خطب الدكتاتور الموزوزنة
محمود درويش
محمود درويشإنه الدكتاتور.
بيننا ، حولنا ، فينا ..
يحتل الهواء ونسيج الحياة.
إنه واحد سواء أكان معبودا للجماهير أو عدوها...
انشغل به محمود درويش طويلا..
حتي أنه خصص نفسه كاتبا لخطاباته كما يقول ساخرا في واحدة من رسائله إلي صديقه الشاعر سميح القاسم.
ولكن لماذا احتل الدكتاتور هذه المساحة من اهتمام شاعر مثل درويش؟ ولماذا خصص له هذا النص الطويل الذي استبعده بعد ذلك من النشر في اعماله الكاملة أو في ديوان من دواوينه؟
لأن الدكتاتور، كما يقول درويش:» ما زال مغلفا بالتجريد، لا أحد يعرفه ، لا أحد يراه، مخبأ بأغلفة سميكة من الكوادر والمصالح والأقنعة، لأنه مشغول بتأمين مستقبل مزدهر للأمة تارة، ولأنه مشغول بتفكيك الأمة وإعادتها إلي مصدر تكوينها الأولي تارة أخري، ولأنه دائما متأرجح بين المصطلحات الايديولوجية المرنة ونوزعنا التلقائي والقسري علي خنادق أوهامنا... الديكتاتور حولنا، بيننا، فينا».
في الذكري الرابعة لرحيل محمود درويش
( أغسطس 2008) نستعيد خطبه الساخرة التي كتبها للدكتاتور الذي يتحدي الثورات والغضب..ويخرج من رماده بعد أن تصورنا أننا احرقناه ، واستبعدناه ، وكأن قدرنا أن خلف كل قيصر يموت، قيصر جديد.
وهذه الخطابات جزء من المقاومة .. بكل ما نملك من عناد وسخرية، وبما نملك من جنون» حسبما يقول صاحب « حالة حصار»!
***
خطاب الجلوس
سأختار شعبي
سأختار أفراد شعبي،
سأختاركم واحدا واحدا من سلالة
أمي ومن مذهبي،
سأختاركم كي تكونوا جديرين بي
إذن أوقفوا الآن تصفيقكم كي تكونوا
جديرين بي وبحبي،
سأختار شعبي سياجا لمملكتي ورصيفُا
لدربي
قفوا أيها الناس، يا أيها المنتقون
كما تنتقي اللؤلؤة.
لكل فتي امرأة
وللزوج طفلان، في البدء يأتي الصبي
وتأتي الصبية من بعد. لا ثالث
وليعم الغرام علي سنتي
فأحبوا النساء، ولا تضربوهن إن مسهن الحرام
سلام عليكم.. سلامُ،.. سـلام..
سأختار من يستحق المرور أمام
مدائح فكري
ومن يستحق المرور أمام حدائق قصري..
قفوا أيها الناس حولي خاتم.
لنصلح سيرة حواء.. نصلح أحفـاد آدم.
سأختار شعبا محبا وصلبًا وعذبا..
سأختار أصلحكم للبقاء..
وأنجحكم في الدعاء لطول جلوسي فتيًا
لما فات من دول مزقتها الزوابع !
لقد ضقت ذرعًا بأمية الناس.
يا شعب.. شا شعبي الحر فاحرس هوائي
من الفقراء...
وسرب الذباب وغيم الغبار.
ونظف دروب المدائن من كل حاف
وعار وجائع.
فتبا لهذا الفساد وتبا لبؤس العباد الثكالي
سأختار شعبًا من الأذكياء،.. الودودين
والناجحين..
وتبًا لوحل الشوارع..
سأختاركم وفق دستور قلبي :
فمن كان منكم بلا علة.. فهو حارس كلبي،
ومن كان منكم طبيبا..أعينه
سائسا لحصاني الجديد.
ومن كان منكم أديبا.. أعينه حاملا لاتجاه
النشيد و من كان منكم حكيمًا..أعينه مستشارا
لصك النقود.
