| تحميل كتاب الكلاب لا تأكل الشيكولاته pdf لعمر طاهر |
|
+106mitglied sabrarashad Salma.. asad2011 a7neverforgetyou drl0l0 ramyzaher Dinasebaq ahmed_oraby 987654321 Ksalama mimo121266 براء هبه saeednaggar mkglawyer ali akram dr.medomedhat koukou76 hoba87 coolone2002 Sara Yehia alkhatib69 ساره علي memo007_exe kimo2012 moonotof محمود فرحات kiko2003 amrelkoool fettah miaser badboy800 وليد السيد شريف العشماوي Hitmandark mostafaothman dudiii tamer_aziz wema tamermadi LOVERM mooolooo gana sameh mffaswan ahmoos rommelrommel tambokka adel.eladawi proragab zeneldin_ziad manshy84 youlee RAAFAT SOLIMAN فتفوت abdoshone اشطة اشطة dr_zezo Teeka yousra170 ahmed20002001 asdasdasd123123123 innocent hussen_700 عاصم الحارث bebsy actiniumer midopan meshomezo لقاء goba120 memas princess-didi salatin mostafa340 dragovich don1vito سارة الصغننة وسام ابراهيم barkwal owen4090 sakr122 me12345 kemo1983 راجح heroking691 لطخ m_elgohary25 zezoman90 mstafa.ahmed ash4dii عمر خضر11 tornado بوليكا amrabcz heman83 المارد القادم Ghost_offline bazemus79 chetos alsawy alkaysar_shady MaRO Salah shoosh199 lara84 madooo1990 hassanbalam 110 مشترك |
انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7 |
® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2012-11-28, 10:50 am | | تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :الكلاب لا تأكل الشيكولاته لعمر طاهر,تحميل جميع كتب عمر طاهر pdf
من الكتاب,,,,,
قبل أن أنصرف قلت له أوصنى يا برما، فقال: الكُتَّاب أمثالك وحدهم يعرفون أن الأفكار فى كل مكان ما عدا غرفة المكتب، قلت له: أكل العيش صعب، فقال: فعلا ولكن لتعلم أن الشخص الوحيد فى العالم الذى «يأكل عيش» بالضبط فى مكان «أكل العيش» هو طبيب الأسنان.
قلت له كلامك ساخر يشبه كلام التنمية الذاتية وطبطبة الهروب من نصف الكوب الفارغ، فابتسم قائلًا: بالمناسبة نظرية تأمل نصف الكوب «المليان» لا تصلح أبدا كعلاج لمأساة «البكاء على اللبن المسكوب».
قلت له: هذه فذلكة، فقال: بالعكس الفكاكة بهجة المغفلين. وأنا أتفادى الفذلكة بقوة لأن كثرتها تؤدى إلى حدوث تسلخات فى المخ، لا شىء أجمل من تأمل القدر وتجنب تشريحه بالفلسفة، لكن هذا لا يمنع إيمانى بأنه لو كانت الفنانة منى جبر قد توفيت فى أثناء الولادة ضمن أحداث فيلم الحفيد لحرمت مصر كلها من أغنية «السبوع» الوحيدة التى تمتلكها.
قلت له: الإسلام يطالبنا أصلًا بالإيمان المطلق بالقدر، فقال برما: علشان تكون بنى آدم مسلم لا بد فى البداية أن تكون بنى آدم أصلًا، ربنا يستر على الإسلام، فنظام مبارك جعل بعض الناس يرتمون فى حضن الدين والنظام الجديد سيجعل بعض الناس يهربون منه.
قلت له: زدنى فى الكلام عن الإيمان، فقال برما: «ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا»، أى أنه صاحب الفضل فى المرتين، فى (هديتنا) وفى (لا تزغ)، فبالراحة على نفسك وأسلم له قلبك فى الحالتين، وعندما تقول الحمد لله فلتجعل الرضا كتفه بكتف طمعك فى الزيادة، ماتقولش اللهم دمها نعمة واحفظها من الزوال.. قول اللهم دمها نعمة وزدها.. فين الأدب لما تحسس ربنا إنك مستغنى ومش عايز تانى؟ وضع فى بالك أنك كلما آمنت أنك فقير كنت مستحقا للصدقة من بحر الصدقات الأعظم، ولتعلم أنك لا تبحث عن رزقك بالهمة نفسها التى يبحث بها رزقك عنك، وهذا كلام غرضه الحث على الخلطة السحرية (الطمأنينة والسعى).
قلت له: يا لك من خبير يا برما، فقال: الخبرة لها وجهان.. وجه مشرق يظهر للناس، ووجه مؤلم فى باطن الخبير هو الثمن الذى دفعه مقابل هذه الخبرة.
قلت له: هذه جملة تصلح للكتابة على «تويتر»، فقال: أسوأ ما فى «تويتر» أنه اقتطع مساحة من الوقت المخصص للقراءة تحديدا الخاصة بالحمام، قلت له: بس بينفع، فقال: بينفع فى الزحام، فالمشكلة فى «وقفة المحور» أنها تتحول لا إراديًّا إلى «وقفة مع النفس»، لكن المأساة الكبرى فى «تويتر» أنه يقدم تطبيقًا لنظرية تقول إنه فى هذه الأيام تضيع الأفكار بالتدريج وتتوارى لصالح الهوهوه.
