® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2013-01-04, 9:51 am | | تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :الرجل ذو البدلة البيضاء الشركسكين وقائع خروج أسرة يهودية من مصر لوسيت لنيادو The Man in the White Sharkskin Suit A Jewish Familys Exodus from Old Cairo to the New World Lucette Lagnado
About This E-Book:
Lucette Lagnado's father, Leon, is a successful Egyptian businessman and boulevardier who, dressed in his signature white sharkskin suit, makes deals and trades at Shepherd's Hotel and at the dark bar of the Nile Hilton. After the fall of King Farouk and the rise of the Nasser dictatorship, Leon loses everything and his family is forced to flee, abandoning a life once marked by beauty and luxury to plunge into hardship and poverty, as they take flight for any country that would have them. A vivid, heartbreaking, and powerful inversion of the American dream, Lucette Lagnado's unforgettable memoir is a sweeping story of family, faith, tradition, tragedy, and triumph set against the stunning backdrop of Cairo, Paris, and New York. Winner of the Sami Rohr Prize for Jewish Literature and hailed by the New York Times Book Review as a "brilliant, crushing book" and the New Yorker as a memoir of ruin "told without melodrama by its youngest survivor," The Man in the White Sharkskin Suit recounts the exile of the author's Jewish Egyptian family from Cairo in 1963 and her father's heroic and tragic struggle to survive his "riches to rags" trajectory.
مذكرات لينادو التي تقلب عليك مواجع ما فعله العسكر بمصر، أجمل من أن يتم اجتزاؤها، فقط أتوقف عند حديثها عن أبيها الذي ظل حتى مات في يناير 93 يحتفظ بحقيبة سفر في غرفة المعيشة على أمل أن يعود ثانية إلى مصر التي ظل يحن إلى كل شيئ فيها حتى أن رائحة ورودها لم تفارقه أبدا، وبرغم كل تلك السنين على رحيلها عن مصر ظلت تتذكر والدها وهو يصرخ على ظهر المركب التي أقلعت بهم من الإسكندرية في الستينات مرددا بالعامية المصرية مرة بعد أخرى «رجعونا مصر.. رجعونا مصر».
كم اعشق سرد التاريخ من خلال سيرة ذاتية او رواية شاهدة بأحداثها وشخصياتها على حقبة من الزمن لأني ابغض الحقائق الجامدة، التاريخ في عبارات قاطعة واحصائيات، حيث انه لم يكن دروس نتعلم منها الا من خلال تجارب اُناس عاشوه بخبراتهم وخلصنا نحن منها بنتيجة. فالتاريخ يحمل ذلك البعد الانساني الذي يسمح لنا ان نعيش تجاربنا نحن ايضا، نخطئ ونصيب وفق معايرنا نحن.
فهي سيرة ذاتية قرأتها كشاهدة على فترة اجهل عنها الكثير وكوقائع خروج اسرة يهودية من مصر وحدث كهذا من تهجير اليهود اعقاب عدوان 56 لم اكن لأخوض فيه إلا من خلال بعد انساني فقط.
تلك السيرة تحكي عن "ليون لينادو" هذا الرجل المعني بالرجل ذو البدلة البيضاء الشركسكين كفعل وكصفة لتوحي بالارستقراطية والرقي الذي كان عليه. فمع صوت يتردد في الخلفية عند الشروع في القراءة ـ رجعونا مصر، رجعونا مصر ـ تروي لنا تلك السيرة صغرى ابنائه "لوسيت لينادو" او "لولو" كما كان يناديها والدها.
تلك الاسرة المكونة من ستة افراد الاب ليون والام ايديث والاخت الكبرى سوزيت ويليها الاخوان سيزار وايزاك واخيرا لولو، حيث ستتطرق لولو لتحكي عن افراد عائلتها وصفاتهم وطباعهم واثر الهجرة على كل منهم وكيف انخرطوا في حياتهم الجديدة وما واجهوه من صعاب.
