آخر المساهمات
2024-11-06, 9:59 pm
2024-10-12, 12:21 am
2024-10-12, 12:19 am
2024-10-12, 12:14 am
2024-10-12, 12:14 am
2024-10-12, 12:13 am
2024-09-21, 5:25 pm
أحدث الصور
تصفح آخر الإعلانات
إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر إعلانات مجانية على نوسا البحر مشدات تخسيس إعلانات مجانية على نوسا البحر

الطريق إلى أين لسركون بولص,عظمة أخرى لكلب القبيلة,قصائد وشعر سركون بولص,ديوان سركون بولص pdf

2 مشترك
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11575
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : الطريق إلى أين لسركون بولص,عظمة أخرى لكلب القبيلة,قصائد وشعر سركون بولص,ديوان سركون بولص pdf 15781612
الطريق إلى أين لسركون بولص,عظمة أخرى لكلب القبيلة,قصائد وشعر سركون بولص,ديوان سركون بولص pdf Icon_minitime 2012-12-11, 8:22 am
الشاعر سركون بولص
حامل الفانوس فى ليل الذئاب
ديوان الطريق إلى أين pdf
ديوان عظمة أخرى لكلب القبيلة pdf
قصائد غير منشورة لسركون بولص
http://www.4shared.com/office/Fta3LsjO/________.html

الطريق إلى أين لسركون بولص,عظمة أخرى لكلب القبيلة,قصائد وشعر سركون بولص,ديوان سركون بولص pdf 7

الكرسي
كرسيّ جدّي ما زالَ يهتزّ على
أسوار أوروك
تحتَهُ يعبُرُ النهر، يتقلّبُ فيهِ
الأحياءُ والموتى.
أبي في حراسة الأيّام
لم تكن العَظمة، ولا الغُراب
كانَ أبي، في حراسة الأيام
يشربُ فنجان شايه الأوّل قبل الفجر، يلفّ سيجارته الأولى
بظفْر إبهامه المتشظّي كرأس ِثُومة.
تحت نور الفجر المتدفّق من النافذة، كانَ حذاؤهُ الضخم
ينعسُ مثل سُلحفاة زنجيّة.
كان يُدخّن، يُحدّقُ في الجدار
ويعرفُ أنّ جدرانًا أخرى بانتظاره عندما يتركُ البيت
ويُقابلُ وحوشَ النهار، وأنيابَها الحادّة.
لا العَظمة، تلك التي تسبحُ في حَساء أيّامه كأصبع القدَر
لا، ولا الحمامة التي عادت إليه ِبأخبار الطوَفان.
سقط الرجل
في وسَط الساحة
سقطَ الرجُلُ على رُكبتيه.
هل كان مُتعَبًا إلى حدّ
أن فقدَ القُدرة على الوقوف؟
هل وصلَ إلى ذلك السدّ
حيث تتكسّرُ موجةُ العُمر النافقة؟
هل قضى عليه الحزنُ بمطرقة ٍ يا تُرى؟
هل كانَ إعصارُ الألم؟
رُبّما كانت فاجعة ًلا يطيقُ على تَحَمّلها أحد.
ربّما كان ملاكُ الرحمة
جاءَ ببَلطته الريشيّة عندما حانَ لهُ أن يجئ.
ربّما كان الله أو الشيطان.
في وسط الساحة
سقطَ الرجلُ فَجأةً مثلَ حصان
حصَدوا رُكبتيه ِبمنْجَل.
جسدي الحيّ في لحظته
النوافذ ُ مُغَطّاةٌ بستائرها المُخَرَّمة، وأنا
راقدٌ في سريري، بؤرةً لشَذراتٍ آتية من باطن أرضي أنا، جسَدي
الحيّ في لحظته، هذا التنّور الذي لا يكفُّ عن تَدوير الأرغفة
للجياع المزدحمينَ على بابي.
وجهي مُعَلّى للسماء وما من زاويةٍ للتنَحّي
شَعري مُعَفَّرٌ بأتربة الشمس، والهواءُ يدخلُ قُمرات سفينة
أبعثُ بها الى البحر، بين آونةٍ وأخرى، مصنوعة من كلماتي.
كلماتي المليئة بالنذائر، والنُذُر، ومفاجآت أيّامي.
هي الأثقَل من تُراب قبر أبي المجهول في مسقط رأسي.
لا، لستُ الطريحَ الذي قد تتخيّل، على سرير انعزالاتي
أبعدَ من أن تصلني صيحاتُكَ المجيدة.
النورُ يُملّسُ وجهي، والرؤيةُ قد تُحيلُ جدرانَ غرفتي
إلى مسرح ٍورَقيّ، يُشعلُ فيه النارَ عُودُ ثقاب.
يدي قد تُسقطُ حِمْلها من الكلمات على هذه العتبة المغطّاة بالخطى
وتُبَعثرني ريحُ الربّ الغاضب المترنّح في مسيرتهِ عبرَ الصحراء كحَفنةٍ من الحنطة.
(آه، يا أوجُهَ التواريخ الجريحة!)
هذا أنا: صوتُ أجراسي الخفيّة في اللحم، أعلى من عاصفةٍ وشيكة.

سركون بولص

قصائد من "عظمة أخرى لكلب القبيلة"



الكرسي

كرسيّ جدّي ما زالَ يهتزّ على

أسوار أوروك



تحتَـهُ يعبُرُ النهر، يتقـلّبُ فيهِ

الأحياءُ والموتى



الملاك الحجري

حتى ذلك اليوم الذي لن أعودَ فيه

إلى قصدير الأيام المحترقة، والفأس المرفوعة

في يد الريح، أجمعُ نفسي، بكلّ خِرَق الأيام ونكباتها، تحتَ

سقفِ هذا الملاك الحجري.



هذا الحاضرُ المجَنَّح كبيتٍ يشبهُ قلبَ أبي

عندما سحَبتهُ المنيّة من رسغه المقيَّد إلى جناح الملاك

في تـُراب الملكوت.



حتى ذلك اليوم، عندما يصعدُ العالمُ في صوتي

بصهيل ألف حصان، وأرى بوّابة الأرض مفتوحةً أمامي



حتى ذلك اليوم الذي لن أعودَ فيه

مثلَ حصان مُتعَب إلى نفسي، هذا الملاكُ الحجريّ:

سمائي، وسقفي.





إلى سيزار فاييخو



"من بين أسناني أخرجُ داخناً،

صائحاً، دافشاً، نازعاً سراويلي"



سيزار فاييخو، «عجلة الإنسان الجائع»



يا سيزار فاييخو، أنا من يصيح هذه المرّة.



إسمح لي أن أفتح فمي، وأحتجّ على الدم الصاعد في المحرار

دافعاً رايةَ الزئبق إلى الخلف. لتصطكَّ النوافذ، لتنجَرَّ ميتافيزياء الكون

إلى قاع الأحذية الفارغة لجنديّ ماتَ بحَربته المعوجّة.



«عجلةُ الإنسان الجائع» ما زالت تدور…

من يوقفُ العجلة؟



قرأتـُك في أوحَش الليالي، لتنفكّ بينَ يديّ ضماداتُ العائلة.



قرأتُ عواصفكَ المُتململة حيثُ تتناوَمُ الوحوشُ في السراديب

حيثُ المريضُ يتعَكّزُ، على دَرب الآلام، بعَصا الأعمى الذي رأى…



وفي هذا المساء، يا فاييخو، تعلو الأبجديّاتُ وتسقط. المبنى ينهار، والقصيدة

تطفئ نجومها فوق رأس الميّت المكَلـَّـل بالشوك. ثمّة ما سيأتي

ليسحبَ أجسادَنا على مَجراهُ الحجريّ كاندفاعة نَهر.



ثمّة حجر سيجلسُ عليه شاعرُ الأبيض والأسود في هذا الخميس.

واليوم، أنا من يصيح.





يدا القابلة



ومن غير أن نولد، كيفَ نحيا مع الريح

دونَ كفالات: يدُ النوم مُدْلاةٌ على مَهد الوليد حتّى

تأتي الظلال.



الصدى يعرفنا، آتياً من وراء العالم.



تعرفنا خادمةُ اللـّه

هذه التي تمدُّ جسراً بين دُنيانا والآخرة.



الريحُ، والظلُّ، والجسر

وبيوتٌ خشبيّة تترنّحُ قبل مجيء الإعصار.

مَسقط الرأس هذا…



وجهُ الحياة القَلِقُ، حيث ترتعدُ الولادة

ويسقطُ الجنينُ صارخاً بين يديّ أمّ يوسف، القابلة.



من الصُدفة



منَ الصُدفة، من اصطدامها بالوقيعة

أن تنتهي الحكمة مستقيمةً كشاقولٍ بباب الريح

والعَقلُ نَقّارُ أسمالٍ في صندوق زبالة الفيلسوف.



ومن الصُدفة، من انصدافها، أن أكون، أنا

السائرُ بلا هدَفٍ محَدَّد، دائراً هنا كثـَور الطاحون

حولَ محوَرٍ أشبه بالسارية، مرفوعةً، بلا عَلمٍ، وسطَ حياتي.



في الليل وحده أستطيع أن أنادي

من أريدهُ أن يُنادمَني، إلى هذه المأدبة الصغيرة في عَراء أيّامي.



الطينُ، والجلدُ، هنا. طينٌ يغوصُ فيه زُعنفُ تيامات

جلدٌ يَتسلّخُ عن صلعةِ إنليل. أنا المنتظرُ في بيت الخراب

هنا حيث تجتمعُ الغربانُ والبيارقُ السوداء والعماماتُ واللـّحى

في شجرة الأنبياء اليابسة.



هنا ينفتحُ البابُ على شَذرةٍ من عُماي.

أهذا يعني أنّ ناري ما زالت تَلهو بالخشَب؟

أنا كنّاسُ السماء، ومكنستي المضلَّعة، من ريش أوهامي

المختبَرة بالنار، وقشِّ جنوني المُتَذَرّي في كلّ هَبّة من هذه الريح

هل من الممكن أنني أنسيتُها سرَّ القُمامة؟

ينفتحُ الباب، وأرقدُ بكلّ حجمي في قلب الليل المريح مثلَ سرير.





الناجي



قاموسُ الندى، مُعجَمُ الأنداء الساقطة

عبرَ الأفق المجَمَّرِعلى وجهي: أنا قَيلولة ذاتي.

أنا ظهيرةُ أيّامي. أنا لستُ سوى هذه الصفحة المحترقة بنظرتي.



الريحُ وحُنجرتي: أنا من يُنادي بين سارية المستقبل، وراية

الماضي.



أنا العَبدُ. أنا العاجز، بعُكّازينِ تحتَ إبطيَّ أعرجُ نحو المنتهى



يتبعني الموتُ بأرجُلِ عنزةٍ سوداء.



تتبعُ رأسي حربةُ الساحر ذاتُ الرأسين

وأعرفُ أنني، رغمَ هذا، سأنجو لأروي الخبَر على الأحياء.





لحظة الجندي



تلك اللحظة التي أشِكُّ فيها حَربتي الصدئة

جانبيّاً، بلا هِـمّة، في جَنب المسيح

هو الذي يحتقرُ إمبراطوريّتي، وروما، كلَّ روما، بنظرة

أنا الجنديّ التافه الذي قد يذكرهُ التاريخ بكلمة أو كلمتين

لأنهُ أهانَ النبيّ، ألبَسهُ تاجَ شوكه، سَقاهُ خَلاًّ…

أنا الدودةُ الحيّة في تُفّاحة العالم.



تو فو في المنفى



"دُخانُ الحرب أزرق

بيضاءُ عظامُ البشَر".

تو فو



قرية يَصلُ إليها تو فو

دَسكرةٌ فيها نارٌ تكادُ تنطفئ

يَصلُ إليها عارفاً أنّ الكلمة

مثل حصانه النافق، دون حَفنة من البَرسيم

قد لا تبقى مُزهرةً بعدَ كلّ هذه النـَكبات!



كم ساحة معركة

مرّ بها تصفُرُ فيها الريح

عظامُ الفارس فيها اختلطتْ

بعظام حصَانه، والعشبُ سرعانَ ما أخفى البقيّة!



نارٌ تتدفّأ عليها يَدان

بينما الرأس يتدلّى والقلبُ حَطب



هو الذي بدأ بالتـِّيه في العشرين

لم يجد مكاناً يستقرّ فيه حتى النهاية.

حيثما كان، كانت الحربُ وأوزارُها.

ابنتهُ ماتت في مجاعة…



ويُقالُ في الصين إنه كانَ يكتبُ كالآلهة!

قرية أخرى يصلُ إليها تو فو

يتصاعدُ منها دُخانُ المطابخ

وينتظرُ الجياعُ على أبواب مَخبَز.

وجوهُ الخبّازين المتصبّبة عرَقاً، مرايا

تشهدُ على ضَراوة النيران.



تو فو، أنت، أيها السيّد، يا سيّد المنفى.





محمود البريكان واللصوص في البصرة



حَبلُ السُرّة أم حبل المراثي؟



لا مَهرَب: فالأرض ستربطنا إلى خصرها

ولن تترك لنا أن نُفلتَ، مثلَ أُمّ مفجوعة، حتى النهاية.



كلّ يوم من أيامنا، في هذه الأيام، جمعةٌ حزينة!



ويأتيني، في الجُمعةِ هذه، خبَرٌ بأنّ البريكان

ماتَ مطعوناً بخنجر

في البصرة

حيث تكاثرَ اللصوص، وصارَ القـتـَلة

يبحثونَ عن… يبحثون، عَمَّ صارَ يبحثُ القتـَلة؟



حتى هذا الشاعر الوديع لم يَنجُ، هو الذي

كان يعرفُ منذ البداية لونَ القيامة، وهجرةَ الفراشة

نحو متاهة العالم السفلي، حيثُ الليل، واللّـه، واحد.



أكانت هذه معرفتك، هل كان هذا سرّك؟



كنتُ أراك، أنتَ الملفَّع بغشاء سرّك

بين حين وآخر، في مقهى «البرلمان»

حديثنا عن رخمانينوف، عن موتزارت.



واليومُ الذي أتذكّركَ فيه

اليومُ الذي فيهِ بالذاتِ أراك:

كنتَ اشتريت «صُوَر من معرض» لموجورسكي

من «أوروزدي باك »…



واللـّه أعلـَم كم كلّفتكَ تلك الأسطوانة

من راتبك الضئيل!



(سأُسمِعُها، في ذكراكَ، اليومَ، نفسي.)

سأصغي… وها هو الخبَرُ يأتيني.



حبلُ السُرّة انقطع، وامتدّ حبلُ المراثي.

إنه الليل. نـَمْ، أيّها الشاعر. نـَم، أيّها الصديق.





وصلت الرسالة



قُلتَ

أنك تكتب والقنابل تتساقط، تُزيلُ تاريخَ السقوف

تَمحقُ وجهَ البيوت.



قلت

أكتبُ إليك بينما اللّه

يسمحُ لهؤلاء أن يكتبوا مصيري. هذا ما يجعلني أشكُّ في أنه الله.



كتبتَ تقول:

كلماتي، هذه المخلوقات المهدَّدة بالنار.

لولاها، لما كنتُ أحيا.

بعد أن يذهبوا، سأستعيدها

بكلّ بَهائها كأنها سريري الأبيض في ليل البرابرة.



أسهرُ في قصيدتي حتى الفجر، كلَّ ليلة.



قلتَ: أحتاجُ إلى جبَلٍ، إلى محطّة. أحتاجُ إلى بشَرٍ آخرين.



وبعثتَ بالرسالة.





الكمّامة



اليوم أريد أن تصمتَ الريح

كأنّ كمّامة أطبقَت على فَم العالم

الأحياءُ والأمواتُ تفاهموا

على الإرتماء في حضن السكينة.

لأنّ الليل هكذا أراد

لأنّ ربّة الظلام، لأنّ ربَّ الأرْمِـدَة

قرّرَ أنّ آخرَ المطاف هذه المحطّة

حيثُ تجلسُ أرملة وطفلتها على مصطبة الخشب

بانتظار آخر قطار ذاهب إلى الجحيم، في المطـَر.



ــهذا السيد الأمريكي
الموت

هذا سيّدٌ

من أمريكا

جاء ليشربَ

من دجلةَ

ومن الفراتَ.

|||

الموت

هذا سيدٌ عطشان

سيشربُ كلَّ ما في آبارنا

من نفط، وكلَّ ما

في أنهارنا

من ماء.

|||

الموت.

هذا سيَّدٌ جائع

يأكلُ أطفالنا بالآلاف

آلافاً بعد آلافٍ

بعد آلاف.

|||

هذا سيّدٌ

جاء من أمريكا

ليشرب الدم

من دجلةَ

ومن الفرات.

بورتريه للشخص العراقي في آخر الزمن
أراه هنا، أو هناك:

عينهُ الزائغة في نهر

النكبات، منخراه المتجذّران

في تُربة

المجازر، بطنه التي طحنتْ

قمحَ

الجنون في طواحين بابل

لعشرة آلاف عام…

أرى صورتَهُ

التي فقدت إطارها

في انفجارات التاريخ

المستعادة

تستعيد ملامحها كمرآةٍ

لتدهشنا في كل مرة

بمقدرتها الباذخة على التبذير.

وفي جبينه الناصع

يمكنك أن ترى

كأنما على صفحات كتابٍ

طابورَ الغزاة يمرُّ

كما في فيلم بالأبيض والأسود:

أعطه أيَّ سجن ومقبرة

أعطه أي منفى

أي هنا، أو هناك

ورغم ذلك يمكنك أن ترى

المنجنيقات تدكُّ الأسوار

لتعلو مرّة أخرى.

وتصعد أوروك من جديد


# أنا الذي !
أنا الذي

لا نأمةٌ.

هل مات من كانوا هنا؟

لا كلمةٌ

تَرِدُ اللسان -

الانتظارُ أم الهجوم؟

أم التملّصُ من ...