قلت له: هذا كلام لا يشبه الديمقراطية أبدًا يا برما، فقال: الديكتاتورية تساعدك على تحطيم الأفكار التى بدأت الناس تقدسها رغم كونها مضللة، مثل نظرية «حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب»، فالواقع يقول إنك إذا أحببت ما تعمل، فلن تعمل ما تحب أبدا، وعموما النظر إلى الفكرة من جانب واحد يعميك عن تجليات كثيرة لها، يقول الإنسان «عصفور على اليد أفضل من عشرة على الشجرة»، وتقول الشجرة «الإنسان مجنون فعشرة عصافير فى أحضانى أفضل من واحدة فى يد إنسان»، وتقول العصافير «عبوكو كلكو». فتاة الأحلام هى للأحلام فقط، فلمَ تعيش تعسًا لأنك لم تجدها على فيسبوك؟ وسر السعادة اسمه «سر» فلماذا تهلك نفسك فى فك شفرته؟ ومندوبو المبيعات الذين يهاتفونك طول اليوم ليعرضوا عليك منتجاتهم ويزعجونك وتبحث كل مرة عن حجة كاذبة للهروب منهم، جرب مرة أن تبيع أنت لهم شيئا وصدقنى لن يهاتفوك من جديد، والقطط التى يعايرها البعض بأنها بـ7 أرواح لا يعرفون أن الله خلقها بـ7 أرواح حتى تحدث التوازن البيئى المطلوب مع الأرواح التى تتلوث بمرور الوقت، ويقولون عن القطط (بتاكل وتنكر) و(بتاكل ولادها)، طيب ما هو طبيعى إنها إذا أكلت أولادها أن (تأكل وتنكر)، الناس مشكلتها عموما أنها مشغولة بالناس مع إنك لو خليتك فى حالك هتكسر الدنيا، الناس غريبة عموما، بل إن الناس أكثر غرابة مما يعتقد وائل جسار.
قلت له: ولكن المنافسة سر دوران الكوكب يا برما، فقال: يا هناه اللى ينافس نفسه، خليك فى نفسك، ولا تصدق نظرية «الاستلواح سر النجاح»، وأبحث عن باب جديد فى الحياة لتفتحه، ولتضع فى يقينك أن الشخص الذى فتح الباب هو الذى اخترع الطريق، فامنح البشرية طريقًا جديدًا ولو بإشارة منك باتجاهه، البشر الذين يعيشون لهذا السبب هم الذين عاشوا بالفعل وما سواهم من البشر مجرد (فخار بيكسر فى بعضه).
قلت له: ولكن الحياة صعبة يا برما، فقال: لولا الشطف والعصر مافيش حاجة هتنضف من بيجامة الواحد لحد قلبه، كن واثقًا أن كل صعوبة تقابلها هى صعوبة مخاض، هناك شىء جديد بداخلك يطلب الحياة، فتحمل حتى تفرح بالمولود.
سيطر الصمت على المكان بينما ألم أشيائى لأنصرف وأنا أفكر فى الكلام.
التفت فوجدت برما مبتسما، ابتسمت فقال لى: يا صديقى الحياة بسيطة جدا.. هى صعبة فقط، لأنك لا تصدق ذلك.
قلت له: أشكرك يا برما، وجودك فى حياتى صنع فارقا لم أحلم به، مش عارف من غيرك كنت هاعمل إيه؟ قال: أنا لو مكانك أروح أتعالج.
قالها ثم اختفى.
بِرما فى مقهى زغلول
اختار برما جلستنا فى المقهى بحيث تجاور «نصبة الولعة» بكل ما فيها من فحم مشتعل يغذى عازفى الشيشة، قلت له «عمرو الليثى خرق اتفاق الإعلاميين والصحفيين على مقاطعة أبو إسماعيل واستضافه فى برنامجه»، فقال: «الليثى رجل خير وهناك دائما فقرة ثابتة فى برامجه يساعد من خلالها المحتاجين فلا تظلمه»، فقلت له: «ولكن أبو إسماعيل ليس محتاجا.. إنه يقول عن اعتصام مدينة الإنتاج إنه أنقذ مصر من بحر الدم»، فقال: «معه حق طبعا.. لقد فدى أبو إسماعيل مصر بالعجول التى ذبحها هناك».
صمت برما ثم قال: «أنتم دائما لا تنظرون إلى الفائدة الأكبر مثلكم مثل مهاجم الأهلى الشهير الذى أعلن حزنه بسبب ربط البعض بين زواجه وتراجع مستواه، والحقيقة أنه لا بد أن يحمد الله أننا لم نربط بين زواجه وانهيار الكرة فى مصر عموما، تلطمون بسبب هروب أكثر من مليون ونصف مليون عامل إلى ليبيا معتبرين أن ليبيا فى وضعها هذا أفضل من مصر كثيرا، ولا تنظرون إلى أن الحمل خفّ عن مصر بهروب هذا العدد، هكذا سيصبح نصيب كل واحد من عيدية قطر أكبر، تنظرون إلى فشل المسؤولين فى إنقاذ أكثر من عشرة صيادين ابتلعهم البحر فى مَرسَى مطروح ولا تلتفتون إلى خبر عظيم مثل تكريم محافظ مرسى مطروح لصياد أوقع فى شباكه سمكة وزنها أكثر من 600 كيلو، على الأقل استطاع هذا الصياد أن يوفر للمحافظة تموين أسبوعين على الأقل، تهاجمون بلال فضل لأنه قال إنه لم يرَ من طائر النهضة سوى مؤخرته ولا تحمدون الله أن هناك واحدا على الأقل استطاع أن يثبت أنه موجود أصلا، يشكو الواحد من سوء حظه فى كل مرة يفتح فيها علبة الدواء لإخراج حباية من الشريط فيفتحه من الناحية التى توجد بها النشرة الداخلية (متطبقة) بطريقة تجبرك على إخراج العلبة كلها، ولا يحمد هذا الشخص الله أن الدواء لا يزال موجودا فى البلد، تتعجبون من قول عاصم عبد الماجد قيادى الجماعات ردا على حملة المليون بطانية إنه (لو حد وزّع بطاطين فى الصعيد هنولع فيها) خوفا من تغلغل القوى السياسية الأخرى فى قلوب أهل هذه المناطق التى قالت نعم للدستور بـ80%، ولا تحمدون الله على أنك عرفت ديتهم.. فقط اعمل الخير فى تلك المناطق المهجورة إعلاميا وستكسب أهلها بما يكفى لاعتدال كفَّتَى الميزان على الأقل».