ومن كان منكم وسيمًا..أعينه حاجبا
للفضائح
ومن كان منكم قويًا..أعينه نائبا للمدائح ومن كان منكم بلا
ذهب أو مواهب
ـ فلينصرف
ومن كان منكم بلا ضجرٍ ولآليء
فلينصرف
فلا وقت عندي للقمح والكدح
ولأعترف
أمامك يا أيها الشعب.. يا شعبي
المنتقي بيدي
بأني أنا الحاكم العادل
كرهت جميع الطغـاة..
لأن الطغـاة يسوسون شعبا من الجهلة
ومن أجل أن ينهض العدل فوق الذكاء
المعاصر
لابد من برلمان جديد ومن أسئلة
من الشعب يا شعب..هل كل كائن يسمي مواطن ؟
تري هل يليق بمن هو مثلي قيادة لص
وأعمي وجاهل ؟.
وهل تقبلون لسيدكم أن يساوي ما بينكم أيها النبلاء
وبين الرعاع..اليتامي.. الأرامل ؟!.
وهل يتساوي هنا الفيلسوف مع المتسول ؟
هل يذهبان إلي الاقتراع معا،.
كي يقود العوام سياسة هذا الوطن ؟
وهل أغلبيتكم أيها الشعب،هم عدد لا لزوم
له
إن أردتم نظاما جديدا لمنع الفتن !!
إذن
سأختار أفراد شعبي، سأختاركم واحدا
واحدا.
كي تكونوا جديرين بي.. وأكون جديرًا بكم..
سأمنحكم حق أن تخدموني
وأن ترفعوا صوري فوق جدرانكم
وأن تشكروني لأني رضيت بكم أمة لي.. سأمنحكم حق أن تتملوا ملامح وجهي في
كل عام جديد..
سأمنحكم كل حق تريدون حق البكاء علي
موت قط شريد
وحق الكلام عن السيرة النبوية في كل عيد..
وحق الذهاب إلي البحر في كل يوم
تريدون..
لكم أن تناموا كما تشتهون..
علي أي جنب تريدون.. ناموا،
لكم حق أن تحلموا برضاي وعطفي.. فلا
تفزعوا من أحد
سأمنحكم حقكم في الهواء.. وحقكم في
الضياء
وحقكم في الـغناء..
سأبني لكم جنة فوق أرضي
كلوا ما تشاؤون من طيباتي
ولا تسمعوا ما يقول ملوك الطوائف عني،
واني أحذركم من عذاب الحسد!
ولا تدخلوا في السياسـة.إلا إذا صدر الأمر
عني..
لأن السياسة سجني..
هنا الحكم شوري..هنا الحكم شوري
أنا حاكم منتخب،
وأنتم جماهير منتخبة
ومن واجب الشعب أن يلحس العتبة
وأن يتحري الحقيقة ممن دعاه إليه..
اصطفاه.حماه من الأغلبية.والأغلبية
متعبة متعبة.
ومن واجب الشعب أن يتبرأ من كل فرد
نهب
وغازل زوجة صاحبه أو زنا، أو غضب،
ومن واجب الشعب أن يرفع الأمر
للحاكم المنتخب،
ومن واجبي أن أوافق من واجبي
أن أعارض
فالأمر أمري والعدل عدلي و الحق ملك يدي،
فإما إقالته من رضاي
واما إحالته للسراي
فحق الغضب
وحق الرضا، لي أنا الحاكم المنتخب !
وحق الهوي والطرب
لكم كلكم.فأنتم جماهير منتخبة !
أنا.الحاكم الحر والعادل.
وأنتم جماهيري الحرة العادلة..
سننشئ منذ انتخابي دولتنا الفاضلة
ولا سجن بعد انتخابي ولاشعر عن تعب
القافلة
سألغي نظام العقوبات من دولتي
من أراد التأفف خارج شعبي فليتأفف
من شاء أن يتمرد خارج شعبي فليتمرد..
سنأذن للغاضبين بأن يستقيلوا من الشعب
..فالشعب حر..
ومن ليس مني ومن دولتي فهو حر..
سأختار أفراد شعبي
سأختاركو واحدا واحدا مرة كل خمس
سنين...
وأنتم تزكونني مرة كل عشرين
عامًا إذا لزم الأمر
أو مرة للابد
وان لم تريدوا بقائي، لاسمح الله
إن شئتم أن يزول البلد
أعدت إلي الشعب ماهب أو دب من سابق
الشعب
كي أملك الأكثرية.والأكثرية فوضي..
