® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2013-01-15, 9:08 pm | | ترانزيت
غادة نور الدين
(1)
الثامنة والثلث صباحاً في مطار شارل ديغول
والعتمة لم تجرّ خيوطها من سماء باريس بعد
أشجار الميلاد المضاءة تزيّن الصالات
بانتظار ميلاد ضوء النهار
أصغي إلى الموسيقى الخافتة
ولا آبه لهدير محركّات الطائرات
تحيطني عيون المسافرين من كل جانب
تروقني معاطفهم وقبّعاتهم وسحناتهم المختلفة
هم الآتون من كلّ أرجاء المعمورة
غيمة خفيفة تعبر الذاكرة
ثمّ يأتي الاسترخاء المفاجئ وتفكير الرأس يالوسادة
لإزاحة الأثقال
في صباح يعجّ بالغرباء
وصالة انتظار لا يعكّر صفوها كلمة Bonjour بين غريبين
(مطار شارل ديغول- باريس)
(2)
هذا المطار يوحي بطمأنينة
لا تمنحها المطارات عادة
السكون هنا مثل خيام متناثرة رغم الزحمة الهائلة وإجراءات التفتيش
ثمة سكينة تلوح على الوجوه وهذا الهدوء مطاري الوحيد كما ارغب.
هذا المطار في داخلي فراغ أليف كأنني أدخره منذ قيامتي. وهو الآن رحمي بأرض لم تطأها قدم.
(مطار فرانكفورت_ ألمانيا )
(3)
زحامٌ وحقائب تتكدّس
القطار يقلّنا إلى وجهتنا
الكابينة كما تلفريك حاريصا
والمشهد مختلف
نعبر بمحاذاة فندق هيلتون
نتشارك ابتسامة
مع المرأة السمراء السمينة
ونتجاذب أطراف الحديث
عن النجمة (باريس هيلتون) وميراث والدها
عن فضائحها وفنادقها وعبثها
إجراءات التفتيش
والإشعاع الذي كلّما تعرضت له
أشعر بآلام عظامي
لم أسلم منه اليوم أيضاً !!
(مطار شيكاغو)
(4)
لم يكتمل المشهد
من شرفة الطائرة
بدت نيفادا بتضاريسها
وألوان تربتها المختلفة
كصحراء قاحلة
على أرض المطار
اختلفت الرؤية
بناء ضخم
هندسة فنّية عالية
تزيّن القاعات (slot machines)ماكينات
ولا تفرغ من المرتادين
كيف لا يفوتهم موعد إقلاع الطائرات؟؟
المشهد غريب
والمدينة الملقّبة بمدينة الخطايا ساحرة
تنذر بقصص خرافية.
الدوار يصيبني أمام كلّ بريق كاذب
وأنا نقطة بيضاء تبحث عن حضن لا يفتقد للنيران
(مطار لاس فيغاس)
(5)
قبل الهبوط
تتراءى المدينة الغافية على سفح الجبل الشمس قطعة ذهب في فراش السموات والبحر كتاب واسع المدى وكنت أقرأ الأسرار والملوحة والزرقة
وانكسارات الضوء ومنازل الشروق والغروب وما خفي من لآلئ وفضّة وهي تنساب من مساماته لتمتزج بأنفاس العابرين وقصص العشق الغائرة في أحشائه أشعرُ بقلبي يكبر مثل موجة لا تكف عن التبخر رذاذاً بلا حدود هل لأنني كسرت قفل البحر بشيء من غرام السحرة لا أعرف.. هنا أرى حقائبي تخرج من جسدي وتذوب في المياه
(مطار بيروت )
_________________ حسن بلم | |
| |