قلت له: «كلامك جميل يا برما.. لقد افتقدتك على مدى الأسابيع الماضية، كنت أريد أن ألتقيك فى نهاية 2012 لأعرف منك الدروس المستفادة»، قال: «إحنا لسه فيها.. تعلمت أن النظام يحب أشياءه أكثر من شعب مصر، فهو يتأذى من ضرر لحق بسيارة الرئاسة أو نباتات الحزب أو سور القصر أكثر من أى ضرر لحق بالأرواح، تعلمت أيضا أن كاريزما الثورة فى عدم وجود قيادة لها، فهدم أى تحرُّك ثورى يسهل بهدم قيادته، وهذا ما حدث مع جبهة الإنقاذ بسهولة، لكن فى ثورة يناير انهار النظام لأنه لم يكن يعرف لمَّا يحب يكلِّم شعب الثورة يكلِّم مين، تعلمت أيضا أن مصطلح الفلول سيظل إلى الأبد بحاجة إلى إعادة تعريف، فعمرو موسى مثلا فلول عندما ينضمّ إلى جبهة الإنقاذ، لكنه قامة وطنية عندما يعيِّنه النظام فى اللجنة التأسيسية لكتابة الدستور، وقس على ذلك تعيينات الحكومة ومجلس الشورى وضيوف تسليم نسخة الدستور للرئيس فى قاعة المؤتمرات، تعلمت أيضا أن الانسحاب أو المقاطعة عمل لا معنى له فى دول العالم الثالث وخسائره أكبر من مكاسبه، وانسحاب الرموز الوطنية من (التأسيسية) أو الحوار لم يحرك ساكنا فى نظام متبلد، بل منحه مزيدا من القوة والاستفراد بالسلطة، الانسحاب عمل مؤثر فى دولة متقدمة راقية يعمل نظامها له ألف حساب.. لكن الانسحاب فى ظل نظام الإخوان بيتعمل له فرح».
صمتُّ تماما وتركتُ برما يسترسل فى كلماته، قال: «تعلمت أن العسكرى لا يجب أبدا أن يقدم تحية عسكرية لمدنى لأنه (بعدها بيومين بيقعد فى بيته)، تعلمت من خطابات الرئيس التى ذكر فيها مباحث التموين بإجلال أكثر من مرة أن مباحث التموين ستكون اليد الطولى للنظام الجديد بدلا من أمن الدولة، كانت أمن الدولة اليد الطولى للنظام القديم لأنه أتى عقب عملية اغتيال، واتخذَت مباحث التموين مكانها لأن النظام الجديد أتى بالسكر والزيت.
تعلمت أيضا أن كل كتب التاريخ تحتاج إلى مراجعة من أول وجديد، فإذا كان التاريخ الذى نعيشه على الهواء ثانية بثانية يتم تزييفه وقلب حقائقه بمنتهى البجاحة السلسة، فما بالك بالتاريخ الذى لم نعِشْه بأنفسنا! تعلمت أن المناظرات بتودى فى داهية وأن وقفة موسى وأبو الفتوح كلاهما أمام الآخر كأقرب المرشحين لكرسى الرئاسة جعلتنا فى النهاية نختار بين شفيق ومرسى، تعلمت من التغير السلبى الملحوظ فى كلام الناس فى الشارع عن الإسلاميين أن الشعب المصرى متدين بطبعه وينحاز إلى الدين من أول لحظة، لكنه يؤمن بقوة إن اللى يعوزه البيت يحرم على الجامع.. هُمّا بس مابيقولوش على النت».
كان البرد قد اشتدّ ولم تعُد «نصبة الولعة» قادرة على مجاراته، فقلت لبرما «تعالى نقعد جوه أدفا»، فوقف برما فوق الكرسى وفتح الجاكيت على مصراعيه قائلا «الدفا مش موضوع جوه ولا بره.. الدفا إرادة شعب، وده أول درس فى 2013».
برما ودروس الانتخابات
قلت لبرما: ما الذى تعلمته من أول انتخابات رئاسية بعد الثورة وتود أن تنصح به الناس؟ فقال: لكل ناخب أقول أرجوك راجع اختياراتك أنت الشخصية فى كل شىء فى حياتك قبل أن تقهر مخالفيك وتمشى فاردًا جناحاتك كأنك جبت الزتونة فى اختيارات الرئاسة فتقاطع هذا، لأنه يراك مبالغًا وتستظرف على هذا لأنه اختار مرشحًا احتمالات نجاحه ضعيفة، وتحذف هذا من قائمة أصدقائك لأنه يؤمن بقدرات مرشح أنت لا تراه أصلا، قبل كل هذا أرجوك راجع اختياراتك فى كل السنوات الماضية حتى النقطة التى نقف عندها الآن.