يمكن ان تقسم السيرة الى ثلاثة اقسام: الاول في مصر (قاهرة الاربعينات ومطلع الخمسينات) والذي سيحظى بالشق الاكبر من مراجعتي الثاني المنفى الاول باريس الثالث ـ المهجر الأخير ـ امريكا حيث الاستقرار وان لم يكن كذلك
اسرة ليون هي اسرة يهودية عربية تعود اصولها الى حلب بسوريا، عاشت في مصر واستقرت بها مع الثلاثينات في بيت يطل على شارع الملكة نازلي يعكس ليون قاهرة تلك الفترة، ذلك الرجل الارستقراطي بطبعه، يتحدث لغة انجليزية ملكية، يحي طقوس عبادته نهارا ولا يؤجل اي منها ملتزم بها اشد الالتزام وبالرغم من ذلك مولع بالسهر ليلا والتودد الى النساء والمقامرة، حيث تحكي لولو ان والدها في احدى السهرات قامر مع الملك فاروق حيث كان هو الاخر مولع بمثل تلك السهرات والذي دائما ما كانت تحجز له طاولة في اكثر الأماكن تميزا تحسبا لقدومه في اي وقت ..
تصف لنا ـ لولو ـ جروبي، كازينو بديعة بدار الأوبرا، فندق شبرد وسهرات كل خميس حيث الاستماع لأم كلثوم وهي تغني في الراديو.
ذلك التحول الذي حدث من قاهرة فاروق الى قاهرة ناصر. مازال مطبوع في مخيلتي من اثر القراءة عدة مشاهد
- مشهد مرور عربات الاسرة المالكة بشارع الملكة نازلي والتي كانت ماركة رولز رويس المصبوغة باللون الاحمر القاني المخصص للاسرة المالكة فقط وبعد رحيل الملك فاروق اصبح المصريون يصبغون به عرباتهم كنوع من التمرد ع الوضع الزائل وتطلعهم للمساواة.
- تغيير اسماء الشوارع والميادين التي تحمل اسم ايا من العائلة المالكة لأسماء متعلقة بالثورة
- الغاء استخدام الطرابيش واستبدالها بقبعات مصنوعة من اللباد او القش او من نوع بورساليونز وهنا تعلق الكاتبة " ويالسخرية القدر كان الكثيرون من ابناء عهد الثورة من الطبقات الثرية مولعين بأغطية الرأس الكلاسيكية المستوردة من الدول الأجنبية رغم ان التخلص من النفوذ الأجنبي على مصر كان هو قصد الثورة وغايتها القصوى!"
- التشديد ع تعلم اللغة العربية واتقانها في المدارس، حيث كانت الطبقات الراقية يحتقرن لغتهن الأم ويظهرن ثرائهن ورقيهن بالتحدث فقط بالفرنسية او الانجليزية او الايطالية.
- التدريب على حمل السلاح في المدارس اعقاب كارثة السويس ـ العدوان الثلاثي ـ حيث تصف الكاتبة ذلك فتقول "ففي مدرسة ليسيه فرنسية بباب اللوق حيث كانت اختي طالبة بها، كانت سوزيت تتلقى دروسا في التربية الرياضية حيث تعلمت رقصة الكوادريل، لكن في اعقاب كارثة قناة السويس بدأت المدرسة سلسلة من التدريبات العسكرية الخاصة لطالباتها لتلقنهن القتال ضد الغربيين واليهود الغزاة. كانت اختي وزميلاتها يتسلمن بنادق قديمة ثقيلة بعضها يعود تاريخها للحرب العالمية الأولى، وكن يلقن كيفية تحديد الهدف واصابته. في مدرسة الفرنسية للبنين كان اخي سيزار البالغ من العمر احد عشر عاما خضع لتعلم نفس المهارات العسكرية ويتدرب على بندقية لايقوى حتى على رفعها"
- بعد عدوان 56 كان على كل من يحمل جواز سفر انجليزي او فرنسي الهجرة فورا من مصر وسط حراسة مشددة الى المطار.
فبعد ما كان ينعم اليهود وغيرهم من جنسيات مختلفة بالأمان في ظل حماية الملك فاروق الا انه في ظل حكم ناصر كان اليهود على استعداد ان يذهبوا الى آخر العالم فعليا استجداء لذلك الأمان من جديد.
