الأمة الوحيدة من دون الأمم التي تصور تاريخها بصورة ملائكية في قضية حرق الكتب, حيث يأخذ المهووسون بما يسمى خطأ بالحضارة الإسلامية، بالتشدق بفضيلة تكريم الخلفاء للعلماء، وأن هذه الحضارة التليدة لم تشهد حرقاً للكتب, ثم يأخذون بالتشنيع على الحضارة الغربية التي شهد تاريخها فصولاً سوداء ضد العلماء والمفكرين. لكن، هل التاريخ الإسلامي بهذا النقاء الذي يدعيه هؤلاء المتشدقون؟ هل يمكن القول فعلاً إن تاريخنا في قضية حرق الكتب لا وجود له؟ والحقيقة بخلاف ذلك تماماً, ولهذا السبب أسميت المقال "تاريخ العرب الهباب في حرق الكتاب", والهباب هو الوسخ الأسود الناتج عن الدخان, أيّاً كان مصدره, لأن هذه الحقيقة يتجاهلها المكابرون والمعاندون للحق والقول الفصل في هذه القضية المهمة. وقد أعفانا الكاتب السعودي ناصر الحزيمي من مشقة البحث، ووفر للقارئ العربي فصولاً سوداء من تاريخه الهباب في حرق الكتاب, وذلك في كتابه الموجز "حرق الكتب في التراث العربي") ذكر المؤلف ناصر الحزيمي طرقاً كثيرة في اتلاف الكتب، منها الحرق، والغسل، والدفن، والإغراق، وغير ذلك. ورصد نماذجا مما جرى على مدى عشرة قرون، بدأت من القرن الأول الهجري، وبالتحديد من السنة الثانية والثمانين للهجرة، بكتاب (فضائل الأنصار وأهل المدينة) الذي كتبه ابان بن عثمان بن عفان ابن الخليفة، حيث وصل الكتاب إلى عبدالملك بن مروان عن طريق ابنه سليمان بن عبدالملك، وكان ولياً للعهد، فرفضه عبدالملك، بل أتلفه، لأن سليمان لم يكن يعترف بفضل الأنصار في الفتوحات والجهاد، بل كان يجهل كل شيء عنهم، وكانت معرفته عكس ذلك تماماً، وما كان ذلك إلا بتأثير إعلام السلطة الأموية التي تنسب الفضل لبني أمية دون غيرهم، وقد أورد الأستاذ الحزيمي النص كاملاً، نقلاً عن أحد المصادر التاريخية، دون أن يعلق عليه، وكان يفعل هذا مع كل من ذكرهم في مؤلفاته وربما يكون سبب ذلك تجنب ما قد سيحدث له من فئات ترى ملائكية التاريخ. وفي المقدمة قال المؤلف انه قصر كتابه على نوعين فقط من الاتلاف اولهما (اتلاف السلطة للكتاب وتتجلى السلطة هنا بجميع انماطها وتحليلاتها سواء كانت هذه السلطة تتمثل بسلطة الحاكم او المجتمع او الفرد او تتمثل بسلطة الايديولوجيا او العادات او التقاليد وكان لها دور في اتلاف الكتاب ومطاردته ونفيه). النوع الثاني (الاتلاف الشخصي للكتب ويتمثل بالاتلاف لاسباب علمية او اعتقادية او نفسية وهو كثير في عالمنا العربي والاسلامي). في الفترات المبكرة من الاسلام استثني القران من هذا العداء فدون مصحف عثمان واتلف ما عداه من المصاحف. ثم تطور الموقف فاستثني تدوين السنة مع القران وكره ماعداه مثل كتب الراي (الفقه المجرد) والتي استثنيت فيما بعد. وتحت عنوان (السلطة واغتيال الكتب) سرد المؤلف احداثا وفق تسلسل زمني مبتدئا بسنة 82 هـ منتهيا بسنة 913 هـ. وبين من تحدث عنهم الرازي اي محمد بن زكريا الرازي الطبيب الفيلسوف الذي (قيل انه صنف للملك منصور بن نوح احد ملوك السامانية كتابا في الكيمياء فاعجبه ووصله الف دينار وقال..اريد ان تخرج من القول الى الفعل. فقال ان ذلك يحتاج الى مؤن والات وعقاقير) فقال الملك انه سيامر باحضار كل ما يريده. فلما ضعف وجبن عن مباشرة ذلك قال له الملك (ما اعتقدت ان حكيما يرضى بتخليد الكذب في كتب ينسبها الى الحكمة يشغل بها قلوب الناس ..في ما لا فائدة فيه ... لا بد من عقوبتك على تخليد الكذب في الكتب . ثم امر ان يضرب بالكتاب الذي وضعه ..