أترضي أخي الشعب !
ترضي بهذا المصير الحقير أترضي؟.
معاذك !!
فد اخترت شعبي واختارني الآن شعبي..
فسيروا إلي خدمتي آمنين..
أذنت لكم أن تخروا علي قدمي ساجدين..
فطوبي لكم.. ثم طوبي لنا أجمعين.
خطـاب الضـجـر
ألا تشعرون ببعض الضجر!
فمن سنة لم أجد خبرا واحدًا عن بلادي
أما من خبر؟
نغير تقويمنا السنوي.. وننقش أقوالنا في
الرخام
وندفنها في الصحاري ليطلع منها المطر
علي ما أشاء من الكائنات
وأحمل عاصمتي فوق سيارة الجيب،
كي أتحاشي المطر.. وما من خبر؟
وأكتب في العام عشرين سطرا بلا خطأ
نحوي،
وتعرف يا شعب أني رسول المقدر
وألغي الزراعة، ألغي الفكاهة، ألغي
الصحافة
ألغي الخبر.وما من خبر؟..
وامنع عنكم عصير الشعير
وأختصر الناس.. أسجن ثلثًا..
وأطرد كثا..
وأبقي من الثلث حاشية للسمر..
وما بقي من خبر؟!
وأطبع وجهي.. من أجلكم.فوق وجه القمر
لكي تحلموا كما أتمني لكم.. تصبحون علي
وما من خبر؟!
لأن الشعير طعام حميرٍ.. وأنتم أرانب
قلبي..
كلوا ما تشاؤون من بصل أخضر أو جزر..
وما من خبر؟
وأمرض أو أتمارض، أخلو إلي الذات.
أو أتفاوض سرًا مع المعجزات
وأحرم نفسي من الكاميرا والصور
وما من خبر؟
أوحد ما لا يوجد، أحرس إيوان كسري..
وأدعو إلي وحدة المسلمين علي سيف قيصر
أرشو ملوك الطوانف،أمحو شرائع سومر
أمنح أفريقيا صوتها.وأعيد النظر..
بتاريخ فكر البشر
وما من خبر؟
وأغلق كل المسارح.. لا مسرح في البلد
ولاسينما في البلد
ولا مرقص في البلد
ولا بلد في البلد
ولا نغمٌ آو وتر
وما بن تبرأ
ضجر!
ضجر!
وحيدًا أنا أيها الشعب، شعبي العزيز
ولكن قلبي عليك وقلبك من فلز أو حجر
أضحي لأجلك، يا شعب، إني سجينك منذ
الصغر
ومنذ صباي المبكر أخطب فيكم
وأحكمكم واحدا واحدا
وفي كل يوم أعد لكم مؤتمر
فمن منكم يستطيع الجلوس ثلاثين
عاما علي مقعد واحد
دو أن يتخشب ؟ من منكم يستطيع
السهر..
ثلاثين عاما
ليمنع شعبا من الذكريات وحب السفر..؟
وحيد أنا أيها الشعب..لا أستطيع الذهاب
إلي البحر
والمشي فوق الرصيف
ولا النوم تحت الشجر
ثقيل هو الحكم..لا تحسدوا حاكما..
أي صدر تحمل ما يتحمل صدري من
الأوسمة ؟.
وأي فتي منكم يستطيع الوقوف
ثلاثين عاما علي حافة الجمجمة
وأي يد دفعت طما دفعت يدنا من خطر؟.
ضجـر !
ضجـر !
يخيل لي أيها الشعب، يا صاحبي
أن حقي علي الله أكبر من واجبي..
ولكنني لا أريد معارك أكبر منكم، كفانا
الضجر،
جرادا يحط علي الوقت، يمتص خضرة
أيامنا..،
ويفتر وقت الرمال رمالا من الوقت
نمشي علي الرمل.. لا أثر.. لا أثر
ومن واجبي أيها الشعب أن أتسلي
قليلا، فمن يعيد إلي ساحة الموت
أمجادها؟.
اخطئوا.. اخطئوا.. واسرقوا وافسقوا..