كهذا الصمت

حين أُهيل جمرَ تحفُّزي حتى

يبلّدني التحامُ غرائزي: أرعى كثورٍ في الحقول

أنا نبوخذُ نُصَّر -

تُلقي الفصولُ إليَّ

أعشاباً ملوَّثةً، وأُلقي النردَ

في بئر الفصول -

لأجتلي سرّاً

يعذّبني؟

يعذبني طوال الليل. حتى صيحة

الديك الذبيح.

لأجتلي سرّاً.

وأسمعَ ضجّةَ الأكوانِِ؟

(إنهُ مأتمُ

قالوا لنا: عُرْسٌ)

جيوشُ الهمّ تسحبني

بسلسلةٍ

ويستلمُ الزمانُ أعنّةَ الحوذيّ -

تسبقنا الظلالُ.

وراءنا:

كلُّ الذينَ، وكلُّ مّنْ

"طال الزمن"، قال الرجل.

شمسٌ على هذا

المشمّع فوق مائدتي:

نهارٌ لا يضاهيه نهار. كوجه الله

تبقى تحت عينيّ انعكاستها، وتخرقني

الى قاعي كرمْحٍ -

إنها شمسي.

وملأى غرفتي، بيتي، كقارب رَعْ

تسافرُ في المتاهة

بالهدايا.

شمسٌ على صحني

وصحني، في الحقيقة، فارغٌ:

حبّات زيتونٍ، بقايا قنّبيطٍ، عظمةٌ...

ما زاد عن مطلوبنا.

تلك البقايا..

نُتفةٌ في كل يومٍ، قشرةٌ

نلقي بها في لُجة التيار - يبقى الصحنُ.

والسّكين.تبقى شوكةُ

أبقى. وجوعي، تُخمتي.

*

الشمسُ أو ليمونةٌ

تطفو على وجه الغدير المكتسي

بطحالبٍ ألقي الى أكداسها حجراً

فتخفقُ، مرةً، وتُبقْبِقُ الأغوارُ

فقّاعاتُ أوهامٍ مبّددةٍ

رغابٌ لم تجسدها الوقائعُ

جَمجَماتٌ لا محلّ لها من الإعراب

أطماعٌ. دهاليزٌ. وعود بالعدالة؟

(بالسعادة!)

رغوةُ الكلمات في بالوعة المعنى

تواريخٌ

وثمّةُ من يُفبركها، ويشطبنا بممحاةٍ -

لنبقى.

قال الرجل: "فاتَ الأمل.

زادَ الألم"

شدّوا الضحيّة بين أربعةٍ

من الأفراسِ

جامحةٍ.

جنودٌ يسكرون. جنازةٌ عبرت وراء

التل. هل جاء البرابرةُ القدامى

من وراء البحر؟

هل جاؤوا؟

وحتى لو بنينا سورنا الصيني،ّ سوف يقال: جاؤوا.

انهم منّا، وفينا. جاء آخَرُنا

ليُضحكنا، ويُبكينا..

ويبني حولنا سوراً من الأرزاء. لكن، سوف نبقى.

هناك، في بلاد باتاغونيا، ريحٌ

يسمّونها "مكنسة الله"

ريحٌ

أريدُ لها الهبوبَ، على مدار

الشرق، في أسماله الزهراء

والغرب المدجّج بالرفاه: أريد أن أختارها

لتكون لي

أن أستضيف جنونها

إذ تكنس الأيام والأسماء

تكنس وجه عالمنا كمزبلةٍ

لتنكشف التجاعيدُ العميقة تحت

أكداسٍ من الأصباغ

والدم، والجرائمِ

والليالي.

أقْبلي، يا ريحُ.

مكنسةَ الإلهِ، تَقدّمي.

قال الرجل. قال الرجل

لا ترمِ في مستنقعٍ حجراً

ولا تطرق على بابٍ فلا أحدٌ

وراءه غيرُ هذا

الميّت الحيّ الموزع بينَ بينٍ في أناهُ، بلا أنا

يأتي الصدى:

هل مات.

من كانوا.

هنا.

*

جاء الواحدُ الذي يقولُ، والآخر الذي يصمتُ.

الذي يمضي، والآتي من هناك.

بينهما

كلمةٌ، أو نأمةٌ.

بينهما أنهارٌ من الدم جرتْ، فيالقٌ تسبقها الطبولُ.

ولم يستيقظ أحد.

بينهما صيحةٌُ الجنين على سنّ الرمح

في يد أول جنديٍّ أعماهُ السُّكْر

يخسفُ بابَ البيت.

بينهما مستفعلنٌ، أو ربّما متفاعلنٌ؟

لا

ليس بينهما سوايَ :

أنا الذي


مرثية إلى سينما السندباد
هناكَ طريقٌ

ترصّعها سقوفٌ قرميدُها

غسلته الذاكرة

حتى ابيضّ تحت سماء بلغت

أوجَ حُرقتها

حيث كلماتي

تُريدُ أن تعلو مثل أدراجٍ

مثل أصوات ترتقي

السُلَّم الضائع

في دفتر الموسيقيّ الذي ماتَ

في السجن، نوطة بعد أجرى.

أعثر على ذاك المبنى

وأفتح باباً

على المهْوى:

كل آثار حياتي

الغابرة، يسمّي ذاتَه

بأسمائه، هناك.

ساقيةُ المواضي

مازالت تجري في الحُفر

لكن أمواجَها

أبطأُ من نبض السلحفاة.

زماننا وكيف ضيَّع تذكراته!

قالوا لي…

إنهم هدموا سينما السندباد!

يا للخسارة.

ومن سيُبحر بعد الآن؟

من سيلتقي بشيخ البحر؟

هدموا تلك الأماسي؟

حجرًا على حجر؟

قمصاننا البيضاء، صيف بغداد

حبيباتنا الخفراوات حتى

التجلي…

سبارتاكوس، شمشون ودليلة

فريد شوقي، تحية كاريوكا،

ليلى مراد؟

وهل يمكننا أن نُحبّ الآن؟

كيف سنحلمُ بعد اليوم

بالسفر؟

إلى أي جزيرة؟

هدموا سينما السندباد؟

ثقيلٌ بالماء شعرُ الغريق

الذي عاد إلى الحفلة

بعد أن أطفأوا المصابيح

وكوموا الكراسي

على الشاطئ المقفر

وقيّدوا بالسلاسل أمواجَ دجلة.



تحولات الرجل العادي
أنا في النهار رجل عادي

يؤدي واجباته العادية دون أن يشتكي

كأي خروف في القطيع لكنني في الليل

نسر يعتلي الهضبة

وفريستي ترتاح تحت مخالبي

*

حمامة مسافرة.. إليك

لك كل الدفء،

'هذه الساعة التي ستدنينا

أو تفرقنا، أو تذكرنا بأن ليلتنا هذه

قد تكون الأخيرة، وتعرف أنها خسارة أخرى

سيعتاد عليها القلب مع الوقت'

فالوقت ذلك المبضع

في يد جراح مخبول سيعلمنا ألا ننخدع

بوهم الثبات:

'أقل مما يكفي، أكثر مما نحتاج'.

أقل مما يكفي هذا الأرث الفائض من مكمنه

في صيحة الحب الأولى

أولى في كل مرة.

أكثر مما نحتاج طعم الرغبة هذا

كما لم نذقه من قبل

لم نذقه من قبل.



محلولة، سلفا، كل الأحاجي
كل الطرقات مفتوحة

أمامي، كل الأحاجي محلولة

سلفا؛ طرقة على الباب، وينفتح…

الليل، للنهار، زوجة.

ومع ذلك

ففي نهر الدم أخوض، ولن ألقى البوابة

أو أدخل ليلا إلى المدينة

في مهرجان من نباح الكلاب.

وما هي إلا نبضة

سرية من دم القصيدة

تسمح لي بالدخول.

وها هي المسألة:

أي علقم أشرب، أي إيقاع أتبع حتى

أتحاشى الجنون…

سوى هذه الكلبة

التي تغطي بعوائها الأفق

سوى هذه الذئبة المجنونة

سائحة في خيالاتي

قائلة للعالم أنها تعرف أسراري

مهما نزفتُ، أو تلفظتُ بهذا الزبد

مهما، ومهما…



لم يبق من بياض
طردتِ الأرضُ النادلَ الكبيرَ

لتدخل شيخوختها بأمان.

فلتكن هناك..

أقصد جالساً بين الجبال.

فآخر نهرِ،

سيمرُ بكَ محمولاً على عربة ٍ

تعمل بطاقة الأنين.

كن هناك..

أقصد ُ ظلاً يتفشى على سبورةٍ

يقيمُ عليها خطُ الاستواء.

أو تعال.

ترى المناجمَ فارغةً.

الطيورَ بوالينَ بغاز العزلة.

الكتبَ مُجمدّات لهوائيات الدماغ

فيما ستكون الأمشاط ألسنةً

للذكريات.

القطار الأخير،

بعد ساعة ودون سكة هذه المرة.

النبعُ،

زجاجةٌ فارغةٌ دون إقامة

بعد اليوم.

يا للهوّل..

أن يصبح الوداعُ متقاعداً.

أن تدخل التفاحة المشرحة َ.

أن يصبح الليل فروّة محترقة.



المرأة الجانحة مع الريح


لو رأتها، تلك المرأة

الجانحة مع الريح

وفي عينيها علائم زوبعة قادمة

وشعرها، منذ الآن، ينتفش في دواماتها،

لا

تترددْ

وخبّرني، فهي قد تكون ضالتي

قد تكون من ذهبتُ أبحث عنها في القرى

والأرياف البعيدة

حالماً أن أجدها في زقاق

مقفر، ذات يوم، تحمل طفلا بين

ذراعيها أو تطل من نافذة

أو حتى أن أعرف أنها هي

في ثمّة صوت، في ثمة أغنية على

الراديو

أغنية تقول أشياء جميلة

عن الحزن

أو الهجرة

وقد لا تراها

سوى في جناحي فراشة

ترفرف لازقة في قار الطريق

عينيها الملطختين بمكحلة التاريخ العابثة

نهديها المثقلين يأنداء حزن أمة

وفاكهتها اليتيمة

كبضعة أحجار في سلة

تعود بها من سوق أقفلت دكاكينها تصفر في أخشابها الريح

على أطراف بلدة

ولدنا فيها، وحلمنا أحلامنا الصغيرة

ثم هجرناها


في بغداد
ضريحُ الوليّ تنقصه ُ بضعُ آجرّات

من بلاطٍ أزرق وأحمر ، جدارهُ الدائريّ تغطـّيه

حتـّى قـُبـّته آلافُ الخِرَق من ثياب ِ مَن جئن َ هنا

جيلاً بعد َ جيل ٍ من العواقر

يلتمسن َ البرَكات !

حبّاتُ الكهرمان في سُبـّـحة المُقرئ الأعمى

عُقَـدٌ مدمّـاة ٌ لِكَـم قلب ٍ

كان َ يخفقُ في أزمور ذات َ زمن !

والعرّافة ُ الأريبة، طارفة ً بعينها الخضراء

لتطردَ سرّا ً غيرَ مرغوب ٍ رفرفَ من يدي المفتوحة

هاربا ً مثلَ غُراب ٍ الى البعيد، تهزّ الثمرة

في أعلى أغصان الزمن ، حجرا ً

له ُ سيماءُ الذهب...

إنـّها لا تُخبرني

عمّـا إذا كانت تعرفُ كلّ هذا

أم لا، فنحنُ لا نتكلـّم ُ، لا نقول ُ شيئا ً

أو نـُفصحُ عمّـا لا يُقا لُ في حضرة الأبد .




_________________
الطريق إلى أين لسركون بولص,عظمة أخرى لكلب القبيلة,قصائد وشعر سركون بولص,ديوان سركون بولص pdf Hearts10

حسن بلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11575
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : الطريق إلى أين لسركون بولص,عظمة أخرى لكلب القبيلة,قصائد وشعر سركون بولص,ديوان سركون بولص pdf 15781612
الطريق إلى أين لسركون بولص,عظمة أخرى لكلب القبيلة,قصائد وشعر سركون بولص,ديوان سركون بولص pdf Icon_minitime 2012-12-11, 2:05 pm
الطريق إلى أين محمود درويش


[إلى سركون بولص]
أَلطريقُ طويلٌ إلى أين؟ مرتفعاتٌ
ومنخفضاتٌ. نهارٌ وليلٌ على الجانبين.
شتاء طويل وصيف قصير. نخيلٌ
وسرورٌ، وعبادُ شمسٍ على الجانبين.
محطَّاتُ كازٍ، مقاهٍ، ومستوصفاتٌ،
وشرطةُ سير على الجانبين. و سجنٌ
صغير، ودكّانُ تبغ وشاي، ومدرسةٌ
للبنين، وأقبيةٌ للبنات، وأجهزةٌ
لقياس المُناخ، ولافتةٌ للأجانب: أهلاً
بكم في الطريق إلى أين؟ مرتفعات
ومنخفضات. وآثار موتى رأوا موتهم
واقفاً في الطريق، فألقوا عليه التحيَّة.
قال: إلى أين؟ قالوا: إلى أَين!
نمشي كأنَّا سوانا. كأنَّ هناك / هنا
بين بين. كأن الطريق هو الهدف
اللانهائيُّ، لكنْ إلى أين نمضي، ومن
أين نحن إذن؟ نحن سُكَّان هذا
الطريق الطويل إلى هدف يحمل اسماً
وحيداً: إلى أين؟


رسالة سركون بولص إلى وديع سعادة
موازنة بين البرد المسموم واليقظة العنيفة
الطريق إلى أين لسركون بولص,عظمة أخرى لكلب القبيلة,قصائد وشعر سركون بولص,ديوان سركون بولص pdf T_7822d99c-0e35-486d-9472-aa9e580d8aa9