على راسه الى ان يتقطع فكان ذلك الضرب سبب نزول الماء في عينيه) وتلك حادثة تدل على تدني في العقلية التي حاكمت وعاقبت محمد بن زكريا الرازي الذي يعتبر الطبيب الاول في التاريخ الذي اوجد (التدوين السريري) في تاريخ الطب في العالم وهي العملية التي ماتزال قائمة في عصرنا. والواقع ان المدونين الغربين اعترفوا بفضله على الطب واشادوا به في تسجيلاتهم التاريخية. اما منصور بن نوح فقد ضربه على راسه الى ان تقطع كتاب الرازي (فكان ذلك الضرب سبب نزول الماء في عينيه) انه التاريخ الذي دونه كتاب السلاطين. كان الرازي فصلا رائعا من فصول الطب العربي والعالمي، يعلي الرأس عند التحدث عن التراث العربي الاسلامي. قسّم الكاتب الحزيمي عملية الحرق والإتلاف إلى نوعين: الأول، ما قامت به السلطة، والثاني، ما قام به العلماء والفقهاء بأنفسهم! ولا أدري إن كانت أوروبا قد شهدت الحدث الثاني, وربما تفرد العرب المسلمون به، أليسوا أمة خارج نطاق التغطية البشرية؟ ولنسرح ونمرح في ظلال تاريخنا المجيد. كما يقول الحزيمي: (تعددت طرق إتلاف الكتب في تراثنا، إلا أنها لم تخرج عن أربع طرق معروفة ومعهودة: أولاً: إتلاف الكتب بالحرق. ثانياً: إتلاف الكتب بالدفن. ثالثاً: إتلاف الكتب بالغسل بالماء والإغراق. رابعاً: إتلاف الكتب بالتقطيع والتخريق. في سنة 82 هـ أمر الخليفة سليمان بن عبدالملك بحرق نسخ مكتوبة ورد فيها ذكر الأنصار في غزوة بدر وبيعتيْ العقبة, لأنه لم يكن يرى للأنصار هذا الفضل! في سنة 163 هـ أمر الخليفة المهدي بتقطيع كتب أنصار المُقنَّع الذي خرج عليه بخراسان، وذلك بعد أن قتلهم وصلبهم وكانوا من المسلمين. في سنة 322 هـ قال ابن الأثير في كتابه (الكامل في التاريخ) أحضر أبو بكر بن مقسم (وهو من النوابغ في عصره) ببغداد وقيل له إنه: (قد ابتدع قراءة لم تعرف وأحضر ابن مجاهد والقضاة والقراء، وناظروه فاعترف بالخطأ وتاب منه، وأحرق كتبه) يدعون اعترافه بالخطأ وتاب منه دون ذكر الخوف من الجلد او قطع العنق. كان حرق الكتب سائدا بحجج الزندقة باعتناق الموروث المانوي في الثقافة الفارسية والالحاد وقد عرض الكتاب بعضا منها موقف الخليفة العباسي المهدي الشديد التعصب نحو المانويين، اتهمهم بالزنادقة فقتلهم وإتلف كتبهم، ولم يقبل منهم التوبة، من ذلك ما وقع على (ابن المقفع) اذ اختلفوا في أمره هناك فيهم من قال إنه زنديق، وهناك من قال إنه ثائر خرج على الدولة العباسية، والزندقة كانت صفة ألصقت به لتبرير قتل المناهضين للخليفة! اتهمه الخليفة بالزندقة فأمر المهدي بقتله من جملة من اتهمهم بالزندقة فقتلهم وحرق كتبهم، لم تنته الاتهامات بالزندقة بنهاية هؤلاء من الانتقام منهم، بل اجتهد في القضاء على الموروث المانوي في الثقافة الفارسية، فقد ذكر ابن الجوزي في كتابه (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم) ايضا (وفي نصف رمضان أحرق على باب العامة صورة ماني وأربعة أعدال من كتب الزنادقة). كان قتلهم دون شفاعة مع ذلك فان الفرس تمسكوا بمعتقداتهم الوثنية، وكان البعض منهم يصلي مع جماعة المسلمين الا انهم يعبدون إلههم في خلوته ومنهم الشاعر بشار بن برد الذي كان صريحا في مانويته. اكبر فصول الكتاب الفصل الذي حمل عنوان (العلماء الذين اتلفوا كتبهم) حيث ذكر ما لا يقل عن 35 اسما من هؤلاء بينهم ابو حيان التوحيدي وابو عمرو بن العلاء وابن سينا والماوردي. في