راجع اختياراتك فى الحياة لتعرف أنك على باب الله زى حالاتنا، وأنك لا تمتلك كتالوج الاختيارات النموذجية وليست لديك نسخة من الإجابات النهائية لكى تحكم من خلالها على اختيارات الآخرين، راجع اختياراتك فى الحب.. تَذكَّرْ كم مرة انتهت اختياراتك بسى دى عليه أغانى أمير الأحزان مصطفى كامل، هو ينتع وأنت تهز رأسك خلفه مؤمِّنًا على خلاصة حكمة سيادته فى خوابير الغرام، تَذكَّرْ اختياراتك فى الأصدقاء وكم مرة انتهت بأن تستغل أقرب تجمُّع لتفضح فيه عمايل هذا الصديق فيك، تَذكَّرْ اختياراتك فى الكلية التى دخلتها وخرجت منها دون أن تستفيد شيئًا (ده لو كنت خرجت أصلًا)، تَذكَّرْ اختياراتك التى وجهت إليها كل أنواع سبّ الديانات فى ملابس الخروج التى تحولت إلى بيجامات بعد أول غسلة، والسيارة التى ستجعلك تقول فى الآخرة إجابة عن السؤال حول عمرك فيمَ أفنيته قائلا «فى مدينة الحرفيين»، عن الموبايل الذى دفعت فيه دم قلبك ثم تخلصت منه بصعوبة أو عجزت عن التخلص منه فتتأمله مع كل استخدام مربك وأنت تلعن أم البلاك بيرى أو غباوة الآى فون، عن اختيارك فى شبكة النت الذى يخذلك فى أجمل لحظات التحميل، أو اختيارك فى شبكات المحمول التى تتنقل بينها كالفراشة دون أن تحصل على ما يرضيك، تَذكَّرْ كم مرة لم يعجبك ميكروباص فقررت أن تتفاداه وتختار اللى بعده فيطلع اللى بعده أضلّ سبيلًا.. بسائقه.. بركابه.. بالموسيقى اللى شغالة فيه.. بكراسيه.. بقلة أدب وسوقية جامع الأجرة، تَذكَّرْ كم مرة اخترت مطعمًا شهيرًا فلزمت الفراش بعده أسبوعًا على المسلوق واللقمة الناشفة، تَذكَّرْ كم مرة اخترت أن تقف إلى جوار شخص محتاج فيطلع نصابًا! وكم مرة اتهمت فلانًا كذبًا بأنه نصاب فأصبحت كلما رأيته تضع رأسك فى الأرض ككلب بلدى! تَذكَّرْ كم مرة اخترت طريقًا مختصرًا فلبثت فيه يومًا أو بعض يوم (أو لبست فيه مش فارقه)! تَذكَّرْ كم مرة اخترت النسخة الصينى من سلعة ما فندمت واخترت الأصلى فندمت أكثر، تَذكَّرْ كم مرة اخترت فكهانيًّا من بين خمسة يقفون متجاورين فألقى أهل بيتك ما اشتريته فى الزبالة مع وصلة بعنوان «ياما جاب الغراب لأمه فى عيد الأم»! تَذكَّرْ كم مرة احترت بين فرص عمل متاحة أمامك فاخترت واحدة تصحو كل يوم تضرب نفسك ميت جزمة عليها! تَذكَّرْ كاتبك المفضل كم مرة خذلك! ومطربك المفضل كم مرة اشتغلك! ولاعبك المفضل كم مرة طالبته بالاعتزال!
تَذكَّرْ تاريخك فى اختياراتك الفاشلة قبل أن تتحمق علينا، مش كده وبس لأ، تَذكَّرْ كمان كم كنت متحمسًا لاختيارك فى كل مرة، تَذكَّرْ كم مرة مشى اختيارك على رقبة شخص ما فخسرته، تَذكَّرْ لتعرف حضرتك أنك لست أبا العُرِّيف ولا زرقاء اليمامة ولا حتى طائر الرخ، أنت مجرد شخص طبيعى نصف اختياراته فى الحياة خاطئ وربعها نجح قضاءً وقدرًا وبدعوات أمك.. أيوه، أمك انت!
تتمسك باختيارك مع احترام اختيارات الآخرين تبقى صاحبى وحبيبى، وسأحترمك حتى لو ثبت أن اختيارك كان خاطئًا، تضغط على أعصابنا باختيارك وتحاربنا وتعكنن علينا لن يرحمك أحد حتى لو ثبت أن اختيارك كان صحيحًا.
يقول السلف الصالح: لا تقُل رأيك فى طعام حتى تتخلص منه وتخرجه.. فربما مدحت فى طعام بناء على المذاق لكنه يخلف فى الجسد ما بين حموضة وتلبك معوى وإمساك مُزمِن يقودك إلى البواسير، لذلك تَمسَّك حضرتك باختيارك، لكن أجّل حماسك العدوانى لحد ما يبان لاختيارك أى أمارة، لأن العملية -وبكل الحب- مش ناقصاك، أى شخص فينا عبارة عن 60% ماء و40% اختيارات خاطئة، فلا يوجد داعٍ لأن تتنطط علينا أو تحس أنك جبت الديب من ديله، وسمِّعنى سلام «كلامى انتهى» للفنان أحمد سعد.
كتاب «الكلاب لا تأكل الشيكولاتة»
لتحميل الكتاب أضف ردّا وأعد تحميل الصفحة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
عدل سابقا من قبل hassanbalam في 2013-05-07, 10:28 am عدل 2 مرات | |
| |
| |
₪ عضو جديد₪ رسالة sms : عدد المساهمات : 10 نوسا البحر : 2013-04-27, 5:52 pm | | | |
| |
| |
₪ عضو جديد₪ رسالة sms : عدد المساهمات : 2 نوسا البحر : 2013-04-28, 2:56 am | | | |
| |
| |
₪ عضو جديد₪ رسالة sms : عدد المساهمات : 2 نوسا البحر : 2013-04-28, 3:43 am | | | |
| |
| |
₪ عضو جديد₪ رسالة sms : عدد المساهمات : 3 نوسا البحر : 2013-04-28, 5:16 am | | | |
| |
| |
₪ عضو جديد₪ رسالة sms : عدد المساهمات : 3 نوسا البحر : 2013-04-28, 5:28 am | | shokran | |
| |
| |
₪ عضو جديد₪ رسالة sms : عدد المساهمات : 4 نوسا البحر : 2013-04-28, 10:07 pm | | | |
| |
| |
₪ عضو جديد₪ رسالة sms : عدد المساهمات : 4 نوسا البحر : 2013-04-29, 1:56 am | | thaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaanx | |
| |
| |
₪ عضو جديد₪ رسالة sms : عدد المساهمات : 5 نوسا البحر : 2013-04-30, 1:43 am | | | |
| |
| |
₪ عضو جديد₪ رسالة sms : عدد المساهمات : 5 نوسا البحر : 2013-04-30, 1:44 am | | | |
| |
| |
₪ عضو جديد₪ رسالة sms : عدد المساهمات : 10 نوسا البحر : 2013-04-30, 2:27 pm | | | |
| |
| |
₪ عضو جديد₪ رسالة sms : عدد المساهمات : 3 نوسا البحر : 2013-05-01, 2:37 am | | | |
| |
| |
₪ عضو جديد₪ رسالة sms : عدد المساهمات : 2 نوسا البحر : 2013-05-01, 5:15 am | | - hassanbalam كتب:
- الكلاب لا تأكل الشيكولاته لعمر طاهر,تحميل جميع كتب عمر طاهر pdf
من الكتاب,,,,,
قبل أن أنصرف قلت له أوصنى يا برما، فقال: الكُتَّاب أمثالك وحدهم يعرفون أن الأفكار فى كل مكان ما عدا غرفة المكتب، قلت له: أكل العيش صعب، فقال: فعلا ولكن لتعلم أن الشخص الوحيد فى العالم الذى «يأكل عيش» بالضبط فى مكان «أكل العيش» هو طبيب الأسنان.