أخي‮ ‬وديع
لم‮ ‬أنتظر‮ ‬الليل‮ ‬بل‮ ‬تقدمت‮ ‬نحوه‮ ‬وأنا‮ ‬أعرف‮ ‬عدوي‮ ‬وبلا‮ ‬درع‮ ‬أو‮ ‬شهادة‮ ‬أو‮ ‬تردد‮. ‬ولكنني‮ ‬حين‮ ‬دخلتُ‮ ‬كثافته‮ ‬العدوّة‮ ‬كانت‮ ‬يداي‮ ‬ترتجفان‮ ‬وكان‮ ‬عناقي‮ ‬حلماً‮ ‬كهربائياً‮ ‬يعبر‮ ‬على‮ ‬المحيط‮. ‬من‮ ‬حين‮ ‬الى‮ ‬حين،‮ ‬وجهي‮ ‬المعلق‮ ‬في‮ ‬مرآة‮ ‬محاكمة‮. ‬وأنا‮ ‬دائماً‮ ‬قاضي‮ ‬هذا‮ ‬العالم‮. ‬أريد‮ ‬أن‮ ‬أتكلّم‮ ‬مع‮ ‬أصدقائي،‮ ‬لا‮ ‬بل‮ ‬اليهم‮ ‬ولكنني‮ ‬أجدهم‮ ‬في‮ ‬صحراء‮ ‬أخرى‮. ‬أحاول‮ ‬أن‮ ‬أركّز‮ ‬نظري‮ ‬لأرى‮ ‬الملامح‮ ‬ولكنها‮ ‬لا‮ ‬تستطيع‮ ‬أن‮ ‬تقتل‮ ‬قوانين‮ ‬البعد‮. ‬القانون‮ ‬الوحيد‮ ‬الذي‮ ‬قتلته‮ ‬هو‮ ‬قانون‮ ‬الزمان،‮ ‬ولكن‮ ‬الفضاء‮ ‬ما‮ ‬زال‮ ‬عدواً‮. ‬إنني‮ ‬الآن‮ ‬في‮ ‬المركز‮ ‬والأيام‮ ‬تدور‮ ‬من‮ ‬حولي‮ ‬ككواكب‮ ‬نارية‮ ‬من‮ ‬الاحتمالات‮ ‬والعبر‮ ‬والمغامرة‮. ‬وبعد‮ ‬ذلك‮ ‬هذه‮ ‬هي‮ ‬القاعدة‮: ‬الأيام‮ ‬ليست‮ ‬سوى‮ ‬أيام‮.‬
مجرد‮ ‬أن‮ ‬أستلم‮ ‬رسالتك‮ ‬يا‮ ‬وديع،‮ ‬مغامرة،‮ ‬حفلة،‮ ‬عاصفة‮ ‬غجرية‮. ‬لو‮ ‬عرفت‮ ‬ماذا‮ ‬تعني‮ ‬رسالة‮ ‬ما‮ ‬بالنسبة‮ ‬لي‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬القارة‮ ‬المطفأة،‮ ‬ومن‮ ‬صديق‮ ‬من‮ ‬وطني‮! ‬ولكنك‮ هناك‮ ‬أيضاً‮ ‬كالمنفيّ،‮ ‬كما‮ ‬يبدو‮ ‬لي‮. ‬لا‮ ‬تكن‮. ‬أقول‮ ‬لك‮ ‬بكل‮ ‬صوتي‮: ‬لا‮ ‬تكن‮. ‬أخرج‮. ‬من‮ ‬هذه‮ ‬الطبقة‮ ‬الكثيفة‮ ‬من‮ ‬الجلد‮ ‬التي‮ ‬بنيت‮ ‬حولك‮ ‬دون‮ ‬أن‮ ‬تعرف‮: ‬أخرج‮. ‬لا‮ ‬تكن‮ ‬مثقفاً‮ ‬يجمع‮ ‬أقنعة‮ ‬ويقرأ‮ ‬المشهورين،‮ ‬ويفكر‮ ‬بنماذج‮ ‬كأنسي‮ ‬الحاج‮ ‬أو‮ ‬لست‮ ‬أعرف‮ ‬من،‮ ‬أو‮ ‬كامو‮ ‬أو‮ ‬بودلير‮ ‬أو‮ ‬الله‮ ‬أو‮ ‬بوذا‮ ‬أو‮ ‬الشيطان‮: ‬ولا‮ ‬تكن‮ ‬حتى‮ ‬أنت‮! ‬وابصق‮ ‬على‮ ‬المثقف‮ ‬الغبي‮ ‬الذي ‬يحاضرك‮ ‬عن‮ "‬معرفة‮ ‬النفس‮" ‬والبحث‮ ‬عن‮ ‬الله‮ ‬وباقي‮ ‬الخرق‮ ‬الثقافية‮ ‬الاخرى‮. ‬هل‮ ‬فكرت ‬لحظة‮ ‬بأن‮ ‬من‮ ‬المضحك‮ ‬أن‮ "‬نكون‮" ‬شيئاً؟‮ ‬إننا‮ ‬لا‮ ‬نكون‮ ‬شيئاً‮ ‬أو‮ ‬أحداً‮. ‬لأننا‮ ‬هذا‮ ‬الشيء‮ ‬وهذا‮ ‬الأحد‮. ‬ولأننا‮ ‬كل‮ ‬شيء‮ ‬وكل‮ ‬أحد،‮ ‬من‮ ‬قبل‮. ‬أعتقد‮ ‬انك‮ ‬ستفهمني‮ ‬يا‮ ‬وديع‮ ‬لأنني‮ ‬أعرف‮ ‬ان‮ ‬لك‮ ‬عقلية‮ ‬نظيفة‮ ‬وان‮ ‬دماغك‮ ‬لم "يُغسل" ‬بعد‮ ‬بالرايات‮ ‬الثقافية‮ ‬الشائعة‮ ‬هناك‮ ‬الآن‮. ‬إن‮ ‬ما‮ ‬يجعلني‮ ‬أقول‮ ‬كل‮ ‬هذا‮ ‬هو‮ ‬غضبي‮ ‬الذي‮ ‬لا‮ ‬أستطيع‮ ‬أن‮ ‬أقاومه‮ ‬حتى‮ ‬هنا‮ ‬حين‮ ‬أفكر‮ ‬بجميع‮ ‬الأفكار‮ ‬الخاطئة‮ ‬التي‮ ‬تتسرب‮ ‬في‮ ‬وطننا‮ ‬وبين‮ ‬مثقفينا‮ ‬عن‮ ‬الفكر ‬الاوربي‮ ‬وعن‮ ‬الثقافة‮ ‬الاوربية،‮ ‬وذلك‮ ‬عن‮ ‬طريق‮ ‬مجموعة‮ ‬معدودة‮ ‬من‮ ‬الكتّاب‮ ‬المسيطرين‮ ‬على‮ ‬المجلات‮ ‬والذين‮ ‬ليس‮ ‬لهم‮ ‬حق‮ ‬في‮ ‬ذلك‮. ‬أما‮ ‬اذا‮ ‬كنت‮ ‬مخطئاً،‮ ‬فقل‮ ‬ذلك‮ ‬في‮ ‬وجهي ومباشرة‮. ‬ولكن‮ ‬من‮ ‬المضحك‮ ‬أن‮ ‬أبذّر‮ ‬هذه‮ ‬الصفحة‮ ‬كلها‮ ‬في‮ ‬الكلام‮ ‬على‮ "الثقافة‮"‬،‮ ‬الحلم‮ ‬الذي‮ ‬يتغذى‮ ‬عليه‮ ‬تلاميذ‮ ‬الجامعة‮ ‬ذوو‮ ‬النظارات‮ ‬الطبية‮ ‬والشعراء‮ ‬الذين‮ ‬يعالجون‮ »‬مسائل‮ ‬العصر‮« ‬بجبين‮ ‬مقطب‮. ‬الشيء‮ ‬الوحيد‮ ‬الذي‮ ‬يستحق‮ ‬المعالجة‮ ‬هو‮ ‬أن‮ ‬تفتح‮ ‬فمك ‬فجأة‮ ‬وأنت‮ ‬في‮ ‬الشارع‮ ‬ومن‮ ‬حولك‮ ‬طنين‮ ‬الخلية‮ ‬الانسانية‮ ‬وتقذف‮ ‬من‮ ‬أحشائك‮ ‬ذلك‮ ‬البركان‮ ‬الذي‮ ‬هو‮ أنت‮. ‬وبعد‮ ‬ذلك‮ ‬تستطيع‮ ‬ان‮ ‬تقف‮ ‬لمدة‮ ‬نصف‮ ‬ساعة‮ ‬مراقباً‮ ‬بدهشة‮ ‬أناك‮ ‬المحترقة‮ ‬وهي‮ ‬تتسلق‮ ‬أكتاف‮ ‬البشر‮ ‬وتدخل‮ ‬أنوفهم‮ ‬الضائعة‮. ‬ربما‮ ‬كنت‮ ‬قد‮ ‬خطوت‮ ‬كثيراً‮ ‬في‮ ‬الليل،‮ ‬ولكن‮ ‬ذلك‮ ‬هو‮ ‬بالضبط‮ ‬وبدون‮ ‬لف‮ ‬أو‮ ‬دوران،‮ ‬واجب ‬الكاتب‮: ‬فإنك‮ ‬لم‮ ‬تولد‮ ‬ولن‮ ‬تولد‮ ‬في‮ ‬نهار‮ ‬العالم‮ ‬بمجرد‮ ‬أن‮ ‬تنتظر‮ ‬واقفاً‮. ‬بل‮ ‬إن‮ ‬الليل‮ ‬هو‮ ‬الذي‮ ‬يخفي‮ ‬نهارنا‮ ‬الحقيقي‮. ‬وعلينا‮ ‬أن‮ ‬نخترق‮ ‬هذا‮ ‬الدرع‮ ‬المميت؛‮ ‬ثقب‮ ‬أو‮ ‬ثقبان‮ ‬ينبثق‮ ‬منهما‮ ‬الضوء‮ ‬ونعرف‮ ‬بيقين‮ ‬أن‮ ‬النهار‮ ‬هناك،‮ ‬إنه‮ ‬هناك‮! ‬هذا‮ ‬ما‮ ‬حدث‮ ‬لي،‮ ‬ويمكنني‮ ‬القول‮ ‬انني‮ ‬قد‮ ‬رأيت‮ ‬عدة‮ ‬ثقوب‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬الدرع‮ ‬وعلى‮ ‬النور‮ ‬المتسرب‮ ‬منها‮ ‬أحيا‮ ‬الآن‮.‬
ساعد‮ ‬الشعر‮ ‬على‮ ‬إنقاذي‮ ‬كثيراً‮. ‬منذ‮ ‬ان‮ ‬وطأت‮ ‬هذه‮ ‬الأرض‮ ‬الأجنبية‮ ‬والشعر‮ ‬يلتهب‮ ‬في ‬باطني‮ ‬ليوازن‮ ‬بين‮ ‬البرد‮ ‬المسموم‮ ‬في‮ ‬الخارج‮ ‬واليقظة‮ ‬العنيفة‮ ‬في‮ ‬الداخل‮. ‬أحياناً ‬يدخل‮ ‬البرد‮ ‬رغم‮ ‬كل‮ ‬شيء،‮ ‬كما‮ ‬يحدث‮ ‬في‮ ‬قرية‮ ‬ما‮ ‬في‮ ‬شبطين‮ ‬مثلاً‮ ‬حين‮ ‬يحاول‮ ‬فلاح‮ ‬ذو عائلة‮ ‬من‮ ‬الأطفال‮ ‬أن‮ ‬يغلق‮ ‬النوافذ‮ ‬جيداً‮ ‬في‮ ‬وجه‮ ‬عاصفة‮ ‬من‮ ‬الثلج،‮ ‬وقبل‮ ‬أن‮ ‬ينجح‮ ‬يدخل‮ ‬بعض‮ ‬البرَد‮ ‬ولكنه‮ ‬ينجح‮ ‬دائماً‮. ‬على‮ ‬انني‮ ‬حافظت‮ ‬على‮ ‬تلك‮ ‬العائلة‮ ‬من‮ ‬الأطفال‮ ‬التي‮ ‬تعيش‮ ‬فيّ‮. ‬وسأفعل‮ ‬دائماً‮. ‬وطيلة‮ ‬هذه‮ ‬المدة‮ ‬أيضاً‮ ‬لم‮ ‬أتوقف‮ ‬عن‮ ‬الكتابة‮. ‬أحياناً‮ ‬فعلت،‮ ‬ولكنني‮ ‬لم‮ ‬أتوقف‮ ‬عن‮ "‬الكتابة‮" ‬في‮ ‬داخلي‮ ‬لحظة‮ ‬واحدة‮. ‬وكل‮ ‬ما‮ ‬هناك،‮ ‬انني‮ ‬فعلت‮ ‬ما‮ ‬يجب‮ ‬أن‮ ‬يفعله‮ ‬كل‮ ‬كاتب‮ ‬حقيقي‮: ‬القدرة‮ ‬على‮ ‬الصمت‮. ‬قريباً‮ ‬جداً‮ ‬سأبعث ‬الى‮ ‬لبنان‮ ‬بكتاب‮ ‬ليُنشر‮. ‬لديّ‮ ‬الآن‮ ‬عدة‮ ‬كتب‮ ‬حاضرة‮ ‬للنشر‮. ‬وأعمل‮ ‬على‮ ‬رواية‮ ‬إسمها‮ "صحراء‮ ‬العالم‮" ‬وهي‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬أعيش‮ ‬من‮ ‬أجله‮ ‬الآن‮ ‬لانها‮ ‬ستكون‮ ‬معادلاً‮ ‬كاملاً‮ ‬لحياتي‮ ‬الداخلية‮. ‬ولا‮ ‬يمكنني‮ ‬أن‮ ‬أقول‮ ‬لك‮ ‬أي‮ ‬شيء‮ ‬عنها‮. ‬كما‮ ‬انني‮ ‬أعددت‮ ‬كتاباً‮ ‬آخر‮ ‬باسلوب‮ ‬ليس‮ ‬شعراً‮ ‬أو‮ ‬قصة‮ ‬أو‮ ‬أي‮ ‬شيء،‮ ‬بل‮ ‬هو‮ ‬كل‮ ‬هذه‮ ‬العناصر‮ ‬التي‮ ‬تقف‮ ‬في‮ ‬مواجهتنا‮ ‬من‮ ‬الداخل‮ ‬والخارج،‮ ‬أو‮ ‬الوجود‮ ‬في‮ ‬أشعة‮ ‬نظرة‮ ‬واحدة‮. ‬والكتاب‮ ‬الذي‮ ‬أعده‮ ‬منذ‮ ‬مدة‮ ‬طويلة‮ ‬وأقرأ‮ ‬من‮ ‬أجله‮ ‬كل‮ ‬يوم‮ ‬منذ‮ ‬سنتين،‮ ‬هو‮ ‬دراسة‮ ‬في‮ ‬الرواية‮ ‬الحديثة،‮ ‬وأعني‮ ‬الحديثة‮! ‬سأعطيك‮ ‬فكرة‮: ‬عناوين‮ ‬بعض‮ ‬الفصول‮:‬
هيرمان‮ ‬هيسه‮: ‬العين‮ ‬الثالثة‮.‬
سيزار‮ ‬بافيس‮: ‬الجدار‮ ‬الخامس‮ ‬للسجن‮.‬
لو‮ ‬كليزيو‮: ‬هالة‮ ‬حول‮ ‬العالم‮/ ‬الرواية‮ ‬الكوسمولوجية‮.‬
كورتازار‮: ‬تركيب‮ ‬المتاهة‮.‬
بيكيت‮: ‬جلود‮ ‬العزلة‮ ‬السبعة‮.‬
وقد‮ ‬قرأت‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬يمكن‮ ‬من‮ ‬مواضيع‮ ‬الدراسة،‮ ‬بالاضافة‮ ‬الى‮ ‬التآليف‮ ‬الاصلية‮. ‬واخيراً،‮ ‬مجموعة‮ ‬جديدة‮ ‬من‮ ‬القصص‮. ‬والآن‮ ‬لنتحدث‮ ‬عن‮ ‬شيء‮ ‬آخر‮.‬
جان‮ ‬دمو‮ ‬هناك،‮ ‬وهو‮ ‬في‮ ‬دير‮! ‬لا‮ ‬استغرب‮ ‬ذلك‮ ‬من‮ ‬جان‮. ‬ولكن‮ ‬يا‮ ‬عزيزي‮ ‬حاول‮ ‬بشدّة‮ ‬أن‮ ‬تتصل‮ ‬به‮ ‬وقل‮ ‬له‮ ‬أن‮ ‬يكتب‮ ‬لي‮ ‬واعطه‮ ‬عنواني‮. ‬أحياناً‮ ‬هنا،‮ ‬أكلّم‮ ‬جان‮ ‬وكأنه‮ ‬معي‮ ‬حين‮ ‬أرى‮ ‬شيئاً‮ ‬او‮ ‬شخصاً‮ ‬معيناً‮ ‬أعرف‮ ‬اننا‮ ‬كنا‮ ‬سنعلّق‮ ‬عليه‮ ‬ونسبره‮ ‬حتى‮ ‬المركز‮. ‬في‮ ‬كثير‮ ‬من‮ ‬الاحيان‮ ‬وحين‮ ‬أكون‮ ‬يائساً،‮ ‬مجرد‮ ‬محاورة‮ ‬من‮ ‬هذا‮ ‬النوع‮ ‬تعيدني‮ ‬الى‮ ‬حالتي‮ ‬السعيدة‮ ‬واضحك‮ ‬عالياً‮ ‬في‮ ‬الشوارع‮ ‬دون‮ ‬ان‮ ‬أستطيع‮ ‬السيطرة‮ ‬على‮ ‬نفسي‮. ‬إن‮ ‬ما‮ ‬بيني‮ ‬وبين ‬جان‮ ‬نادر‮ ‬وخالد،‮ ‬ويقف‮ ‬ما‮ ‬وراء‮ ‬جلد‮ ‬العلاقات‮ ‬وجدار‮ ‬البشرية‮. ‬أعرف‮ ‬بعمق‮ ‬اننا‮ ‬سنلتقي‮. ‬لذلك،‮ ‬دعه‮ ‬يكتب‮ ‬لي‮ ‬وبعد‮ ‬ذلك‮ ‬ربما‮ ‬أمكن‮ ‬أن‮ ‬ندبر‮ ‬طريقة‮ ‬لسفره‮ ‬الى‮ ‬هنا،‮ ‬وسأفعل‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬أستطيع‮.‬
والأب‮ ‬يوسف‮ ‬سافر‮. ‬اعطني‮ ‬عنوانه‮ ‬في‮ ‬رسالتك‮. ‬وسأكتب‮ ‬اليه‮. ‬ولكنني‮ ‬لم‮ ‬أفهم،‮ ‬هل‮ ‬سافر‮ ‬وحده‮ ‬أم‮ ‬انه‮ ‬أخذ‮ ‬عائلته‮ ‬معه؟‮ ‬قريباً‮ ‬جداً‮ ‬سأبعث‮ ‬الى‮ ‬يوسف‮ ‬الخال‮ ‬برسالة‮ ‬ومواد‮ ‬للنشر،‮ ‬بعد‮ ‬هذا‮ ‬الغياب‮ ‬الطويل‮. ‬هل‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬تبعث‮ ‬إلي‮ ‬بعنوان‮ ‬أدونيس،‮ ‬وكذلك‮ ‬عنوان ‬مجلة‮ ‬الآداب؟‮ ‬سلّم‮ ‬على‮ ‬أدونيس‮ ‬بحرارة‮. ‬سأكتب‮ ‬اليه‮ ‬قريباً‮. ‬وأرجو‮ ‬ان‮ ‬أهيء‮ ‬رسالة‮ ‬طويلة‮ ‬عن‮ ‬السياسة‮ ‬والفكر‮ ‬في‮ ‬أميركا‮ ‬لتنشر‮ ‬في‮ "مواقفه‮". ‬وكذلك‮ ‬مواد‮ ‬جديدة‮ ‬من‮ ‬كتاباتي‮. ‬وربما‮ ‬بعثت‮ ‬اليه‮ ‬بكتاب‮ ‬كامل‮ ‬والمال‮ ‬اللازم‮ ‬لنشره‮. ‬ولكن‮ ‬أولاِ،‮ ‬بلّغه‮ ‬حبي‮ ‬واعطه‮ ‬عنواني‮ ‬وأرجو‮ ‬أن‮ ‬يبعث‮ ‬الي‮ ‬بنسخة‮ ‬من‮ ‬مواقف‮ ‬حتى‮ ‬يتيسّر‮ ‬لي‮ ‬أن‮ ‬أبعث‮ ‬اليه‮ ‬ببدل‮ ‬اشتراك‮. ‬وأفكر‮ ‬أيضاً‮ ‬بإعداد‮ ‬مقابلات‮ ‬طويلة‮ ‬مع‮ ‬شعراء‮ ‬هذه‮ ‬المنطقة‮. ‬وقد‮ ‬قابلت‮ ‬عدداً‮ ‬منهم‮ ‬وتشاجرت‮ ‬معهم،‮ ‬وترجمت‮ ‬بعض‮ ‬قصائدي‮ ‬الى‮ ‬الانكليزية‮. ‬وبدأت‮ ‬اكتب‮ ‬بالانكليزية‮ ‬منذ‮ ‬مدة‮. ‬وفي‮ ‬المستقبل‮ ‬أنوي‮ ‬أن‮ ‬أكتب‮ ‬رواية‮ ‬واحدة‮ ‬ووحيدة‮ ‬بالانكليزية‮ ‬اضع‮ ‬فيها‮ ‬كل‮ ‬شيء‮. ‬ولدي‮ ‬الآن‮ ‬مجموعة‮ ‬من‮ ‬الشعر‮ ‬بهذه‮ ‬اللغة،‮ ‬وكذلك‮ ‬قصة‮ ‬اسمها‮ "‬الصحراء‮" وهي‮ ‬عن‮ ‬مهرب‮ ‬على‮ ‬الحدود‮ ‬العراقية،‮ ‬وربما‮ ‬ترجمتها‮ ‬عن‮ ‬الانكليزية‮ ‬إلى‮ ‬العربية‮.‬
عزيزي‮ ‬وديع‮. ‬لقد‮ ‬تكلمت‮ ‬كثيراً،‮ ‬اليوم‮ ‬هو‮ ‬السبت،‮ ‬عطلة‮. ‬ولديّ‮ ‬موعد‮ ‬مع‮ ‬إمرأة‮ ‬أميركية،‮ ‬ولكنني‮ ‬أعتقد‮ ‬انني‮ ‬متأخر‮ ‬الآن‮ ‬لانني‮ ‬قضيت‮ ‬هذه‮ ‬الساعة‮ ‬الاخيرة‮ ‬أكتب‮ ‬اليك‮. ‬على‮ ‬انني‮ ‬سأذهب‮ ‬فالمرأة‮ ‬قد‮ ‬انتظرت‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬اللازم‮. ‬وهي‮ ‬ستصاب‮ ‬بهستيريا‮ ‬اذا‮ ‬لم‮ ‬أذهب،‮ ‬لانها‮ ‬ظلت‮ ‬ثلاثة‮ ‬أسابيع‮ ‬تبعث‮ ‬اليّ‮ ‬برسالة‮ ‬مضمونة‮ ‬كل‮ ‬يوم‮ ‬وهدايا‮ ‬حتى‮ وعدتها،‮ ‬وذلك‮ ‬منذ‮ ‬ان‮ ‬تركتها‮ ‬منذ‮ ‬شهر‮ ‬دون‮ ‬سابق‮ ‬إنذار‮ ‬أو‮ ‬سبب،‮ ‬يائساً‮ ‬من‮ ‬العلاقات‮ ‬والجنس‮ ‬عائداً‮ ‬الى‮ ‬الشعر‮. ‬على‮ ‬كل‮ ‬حال،‮ ‬سأكتب‮ ‬لك‮ ‬قريباً‮. ‬تحياتي‮ ‬الى‮ ‬والدتك،‮ ‬والى‮ ‬اخيك‮ ‬وزوجته‮ ‬اللطيفة،‮ ‬وقل‮ ‬لها‮ ‬أن‮ ‬تقرأ‮ ‬فألي‮ ‬واخبرني‮ ‬بالنتيجة‮.‬
اخوك
سركون‮ ‬بولص
27 / 3 / 1971
سان‮ ‬فرنسسكو