لأقطع كفا وأجدع أنفا وأدخل سيفا بنهد
نهد..
وأجعل هذا الهواء إبر
وأنسي همومي في الحكم، أنسي التشابه
وبين الملوك القدامي وأنسي العبر..
أما من فتي غاضب في البلد!
أما من أحد؟..
تقاعس عن خدمتي أو بكي أو جحد:
أما من أحد.. شكا أو كفر !
أما من أحد شكا أو كفر؟
أما من خبر.
ضجر!
وحديٌ أنا أيها الشعب، أعمل وحدي
ووحدي أسن القوانين
وحدي أحول مجري النـهر..
أفكر وحدي أقرر وحدي.. فما من وزارة
تساعدني في إدارة أسراركم
ليسر لي نائب لشئون الكناية والاستعارة
ولا مستشار لفلك طلاسم أحلامكم عندما
تحلمون..
ولا نائب لاختيار ثيابي وتصفيف شعري
ورفع الصور
ولا مستشار لرصد الديون
. فوالله.. والله.. والله لا علم لي
بمالي عليكم ومالي عليكم حلال حلال..
كلوا ما أعد لكم من ثمر
وناموا كما أتمني لكم أن تناموا ومودين
بعد صلاة العشاء..
وقوموا من النوم حين ينادي المنادي
بأني رأيت السحر..
وسيروا إلي يومكم آمنين.. ووفق نظام
كتابي
ولا تسألوا عن خطابي
سأمنحكم عطلة للنظر
بما يسر الله لي من خطاب الضجر
ضجر!
ضجر!
سلام علي، سلام عليكم
سلام علي أمة لا تمل الضجر!.
خـطاب السلام
وأما الذين قضوا في سبيل الدفا ع عن
الذكريات وعن وهمهم..فلهم أجرهم أو
خطيئتهم عند ربهم
حرام حلال
حلال حرام
.. ويا أيها الشعب، يا سيد المعجزات
وياباني الهرمين..
أريدك أن ترتفع
إلي مستوي العصر.. صمتا وصمتا..
لنسمع صوت خطانا علي الأرض..
ماذا دفعنا لكي نندفع.
ثلاث حروب ـ وأرض أقل
وتأميم أفكار شعب يحب الحياة - ورقص أقل
فهل نستطيع المضي أماما ؟ وهذا الأمام
حطام..
أليس السلام هو الحل ؟.
عاش السلام
وبعد التأمل في وضعنا الداخلي
وبعد الصلاة علي خاتم الأنبياء وبعد السلام
علي،
وجدت المدافع أكبر من عدد.الجند في مولتي.
وجدت الجنود يزيدون عما تبقي لنا من
حبوب
لهذا، سأطلب من شعبي الحر أن يتكيف
فورا،
وأن يتصرف خير التصرف مع خطتي.
سأجنح للسلم إن جنحوا للحروب
سأجنح للغرب إن جنحوا للغروب
سنجنح للسلم مهما بنوا من حصون
ومهما أقاموا علي أرضنا..
ليعيش السلام..
حروب.. حروب.. حروب
أما من قـيـادة
لتوقف هذا العبث ؟!
وتوقف إنتاج مستقبل غامض من جثث ؟
أفي الغاب نحن لنقتل جيراننا الباحثين علي
أرضنا عن وسادة ؟.
وما الحرب يا شعب إلا غرائز أولي، خلاف
صغير
علي الأرض، ما الأرض إلا رمال علي الرمل
هل دمكم أيها الناس أرخص من حفنة
الرمل ؟.
عم تفتش في الحرب يا شعبي الحر،
هل عن سيادة ؟.
أمعني العدو المصاب بداء التوسع
والخوف ؟.
فليتوسع قليلا.. لماذا نخاف.. لماذا نخاف ؟.
فهل تستطيع الجرادة أن تأكل الفيل أو
تشرب النيل ؟.
في الأرض متسع للجميع.. وفي الأرض
متسع للسعادة.
ونحن هنا ثابتون..
هنا فوق خمسة ألاف عام من المجد والحب.
مهما يمر الظلام
وعاش السلام..
ورثتك يا شعب.. يا شعبي الحر عن حاكم
ضللك
وحطم فيك البراءة والورد.ما أنبلك !