قلت له كلامك ساخر يشبه كلام التنمية الذاتية وطبطبة الهروب من نصف الكوب الفارغ، فابتسم قائلًا: بالمناسبة نظرية تأمل نصف الكوب «المليان» لا تصلح أبدا كعلاج لمأساة «البكاء على اللبن المسكوب».
قلت له: هذه فذلكة، فقال: بالعكس الفكاكة بهجة المغفلين. وأنا أتفادى الفذلكة بقوة لأن كثرتها تؤدى إلى حدوث تسلخات فى المخ، لا شىء أجمل من تأمل القدر وتجنب تشريحه بالفلسفة، لكن هذا لا يمنع إيمانى بأنه لو كانت الفنانة منى جبر قد توفيت فى أثناء الولادة ضمن أحداث فيلم الحفيد لحرمت مصر كلها من أغنية «السبوع» الوحيدة التى تمتلكها.
قلت له: الإسلام يطالبنا أصلًا بالإيمان المطلق بالقدر، فقال برما: علشان تكون بنى آدم مسلم لا بد فى البداية أن تكون بنى آدم أصلًا، ربنا يستر على الإسلام، فنظام مبارك جعل بعض الناس يرتمون فى حضن الدين والنظام الجديد سيجعل بعض الناس يهربون منه.
قلت له: زدنى فى الكلام عن الإيمان، فقال برما: «ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا»، أى أنه صاحب الفضل فى المرتين، فى (هديتنا) وفى (لا تزغ)، فبالراحة على نفسك وأسلم له قلبك فى الحالتين، وعندما تقول الحمد لله فلتجعل الرضا كتفه بكتف طمعك فى الزيادة، ماتقولش اللهم دمها نعمة واحفظها من الزوال.. قول اللهم دمها نعمة وزدها.. فين الأدب لما تحسس ربنا إنك مستغنى ومش عايز تانى؟ وضع فى بالك أنك كلما آمنت أنك فقير كنت مستحقا للصدقة من بحر الصدقات الأعظم، ولتعلم أنك لا تبحث عن رزقك بالهمة نفسها التى يبحث بها رزقك عنك، وهذا كلام غرضه الحث على الخلطة السحرية (الطمأنينة والسعى).
قلت له: يا لك من خبير يا برما، فقال: الخبرة لها وجهان.. وجه مشرق يظهر للناس، ووجه مؤلم فى باطن الخبير هو الثمن الذى دفعه مقابل هذه الخبرة.
قلت له: هذه جملة تصلح للكتابة على «تويتر»، فقال: أسوأ ما فى «تويتر» أنه اقتطع مساحة من الوقت المخصص للقراءة تحديدا الخاصة بالحمام، قلت له: بس بينفع، فقال: بينفع فى الزحام، فالمشكلة فى «وقفة المحور» أنها تتحول لا إراديًّا إلى «وقفة مع النفس»، لكن المأساة الكبرى فى «تويتر» أنه يقدم تطبيقًا لنظرية تقول إنه فى هذه الأيام تضيع الأفكار بالتدريج وتتوارى لصالح الهوهوه.
قلت له: هذا كلام لا يشبه الديمقراطية أبدًا يا برما، فقال: الديكتاتورية تساعدك على تحطيم الأفكار التى بدأت الناس تقدسها رغم كونها مضللة، مثل نظرية «حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب»، فالواقع يقول إنك إذا أحببت ما تعمل، فلن تعمل ما تحب أبدا، وعموما النظر إلى الفكرة من جانب واحد يعميك عن تجليات كثيرة لها، يقول الإنسان «عصفور على اليد أفضل من عشرة على الشجرة»، وتقول الشجرة «الإنسان مجنون فعشرة عصافير فى أحضانى أفضل من واحدة فى يد إنسان»، وتقول العصافير «عبوكو كلكو». فتاة الأحلام هى للأحلام فقط، فلمَ تعيش تعسًا لأنك لم تجدها على فيسبوك؟ وسر السعادة اسمه «سر» فلماذا تهلك نفسك فى فك شفرته؟ ومندوبو المبيعات الذين يهاتفونك طول اليوم ليعرضوا عليك منتجاتهم ويزعجونك وتبحث كل مرة عن حجة كاذبة للهروب منهم، جرب مرة أن تبيع أنت لهم شيئا وصدقنى لن يهاتفوك من جديد، والقطط التى يعايرها البعض بأنها بـ7 أرواح لا يعرفون أن الله خلقها بـ7 أرواح حتى تحدث التوازن البيئى المطلوب مع الأرواح التى تتلوث بمرور الوقت، ويقولون عن القطط (بتاكل وتنكر) و(بتاكل ولادها)، طيب ما هو طبيعى إنها إذا أكلت أولادها أن (تأكل وتنكر)، الناس مشكلتها عموما أنها مشغولة بالناس مع إنك لو خليتك فى حالك هتكسر الدنيا، الناس غريبة عموما، بل إن الناس أكثر غرابة مما يعتقد وائل جسار.