_________________
الطريق إلى أين لسركون بولص,عظمة أخرى لكلب القبيلة,قصائد وشعر سركون بولص,ديوان سركون بولص pdf Hearts10

حسن بلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11575
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : الطريق إلى أين لسركون بولص,عظمة أخرى لكلب القبيلة,قصائد وشعر سركون بولص,ديوان سركون بولص pdf 15781612
الطريق إلى أين لسركون بولص,عظمة أخرى لكلب القبيلة,قصائد وشعر سركون بولص,ديوان سركون بولص pdf Icon_minitime 2013-10-02, 4:26 pm
للشِعر وطَنَان

سركون بولص

ترجمة
يعقوب المحرقي
(البحرين)

يتعاطى الشاعر مع الزمن، فكل ذلك العروض وتعقيدات الموسيقى والصوت ما هي إلا طرق لقياس الزمن قطرة بقطرة، كما تتسرب من بين أصابعه وتتبخر في العدم." فالقطرة التي لا تتحول نهرا تلتهمها الرمال "
يقول غالب في إحدى غزلياته. وقت بعد آخر نكتشف حقيقة انه عندما نكتب فإننا فعليا نتذكر، ليس الماضي بذاته، ليس شخصا أو مكانا، مشهدا أو صوتا أو أغنية، ولكن أولاً وبشكل رئيسي نتذكر كلمات. الكلمات الكامنة في ذكرى محددة، والحاملة لصدى مكان وزمان محدديّن. لكن مشكلة الشاعر ليست أساسا في المُفردَات. تكمن المشكلة في كيفية أخذ المفردات القديمة ووضعها في محيط جديد، في بنى جديدة ستتحدث عن حاضرنا. وتضيء ما يحدث الآن. إذن فوظيفة الذاكرة ليست يسيرة: فعلى الفرد معرفة الكلمات ومعانيها، ولكن عليه أيضا نسيان محيطها الذي وُجِدت فيه.

لهذا السبب قد يجد المرء أثناء الكتابة، في منتصف رحلته أو قرب نهايتها، انه طوال الوقت كان يسافر صوب إيثاكا، وأنه انما تركها من أجل العثور عليها من جديد.
كانت " جيرترود ستاين " هي التي قالت: على الكتّاب أن يكون لهم وطنان، ذاك الذي ينتمون إليه. والآخر حيث يعيشون حقيقة. الثاني رومانسي، منفصل عن ذواتهم، هو ليس بحقيقي ولكنه حقيقة هناك.....
طبعا في بعض الأحيان يكتشف الناس وطنهم كما انه الآخر ".
هناك حكاية تنسب الى جلال الدين الرومي تقول: ذهب رجل الى بيت المعشوق، قرع الباب. فسأله الرجل:داخل البيت: مَن هناك ؟ فأجاب الرجل: إنه أنا. فقال له الصوت: هذا المكان لا يسعنا أنت و أنا.
وبقيّ الباب مغلقا. فانصرف الرجل، حائرا، مرتبكا و مستغربا من هذه الكلمات، متأملا معانيها الخفيّة.
وبعد سنة من العيش في عزلة، محروماً من ابسط متع الحياة، قرر الخروج وقرع الباب ثانية. سأله ذات الرجل: من داخل البيت: من هناك ؟ فأجاب الرجل: انه أنت. فانفتح الباب.

بالطبع بالنسبة للصوفي فانه لكي ينفتح الباب لا بد من المرور بسلسلة من التمارين الروحية الصارمة، وبهذا يستطيع الدخول في حضرة المعشوق، كما يسميه المتصوفة أو الله. مهمة الشاعر الذي تقتصر أدواته على الكلمات مختلفة. فبالنسبة إليه يبقى الباب مغلقا حتى ينجح هو من خلال تفان كليّ في دخول أحجيّات اللغة ذاتها. ولأن الفن خالد وحياة الإنسان قصيرة، فليس هناك من شاعر استطاع الوصول الى إتمام هذه المهمة الرائعة، حتى كبار الشعراء. فما يحدث هو أن كل شاعر تاريخيا، سواء بوعيّ أو لا، في الواقع يكمل عمل من سبقه من الشعراء، شيء يشبه قصيدة لا متناهية أو سلسلة حروف تمتد الى الأبدية، أو الى نهاية الزمان. كتب الشاعر ميلوش قصيدة تعبر عن هذا بدقة، تحكي عن رحلة لا تصدق لشعراء عبر الأزمنة، كثِلّة من البشر اختارت طريقها، تحدب على قول الحقيقة، ولكن بطريقة تخيليّة وعلى نحو ما طفوليّة.
وفي ذات المعنى يطرح بورخيس في مقالته " وردة كولريدج " فكرة مشابهة: إن كل الشعراء في الواقع
يُفصِلون ذات الملحمة القديمة والتي تعد كل قصيدة مجرد جزء منها. أحببتُ قصيدة ميلوش كثيرا، فترجمتُها إلى العربية ونشرتُها في صحيفة يومية تصدر في لندن، حيث كان الشاعر الحائز على جائزة نوبل سيقرأ شعره في مهرجان لندن للشعر. كان الشاعر الكبير معجبا بالحروف العربية وسألني بتشوق أي قصيدة هذه ؟ فقلت له إن عنوانها " تقرير " ومن الواضح انه مرفوع الى الإله أو أية ذات يدعوها " بالعلي القدير " فافتّر ميلوش مبتسماً: "أي نعم بالطبع ": تعرف بأنني بعثت له عدة تقارير عبر السنين، ولكنه لم يجبني قط ". لم استطع المساعدة بالقول للشاعر الكبير: " من يدري، عله سيفعل ذلك يوما ما ".

Poetry,s two countries (*)

Sargon Boulus*
(Iraq - San Francisco, USA)

A poet deals with time; all those metrics and intricacies of music and sound are only ways of measuring time, drop by drop, as it slips through his fingers and evaporates into nothing. 'The drop that doesn't become the river is devoured by the sands,' says Ghalib in one of his Ghazals.Time after time we make the discovery that when we are writing we are actually remembering, not the past itself, not a person or place, a scene or sound or song, but first and foremost we are remembering words. The words that reside in a certain memory, that carry the echoes of a certain place and time. But the problem for a poet is not essentially one of vocabulary. The problem is how to take the old vocabulary and put it in new settings, in new structures that will speak of our present, and illuminate what is happening now. So the function of memory is not simple: one needs to know the words and what they mean, but one needs also to forget the settings in which they are found.

This is why it can happen, while one writes, in the middle of his journey or near its end, that all the while he had been traveling toward Ithaka, and that he only left it in order to find it.

It was Gertrude Stein who put it right when she said: 'Writers have to have two countries, the one where they belong and the one in which they live really. The second one is romantic, it is separate from themselves, it is not real but it is really there….of course sometimes people discover their own country as if it were the other.'

There is a tale attributed to Rumi that says: 'A man went to the door of the beloved, and knocked. A voice from inside asked him: who is there? The man answered: This is me. 'This place is not wide enough for you and me', said the voice. The door remained closed. The man went away, perplexed and confused, wondering about those words, contemplating their hidden meaning. After a year of living in solitude, deprived of the simplest pleasures of life, he finally decided to go out and knock on the door again. The same voice asked him from inside:' Who is there?' 'This is you', the man answered. And the door was opened.

Of course, to the Sufi, a whole series of rigorous spiritual exercises has to be gone through in order for the door to be opened so he can enter into the presence of the beloved, as the mystics call him, or God. The task of the poet, whose only tools are words, is different. For him the door is locked until he succeeds, through sheer dedication, in penetrating the mystery of language itself. And because art is long and life is short, no individual poet has ever been able to achieve this formidable task completely, even the greatest ones. What happens is that each poet throughout history, whether consciously or not, is actually continuing the work of the poets who came before him, something like an endless poem or chain-letter that extends into eternity, or the end of time. Milosz wrote a poem once that says exactly this; it tells about the incredible journey of poets through the ages, as a band of humans who chose their own way, bent on telling the truth.

In the same vein, Borges, in his essay 'Coleridge's Rose', has iterated a similar idea: that all poets have actually been elaborating the same ancient epic of which each poem is only a mere fragment. I liked Milosz's poem so much that I translated it into Arabic and published it in a daily newspaper that is published in London, where the Nobel laureate was to give a reading at the London Poetry Festival. The great poet was fascinated by the shape of the Arabic letters, and asked me eagerly which poem it was. I told him it was titled 'A Report' and was obviously raised to God, or an entity he called 'O Most High'. Milosz beamed. 'Oh yes of course,' he said. You know, I have sent him many reports through the years, but He has never answered me.'
I couldn't help saying to the great poet:' Who knows, maybe one day He will.

************

Sargon Boulus

Who knows the story

The century is almost over;
How did it start, when will it end,
against whom is this battle being waged?
Since it began: From the first chapter. Before speech.
Those who stayed behind,
read the writing on the wall.
He who migrated, never found the promised land.
Speak, what will you say?
Or don't speak, and just listen.
Listen to any voice that may reach you.
Toss your old key into the ocean
as long as: no lock, neither a door, nor a house.
Visit our forsaken land sometimes.
The magic ring you covet is to be found there.
The woman you sought after, to no avail,
for so long, awaits you there, now.
Open your hands. Auction off your heart. And hear the story.
The day is coming; countless are the signs.
The people ask for bread. The tyrant sees a dream
that defies interpretation.
The peddler of fatwas, purple-clothed
with the blood of sacrifice,
rips through the luxurious fabric of your dreams
with a dagger of righteousness
beating his little tabla all through the night
between your ears -- his ultimate joy:
that you never sleep.
The deadlier your migraines, the higher he soars.
It is a world clouded with mysteries.
Mysteries are embedded in words, but
what they tell is only one part of the story.
The audience believed it.
The judge was suspicious of the details.
The scientist thought it was a dance:
between particles and monkeys and trees.
Between the seed, the ant, and Mars
and the galaxies whose giant arms
embrace a cloud of dust.
Don't speak; what will you say.
Or speak, and listen
to whoever comes along.
The Chinese poet
dead more than a thousand
years ago, whispers in my ear;
"From this high tower,
I am startled to see
how ferocious is the storm.
The walled city looks empty
when the leaves fall."

Li Dong

Maybe it's the wind, Master Li Dong,
reciting the story of the flood once more.
My tribe knows it well.
It knows its master and narrator.
It knows its heroes, those windmill shadows
Don Quixote fought valiantly
once upon a time: today
the coughing of a sick child
without medicine behind the walls
of siege, is enough to make it fall.
My tribe. This page. This pen. This wall.
It is the sap, Master. The sap rising
in the trunk of life and the tree.
No. It is the sea of silence, and this
tiny boat has a story.
My friend who died yesterday in exile
battling his final pain,
knew the story from beginning to end
in a single moment of yearning.
Let the current take what it wants.
Let me remain in my place.
Give me this single moment, and let me be:
I want to hear the story.

Remarks to Sindbad from the Old Man of the Sea

Are you already tired?
Our quest has barely begun.
Forget the sea.
Stop dreaming of ships and trade
I'm the last voyage you will
ever make, and likewise
was the first.
Every way
you came by,
every road you took,
I paved with my own hands
for your sake.
and you still complain!
Too heavy on your shoulders, you say?
That's because
I carry eternity's weight
plus my own, and need your legs
to take me around
in my journeying
between night and day.
You will try to escape,
I know, time after time;
you will dream every night
that you crush my head
with a heavy stone
and dance drunkenly
over my corpse.
But if you happen to venture out
into those woods alone,
night will only deepen
around you, in every whisper
you shall hear
a hissing snake, poison and trap
will be your lot everywhere.
Don't try to escape.
Forget the sea.
Stop dreaming of ships
and trade; today you have unbound the knot
of my waiting, and from now on
you will carry me on your
strong back, Sindbad,
to explore this island together,
you and I, I and thou,
as one.

The story will be told

On the highest deck --
in the lowest dump as well --
there's always a storyteller.
The story will be told.
Whose story: mine or yours?
Perhaps . . . his? No matter from whose
point of view, it will
be told: you, making up a story
full of gaps about me.
I, narrating your
tragi-comical tale?
Perhaps, he, the one ignorant
of all our days?
It will be told.
Even the language of metaphor
hoarded like pulp in a giant sponge,
even the secrets of the tribe
hidden in the moth-eaten saddlebags
of time, shall find a haven in words
with a slip from the storyteller's
tongue, a mere stroke of the pen.
So are the tales spun from nothing
for a world that is nothing in the end
but a tale paring its fingernails
like James Joyce's god,
waiting to be told.

And though
it loses its shine
with the passage of days,
yet like a record
without a needle, it will recite
what details there are: those worthy
of being recited
to whoever has a pair of ears.

Tea with Mouayed al-Rawi in a Turkish café in Berlin after the Wall came down

Our cigarette packs
close to hand (that secret fuel) . . .
The babble of immigrants
slapping dominoes on marbletops:
a noise familiar once,
out of which
a word may flare up amid the smoke --
born there, refusing
to die here.
If we don't say it, who will?
And who are we
if we don't?
Not about what came
to pass; how it came, and passed!
But about this spoon buried
in sugar, and this finjan.
Not that Wall whose remains
are sold as souvenirs
at check-point Charlie where
only yesterday
they exchanged spies
and traded secrets of the East
and West, but this
wall painting facing us now,
with a harem from the days
of the Sublime Porte
who recline dreamily
in pleasure boats, on a river
guzzled down, in one
gulp, by history.
Let's say we have seen
a lot of walls, how they rise
and fall, how the dust
particles dance under the hooves
of the Mongol's horse,
how "victory" laughs
its idiot's laugh in the mirror
of loss, before it breaks
and its shards fill the world
where we walk, and meet,
every time.

* SARGON BOULUS was born in Iraq in 1943 into an Assyrian family. He is a poet, short-story writer and translator of English-language poets into Arabic. He has published seven collections of poems and a volume of short stories. A study of his life and works Sargon Boulus: his Life and Writing (in Assyrian and Arabic) was published in Baghdad, 1999. He lives in San Francisco, USA. He is a consulting editor of Banipal.

Translated by the author and reprinted from Banipal Nos 4, 8 and 1

***********

SARGON BOULUS

It just grabbed me,
this magic of words music


Interview by
Margaret Obank*

Sargon Boulus has the rare experience of being an Iraqi poet who has been part of the American poetry since the late sixties. Today he is passing this on to the new generation of young Arab poets through his poetry.
He is one of the most important Arab poets today. He started publishing poetry and short stories contributing to Shi'r magazine of Yousef Al-Khal and Adonis in Beirut. When he went to the US, he was 'lost' the Arab world until he re-emerged in the mid-80s with his Arrival in Where-City collection of poems.

His poems and translations have appeared in numerous Arab magazines and newspapers, and he published four collections of poetry. Now in his early fifties, Sargon seems still to have all the energy and vibrant imagination of his youthful days in Iraq and Beirut.
Besides writing poems and short stories, Sargon is well known as an accomplished translator into English and American poets such as Ezra Pound, W. H. Auden (he is soon to publish a complete an his translations of Auden together with extensive notes and an introduction on Auden's life), W. S Shakespeare, Shelley, William Carlos Williams, Allen Ginsberg, Sylvia Plath, Robert Duncan, John Robert Bly, Anne Sexton, John Logan, and many other poets including Rilke, Neruda, Vasko Popa and Ho Chi Min.
Since the mid-80s, he has been on the move between San Francisco, Paris, London and Cologne a last year has lived in Schoppingen artists' village in Germany, where I visited him last September. We spent a day under the Sh?ppingen sky, eating, drinking and talking about his life, his childhood, his views on poetic form and his endless experiments with the Arabic language.
I keep going back and forth into the past. The discovery which comes usually late is that most of the material that has made you and still works on you, even today, lies somewhere there, mostly in childhood, so that, in a way, I think that whatever happened to you in childhood, your circumstances, the place you lived in, the time, the happenings, these shape you up, especially if you are a poet, if you are a writer, and later on you would come back to this material and discover that that is your real capital. So I keep going, as I said, in these late poems back into that time, to shape them up anew, see them in a new way, kind of bracket in the perspective, tighten it and bring out the deepest possible meaning in those scenes and happenings and family background.