يقيني ان ليس هناك من عالم او شاعر يحرق كتبه، الا كان ذلك بدافع الخوف من الانتقام منه بالجلد او قطع الرأس بالسيف لاتهامه بالزندقة. بتعبير الزندقة قتل الكثير من المفكرين ومنهم الذي علق على جسر بغداد. لهذا فان المؤلف الحزيمي يسرد أحداثاً جمعها من كتب التاريخ، وأخبار إتلاف الكتب دون تعليق أو شرح، ويوثقها توثيقاً، فيورد أخبار ابن سينا الذي اتهم بالإلحاد، وكيف تاب وتصدق وصار يختم القرآن كل ثلاثة أيام، ويتبرأ من كثير من أفكاره، وكان يجب على الباحث أن يشير في هذا الصدد عن توبة ابن سينا بانها ذات الطريقة التي يتهمون بها الاحرار إلى اليوم بالكفر والإلحاد، وكيف ان الأفكار السلفية القديمة قد جرى استحداثا لتصبح سلفية جديدة في عصر الحداثة وهذا مآخذ كبير على هذا الكتاب اذ اظهر خللا منهجيا في تصنيفه وبدى المؤلف، ناسخا وناقلا فحسب، المؤلف قدم دراسة قيمة لمنها سريعة، والواقع أن الكثير من الكتب التي ذكرها قد أتلفت أو أحرقت شأن كافة الكتب الاخرى التي لم يرد ذكرها. لدينا الكثير الكثير من التاريخ في تدمير المؤلفات الحرة التي تقدمت ازمنتها فكريا، وكتب التراث العربي غاصّة بالنصوص التي تعبّر عن هذا المعنى، ولا يعني بان ماجاء في كتاب (حرق الكتب في التراث العربي) هو الجامع. لكنً هذا تذكير موجز، وغيض من فيض في محاربة الكتب في التاريخ البعيد والقريب. ومنه وعلي سبيل المثال احراق مكتبة الإسكندرية حيث جعلت كتبها العامرة شعيلا للحمامات لاربع سنوات وحرقها يعتبر اكبر كارثة حلت في تاريخ التدمير والحرق لانها كانت في زمانها من اكبر المكتبات في العالم. . ثم ابن رشد الذي إحرقت كتبه في الاندلس في عهد ملوك الطوائف. ثم جريمة صلاح الدين الأيوبي في تدمير المكتبة الفاطمية. ثم تدمير مكتبة المنصور في قرطبة في عام 1000. يرى التوحيدي في إحراق كتبه (أسوة بأئمة يُقتدى بهم) مثل الفقية الزاهد داود الطائي الذي يسميه (تاج الأئمة) الذي ألقى بكتبه في البحر، والزاهد المعروف يوسف بن أسباط الذي ألقم كتبه غاراً في جبل وسدّه عليها، وأبي سليمان الداراني الذي سجر كتبه في تنور وقال: (والله ما أحرقتك حتى كدتُ أحترق بك)، وسفيان الثوري الذي نثر كتبه في الريح بعد تمزيقها وقال (ليت يدي قطعت من ها هنا بل من ها هنا ولم أكتب حرفاً)، وأبي سعيد السيرافي الذي أوصى ابنه أن يُطعم كتبه النار. فما الذي يجعله يحجم عن إتلاف كتبه وقد سبقه إلى هذه المأثرة علماء أفاضل من هذا الطراز؟ غير أن واقع إحراق هؤلاء العلماء كتبهم لا يشبه واقع إحراق التوحيدي كتبه، فمن بينهم من لا يمكن الشكّ في صدقيته وزهده، ومن ثمّ لا يمكن الشكّ في دواعي إتلافه كتبه، أما التوحيدي فالقنوط الذي لفّ خواتيم حياته يقف داعياً رئيساً لتلك الحادثة الشهيرة التي استبقت فيها سلطة الكاتب على كتبه أيّ سلطة أخرى يمكنها أن تتصرف بميراثه الحيّ من الكتب. كانت السلطات تمارس العنف نحو العلماء أنفسهم لهاذا كانوا يحرقون كتبهم بأيديهم بدءً من (أبو ذرا الحافظ) ثم (أبو السعود) و (الزاهد) و (الدارمي) و (الطائي) و (ابن جبير) و (الربعي) و (التوحيدي) و (القرطبي) وغيرهم من العلماء والمفكرين. الكاتب يرى أن من اسباب إتلاف الكتب أسبابا شرعية، ففي صدر الإسلام حيث كانت كل الكتب كما ذكر الكاتب ما عدا (القرآن) قد حرقت كتب ومكتبات بهذه الحجة ومنها مكتبة الاسكندرية التي كانت اكبر مكتبة في العالم وكما أورد الكاتب في كتابه جرت