قلت له: ولكن المنافسة سر دوران الكوكب يا برما، فقال: يا هناه اللى ينافس نفسه، خليك فى نفسك، ولا تصدق نظرية «الاستلواح سر النجاح»، وأبحث عن باب جديد فى الحياة لتفتحه، ولتضع فى يقينك أن الشخص الذى فتح الباب هو الذى اخترع الطريق، فامنح البشرية طريقًا جديدًا ولو بإشارة منك باتجاهه، البشر الذين يعيشون لهذا السبب هم الذين عاشوا بالفعل وما سواهم من البشر مجرد (فخار بيكسر فى بعضه).
قلت له: ولكن الحياة صعبة يا برما، فقال: لولا الشطف والعصر مافيش حاجة هتنضف من بيجامة الواحد لحد قلبه، كن واثقًا أن كل صعوبة تقابلها هى صعوبة مخاض، هناك شىء جديد بداخلك يطلب الحياة، فتحمل حتى تفرح بالمولود.
سيطر الصمت على المكان بينما ألم أشيائى لأنصرف وأنا أفكر فى الكلام.
التفت فوجدت برما مبتسما، ابتسمت فقال لى: يا صديقى الحياة بسيطة جدا.. هى صعبة فقط، لأنك لا تصدق ذلك.
قلت له: أشكرك يا برما، وجودك فى حياتى صنع فارقا لم أحلم به، مش عارف من غيرك كنت هاعمل إيه؟ قال: أنا لو مكانك أروح أتعالج.
قالها ثم اختفى.
بِرما فى مقهى زغلول
اختار برما جلستنا فى المقهى بحيث تجاور «نصبة الولعة» بكل ما فيها من فحم مشتعل يغذى عازفى الشيشة، قلت له «عمرو الليثى خرق اتفاق الإعلاميين والصحفيين على مقاطعة أبو إسماعيل واستضافه فى برنامجه»، فقال: «الليثى رجل خير وهناك دائما فقرة ثابتة فى برامجه يساعد من خلالها المحتاجين فلا تظلمه»، فقلت له: «ولكن أبو إسماعيل ليس محتاجا.. إنه يقول عن اعتصام مدينة الإنتاج إنه أنقذ مصر من بحر الدم»، فقال: «معه حق طبعا.. لقد فدى أبو إسماعيل مصر بالعجول التى ذبحها هناك».
صمت برما ثم قال: «أنتم دائما لا تنظرون إلى الفائدة الأكبر مثلكم مثل مهاجم الأهلى الشهير الذى أعلن حزنه بسبب ربط البعض بين زواجه وتراجع مستواه، والحقيقة أنه لا بد أن يحمد الله أننا لم نربط بين زواجه وانهيار الكرة فى مصر عموما، تلطمون بسبب هروب أكثر من مليون ونصف مليون عامل إلى ليبيا معتبرين أن ليبيا فى وضعها هذا أفضل من مصر كثيرا، ولا تنظرون إلى أن الحمل خفّ عن مصر بهروب هذا العدد، هكذا سيصبح نصيب كل واحد من عيدية قطر أكبر، تنظرون إلى فشل المسؤولين فى إنقاذ أكثر من عشرة صيادين ابتلعهم البحر فى مَرسَى مطروح ولا تلتفتون إلى خبر عظيم مثل تكريم محافظ مرسى مطروح لصياد أوقع فى شباكه سمكة وزنها أكثر من 600 كيلو، على الأقل استطاع هذا الصياد أن يوفر للمحافظة تموين أسبوعين على الأقل، تهاجمون بلال فضل لأنه قال إنه لم يرَ من طائر النهضة سوى مؤخرته ولا تحمدون الله أن هناك واحدا على الأقل استطاع أن يثبت أنه موجود أصلا، يشكو الواحد من سوء حظه فى كل مرة يفتح فيها علبة الدواء لإخراج حباية من الشريط فيفتحه من الناحية التى توجد بها النشرة الداخلية (متطبقة) بطريقة تجبرك على إخراج العلبة كلها، ولا يحمد هذا الشخص الله أن الدواء لا يزال موجودا فى البلد، تتعجبون من قول عاصم عبد الماجد قيادى الجماعات ردا على حملة المليون بطانية إنه (لو حد وزّع بطاطين فى الصعيد هنولع فيها) خوفا من تغلغل القوى السياسية الأخرى فى قلوب أهل هذه المناطق التى قالت نعم للدستور بـ80%، ولا تحمدون الله على أنك عرفت ديتهم.. فقط اعمل الخير فى تلك المناطق المهجورة إعلاميا وستكسب أهلها بما يكفى لاعتدال كفَّتَى الميزان على الأقل».
قلت له: «كلامك جميل يا برما.. لقد افتقدتك على مدى الأسابيع الماضية، كنت أريد أن ألتقيك فى نهاية 2012 لأعرف منك الدروس المستفادة»، قال: «إحنا لسه فيها.. تعلمت أن النظام يحب أشياءه أكثر من شعب مصر، فهو يتأذى من ضرر لحق بسيارة الرئاسة أو نباتات الحزب أو سور القصر أكثر من أى ضرر لحق بالأرواح، تعلمت أيضا أن كاريزما الثورة فى عدم وجود قيادة لها، فهدم أى تحرُّك ثورى يسهل بهدم قيادته، وهذا ما حدث مع جبهة الإنقاذ بسهولة، لكن فى ثورة يناير انهار النظام لأنه لم يكن يعرف لمَّا يحب يكلِّم شعب الثورة يكلِّم مين، تعلمت أيضا أن مصطلح الفلول سيظل إلى الأبد بحاجة إلى إعادة تعريف، فعمرو موسى مثلا فلول عندما ينضمّ إلى جبهة الإنقاذ، لكنه قامة وطنية عندما يعيِّنه النظام فى اللجنة التأسيسية لكتابة الدستور، وقس على ذلك تعيينات الحكومة ومجلس الشورى وضيوف تسليم نسخة الدستور للرئيس فى قاعة المؤتمرات، تعلمت أيضا أن الانسحاب أو المقاطعة عمل لا معنى له فى دول العالم الثالث وخسائره أكبر من مكاسبه، وانسحاب الرموز الوطنية من (التأسيسية) أو الحوار لم يحرك ساكنا فى نظام متبلد، بل منحه مزيدا من القوة والاستفراد بالسلطة، الانسحاب عمل مؤثر فى دولة متقدمة راقية يعمل نظامها له ألف حساب.. لكن الانسحاب فى ظل نظام الإخوان بيتعمل له فرح».