وجرك للحرب من أجل بدو أباحوا نسائك
مذ دخلوا منزلك.
ولم يدفعوا الأجر.. لاشئ في السوق،
لا شيء من حللك
لبدو الصحاري، وحرم لحم الخراف عليك،
ومن بدلك
وقادك نحو سراب العروبة حتي توحد من
شتتوا أملك ؟
ورثتك يا شعب، يا شعبي الحر، عن حاكم
فكك..
وآن أوان الحقيقة، فليرجع الوعي للوعي..
لن أمهلك
سوي ساعتين، لتنسي الزمان الذي أهملك
وإلا، سأعلن إضراب زوجاتكم في
المضاجع :
إما الصيام عن النوم ما بين أفخاذهن
وإما السلام.
إما عودة الوعي، لا وعي حولي ولا وعي
قبلي ولا وعي بعدي
عرفت التصدي
عرفت التحدي
وجربت أن أستقل عن الشرق والغرب..
لكنني لم أجد
غير هذا التردي
ففي عالم ينقسم :
إلي اثنين : شرق وغرب فقط.
يكون الحياد شطط
فمن نحن ؟ هل نحن شرق.. ولا رزق في
الشرق ؟.
في الشرق حزب النظام الحديدي، في
الشرق تنمية للنمط
ولاشيء في السوق غير الخطط
وهل نحن غرب ؟ وفي الغرب أعداؤنا
ينشرون اللغط ؟
عن الحاكم العربي وفي الغرب رامبو
وشامبو
وكوكا وجينز وكنز وديسكو وسيرك.. وحرية
للقطط،
فمن نحن ؟ هل نحن حقا غلط
لنقضي0ثلاثين عاما من الحرب والحل في
الغرب
هل نحن حقا غلط ؟
.. ليهرب منا الطعام
أما كنت تدرك يا شعب
أن الطعام سلام ؟.
ويا أيها الشعب، آن لنا أن نصحح تاريخنا
كي نضاهي الحضارات قولا وفعلا..
وآن لنا أن نلقن أعداءنا السلم، درسا وحلا،
سنقطع عنهم جميع الذرائع،
كي لا يفروا من السلم.. ماذا يريدون ؟.
ماذا يريدون ؟ كل فلسطين ؟
أهلا وسهلا..
يريدون أطراف سيناء؟.. أهلا وسهلا..
يريدون رأس أبي الهول.. -هذا المراوغ في
الوقت ؟.. أهلا وسهلا..
يريدون مرتفعات الهجوم علي الشام ؟..
أهلا وسهلا.
يريدون أنهار لبنان ؟ أهلا وسهلا..
يريدون تعديل قرآن عثمان ؟ أهلا وسهلا..
يريدون بابل كي يأخذوا رأس «نابو» إلي
السبي؟.
أهلا وسهلا..
سأعطيهمو ما يشاؤون منا ومالا يشاؤون كي
أحمي السلم
والسلم أقوي من الأرض..اأقوي وأغلي..
فهم بخلاء..لئام
ونحن كرام..كرام
وعاش السلام
.. من أجل هذا السلام أعيد الجنود
من الثكنات إلي العاصمة.
وأجعلهم شرطة للدفاع عن الأمن ضد
الرعاع.
وضد الجياع
وضد اتساع المعارضة الآثمة
فليس السلام مع الآخرين هناك
سلاما مع الغاضبين هنا..
هنا لن تقوم لأي فئات يسارية قائمة
سأفرم لحم اليسار، وأحجب ضوء النهار.
عن الزمرة الناقمة
وفي السجن متسع للجميع
من الشيخ حتي الرضيع
ومن رجل الدين حتي النقابي والخادمة
فليس السلام مع الآخرين هـناك
سلاما` مع الرافضين هنا..
هنا طاعة وانسجام
ليحيا السلام
وأما الذين قضوا في سبيل الدفاع
عن الذكريات وعن وهمنا..فلهم أجرهم أو
خطيئتهم عند ريهمو..