هذه حوادث الحرق حتى عام 913 هـ حيث لعب الخليفة ومن ثم السلطان ومن بعده الأمراء والعاملين على المصائر والأقوام؛ الدور الأساسي في إتلاف الكتب إما لأسباب أمنية خوفاً من الفتن كما يقولون أولاسباب دينية او لأسباب نرجسية كغرور بعض السلاطين أو لأسباب عصبية قبلية أو لخلافات مذهبية. فقد ورد أنه في سنة 163 للهجرة (ذكر أن المهدي سلك في سفرته هذه طريق الموصل حتى انتهى إلى حلب فأتته البشرى بها بمقتل المقنع، وبعث وهو بها عبد الجبار المحتسب لجلب من بتلك الناحية من الزنادقة ففعل وأتاه بهم وهو بدابق فقتل جماعة منهم وأتى بكتب من كتبهم فقطعت بالسكاكين). أضف إلى الخلافات المذهبية التي دفعت بعض القائمين على السلطة إلى إتلاف كتب أصحاب الفكر الجديد أو المختلف، كما حدث مع أبو السعادات ابن قريا (الرافضي) الذي أحرق هو وكل كتب (الرافضية)، أو خوفاً من العلم الجديد كعلم الرياضيات أو الكيمياء أو الطب وهذا ما حدث مع الرازي وابن سينا الذين أحرقت السلطة بعضاً من كتبهم جهلاً وتعسفاً بما جاءوا به من علم . وآخرها وليس آخرا فان حكومة حماس حرقت قصص (قول يا طير) التي أحبها الاطفال الفلسطينيين كما فعل فجر الطالبان عام 2001 تمثال بوذا وأماكن تاريخيه فيها أبنية عمرها 3 آلاف عام. كتب ناصر بن رجب من تونس مقالا رائعا في (تدمير الآثار جريمة في حقّ ذاكرة الإنسانية) ذكر ان ( حرق الكتب والمكتبات سنّة غير حميدة سار عليها إثنان من الخلفاء الراشدين. فقد أحرق عمر بن الخطاب صُحُفا جُمعت فيها أحاديث الرسول على ما ذكره ابن سعد في الطبقات الكبرى، إذ أورد : (إن الأحاديث كثرت على عهد عمر بن الخطاب فأنشد الناس أن يأتوه بها، فلما أتوه بها، أمر بتحريقها ثم قال "مثناة كمثناة أهل الكتاب") وذكر ايضا (أما عمر بن الخطاب فقد أمر بحرق مكتبة فارس، أي مكتبة ملوك الفرس التي كانت ولا شك تحتوي على ملايين الكتب!) لقوله لا كتاب بعد القرآن. اما مكتبة الإسكندرية فقد اخذوا جلود كتبها وصنعوا منها نعلا اما ورقها فقد جعلوا منه وقودا للحماات استمر اربع سنوات كما روى الزمخشري. وقال ناصر بن رجب (وعندما أعاد الملوك الكاثوليك فتح الأندلس فإنهم لم يحرقوا مكتبة الملوك العرب وإنما أرسلوها إلى مكتبة الفاتيكان) ثم اضاف قائلا (ألم يحرق البرلمان المصري في سبعينات القرن الماضي ألف ليلة وليلة؟). الذي يستقري التاريخ اللامتحيز يرى ان اوربا هي التي حافظت على كتب الشرق القديمة في مكتباتها كمكتبة الفاتيكان وغيرها من مكتبات شهيرة، حفظوها بعناية دون تمييز او انفعال بمواضيعها، كما ان قسما منها كان الاساس في حملة ترجمة الكتب العربية القيمة الى اللاتينية ثم اللغات الاوربية في عصور النهضة. كانت بعض تلك المخطوطات مفقودة الاصل العربي لانها حرقت او رميت في الانهار، فترجمت من ترجماتها الى اللغة العبرية. تلك الكتب كانت تعود الى قرن التاسع الميلادي قبل فترة عصر النهضة سلمت من الايدي المجرمة التي كانت مصابة بالعمى الثقافي. بعض عمى القلوب يقولون ان الغربيين سرقوا تراثنا وكتبنا، فنعم تلك السرقات لو لا هذه السرقات لما بقيت تلك الكتب النفيسة بحجج اتهامات الزندقة او لحرقها العثمانيون اذ في عهدهم لم تبق مكتبة في ارجاء الاقطار العربية التي حكموها. فنعم هذه السرقات التي اقترفها الغربية فان تلك الكتب الآن تنام قريرة العين في مكتبات الغرب دون ان تخشى حرق من طالبان واشباههم .
أضف ردّا وأعد تحميل الصفحة