English lakes and lawns
Well, I was born in this small town of Al-Habbaniya. It was all water- an artificial lake built by the English I think - and I was born very close to the water. I think water is an important symbol to me even today and so I use it a lot. One of my first memories: I was sitting with my mother close to the water, where we had this kind of shack, small house, on the lake and we were just watching for hours and listening to the water, and a sunset which still lingers in my mind, even the light, the shape of it, the form and the hues.
It is these small subtle details that can drive you along the path of your life, the rest of your life. Al-Habbaniya was a small town and most of the Assyrians happened to live there because they were brought thereby the English. This is really important history for me because somehow I am involved with it, my bringing up and all that. In the twenties, I think, after the Assyrians were massacred in the north and the English took them over and put them under their protection, they moved from Henadi, which was a British air base, and brought to Al-Habbaniya, which became a military camp, a famous camp.
My father used to work for the English and one of my first and very cherished memories is when as a kid my father used to take me to the place of his work, which was a camp where only the English lived with the Iraqi workers. We used to see these English ladies in summertime among their flowers and lawns, a totally different women from the women that I knew like my mother, my sisters and the other women in my, family. Here was another type of image of humanity, let's say, and I was like sneaking a view through the trees, from far away into these gardens. For me, I think now, that's a vision of paradise, paradise meaning something very flowery, full of color. I've even written about this somewhere, some lines in a poem. Of course I wasn't aware at the time that they were occupying the country, I was too young.

My small treasure
So the making for me is very important, going back through memory, back into those details which never exist anywhere in anybody's head except mine. And that's what I count my small treasure, beautiful details of the world. I guess they shape up your taste in life things we are talking about, they make you who you are and as a poet, of course, they are very precious because what are you going to write in poetry unless it's about the deepest things, unless it's about delving into the far recesses of memory, and through that making a vision of the world in every way.After childhood, we left Al-Habbaniya and moved to Kirkuk, a city in the north, totally different, with almost no water.
There is a river, Al-Qa'em, which has no water nine months of the year and suddenly floods the rest of the year. My latest book, being published in German and Arabic, is called (Witnesses on the Shore -Shehood Ala Al-Dhifaf) and is based on a poem about the flood of a river which is dead most of the time and suddenly it flares up and drowns the whole town. So from Al-Habbaniya, to Kirkuk, a city that was dry and rocky with totally different people: mostly Turkomans, Turkish Mongolian people who have been there for thousands of years, and lived mostly in a very high stone castle. It has left such an impression on me, it's like history is right there facing you every day.

I wrote so furiously
I started writing when I was 12: I published my first poem when I was 13 or 14 and since then I haven't stopped. It just grabbed me, this magic of words, of music. In the beginning I wrote so furiously; I have some notebooks from that time and I have noticed from the dates that on one day, for instance, I would write 5 or 6 poems, of course, short, violent ones, but 5 or 6 and that is a lot. So it was some kind of thing to do with destiny.
Yes, I believe in that -in a poet's case it is always true; that that magic, once it strikes you, you can never live without it. You always go back to that source to find out - how did this happen? Why did this thing happen to me? Why was I chosen, in fact, to see the world in this way, through words?
My parents never went to school; all they knew was that I was scribbling all night, alone in my room on this paper, and my mother used to pity me and tell me as a young kid: "Why don't you go and play? Why don't you go to the movies? Why don't you enjoy your youth?

Your eyes will be ruined!" Of course, I could never explain to her and she would never have understood. And even today, imagine at this age, whenever I write a poem I go back to that feeling. I try to capture it.

Spirit and words
It's like a magical drug of spirit and words. The Arabic language really has that magic and once it reveals itself to you you are trapped. That's why in Arabic they say "Adracat,hu hirfatu al-adab", meaning "the profession of words has struck, he's cursed". At the same time I consider it a blessing as well as a curse, beaus today, if you ask me, I would say I want to do exactly as I have done. I want it all over again. I think that in poetry I have found something besides just pain and just nibbling at the bones of history.
Arab history, Assyrian history, Armenian history, all the peoples, all their languages poured into the Arabic language. The Arabic language is probably 70 per cent Syriac, Aramaic, even Sanskrit, and other languages, so there is no pure language in this sense. It happened to be the strongest so it pulled around itself, like a magnet, all the dying languages that had seen their day centuries ago. It was a powerful language that absorbed other languages.
Even today I can tell you many words in which you will hear echoes of Assyrian, Hebrew, and much Syriac and Chaldean. You know, the Chaldeans had a tremendous civilisation after taking over Babylon from the Assyrians, their language was all over the Middle East.


So, when I write my poetry in Arabic, I tell you this - and if s a secret between me and myself - some- times I feel that I am really writing in all these languages, because I believe, finally, that any language contains all the dead memories of the races who contributed to it. When I am doing that I am delving in this great river. Like the great dictionary, Lisan Al-Arab (The Arab Tongue), it's so huge, it's more than 20 volumes, but most of it is dead because it is not used.
However, the portion of the Arabic language that's used today is incredibly alive; it is craving new developments, new versions of the reality which is changing all around it. So in a way we are using like five per cent of the dictionary because all those beautiful words, which are beautiful, lost their use, they were invented for another age.

Linguistic fundamentalists
This brings us to something very important, even political and that is - writing is politics and in Arabic especially and specifically with the Arabic language. This battle over the Arabic language itself, it is a very sensitive thing, like no other Language I know of because the Koran happens to be the source of the ultimate eloquence. Of course it's not the source, because before it there was the language - fantastic and great - in the jahili times, but it's political in this sense, let's say, not only the religious fundamentalists but the linguistic fundamentalists, too, are afraid of change. And that is what is happening now. For instance, it happens only in the Arab world - the fight, the real war, about the forms of poetry.

The prose poem
In fact, till now, the prose poem is not accepted. They call it a prose poem. Why? Because the Koran Suras are supposed to be written in the form of prose poems, so in a subconscious way these linguistic fundamentalists are feeling threatened by it and so we are looking at half a century whereby the prose poem is still considered like a kind of weird foreign body that's forced itself into the Arabic language, although this form has proved itself finally. That's one of the battles that a poet who writes in Arabic has to be involved in.
I'll tell you, this is really crucial for anyone to understand when we talk about Arab poetry. There are three forms, three movements, starting with the great classic poetry which extends from before Islam, from the jahilis, from Imr al Quais and the great ancient poets and then it extends even to the present - in fact the last great poet who wrote in that form died recently, Al-Jowahiri, and with him this thing is now totally buried and gone - there is no such thing we could compare it with in literature. A classic Arab poem is one which goes on for 50 to 1,000 lines and it has to maintain one strict rhyme, and there is no other thing like it in any other literature.
In the late 40s, a man called Badr Shaker Al-Sayab in Iraq came and tried something similar. He was influenced by English poetry, and mostly the romantics, by John Keats specifically, Shelley and, of course, Byron and Wordsworth and finally Edth Sitwell, his main influence. This means not free verse, not blank verse, rhymed verse, but rhymed in variations, not just in one strict rhyme, three or four lines in the same tone maintaining the old metrics of the classic poetry. What happened was a revolution, an absolute revolution. Two thousand years of Arabic poetry was turned upside down. Many still kept writing, like jowahiri, but it was finished, it was gone. At the same time, in America, the immigrant Arab poets like Gibran Kahlil Gibran, Ameen Al-Rehani and the rest, who were influenced by Walt Whitman and the American free verse movement, wrote what we would call the prose poem, meaning no metrics, just a prose piece, blank verse, and so that one was attacked too - it was considered just prose.
Then a magazine called Shi'r (Poetry) came out in the late fifties established by Yousef Al-Khal and Adonis in Beirut which carried this whole thing forward - a real giant step. Now, these were people who had read the western canon, Adonis in French and Yousff Al-Khal in English. Compared to their contemporaries they were far advanced in their look toward poetry, towards Modernism, towards revolutionising poetry. Today, when you study Arabic poetry, Shi'r magazine stands at the heart of the matter.
When I was in Kirkuk in 1961 I sent poems to Yousef Al-Khal, 16 poems, which were published, opening the magazine, and I was hailed in Al Nahar newspaper as a new discovery, a young poet - which was true, I was very young. And so Yousef Al-Khal and me started a correspondence and that is the start of my relationship with the magazine.

Sound and images
In fact, that decided my fate - the strong relationship I had with Beirut, where I could publish things I could never dream of publishing in Iraq, which was strict and still did not accept the new poetry. You know, in Iraq there is a complete establishment of defenders of classic poetry, and I was a real revolutionary at that time. I wrote in metrics but in such a strange way - beyond Al-Sayab, beyond what was written then, no rhyme, just strict, almost Surrealistic sound and images but truly furious the poems are still there.
Well, I have never stopped, I published a lot in Shi,r magazine because as I say, Yousef Al-Khal and Adonis encouraged me so much to a point where I'm dedicating the book I am working on right now (which is poems collected from the seventies to eighties) to them both. In a way, these people decided my fate. When I had this connection with the magazine I kept dreaming and, of course Beirut was there, behind the whole scene, behind the words. Beirut was for us a dream, a golden capital, especially in the sixties - it's history now, after the war, after the ruins.
Now I used to know jabra Ibrahim jabra in Baghdad, who worked for IPC, the Iraqi Petroleum Company, and who edited a company magazine, a nice literary magazine. I published poems in it because they paid and because Jabra was such a nice man. He had of course studied at Oxford and Cambridge and I loved to go there just to talk to him.
By then, I was reading like a madman - I had discovered the whole English language: my brother used to speak English and had a nice small library at home and my father of course spoke a little English because he worked for the English in the same way most Assyrians, I think, had some connections to it.
Reading like that is what decided my views on literature and poetry.
Me and a friend of mine, Jan Dammo, a beautiful poet, found some English anthologies of poetry sold very cheaply on the streets of Baghdad. So we both started discovering the poets and what I didn't completely understand, I imagined, and so my imagination was being sharpened. When you are very young, your imagination is so alive, anything like that could fire it like in a crucible. I think that is the most important thing in a poet's life.

'Your place is in Beirut'
One day Yousif Al-khal came to Baghdad and jabra Ibrahim jabra called me to say: -Yousif Al-Khal is coming tomorrow and he wants to see you.' Well, I go to his house and meet the man who for me was truly not only an idol but an example of the true poet who went to the West and came back and established a magazine. He was a truly big name, a magical name with a great aura. He told me: "Your place is in Beirut. Come to Beirut. You are one of us.' And after two months I was in Beirut.
How I got to Beirut is a very long and interesting story. In '67 1 was 22 or 23, the perfect age for adventure, for cutting north, because you are afraid of nothing. No money! Nothing! You have to go! At the time, jabra (poor guy, mercy on his soul),

thought like anybody else, I was going by airplane, with a ticket and passport. He had no idea I had no ticket. In fact I had no money. I sold a few books and made about 44 dinars. And no passport of course! No-one would give me a passport!

Crossing the desert
jabra gave me the manuscript of King Lear (his translation of it) to give to Yousef Al-khal to be published - which I took for two months across desert. I crossed the desert to Hassaca and then to Homs and then to Damascus - and then to Beirut and that's a tremendous adventure in my life. I'm still writing about it. It's a very symbolic thing in the life of all the prophets and poets - what they call the dark night of the soul. Well, the desert you cross is like another world! Truly it was like that and I was living a vision.
When I walked into Dar Al-Nahar publishing house in Beirut with the manuscript of King Lear in my hands, and saw Yousef Al-Khal sitting at his desk, it was like yesterday. He said: 'I told you!" He looked like he was expecting me, it was incredible.

I had crossed the desert on foot, with no suitcase, nothing, only a small bag with the manuscript of King Lear and some of my poems in a notebook I still have with me here today. This notebook is still the source of magic to me. It contains the poems I wrote when I was young, most of them not published. It has "Baghdad 1961" written on the cover which is leather and indestructible and I carry it everywhere with me it's like my magic icon. When I need a poem, when I'm dry, I just open that book and look at the paper and the lines, and it gives me the vision of that source.
My days in Beirut were divided between Yousif Al Khal, the newspaper where Adonis worked, and Horseshoe, that fantastic café in Beirut (which still exists!), where on evening you'd have everybody there, even international figures like Samuel Beckett. I worked with Al Nahar newspaper, and with Yousif Al-Khal on Shi'r magazine until I left in 1969 for America. Yousif Al Khal especially, was thus involved in shaping my destiny.
Beirut at that time was at the peak of its golden time, that was the golden age of the Arabs, and there is really nothing like it now, no way. was an open city and its beauty, it beaches like Long Beach, enthralled us. We used to go there, Adonis Yousef Al Khal and I, with many other people. It was a gorgeous place where bikinis were worn like on the Riviera.
I lived there with my aunt, my father's sister. But most of the time were so wild, there were so many writers and poets we'd never get home.

Leaving Beirut ...
But Beirut became too small for me. I had incredible dreams. After all I had come to Beirut with the idea of going to America - America was always in my mind, and the West. In the beginning, I started reading book by Sherwood Anderson called Weinsberg, Ohio, it's a classic of American fiction. And then of course, Faulkner, Hemingway and Fitzgerald, with their fantastic, fabulous worlds that I could imagine.
Whatever I read I imagine -it becomes absolutely visual. It becomes real!I even live it!
It is this dimension of my imagination has pulled me all my life. In fact, I'm here at this moment talking to you in Germany because of that. I do believe so! You see, I read and Rilke and H?lderlin, and these great German poets and I always wanted to know Germany, to live there. And here we are, although I had to go to America first and it took me a while to fix things.
However, before I could leave Beirut, they got me in jail in because I had no papers. One day I went to Shi'r magazine and Yousif Al Khal said: "What is this?" There are secret police looking for you. "What have you done?" But I never told him the story. I never told him that I had crossed the borders without papers. In fact, I started sleeping on the Rocha, the place where lovers jump from, like the Golden Gate Bridge in San Francisco, and in friends' apartments.

One day, when I was really sick of it all, I went to the police station. They put the handcuffs on me and told me: "We were looking for you!" I stayed in jail for a few days - it was full of Palestinians at the time as the Palestinian resistance movement was just starting and they were being caught at the borders. We became friends, we were about 300 in one room and they were all telling me their stories.

Out of jail to New York!br> Ghada Al-Saman, who was a very powerful writer at the time, knew the Lebanese president, and through him she brought the captain of the jail in his pyjamas one midnight to release me, but there was one condition -I had to leave Lebanon, and either go back to Iraq or somewhere else. 'Somewhere else!" I said.
Yousif Al Khal helped me a lot. We went to the American Embassy and he told them about this young man who had translated two anthologies of American poetry in Shi'r magazine and introduced the beat generation of poets to Arab readers. He told the American Ambassador: 'All you have to do is talk to this young man, just talk to him!"

American literature
So the Ambassador asked me about American literature. I started with Walt Whitman, and then came to the new names which the Ambassador had never heard of and probably will never hear of, and he said: "Enough! You got it." So they gave me a paper, although I still had no passport.

That is how I got to New York. I borrowed $50 or $60 and went to New York without knowing anybody, no money, nothing, alone. Imagine that! I cannot believe even now, how I survived, nor how I got to San Francisco, which was my final destination because I had read and written about San Francisco before even seeing it.When I wrote about the Beat Generation in Shi'r, the introduction had to be about North Beach, San Francisco. When I finally got there, I discovered that all I had said was true, the way I had imagined it! And the hippies and the beats - well, I immediately joined, long hair, beads, the whole thing!
When Yousf Al Khal heard about me he said: 'Sargon now is finished, lost completely, he'll never come back." His idea was that I would go to America and get educated, get a few PhDs or something and come back.
Etel Adnan helped me get from New York to San Francisco. I had met her one day at Shi'r magazine -this small sweet lady. She used to send her works to Yousff Al-Khal and I translated them. All her works published in Shi'r are translated by me, although most of the time I didn't put my name. She said: 'Sargon, if you come to America, please come and see this beautiful town, San Raphael, where I live."

She sent me a ticket, and welcomed me at night with another lady and it was beautiful because Etel was a hippy. She thought she was Indian, in fact she is half Syrian, but she acted and thought like she was an Indian.

The first few days when I was there we sat in a famous cafe which is still there, called Buena Vista, it's right on the bay and from it you can see Alcatraz jail, the famous prison. We were with some American Indians who were having a revolution there and trying to take over Alcatraz.

Anyway, I joined the Indians with Etel Adnan. They were a dream for me. We had only seen them in movies when John Wayne used to kill a few thousands - I think in one go! On the screen the white cowboys shot them like flies, so we always felt pity for them. For me they were fabulous people, and here they were for real, in San Francisco, with feathers and blankets and beads.

I was an Indian
I was fascinated and made friends with many of them. The Indians were in real poor shape, they still are, they had some kind of vulnerability to alcohol of which the whites took full advantage, and many, men and women, were alcoholics. But I don't blame them, do you, when you have your whole land taken away, the white man is taking over your land and he doesn't want to give it back - they don't want to give them that tiny rock. They beat the hell out of them and chased them out. Sure, at that time I was an Indian and felt like one.

San Francisco is the center of creativity in America, the center of America. There is East Coast, New York, the publishing world, the business of literature and there is the West Coast, which is San Francisco and that is where all the new movements emerge from, always, even today, so there was the so-called San Francisco Renaissance, a tremendous movement with Kenneth Rexroth, whom I met, as master of ceremonies. Through him all the great poets of the beat generation came out, like Gary Snyder, and then Ginsberg, Kerouac, then Gregory Corso, Bob Kaufman, Lawrence Ferlinghetti. I knew his daughter Mary, who became an exotic belly-dancer and was the girlfriend of a friend of mine, Gary Gach, a poet who still lives in San Francisco.