وبالرغم من السخط على عبدالناصر الا ان الاخت الكبرى سوزيت مؤيدة له وكانت ترى ان الفرنسيين والانجليز كانوا على خطأ في غزوهم مصر وان القناة ملك للمصريين رغم ذلك كانت ترغب في مغادرة البلاد، لقد تأكد كل شاب من انه لا مستقبل لهم في مصر.
كانت قوانين النظام الناصري بالغة القسوة ـ على حد وصف الكاتبةـ فكانوا عليهم ان يخرجوا من البلاد بأي متعلقات عدا القليل من الجنيهات المصرية، فكان مسموحا لعائلتي البالغ عددها ست افراد بمغادرة البلاد بما لا يزيد على مائتي دولار!
استوقفني هذا المقطع وقرار الهجرة الاجباري برمته وتصفية الممتلكات للخروج من مصر بمبلغ زهيد لا يعين على البدء من جيد بأي حال من الأحوال فما بالنا بأسرة ثرية كهذه ، ذلك التخبط فهم لايدرون تحديدا الى اي جهة وجب عليهم التوجه ، ذلك الاحساس ان تترك وطن بأكمله، حياة بأكملها خلفك لتستبدلها بمصير مجهول وليس معك ما يعينك غير 26 حقيبة حملتها معك تشغل مساحة من الذكريات !
بُغض نظام ناصر والترحم على ايام فاروق لم يكن يعني تلك العائلة كأمر ديني ـ حيث حرية العبادة ـ او امر سياسي ـ لم تنخرط فيه ابدا ـ، بل كان الأمر كأغلب الأثرياء فهم يكرهون الثورات لأنها تمثل تهديد لهم ولمكانتهم بالمقام الأول كما ان الثورة لم تحمل بُغض لهم كمواطنين ولكن كوضع طارئ بدولة اسرائيل وغياب الشعور بالانتماء لدى الطبقات الفقيرة من المصريين وتفضيل الأجنبي عليهم وتمتعهم بامتيازات حُرموا منها وفُضل عليهم الأجنبي.
المنفى الأول "باريس" كانت مرحلة مؤقتة الى ان يجدوا الوجهة الأخيرة التي عليهم الاستقرار بها حيث حمل جواز سفرهم "بدون جنسية" كانوا متأرجحين بين الذهاب الى اسرائيل حيث الجدة الكسندرا والذي وافاهم خبر وافاتها مما حسم الأمر لصالح امريكا
المنفى الأخير "امريكا" هذه الأسرة عانت الامرين من فقر مدقع حيث كانوا بالكاد قادرين على العيش والتفكك الذي اصابها جراء الصراع الدائم بين القيم في الشرق والغرب حيث وجدوا انفسهم وسط مجتمع امريكي متحرر ومحاولة التزامهم بثقافتهم الشرقية الملتزمة ـ على قدر المستطاع ـ في حين يصرخ ليون في وجه "كيرشنر" الاخصائية الاجتماعية المسئولة عن توطينهم في امريكا نحن عرب سيدتي نجدها تكتب عنه تقرير انه رجل جد متصلب، ذو افق محود، وسيكولوجية شرقية تختفي وراء قشرة من الذوق، انه ميئوس منه في هذا المجتمع المستنير الذي كان محظوظا بالانتقال اليه
اخيرا وبصرخة ظلت تتردد على مسامع الكاتبة رجعونا مصر، رجعونا مصر استطاعت اخير ان تحقق حلم والداها في العودة الى القاهرة مرة اخرى، ذهبت للتعرف من جديد على كل الأماكن التي تركوها منذ امد، لكن خفف عليها جفاء وطن تنكر لهم في الماضي هو عرض احدى جاراتهم القدامى والتي تسكن في الطابق الاعلى ان تبيت في احدى الغرف في بيتها الى ان تنهي زياراتها للقاهرة فكان اظهار ذلك الحنان الغير متوقع كفيل بأن يعيد اليها حياة كاملة لم تعش فيها غير النذر اليسير
للتحميل المباشر أضف ردّا واضغط [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] _________________ حسن بلم | |
| |