صمتُّ تماما وتركتُ برما يسترسل فى كلماته، قال: «تعلمت أن العسكرى لا يجب أبدا أن يقدم تحية عسكرية لمدنى لأنه (بعدها بيومين بيقعد فى بيته)، تعلمت من خطابات الرئيس التى ذكر فيها مباحث التموين بإجلال أكثر من مرة أن مباحث التموين ستكون اليد الطولى للنظام الجديد بدلا من أمن الدولة، كانت أمن الدولة اليد الطولى للنظام القديم لأنه أتى عقب عملية اغتيال، واتخذَت مباحث التموين مكانها لأن النظام الجديد أتى بالسكر والزيت.
تعلمت أيضا أن كل كتب التاريخ تحتاج إلى مراجعة من أول وجديد، فإذا كان التاريخ الذى نعيشه على الهواء ثانية بثانية يتم تزييفه وقلب حقائقه بمنتهى البجاحة السلسة، فما بالك بالتاريخ الذى لم نعِشْه بأنفسنا! تعلمت أن المناظرات بتودى فى داهية وأن وقفة موسى وأبو الفتوح كلاهما أمام الآخر كأقرب المرشحين لكرسى الرئاسة جعلتنا فى النهاية نختار بين شفيق ومرسى، تعلمت من التغير السلبى الملحوظ فى كلام الناس فى الشارع عن الإسلاميين أن الشعب المصرى متدين بطبعه وينحاز إلى الدين من أول لحظة، لكنه يؤمن بقوة إن اللى يعوزه البيت يحرم على الجامع.. هُمّا بس مابيقولوش على النت».
كان البرد قد اشتدّ ولم تعُد «نصبة الولعة» قادرة على مجاراته، فقلت لبرما «تعالى نقعد جوه أدفا»، فوقف برما فوق الكرسى وفتح الجاكيت على مصراعيه قائلا «الدفا مش موضوع جوه ولا بره.. الدفا إرادة شعب، وده أول درس فى 2013».
برما ودروس الانتخابات
قلت لبرما: ما الذى تعلمته من أول انتخابات رئاسية بعد الثورة وتود أن تنصح به الناس؟ فقال: لكل ناخب أقول أرجوك راجع اختياراتك أنت الشخصية فى كل شىء فى حياتك قبل أن تقهر مخالفيك وتمشى فاردًا جناحاتك كأنك جبت الزتونة فى اختيارات الرئاسة فتقاطع هذا، لأنه يراك مبالغًا وتستظرف على هذا لأنه اختار مرشحًا احتمالات نجاحه ضعيفة، وتحذف هذا من قائمة أصدقائك لأنه يؤمن بقدرات مرشح أنت لا تراه أصلا، قبل كل هذا أرجوك راجع اختياراتك فى كل السنوات الماضية حتى النقطة التى نقف عندها الآن.
راجع اختياراتك فى الحياة لتعرف أنك على باب الله زى حالاتنا، وأنك لا تمتلك كتالوج الاختيارات النموذجية وليست لديك نسخة من الإجابات النهائية لكى تحكم من خلالها على اختيارات الآخرين، راجع اختياراتك فى الحب.. تَذكَّرْ كم مرة انتهت اختياراتك بسى دى عليه أغانى أمير الأحزان مصطفى كامل، هو ينتع وأنت تهز رأسك خلفه مؤمِّنًا على خلاصة حكمة سيادته فى خوابير الغرام، تَذكَّرْ اختياراتك فى الأصدقاء وكم مرة انتهت بأن تستغل أقرب تجمُّع لتفضح فيه عمايل هذا الصديق فيك، تَذكَّرْ اختياراتك فى الكلية التى دخلتها وخرجت منها دون أن تستفيد شيئًا (ده لو كنت خرجت أصلًا)، تَذكَّرْ اختياراتك التى وجهت إليها كل أنواع سبّ الديانات فى ملابس الخروج التى تحولت إلى بيجامات بعد أول غسلة، والسيارة التى ستجعلك تقول فى الآخرة إجابة عن السؤال حول عمرك فيمَ أفنيته قائلا «فى مدينة الحرفيين»، عن الموبايل الذى دفعت فيه دم قلبك ثم تخلصت منه بصعوبة أو عجزت عن التخلص منه فتتأمله مع كل استخدام مربك وأنت تلعن أم البلاك بيرى أو غباوة الآى فون، عن اختيارك فى شبكة النت الذى يخذلك فى أجمل لحظات التحميل، أو اختيارك فى شبكات المحمول التى تتنقل بينها كالفراشة دون أن تحصل على ما يرضيك، تَذكَّرْ كم مرة لم يعجبك ميكروباص فقررت أن تتفاداه وتختار اللى بعده فيطلع اللى بعده أضلّ سبيلًا.. بسائقه.. بركابه.. بالموسيقى اللى شغالة فيه.. بكراسيه.. بقلة أدب وسوقية جامع الأجرة، تَذكَّرْ كم مرة اخترت مطعمًا شهيرًا فلزمت الفراش بعده أسبوعًا على المسلوق واللقمة الناشفة، تَذكَّرْ كم مرة اخترت أن تقف إلى جوار شخص محتاج فيطلع نصابًا! وكم مرة اتهمت فلانًا كذبًا بأنه نصاب فأصبحت كلما رأيته تضع رأسك فى الأرض ككلب بلدى! تَذكَّرْ كم مرة اخترت طريقًا مختصرًا فلبثت فيه يومًا أو بعض يوم (أو لبست فيه مش فارقه)! تَذكَّرْ كم مرة اخترت النسخة الصينى من سلعة ما فندمت واخترت الأصلى فندمت أكثر، تَذكَّرْ كم مرة اخترت فكهانيًّا من بين خمسة يقفون متجاورين فألقى أهل بيتك ما اشتريته فى الزبالة مع وصلة بعنوان «ياما جاب الغراب لأمه فى عيد الأم»! تَذكَّرْ كم مرة احترت بين فرص عمل متاحة أمامك فاخترت واحدة تصحو كل يوم تضرب نفسك ميت جزمة عليها! تَذكَّرْ كاتبك المفضل كم مرة خذلك! ومطربك المفضل كم مرة اشتغلك! ولاعبك المفضل كم مرة طالبته بالاعتزال!