We used to go and see Kenneth Rexroth, but that's on one condition that you don't say a word, he's the one who talks! He was such a genius, such a man of knowledge. He's an encyclopaedia. In fact he's famous for reading the Encyclopaedia Britannica from cover to cover every two years - he's an incredible man. San Francisco is the place of awareness because writers there are the most open. They are not like the New Yorker writer and poet, the sophisticated Europeanised type. No, they are cosmopolitan. San Francisco is the city that is actually made up of all the cities in the world: You have Paris, you have London, you have Rome, and you have Berlin, in this city you have China. It is international and culture is absolutely open. I think for an artist, especially a poet, that is the city. I mean, I spent a quarter of a century, more, in San Francisco, never getting bored one minute - the readings, the fantastic trips, especially in the seventies and the eighties. It was the time for me, that is the thing that I treasure, the adventures, the open spirit, and then Berkeley, which in the late sixties was THE place for revolution, for stopping the war in Vietnam.

The first night I arrived in Berkeley, I saw a procession of students with candles singing against the war, to stop the war in Vietnam and what they were reading but the poems of Ho Chi Min, which I had just translated into Arabic and published in Dar Al-Nahar in Beirut. Prison Diary (Youmiat fi Sijin), it's my first book.

it was a great thing for me and in that procession I immediately made wild friendships with these students and for the first time with beautiful hippy girls, you know the ones with beads and flowing hair, with little kids. They took me with them and we lived on an abandoned ship in the bay, near San Sausalito, which is a city of the stars, the movie stars. The hippies lived in the harbour side by side with the yachts of these stars. This ship of ours was from the time of Mark Twain, you know the one with the crazy propellers and pedals, a paddle steamer. We had a juke box in it and a grill for making hamburgers. So, it was hippy girls, with their kids, naked, following them, making hamburgers and dancing to the music of Bob DyIan and Janis Joplin - it was a dream, an incredible dream.

This tremendous energy

The book I am working on right now is called Edha kunta Na'eeiman fi Markab Nooh (If You Were Asleep in Noah's Ark) which is taken from two lines of poetry by Ruhmi, the great Persian mystic poet. He says: "If you were sleeping in Noah's Ark, drunk,/what do you care if the flood has come?" The book contains the poems I wrote in America exactly at this time we have been talking about. I had found out that all I knew about writing - before I came to America it was nothing - was unequal to the occasion, just techniques and ways of writing that couldn't contain the tremendous energy I was living, so I started asking myself, how I'm gonna express this' In these violent poems in America I felt I was controlled by language, instead of me controlling the Language- So I had to create this flowing rhythm, this mad flowing rhythm of language and then everything is being dragged by this fantastic current. Well, I'm reading the poems now and I feel that I'm analysing myself through them.
For me, from the start till now, writing poetry was and is a very crucial, very intimate thing and deeply connected with my inner making, my inner life. Otherwise, why would I write poetry, why not fiction, why not essays? I tried to invent new ways to force the Arab language to contain the tremendous flow of new information, of new realities, and I wrote these fabulous poems, which I am collecting right now, some of them are 25,30 pages. I'd never dare write a poem that long these days. I don't know how I did it. But I couldn't be bothered to publish any of these poems then and I thought no-one would publish them. So I lived, immersed in this life and writing, all this time without publishing.

A letter from Adonis
Well, one day an Assyrian lady from Beirut, Violet Yacoub, came to San Francisco, and she said: "I have a letter for you from somebody called Adonis." "Adonis!" I said - it was like a bell ringing. This is in '72 or '73 and I was completely cut off from the Arab world. I read the letter, it is a beautiful letter and in it Adonis told me: 'You are present among us, you are never absent, although you are not here and I want you to give me for Muwaqif [his magazine] all that, you have, anything that you have."

I gave Adonis whatever I had and he published it all, in newspapers, in magazines, in Morocco, everywhere.

Well, these poems came out and a lot of people have told me that probably they're my best, in the sense that you can't write things like that consciously, they just have to come out somehow.

My first collection (Al-Wasool ila Medinat 'Ain (Arrival in Where City) is revolutionary in its style. Most of the poems were written in America and they were part of what I was trying to write about the absolutely modern situation, trying to capture it. After its publication in 1985, I started a different period and although these poems were published in '85, some had been written in the late 60s, 70s, 80s. I published a second book of poems in Morocco, which I wrote mainly in Greece. I tried to capture in it the Mediterranean feeling, which was why I called it Al-Hayat Qurub Al-Acrypol (Living by the Acropolis), and it is true I was living very near the Acropolis. Every day I would walk through the Acropolis, and climb there and walk through the Plaka, so the seas and scents, feelings and details are mostly Mediterranean.

Coming from Assyria ...
Is there any influence in my work from my Assyrian background? Well, as a child I was writing in Arabic, although I have written certain things in Assyrian. But I soon realized that Assyrian is a very limited language in the sense of an audience. First of all, throughout the whole Middle East where Assyrians exist their language is suppressed - they don't have schools, they don't have magazines, they don't have books, but almost secret societies. The first school I went to was in a church in Al-Habbaniya where the priest used to teach us and I read Assyrian. It's a beautiful language, it's a great language and sometimes I feel like writing a fantastic elegy for the Assyrian language, how it's dying and I'm seeing its death.

But then I realized, when I was struck by the Arabic language, when the gift came to me, that all languages are really one. I mean, Arabic is almost like Assyrian to me, that's strange, but it's really true. For me the sound of Arabic is like some kind of cover for what's beneath it - meaning all these ancient languages never really die. They are there. This might sound like an illusion but they are there, they are steamed up into Arabic and they are right there.

They changed their names
Of course, throughout the years I went and studied these things, I studied Turath, which is the classics of Arabic language. I found out that some of the greatest Arab poets were in fact Assyrians. They changed their names, they're all in history. Emr Al-Quais was Assyrian and Nabi Al Dhubiani, who was the poet of the kings, of the palace, was actually Assyrian. He was Monovesian, a kind of Christian at that time. Now who could be Christian in Iraq and not be Assyrian - either Assyrian, or Syriac or Chaldean, Assyrians considered all these people one. Then, Abu Tammam was Christian - he changed his name. Ibn Al-Abri, a great historian, is Ben Khafri in Assyrian, so he's Assyrian. I can tell you hundreds of names like that. Ibn Ar-Ruhmi, he was in fact Greek and Christian. These things are facts in Arabic literature. So, the way I see it is that there is no such thing as pure Arabic literature. It all is from here and there, especially from Iraq and Syria where the tremendous movements of classic poetry took place, the revolutions of Abu Tammam in Syria and Al Muttanebi in Iraq, these movements just dragged with them all the past of mixed origins, mixed languages, mixed knowledge, mixed terminology - and this past is all there in the poetry and the prose.

I think that s what most of the poets, throughout history, have done. They have done exactly that. Because what finally counts is not the language, it's what the languages say.

In my books, particularly the last three, I have been doing exactly that. I've been putting in Assyrian phrases or sentences, such as "Shimmet baba bruna rukhet kutcha" (In the name of the Father, the Son and the Holy Ghost), sometimes without translating them. They're obviously Assyrian, but not in the sense of being just Assyrian, that would be just chauvinistic.

I want to make the language, which for me is the Arabic language, carry everything. I'm putting things from Robert Lowell, from Paves, from Caesar Vallejo. For the first time I'm indicating that this Arabic language can take anything from the world. That is the point really, the rest is just details.

The language is not dead, it can take anything. As far as I know, no one has done it before. They can't, they don't dare, and plus they can't -as simple as that. It's a matter of how to do it, and to do it right (not just to do it for the sake of doing it, no, that's meaningless), but do it creatively. That way it's necessary, it is contributing to the idea of poetry and the enrichment of the language.

Arabic is unexplored
For my own work, from my own experience of the language, I have been doing these experiments with the Arabic language for a very long time, in fact from the start, and I still feel that the Arabic language is material unexplored as yet. Let's put it this way - it's unmined. You know, it's like raw material for me. I feel that this language could be ex-tended endlessly into some new idiomatic formulations - which I'm doing all the time. Look, I have a series of poems which I have been publishing in the London Al-Hayat newspaper, which are translations, but I don't call them translations, I call them "poems after the poet".

I believe that the art of translation is to get into rewriting the text. For instance, I've published sonnets by Shakespeare, poems by Shelley re-written into the modern idiom of Arabic, plus Haikus, Chinese, Poets like Po Chui-i, others plus Greek poets classics Sappho, all these came out through the years and they are still coming out. I am still doing experiments in a sense. what I do is take the text and imagine how would it sound if it was written originally in Arabic. That's the whole idea. That's what I do. My imagination goes into the sound of it. How would an Arab poet write such a sense, write such emotion?

A sonnet by Shakespeare? What I discovered is that the power of the sonnets is in their flow - uninterrupted. In Arabic that is almost impossible. Why? Because of the line ends. They stand as obstacles to the flow.

The flow of breath
So what do I do? I establish a new kind of line, which is continuous and at the same time I do this in my own poetry. I'm working with sounds and I'm working with the line that extends into the other line non-stop to get the flow of breath. This has never been done in Arabic. Why? Because of the metrics.

So what am I doing? I am compressing the language in such a way that it takes the place of the old metrics. It would be another metrics, as did western poets like Ted Hughes. Ted Hughes wrote what you can call syllabic poetry and before him Auden, of course. Syllabic - it depends on the syllable.

Now I've talked about this many times in interviews in Arabic, but they can't understand it. They don't know what I'm really doing, so every critic who writes about me never mentions these things because they aren't even aware of them. They don't know the mechanics, the techniques, they just don't know. When they do write - and they have written extensively about these books and poems of mine, they talk, of course, about the material and what I'm saying, but what I'm saying is not so important to me as HOW I am saying it. That's the whole point.

The other major side of my activities is translation. Through translation I can penetrate and in fact I have heard, many, many echoes and reactions from people who have told me face to face, or by phone, or by letter that I'm striking something there.

A beautiful shock
At the Oman Festival in the summer I truly, personally, physically saw the reactions with my own eyes, heard them with my own ears. In such desert places like these small places in Abu Dhabi and Dubai and Sharjah, even towns in the desert, I found people who knew my poems and are actually aware of what I am doing, people from a godforsaken village, in a desert. It was a shock to me, a beautiful shock.

Let me tell you something. Every poet, throughout their life, actually looks forward to something like that. It's a fantastic moment. All these years that I have put in, thinking at the same time that no-one would be even aware of what I was doing (and it's a fact that the damn critics are not), and suddenly you find a simple student somewhere who has been probing through your doings and your techniques and actually has grasped something of that thing that you have been trying to develop. For me it's such a bliss, such a reward, in fact it's the only reward. That's enough for me. That's the only reward a poet ever looks forward to.

When they tell me this modern poetry is too complex for this simple man, that's all bullshit, it's not true. Because who is this simple man? There is no such thing as a simple man, all human beings have their complications and inner depths. I believe this, and so when something touches them they know it, maybe by instinct, maybe by knowledge. Sometimes knowledge is Intuitive. That's what we're talking about.

Arabic is always shy
When we say that about poetry in Arabic, we are talking about something very remarkable, very vitalising, because Arabic is a language that resists, a language of resistance. It's like it's being raped. It's very true. Arabic is always shy, it's a shy language. In fact, it's a language which is almost virgin, even in its terminology. At the end of the 20th century - we're gonna have the year 2000 very soon - the Arabic language still doesn't accept simple erotic words. They can't name for instance the penis or the cunt, which in other literatures is just a very regular, natural thing to say.

We can't say that in Arabic, so I try to build into the language the sense of being absolutely free and powerful in the way I handle the syllable, the meaning, the structure of the poem, of the sentence. Through that, I think you can say anything. in fact I tried to do that, you know, in the Oman Festival last summer and I put all that meaning into a few lines.

By insinuation you can do that, by sound - everybody knew what I was talking about. So I'm talking about all these things without mentioning the names. That's how you can develop poetry - by insinuation, by sound. When I say certain sounds, the connotations are there. They know what I am talking about on another level, and that's the mystery of poetry.


That's why poetry is a unique language, completely separate from the language of fiction, essay, the regular prose. In poetry you can do that because every sound counts. And I'm doing that precise and very economic thing with language, with a language like Arabic which is always too full of decoration, unnecessary words and fat - linguistic fat. I'm cutting it like a butcher and I'm trying to show the bones behind the flesh and I think that' s something worth doing.

Yes, this is really mind-blowing. It is really hard. I spent nights and days thinking how, how to do it. How? What do you do as a poet, as a truly working poet, is do incredible endless experiments. And you do. Some of them fail. I'm not saying you succeed just like that, there is no such thing as that. Hundreds of them fail but one succeeds, and if, from 200 pages, you can get five pages that are good, then I consider it some kind of success. 'that's the way.

A little bit of frustration
It's long work, always thankless. After a while, after writing for 30 years, you feel a little bit of frustration because here is a whole world where idiots are taking over things and some rich sheikh or someone, with billions of dollars and oil can live such a fabulous life, and own all the papers and magazines and here is a poet sweating and laboring to advance the language. You know what that means, I think that is one of the most honorable missions in life, and they're totally neglected, so sometimes a poet, if he gives up, he is really justified. But then you try to fight against despair.

We try all the different ways we can to push the wheel of poetry into the future, the real future in that sense. For me, that's the true revolution - from inside. Not from outside. Not shouting, but working silently and seriously with such a prolonged effort from inside - and that's how things are to me, that's my belief, it's what keeps me going in this fantastic solitude in Sh?ppingen.

Sometimes I find oases like this sweet small German village or anywhere else in fact, just to pursue these fascinating, complex ideas of mine.
MARGARET OBANK
was born in Leeds, UK. She has a BA in Philosophy and English Literature from Leeds University and MA in Applied Linguistics from London University. in 1992 she organised a Festival of Iraqi Culture, one year after the Gulf War. She worked in publishing and printing and was a lecturer in Further Education. She is marred to Iraqi writer Samuel Shimon.


_________________
الطريق إلى أين لسركون بولص,عظمة أخرى لكلب القبيلة,قصائد وشعر سركون بولص,ديوان سركون بولص pdf Hearts10

حسن بلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hassanbalam
® مدير المنتدى ®
hassanbalam
رسالة sms : سيرى ببطئ ياحياة
لكى أراك بكامل النقصان حولى
كم نسيتك فى خضمك
باحثا عنى وعنك
وكلما أدركت سرا منك
قلت بقسوة
مأجهلك!!!!
ذكر
عدد المساهمات : 11575
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : الطريق إلى أين لسركون بولص,عظمة أخرى لكلب القبيلة,قصائد وشعر سركون بولص,ديوان سركون بولص pdf 15781612
الطريق إلى أين لسركون بولص,عظمة أخرى لكلب القبيلة,قصائد وشعر سركون بولص,ديوان سركون بولص pdf Icon_minitime 2013-10-02, 4:34 pm
حديث مع رسٌام في نيويورك
بعد سقوط الأبراج
(الي إيفان كوستورا)

"نهايتكّ أنتّ
من يختارها" قالّ صديقي الرسٌام.
"انظر الي هذه المدينة. يشترونّ الموتّ بخسا ، في
كلٌ دقيقة ، ويبيعونّهج في البورصة
بأعلي الأسعار".
كان واقفا علي حافة المتاهة
التي تنعكفج نازلة علي سلاسل مصعد ي واسع للحمولة
سجفجلا بإثنّي عشر طابقا الي
مرآب العمارة .
"إنها معنا ، الكلبة .
سمٌها الأبديٌة ، أو سمٌها نداءّ الحتف .
لكلٌ شئ ي حدٌ ، إذا تجاوزتّهج ، انطلقت عاصفة ج الأخطاء .
إنها حاشية علي صفحة الحاضر
خطوتها مهيٌأة لتبقي
حّفرا واضحا في الحجر.
أري إصبجعّ رودان في كلٌ هذا .
أراهج واقفا في بوٌابة الجحيم ، يشيرج الي
هوٌة ستنطلق ج منها وحوشج المستقبل ، هناكّ حيثج
انهارّ بجرجان ، وججنٌتْ أمريكا."

يوميات من قلعة فيبرسدورف

1

يتحوٌل آب الي جهامة أيلول. وفي رأسي
كالغيوم ، ترحلج الجبال : كتّلج الأفكار كثلاجات القطب
تتنقٌلج بضع ّ خطوات في كلٌ أبديٌة .
القرية ما زالت تحتفظ بأسرارها ، رابضة
بين حقول ي تنبسط ج الي آخر الأفق . ما زال في أركانها
بضع ج عجائز ، يتبادلن ّ آخر الإشاعات ، في الغسق ، قريبا من البركة
حيث تطفو بجعة وحيدة . أعرفج البيوت ، وحانتها الغارقة
في دخان غلايين الريفيٌين: أصغي لساعات ي
الي أجراس الكنائس العتيقة .
صفّحاتي تطفحج ليلا ، تتجمٌعج الكلماتج مثل طيوري جارحة.
في سماء ي خافقة ي بالنجذر، زمني طوعج يدي ، مستعدٌ للرحلة القا دمة .
حجرٌ في أن ألامسّ جذرّ المصيبة التي تطاردني عبرّ أيٌامي ، من بلدي النائي .
أو أن أنسي المضائق ، وأنطلق صوبّ البحر .
كم من حياةي ، إلهي ، مرٌت بي
مجعْولة ، آتية من هناك ، معصوبة ّ العينين لئلا تري...
الشرٌ ، تلك المطرقة ، كم من حياة ي تسحقج كلٌ يوم !
كلٌّ من لم يعجد واقفا في مكانه ِ تحت الشمس .