تَذكَّرْ تاريخك فى اختياراتك الفاشلة قبل أن تتحمق علينا، مش كده وبس لأ، تَذكَّرْ كمان كم كنت متحمسًا لاختيارك فى كل مرة، تَذكَّرْ كم مرة مشى اختيارك على رقبة شخص ما فخسرته، تَذكَّرْ لتعرف حضرتك أنك لست أبا العُرِّيف ولا زرقاء اليمامة ولا حتى طائر الرخ، أنت مجرد شخص طبيعى نصف اختياراته فى الحياة خاطئ وربعها نجح قضاءً وقدرًا وبدعوات أمك.. أيوه، أمك انت!
تتمسك باختيارك مع احترام اختيارات الآخرين تبقى صاحبى وحبيبى، وسأحترمك حتى لو ثبت أن اختيارك كان خاطئًا، تضغط على أعصابنا باختيارك وتحاربنا وتعكنن علينا لن يرحمك أحد حتى لو ثبت أن اختيارك كان صحيحًا.
يقول السلف الصالح: لا تقُل رأيك فى طعام حتى تتخلص منه وتخرجه.. فربما مدحت فى طعام بناء على المذاق لكنه يخلف فى الجسد ما بين حموضة وتلبك معوى وإمساك مُزمِن يقودك إلى البواسير، لذلك تَمسَّك حضرتك باختيارك، لكن أجّل حماسك العدوانى لحد ما يبان لاختيارك أى أمارة، لأن العملية -وبكل الحب- مش ناقصاك، أى شخص فينا عبارة عن 60% ماء و40% اختيارات خاطئة، فلا يوجد داعٍ لأن تتنطط علينا أو تحس أنك جبت الديب من ديله، وسمِّعنى سلام «كلامى انتهى» للفنان أحمد سعد.
كتاب «الكلاب لا تأكل الشيكولاتة»
لتحميل الكتاب أضف ردّا وأعد تحميل الصفحة | |
| |
| |
₪ عضو جديد₪ رسالة sms : عدد المساهمات : 2 نوسا البحر : 2013-05-01, 5:17 am | | | |
| |
| |
₪ عضو جديد₪ رسالة sms : عدد المساهمات : 4 نوسا البحر : 2013-05-01, 8:17 am | | خهلاثرقلصاثقهحعلالرنثبىمنثقتالقنثاللارصثابثتصايبةحثابحقابهثكت | |
| |
| |
₪ عضو جديد₪ رسالة sms : عدد المساهمات : 6 نوسا البحر : 2013-05-01, 10:35 pm | | ما فيش رابط....أنا تأكدت ان المشرف على المنتدي مجرد نصاب ...أدعو الى انسحاب جماعي من المنتدى | |
| |
| |
₪ عضو جديد₪ رسالة sms : عدد المساهمات : 1 نوسا البحر : 2013-05-03, 5:37 pm | | جزاك اله خير ،،،،،،،،،،،،،،،،، | |
| |
| |
₪ عضو جديد₪ رسالة sms : عدد المساهمات : 4 نوسا البحر : 2013-05-03, 7:51 pm | | | |
| |
| |
₪ عضو جديد₪ رسالة sms : عدد المساهمات : 2 نوسا البحر : 2013-05-05, 4:33 am | | | |
| |
| |
₪ عضو جديد₪ رسالة sms : عدد المساهمات : 2 نوسا البحر : 2013-05-05, 4:35 am | | على فكرة القائم على هذا المنتدى واحد نصاب وقذر .. المعرفة والفكر ليست سوق للنصب والاحتكار يا سافل .. | |
| |
| |
₪ عضو جديد₪ رسالة sms : عدد المساهمات : 3 نوسا البحر : 2013-05-05, 7:44 am | | | |
| |
| |
₪ عضو جديد₪ رسالة sms : عدد المساهمات : 3 نوسا البحر : 2013-05-05, 7:50 am | | | |
| |
| |
₪ عضو جديد₪ رسالة sms : عدد المساهمات : 1 نوسا البحر : 2013-05-05, 7:08 pm | | | |
| |
| |
₪ عضو جديد₪ رسالة sms : عدد المساهمات : 8 نوسا البحر : 2013-05-05, 11:46 pm | | احب دائما اعمال عمر طاهر شكرا لوضع الكتاب على المنتدى | |
| |
| |
₪ عضو جديد₪ رسالة sms : عدد المساهمات : 6 نوسا البحر : 2013-05-06, 3:38 pm | | thannnnnnnnnkkkkkkkkkkkkkss | |
| |
| |
| تحميل كتاب الكلاب لا تأكل الشيكولاته pdf لعمر طاهر | |
|