2

الريحج هنا ، شماليٌة من القطب
ينشطرج لها الطين ج في الأراضي المفخورة :
تتقشٌفج لها أيدي الفلاحين . تجقلقج مّنسوبّ الماء في الآبار .
ومن رّهبة ِ هبوبها ، تبقي المحاريثج عاطلة
في حافة الحقل ، والرفشج في سجبات .
لو أن ٌ أحدا تجرٌأ علي الخروج ، فالشتاءج غجراب
أسحّم ، يهبٌ في وجهه كعباءة أرملة .
ولي مدفأتي ، في غرفتي الصغيرة المطلٌة علي غابة .
أصغي الي قرقعة الدّرّفات ، الي مصاريع النوافذ الموشكة
علي الإقلاع ، فالعواصفج أليفة صارت ، والإصغاءج إليها عادة .
لا أنا بالهادئ ، البارد الأعصاب
ولا بالمتوجٌس ، القلِق ، المتوثٌب علي أقلٌ خّشخشةي ونأمة .
حّفنة بعد حفنة ، ّيتذرٌي العجمر .
كأنٌهج الحصاد ، والمِذراة ج في اليد ، والريحج مجقبلة .
تطفحج عجزلتي مثلّ جّرٌة تحت حنفيٌة الصمت .
أنا ملئ ، تقدٌّ مْ ، أيٌها الظلٌ . ادخجلْ الي بيتي . وانهّبْ ما تشاء.
صوت أيامي ، أزمنة الآخرين
لم نعد نحبٌ ما كنٌا مولٌهينّ بهِ .
ما كانّ يجسرٌنا ، كالرماد ِ، علي لساننا ، يستقرٌج.
لأنٌهج الأمس .
نجعانقج ما كان ّ، ولا نقشعرٌ عندما
نعرفج أنه الماضي ، تلك الججثٌة ج الأمينة .
للأشياء أحتافجها أيضا _
شجحناتج انتفاضاتها المحشودة
حتي التّكهْرجب ، وأسرارجها التي تجضاهي
في تّماديها ، لغة ّ السحابات الهاربة عبرّ سمائي .
هكذا صارت حياتي ، أشبهّ بجغرافيا
لا يمكنج تفسيرجها
بالمواقع ِ والأماكن ، وصوتج أيٌامي
لم يعجد قابلا للتبنٌي
من قِبّل ِ أزمنة الآخرين .
بينما العالمج لا يكفٌ عن تِردادِ أقانيمه ِ:
الخجلدج يحلمج في ججحره ِ المتواضع .
الفّراشة ج في طريقها الي الجنٌة
تطيشج عن حدٌ سياجي .
الكلبج ، خلفّه ج، يجفسٌرج إشاراتِ مرور العابرين
بقوانين الرائحة ، ووّقع الحذاء .
وحتي العصافيرج مشغولة
بتّفْلية ِ ريشها ، والحشّراتج في
أصدافها الهشٌة ، تتحصٌن...
ما من شاحذي لسكاكين الأيام هنا ، يتقدٌم
ما من اضطرام ي مفاجئ في قفير النٌّحْل: ما يحدثج
ليسّ سوي ما يحدثج في المعمورة ، وما من معني
لما يحدثج في حدوثهِ إ ٌلا
بالنسبةِ لمن يشهدج
الحدّث .
ومع ذلك ، من يجريدج حياة لها هذه النٌّعْرة
مجقبلجها قبل ، أمسجها يومجنا التالي ؟
وما غّدجها ، سوي لحظةي لن يسكنها أحد سواك .
أمٌا أنا ، فاعطني ما تشاء:
كلٌّ ما يذوي في لّمْح البصّر
كلٌ ما يجواصلج المّسْري
رغمّ ظلام ِ ليل العميان
لحظات في الحديقة
ما هيّ إلا
بضعج أجمسياتي مرٌت
ولم تمرٌ، أتوحٌدج فيها خلف البيت
أمامي أعشاب يابسة عالية بالكاد تحجبج عنٌي
شظايا الزجاج المتلألئة المرصوصة
علي السورِ، في الشمس
الضعيفة .
أجلسج لأحسبّ الثواني
لأفهمّ ما معني أن أمضي
أو أن أبقي في مكاني .
حالما دونّ أن أتابعّ الحلم . صامتا وفي نيٌتي
أن أصرخ . أمامّ بيوت ِ جيراني
تجرفرفج رايات كبيرة.
جنرالاتج أمريكا
يشحذونّ آلة ّ الخراب .
صامتا وفي نيٌتي أن أصرخ...
لا هذه اللمحة ج التي
أقتنصها من ملحمة الطبيعةِ قّسرا
تقودني الي سرٌ أطمحج أن أستجليهِ بكلٌ تلافيفهِ
المظلمة ِ يوما ، ولا ذلك المنحني
في ذاكرتي يسمحج لي
أن أري القناعّ الهاربّ الي الوراء ِ دوما
في أزقٌة حياتي الماضية .
الواقع ج أنٌني هنا ، في هذه الزاوية:
يدايّ في حضني، عيني
تجلاحقج بعوضة تطنٌ بين الأعشاب.
تطيرج فوق السور، تأخذ ج أفكاري الي المجهول ِ لحظة
لا أفكٌرج فيها ، لا أحلم ج ، لا أريدج شيئا .
لحظة جديرة
بأيٌ ناسك ي بوذيٌ .
ثجمٌ انتهت تلك الأماسي ، وعجدتج الي
عالم المجانين .
في بغداد

ضريحج الوليٌ تنقصه ج بضعج آجرٌ ات
من بلاطي أزرق وأحمر ، جدارهج الدائريٌ تغطٌيه
حتٌي قجبٌته آلافج الخِرّق من ثياب ِ مّن جئن ّ هنا
جيلا بعد ّ جيل ي من العواقر
يلتمسن ّ البرّكات !
حبٌاتج الكهرمان في سجبٌحة المجقرئ الأعمي
عجقّد مدمٌا ة لِكّم قلب ي
كان ّ يخفقج في أزمور ذات ّ زمن !
والعرٌافة ج الأريبة ، طارفة بعينها الخضراء
لتطردّ سرٌا غيرّ مرغوب ي رفرفّ من يدي المفتوحة
هاربا مثلّ غجراب ي الي البعيد ، تهزٌ الثمرة
في أعلي أغصان الزمن ، حجرا
له ج سيماءج الذهب...
إنٌها لا تجخبرني
عمٌا إذا كانت تعرفج كلٌ هذا
أم لا ، فنحنج لا نتكلٌم ج ، لا نقول ج شيئا
أو نجفصحج عمٌا لا يجقا لج في حضرة الأبد .
لا شئ منذ آدم

مقطوعة من الجذر هذه الأنشودة .
هذا الفيضج من الدجعاء ِ ليلا ، والي مّن هوّ مرفوع ؟
تنزلج الفأسج ، وما من حّطٌا ب .
لا الغابة ، بل الشجرة
وحدّها ، تتلقٌي الضربة .
في غّور البجستان ، تتلعثمج الظلمة
تعلوها سماء مستورة بصوفي
من غّزْل النجوم ِ، فوقي ، أنا المتعرٌي من هذا
القميص ِ ، ولستج حتي يوسف .
تذهبج الأغاني . تجئج المراثي .
لا شئّ منذ ج آدم غيرج ملحمة التجراب .
السماءج تحتضنج غيمتّها اليتيمة
والليلج يقبلج أن تجرقٌعهج ألفج نجمة
شارة الانبعاث

شارة ج الانبعاث اليوميٌ
كفٌت عن الإضاءة
في آخر النفّق ، لم أعجد صالحا للإنجراف
مع المجناخات الزائلة
(لقد خّرٌبوا الأوزون ، تقولج الجرائد
من أجل هذه السيٌارات اللعينة !)
ربٌما كان هذا هو المعني :
أن تترك المحطٌات خالية وراءّك .
ربٌما كان هذا هو المعني: أن تتعلٌم كيفّ تحيا .
كيف تشمٌ رائحة ّ الأشنات علي ساحل البحر
حيثج تمشي كلٌ مساء لتستعيدّ قجدرتكّ الأولي
علي التنفٌس : كم كان ّ من الصعب أن تجطلٌقّ التدخين !
أن تجطلٌق السحرّ مثل بروسبيرو
في مسرحيٌة شكسبير الأخيرة ، وتكسرّ عصاك .
الريحج تكفٌ عن عجوائها في القصيدة .
تعود ج، كلٌ مرٌة ، الي الأرض
لتنسي مذاق ّ
الجنٌة .
الكوٌة

إذا لم تفتح الكوٌة
لن تطيرّ الي غرفتكّ الحمامة .
الماءج يجهلج أسبابّ الظمأ الأخير، والأرض
تتشقٌقج رغم البراهين الدامغة علي وفرة الماء .
الصمتج لن ينفتحّ كالصّدّفة
إذا لم تعرف كيفّ تولدج الوردة ج أو تموت .
قّلم علي المائدة ، دفتر كمروحة الغيشا
يجرفرفج في خيال الورٌاق .
القصيدة قد تضيعج ، إذا لم تّجد الخيط ّ الخفيٌ .
والراوي لن يعرفّ القصٌة
طفلة الحرب
الي طفلة عراقية ولدت في الحرب
وفي الحرب ماتت
الطفلة ج جاءت ، تلك المفقودة ج
في الحرب
واقفة في نهاية الممرٌ، في يدها شمعة
أراها كلٌما استيقظت ج من نومي
في الساعة الأولي من الفجر. إنها تنتظرج ارتطامي
بجدار الحقيقة .
عيناها
الكبيرتان من فظاعة الحكمة
تصبجران في أشواك الرجبي
حيث ج أفكاري تجوسج ليلا ، يدي التي
بإمكانها أن تقطع ّ قيودّها
صوتي الذي قد يطرح ج أسئلة
علي القاتل ِ أو الربٌ
تعرف ج هي أجوبة
عليها...
كم طالت الحرب
يا طفلة ؟
كم من الليالي
في قاع أيٌة ِ بئر ي؟ أيٌة ج أبديٌة للأذي الآتي
من كلٌ الجهات ؟
ماذا كان الجنرالج ذو الأربع نجمات
سيفعل ، إن حرموا طفلته ج من حليبها ليوم ي واحد ؟
تقول ج الطفلة :
لقد أخذوا أهلي في سفينة
الي العالم الآخر .
كنت ج أعرف ج دوما
أنهم سيتركونني هنا ، وحدي ، علي الشاطئ .
كنت ج أعرف...
سكٌة

نوافذ ج القطار الأرضيٌ
غائمة ج الزجاج ، تفرٌ الأشكالج عّبرّها
كأنٌما من عفريت ، وتنفّرزج وراءّنا في خانة الفوائت .
زعيقج العجلات علي السكٌة
ظهورج المحطٌة التالية في انعراجة النفّق الملئ بالعويل
وبضعة ج صعاليك علي الرصيف
يكرعونّ خمرة من قنان ي مخفيٌة ي في أكياس الورّق .
إنٌهج نفسج الفراغ الطالع
من حضرة آخر الليل في أيٌة مدينة
مجتخّمة ي بالأحياء وبالموتي : باريس ، برلين ، لندن ، نيويورك .
آخرج الغرب . نهاية ج الخط ٌ . سكٌة ج الختام .

الأطفال المسحورون والمدينة

(الي فخريٌة صالح الراوي)
أبواب ج تلك المدينة عالية
كما لم نرّ من قبل ، جداريٌاتها ملأي بمراكب
تعبرج الي بحري، وجهتجها ثمٌة موانئ .
وفي أطرافها ، دوما ، ملكوت
مخّصٌص لأطفال ي يلهونّ بلا رخصة ي من صاحب الجنٌة .
عيونهم جواهر ج لا تفقه ج معني البريق .
كالراقصين ، يدور ج الأطفا ل ، يدورون ّ وكِنزاتهم علي
خصورهم تنزاح ، شعرهم يختضٌ في التقائهم بضوء نجمة
مادٌين ّ أيديهم الصغيرة نحو أقواس الجدران العالية .
ها هم السجعّداء ، وكم هم جديرون ّ بالمحبٌة !
أري أطيافهم في الحلم ، بين بقايا مدينتي
وهل هم أكثرج من أطيا في يا تجري ؟ بأحذية ي لا تجري
يركضون ّ علي أرصفة الليل ، وثمٌة هالة تجحيط ج بكلٌ بناية .
إنهم يعطون ّ للمدينة ما لا يجعطي
ويقرأون الكتابة المستضيئة علي وجه البيوت .
وكالطيورِ في الصحراء ، يجغنٌون من أجل لا أحد .
ما نفعلهج الآن
شيء ضائع بين التقاطيع
يطفو كطائر مقتول في بركة النظرة .
زوج تولٌي، أمٌ تموت
ابن ترينه في الحلم كلٌ ليلة.
"كان ملاك البيت
ونوري الوحيد".
والآن تستيقظين علي صوت طارقي
في بعض الليالي تحمله اليكِ
العاصفة...
البرق يخيط السماء بأسلاك من الفضٌة
المطر يغسل النوافذ بماء المعجزات.
هذه الساعة التي ستجدنينا
أو تفرٌقنا، أو تذكٌرنا بأن ليلتنا هذه
قد تكون الأخيرة، وتعرف انها خسارة أخري
سيعتاد عليها القلب مع الوقت.
فالوقت ذلك المبضع
في يد جرٌاح مخبول سيعلٌمنا ألا ننخدع بوهم الثبات:
"أقل ممٌايكفي، أكثرج ممٌا نحتاج".
أقل مما يكفي هذا الأرث الفائض من مكمنه
في صيحة الحبٌ الأولي
أولي في كل مرٌة.
أكثر مما نحتاج طعم الرغبة هذا
كما لم نذقه من قبل
لم نذقه من قبل..
وكل إطلالة علي الهوٌة خطوة أخري
في الطريق السالكة الي الذروة:
ما نفعلهج الآن.
أنا الذي

لا نأمة.
هل مات من كانوا هنا؟
لا كلمة
تّرِدج اللسان ­
الانتظارج أم الهجوم؟
أم التملٌصج من ...
كهذا الصمت
حين أجهيل جمرّ تحفٌجزي حتي
يبلٌدني التحامج غرائزي: أرعي كثوري في الحقول
أنا نبوخذج نجصٌّر ­
تجلقي الفصولج إليٌّ
أعشابا ملوٌّثة، وأجلقي النردّ
في بئر الفصول ­
لأجتلي سرٌا
يعذٌبني؟
يعذبني طوال الليل. حتي صيحة
الديك الذبيح.
لأجتلي سرٌا.
وأسمعّ ضجٌةّ الأكوانِِ؟
(إنهج مأتمج
قالوا لنا: عجرْس)
جيوشج الهمٌ تسحبني
بسلسلةي
ويستلمج الزمانج أعنٌةّ الحوذيٌ ­
تسبقنا الظلالج.
وراءنا:
كلٌج الذينّ، وكلٌج مٌنْ
"طال الزمن"، قال الرجل.
شمس علي هذا
المشمٌع فوق مائدتي:
نهار لا يضاهيه نهار. كوجه الله
تبقي تحت عينيٌ انعكاستها، وتخرقني
الي قاعي كرمْحي ­
إنها شمسي.
وملأي غرفتي، بيتي، كقارب رّعْ
تسافرج في المتاهة
بالهدايا.
شمس علي صحني
وصحني، في الحقيقة، فارغ:
حبٌات زيتوني، بقايا قنٌبيطي، عظمة...
ما زاد عن مطلوبنا.
تلك البقايا..
نجتفة في كل يومي، قشرة
نلقي بها في لججة التيار ­ يبقي الصحنج.
والسٌكين.تبقي شوكةج
أبقي. وجوعي، تجخمتي.

الشمسج أو ليمونة
تطفو علي وجه الغدير المكتسي
بطحالبي ألقي الي أكداسها حجرا
فتخفقج، مرة، وتجبقْبِقج الأغوارج
فقٌاعاتج أوهامي مبٌددةي
رغاب لم تجسدها الوقائعج
جّمجّمات لا محلٌ لها من الإعراب
أطماع. دهاليز. وعود بالعدالة؟
(بالسعادة!)
رغوةج الكلمات في بالوعة المعني
تواريخ
وثمٌةج من يجفبركها، ويشطبنا بممحاةي ­
لنبقي.
قال الرجل: "فاتّ الأمل.
زادّ الألم"
شدٌوا الضحيٌة بين أربعةي
من الأفراسِ
جامحةي.
جنود يسكرون. جنازة عبرت وراء
التل. هل جاء البرابرةج القدامي
من وراء البحر؟
هل جاءوا؟
وحتي لو بنينا سورنا الصيني،ٌ سوف يقال: جاءوا.
انهم منٌا، وفينا. جاء آخّرجنا
ليجضحكنا، ويجبكينا..
ويبني حولنا سورا من الأرزاء. لكن، سوف نبقي.
هناك، في بلاد باتاغونيا، ريح
يسمٌونها "مكنسة الله"
ريح
أريدج لها الهبوبّ، علي مدار
الشرق، في أسماله الزهراء
والغرب المدجٌج بالرفاه: أريد أن أختارها
لتكون لي
أن أستضيف جنونها
إذ تكنس الأيام والأسماء
تكنس وجه عالمنا كمزبلةي
لتنكشف التجاعيدج العميقة تحت
أكداسي من الأصباغ
والدم، والجرائمِ
والليالي.
أقْبلي، يا ريحج.
مكنسةّ الإلهِ، تّقدٌمي.
قال الرجل. قال الرجل
لا ترمِ في مستنقعي حجرا
ولا تطرق علي بابي فلا أحد
وراءه غيرج هذا
الميٌت الحيٌ الموزع بينّ بيني في أناهج، بلا أنا
يأتي الصدي:
هل مات.
من كانوا.
هنا.

جاء الواحدج الذي يقولج، والآخر الذي يصمتج.
الذي يمضي، والآتي من هناك.
بينهما
كلمة، أو نأمة.
بينهما أنهار من الدم جرتْ، فيالق تسبقها الطبولج.
ولم يستيقظ أحد.
بينهما صيحةج الجنين علي سنٌ الرمح
في يد أول جنديٌي أعماهج السٌجكْر
يخسفج بابّ البيت.
بينهما مستفعلن، أو ربٌما متفاعلن؟
لا
ليس بينهما سوايّ :
أنا الذي
بورتريه للشخص العراقي
في آخر الزمن ..

أراه هنا، أو هناك:

عينهج الزائغة في نهر
النكبات، منخراه المتجذٌران
في تجربة
المجازر، بطنه التي طحنتْ
قمحّ
الجنون في طواحين بابل
لعشرة آلاف عام“
أري صورتّهج
التي فقدت إطارها
في انفجارات التاريخ
المستعادة
تستعيد ملامحها كمرآةي
لتدهشنا في كل مرة
بمقدرتها الباذخة علي التبذير.
وفي جبينه الناصع
يمكنك أن تري
كأنما علي صفحات كتابي
طابورّ الغزاة يمرٌج

كما في فيلم بالأبيض والأسود:

أعطه أيٌّ سجن ومقبرة
أعطه أي منفي
أي هنا، أو هناك
ورغم ذلك يمكنك أن تري
المنجنيقات تدكٌج الأسوار
لتعلو مرٌة أخري.
وتصعد أوروك من جديد.

حانه الكلب
سركون بولص

لا أخفي عليكم أنني أنا أيضا
أفكر أحيانا بماهية الشعر بخطورة القضية
بنوع من التوبة كما هي حال الجميع وفقر العصافير الأسطوري وفي أغلب الأحيان وأنا نائم أحلم أنني أتعثر برجل نائم تحت جبل وأركله لأوقظه برفق أولا ثم بتهور وصراخ حتي يستيقظ، و يوقظني وأحيانا يكون الفرق الوحيد بين الحياة والنوم هو هذه العلاقة الزجاجية بين المصادفة والقصد بين أن تستيقظ بنفسك، أو أن توقظ، بواسطة حذاء حتي إذا لم يكن هناك جبل حتي إذا لم يكن هناك!
ذات فجر يقع المحظور برمته ودون مصالحة
كما يقول صديقي الذي كتب أطروحة عن صمت أبي الهول لنيل شهادة الدكتوراه باليانصيب ذات فجر يقع المحذور ينتقل فيه نبع القرية من وراء السياج إلي فم رجل نائم يرصٌعه الظمأ يحلم أن فرقة مدربة من الأعداء تهيل الصحراء بالرفش وطوال الليل في قصبته الهوائية، دون كلل، ذات فجر عندما يقع المحظور ويحظر التجول ويفشي السر تحت شبكة الأحكام العرفية غيمة واطئة تركب أبخرة النهر تتلصص علي النائمين في ضفتيه بثقوبها المطرية الاثني عشرة، أو ربما كنت أؤمن ببساطة، أن هذه التورية هي المسؤولة ترفع بالسطل مخلوقا أخضر كان ينام بانتظاري في بئر السبعينات ومنذ الطفولة أو ربما كنت أؤمن ببساط الريح إيمانا أعمي لا يشفيني منه علماء الجاذبية حيث القصائد لا تحتاج إلي مجذاف لتعبر بنا جميعا إلي الضفة الثانية وكل كلمة فيها، كوٌة سرية يتجسس منها الماضي.
علي الأحياء. في حالات كهذه عادة أحوم حول أسوار العالم حيث أسجل في دفتري مواقع الثغرات بدقة وأضيفها إلي الخارطة بالمسامير أفكر بجبران بن خليل يسير في نيويورك بشجاعة الحالمين، بأبي فراس أسيرا في بلاد الروم يخاطب (علي بحر الطويل) الحمامة وعندما أكاد أنسي العربية اغمض عينيٌ وأحلم لأستحضر المعجم من الذاكرة في رأسي مركب نوح في بحر متلاطم من المخلوقات تدوزن كل سمكة فيه حراشفها وهي تسبح في / علي عتبة / خارج نافذة مشرعة علي مصراعيها وسط لساني موسيقي ربع اللحن بيات أصفهان سيكا همايون الشرق يدندن علي العود في آبار الجهة الغربية وعلي حين غرة.
وعنوة وبالكاد ولكن تماما كأنما في موسم للرجم بالحجارة يصب فيه الجميع سخطهم علي النوافذ في قصور الذئاب المالكة يظهر راوية ذئب مهلهل الثياب حاد يهلهل هامسا يهمهم بالهلاك يروي عليٌ كالسيل ويل الشعر: رأس مشعث يثب من مناماتي من قراب ذاكرتي من حجارة المعرٌات حيث الشعراء يطالبون بأن يسمّلوا ليفتحوا حوارا مع رهين المحبسين أو أقرب العميان يهمهم بالهمس يهلهل بالهلاك كأنني فتحت حنفية المحيط بمطرقة.
يروي عليٌ كالسيل ويل الشعر رعش الليل وقيل إن شاعرا جاب ممالك مؤرقة تحكمها بمشاعل من ذهب خالص رعشة وحيدة.
تحاول الفرار من ثغرة في رسغه كان يجلس في الإيوان المهيأ لذوي المظالم البعيدة كان يجلس في الديوان المهيأ لرمل لا يعرف مستقرا.
ينتظر قافلة منسية في بئر الآلاف بيدين ضارعتين ديباجا ترفوه يداه اللتان تتجاهل إحداهما الأخري وحبرا وفيرا يسيل علي حين بغتة إلي وريد البائية الأبهر من قبر الحائية الكبري من يديٌ الأعمي الذي نظر إلي أدبي بعينه الثالثة وبكي.
كان رحمه الله يصبٌ العزلة في إناء من الفضة كل مساء أو نحوه و ما إن يشرف الغروب علي الهروب وإذ يرفعه إلي شفتيه (أي الإناء لا المساء) كانت والله أعلم (هنا قد يهر الراوية كتفيه أو يقهقه بجنون أو ربما يجهش بالبكاء) أفعي رقشاء مكحولة العينين بتوابع الزوابع الرمادية تصعد بدلال.
وغنج من باطن الإناء وتقصد الراحة في حاجبيه الكثين= رأس يثب فجأة من خندق فمي حين أفتح شفيٌ من الظمأ يتسلق أسناني أكياسا من الرمل هاجما إلي الأمام شعره مشعث ولكن في فمه كالإعجاز تتذأبن الحمامة يهدل الذئب يذكرني بالحروب بالحصارات وأحيانا بحزن ينصب منجنيقات الضوء الصدئة حول قلعة أوهامي التي نهضت وتركت مكانها علي التلة ذات ليلة.
ذئبي الذي يهدل بين الخمائل بعذوبة، حمامتي التي تصيد الحملان لتذكرني بالطرق الطويلة التي قطعتها لتصل وتنقذني بوصولها من التبول في فوانيس القطارات ومضاجعة التلال المجنزرة بأفخاذ العذاري. ثم نامت الصحراء، واستراح التراب.

وجدت نفسي نائما في حانة السلحفاة والأرنب في حانة الكلب والثعلب ورجل الأعمال في حانة الخلد والفراشة والعظاءة والقرد بجانبي مقامر نائم تتدلي ذراعه من الكرسي وفي يده ملكة دينارية وجوكر. أطباء ملتحون، حلاقون وعارضات أزياء أساتذة وتجار ماشية وتجار أسلحة ومهندسون يدللهم الحاكم والنائب والله.
وتحرسهم الدولة بالمدافع بحياة آلاف الشعراء والعاطلين إذا اقتضي الأمر يتقاضون أجورا عالية لن أطالها حتي في أكثر أحلامي تفاؤلا في عطلة رخية علي المحيط الهادي تحت القمر الغربي الذي يحمل كتابات بالإنكليزية وبالروسية في جانبه المظلم، لافتات في "بحر الهدوء" تعلن مالكيه.
وجدت نفسي نائما في الجانب المظلم من العالم أثقب كل صباح في مكتبة الآلام العامة عن جذر يربطني بك، أنت، دائما وحتي أنني أتردد في أن أسميك لأنك، لست امرأة أو الأرض أو الثورة ، شجرة فقيرا حذاء في الطوفان لا أسمي أحدا بالضبط لكنني أريدك أن تشعر بخطورة القضية! لكننا نبدأ عادة بالبداية أي الخروج بكل ما نملكه من الصدق نحو الفريسة التي ستقودنا إلي قلب المعني لأن المعني دائما هناك يدخن صابرا في نهاية القصيدة.
منتظرا وصولك وهو يبتسم باحتقار وأنت تلهث أو تبكي أو تصل بقدم واحدة أو مشلولا من النصف أو ميتا من التعب يطاردك الدائنون بهراوات القانون أو في نقالة المرضي أردت أن تكون هذه قصيدة تجرب فيها أن تهاجم نفسك بالقلم والجوع و المشاعل والحجارة؟ ليصب بعض الدم في حضن القارئ؟ لكنني ويجب أن تصدقني (أعلم انك ستصدقني) أؤمن بأنها ضرورية إيمانا غريبا يفاجئني لأنني لست واثقا من نفسي حين أقول هذا!
لذلك أخرج لأشتري علبة سجائر في أعماق الليل وأزور صديقي لنناقش الشعر ونقذف المسبات في وجه الغرب حيث نعيش كلانا مؤقتا بالدين وبنوع من الشعور العميق بالعمي والتبول بإسهاب علي تابوت الرأسمالية الباهظ التكاليف كأننا شربنا برميلا كاملا من البيرة الرخيصة.
أطرق علي الباب ثم أطرق علي الباب ثم أصيح ولك قواد! لك أخي افتح يا هذا وأسمع حركة متراجعة كالريش نحو الأعماق ثم صوتا بإنكليزية زنجية تشوبها لكنة فلسطينية لا تخطيء ولوا يا أولاد القحبة ماذا تريدون لن أعترف لكم لن أعترف ك، س، م، ح، (غمغمة غير مفهومة بأية لغة (ضحكات يائسة بالعربية).

الصباح أذهب إلي فلمور وهو حيٌ الزنوج في سان فرنسيسكو علي طريقة هارلم في نيويورك لأزور صديقي الفلسطيني في دكانه المسيج بالقضبان (جميع الدكاكين في أحياء الفقراء بأمريكا مسيجة بالقضبان) صباح الخير كيف الصحة أبو الشباب؟ وكأنه يقذف باتجاهي قرحة مزمنة: بلاد العرصات بدك تشنق حالك، مش هيك؟.
بيخلوك تروح تستأجر شجرة! وإلا عمود تلغراف؟ كيف حال الشعر هذي الأيام؟
لعلك أدركت قصدي، من الواضح كما تري أنني أهدف إلي شيء غامض قليلا لأنه لم يكتمل بعد وأقول هذا بمنتهي البساطة أيها الصديق لا أريدك أن تسيء فهمي هذه كلمات بسيطة مكتوبة بالعربية بالمناسبة أذكر هذا لكي لا تتهمني بأنني تأثرت في كتابتها، بشاعر "عالمي!" .
أي شاعر يخاطر بالكتابة علي هذا النحو لن يكون حتي محليا! وسيقضي سنواته الباقية.
بعيني نسر محموم أو رجل ينتظر زيارة صاحب البيت الشهرية وهذا يعرف جيدا أن الرجل الفقير لا يستطيع أن يدفع الإيجار لكنه مع ذلك وللتسلية، أو إشباعا لنزعة غريبة في الإرهاب، أو ربما لأن الكلب يعرف أن شرطة العالم والتاريخ كلها تقف من ورائه يقرع الباب بحذائه، وخصوصا بالكعب المليء بالمسامير...
سيقضي سنواته الباقية إذن بانتظار الجلاد الذي سيأتي متنكرا ببدلة ممرض رسمي طيب القلب يخفي وراء ظهره سلسلة حديدية وسترة للمجانين.
ابتسامته الكاذبة ستملأ الأرض بموضوع هذه القصيدة.

من كتاب (إذا كنت نائما في مركب نوح) الطبعة الأولي ­ منشورات الجمل­ ألمانيا­

للشِعر وطّنّان
سركون يولص

ترجمة: يعقوب المحرقي

يتعاطي الشاعر مع الزمن، فكل ذلك العروض وتعقيدات الموسيقي والصوت ما هي إلا طرق لقياس الزمن قطرة بقطرة، كما تتسرب من بين أصابعه وتتبخر في العدم." فالقطرة التي لا تتحول نهرا تلتهمها الرمال "

يقول غالب في إحدي غزلياته. وقت بعد آخر نكتشف حقيقة انه عندما نكتب فإننا فعليا نتذكر، ليس الماضي بذاته، ليس شخصا أو مكانا، مشهدا أو صوتا أو أغنية، ولكن أولا وبشكل رئيسي نتذكر كلمات. الكلمات الكامنة في ذكري محددة، والحاملة لصدي مكان وزمان محدديٌن. لكن مشكلة الشاعر ليست أساسا في المجفردّات. تكمن المشكلة في كيفية أخذ المفردات القديمة ووضعها في محيط جديد، في بني جديدة ستتحدث عن حاضرنا. وتضيء ما يحدث الآن. إذن فوظيفة الذاكرة ليست يسيرة: فعلي الفرد معرفة الكلمات ومعانيها، ولكن عليه أيضا نسيان محيطها الذي وججِدت فيه.

لهذا السبب قد يجد المرء أثناء الكتابة، في منتصف رحلته أو قرب نهايتها، انه طوال الوقت كان يسافر صوب إيثاكا، وأنه انما تركها من أجل العثور عليها من جديد.

كانت " جيرترود ستاين " هي التي قالت: علي الكتٌاب أن يكون لهم وطنان، ذاك الذي ينتمون إليه. والآخر حيث يعيشون حقيقة. الثاني رومانسي، منفصل عن ذواتهم، هو ليس بحقيقي ولكنه حقيقة هناك.....
طبعا في بعض الأحيان يكتشف الناس وطنهم كما انه الآخر ".
هناك حكاية تنسب الي جلال الدين الرومي تقول: ذهب رجل الي بيت المعشوق، قرع الباب. فسأله الرجل:داخل البيت: مّن هناك ؟ فأجاب الرجل: إنه أنا. فقال له الصوت: هذا المكان لا يسعنا أنت و أنا.
وبقيٌ الباب مغلقا. فانصرف الرجل، حائرا، مرتبكا و مستغربا من هذه الكلمات، متأملا معانيها الخفيٌة.
وبعد سنة من العيش في عزلة، محروما من ابسط متع الحياة، قرر الخروج وقرع الباب ثانية. سأله ذات الرجل: من داخل البيت: من هناك ؟ فأجاب الرجل: انه أنت. فانفتح الباب.
بالطبع بالنسبة للصوفي فانه لكي ينفتح الباب لا بد من المرور بسلسلة من التمارين الروحية الصارمة، وبهذا يستطيع الدخول في حضرة المعشوق، كما يسميه المتصوفة أو الله. مهمة الشاعر الذي تقتصر أدواته علي الكلمات مختلفة. فبالنسبة إليه يبقي الباب مغلقا حتي ينجح هو من خلال تفان كليٌ في دخول أحجيٌات اللغة ذاتها. ولأن الفن خالد وحياة الإنسان قصيرة، فليس هناك من شاعر استطاع الوصول الي إتمام هذه المهمة الرائعة، حتي كبار الشعراء. فما يحدث هو أن كل شاعر تاريخيا، سواء بوعيٌ أو لا، في الواقع يكمل عمل من سبقه من الشعراء، شيء يشبه قصيدة لا متناهية أو سلسلة حروف تمتد الي الأبدية، أو الي نهاية الزمان. كتب الشاعر ميلوش قصيدة تعبر عن هذا بدقة، تحكي عن رحلة لا تصدق لشعراء عبر الأزمنة، كثِلٌة من البشر اختارت طريقها، تحدب علي قول الحقيقة، ولكن بطريقة تخيليٌة وعلي نحو ما طفوليٌة.
وفي ذات المعني يطرح بورخيس في مقالته " وردة كولريدج " فكرة مشابهة: إن كل الشعراء في الواقع
يجفصِلون ذات الملحمة القديمة والتي تعد كل قصيدة مجرد جزء منها. أحببتج قصيدة ميلوش كثيرا، فترجمتجها إلي العربية ونشرتجها في صحيفة يومية تصدر في لندن، حيث كان الشاعر الحائز علي جائزة نوبل سيقرأ شعره في مهرجان لندن للشعر. كان الشاعر الكبير معجبا بالحروف العربية وسألني بتشوق أي قصيدة هذه ؟ فقلت له إن عنوانها " تقرير " ومن الواضح انه مرفوع الي الإله أو أية ذات يدعوها " بالعلي القدير " فافتٌر ميلوش مبتسما: "أي نعم بالطبع ": تعرف بأنني بعثت له عدة تقارير عبر السنين، ولكنه لم يجبني قط ". لم استطع المساعدة بالقول للشاعر الكبير: " من يدري، عله سيفعل ذلك يوما ما ".

_________________
الطريق إلى أين لسركون بولص,عظمة أخرى لكلب القبيلة,قصائد وشعر سركون بولص,ديوان سركون بولص pdf Hearts10

حسن بلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يارا لايف
® عضو مميّز ®
يارا لايف
رسالة sms : منك الجمال ومنى الحب يانوسافعللى القلب اٍن القلب قد يئسا(ضع كلمتك هنافقط احذف بيت الشعروضع كلمتك
انثى
عدد المساهمات : 267
نوسا البحر : الطريق إلى أين لسركون بولص,عظمة أخرى لكلب القبيلة,قصائد وشعر سركون بولص,ديوان سركون بولص pdf 15781612
الطريق إلى أين لسركون بولص,عظمة أخرى لكلب القبيلة,قصائد وشعر سركون بولص,ديوان سركون بولص pdf Icon_minitime 2013-12-28, 12:04 pm
راااااااااااااااااااااااااائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الطريق إلى أين لسركون بولص,عظمة أخرى لكلب القبيلة,قصائد وشعر سركون بولص,ديوان سركون بولص pdf

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» سركون بولص..مخالب الشعر,تجربة المكان فى نص سركون بولص
» أمامنا علب السجائر تلك الذخيرة ,قصائد جديدة لسركون بولص
» قصائد لسركون بولص وقاسم حداد وسيف الرحبى
» رغبات منتصف الحب ,ديوان زاهى وهبى pdf ,ديوان راقصينى قليلا,قصائد وشعر زاهى وهبى
» رسالة سركون بولص إلى وديع سعادة

صفحة 1 من اصل 1
نوسا البحر :: فوضى الحواس(منتديات ثقافيه) :: مرتفعات أو سوناتا الكلام

حفظ البيانات | نسيت كلمة السر؟

حسن بلم | دليل نوسا | برامج نوسا | هوانم نوسا | مكتبة نوسا البحر | سوق نوسا | قصائد ملتهبة | إيروتيكا | ألعاب نوسا