وما فات فات
ومن مات مات
سأقضي علي الذكريات
سألغي احتفالات يوم الشهيد لننسي
سأحرث مقبرة الشهداء الحزينة
وأرفع منها العظام لتدفن في غير هذا
المكان
فرادي فرادي
فلا حق في دولتي للتجمع، حيا وميتا
لئلا يثير الفسادا
ولا حق للموت أن يتمادي
ويقضم نسياننا الحر منا
سأكسر كل المدافع حتي يفرخ فيها الحمام
سأكسر ذاكرة الحرب..
ناموا كما لم تناموا
غدا تصبحون علي الخبز والخير ناموا
غدا تصبحون علي جنتي
فاستريحوا وناموا..
يعيش السلام
يعيش النظام
شالوم.. سلام..!
خطاب القبر
أعدوا لي القبر قصرا يطل علي القصر
من وجهة البحر، قصرا يدل الخلود عليَّ.
يدفع أحلامكم صلوات..إلي
فمن كان يعبر هذا البلد
ومن كان يعبر هذا الجسد
فمن حقه أن يصدق أني حي
وحي هو العرش حتي الأبد
بلغت الثمانين، لكنني ما عرفت السـأم
وقد أتزوج في كل يوم فتاة
وأبكي عليكم، أرثيكم يوم تهوي البيوت
علي ساكنيها، ويسكنها العنكبوت
فمن واجبي أن أعيش
ومن حقكم أن تموتوا
لأنجب جيلا جديدا يواصل أحلامكم
فما من أحد
رأي ما رأيت.. وما من بلد
رأي ما رأي من فتوة هذا الجسد
فمن كان يعبد هذا البلد
فقد مات، أما الذي كان يعبدني
فمن حقه أن يصدقني حين أصدر أحري إلي
الموت
دعني وشعبي الولد،
معا للأبد.
وبعد الثمانين تأتي ثمانون أخري
وأرقد في اليوم عشرين ساعة
لأرتاح مما خلقت وممن خلقت
ومن دولة ستعمر في وتركع : سمعا وطاعه
وتنهار بعدي إذا نمت أكثر مما أنام
ولاشيء بعدي
فمن يعبدون ؟
وكيف تعيشون بعدي؟
ومن سوف ينقذكم من زمان الجنون
ومن سوف يحرس أبوابكم من جراد المطر
ومن سوف يحمل ريح الشمال إليكم
ويحميكم من ذئاب الشجر؟
ومن تعبدون
لمن ترفعون تراتيلكم ولمن تسجدون، وتتلون
آيات من ؟
أبا لخبز وحده ؟ بالخبز وحده
تعيشون ؟ والروح خاوية من عباءة من
تعبدوا ؟
ومن أي معني تشيدون مبني الخيال لهذا
الزمن
وفي البدء..كنت.. وكونت هذا الوطن
ليعبد خالقه، أو يموت إذا لم بكن لائقا
بعبادة خالقه،
فاعلموا واعلموا
بأن الذي قد خَلق
أحق بهذي الحياة الطويلة ممن خُلِق
وإن كان لابد من موتنا فاسبقوني
إلي الموت كي تحملوني وتستقبلوني
خذوا زوجتي معكم وخذوا أسرتي..
وجهاز القلق..
ولا تنشئوا أي حزب هناك
ولا تأذنوا لقدامي الضحايا بأن يسكنوا
معكم
ولا تسمحوا للتلاميذ أن يسرقوا دمعكم
ولا تفتحوا صحفا للحديث عن الفرق بين
الحياة
علي الأرض أو تحتها
ولا تسمحوا للمعارضة المستبدة أن تتساءل
عما رفضت التساؤل فيه
أنا الموت.. والموت لا ريب فيه
أنا من أعد لكم أجلا لا مرد له فأعلموا
أن ما فوق أرضي يجري بأمري
فلا تهربوا من مشيئة قصري
فقد أختنق
وحيدا بغير جماهير تعبدني
ولقد ألتحق
بكم كي أراقبكم..كي أحاسبكم
فمن كان يعبد هذي الحياة
فقد هلكت
وأما الذي كان يعبدني
فمن حقه أن يعيش معي فوق هذا التراب
وتحت التراب..معي للأبد
أعدوا لي القبر قصرا يطل علي البحر
قصرا مليئا بأجهزة الاتصال الحديثة
قصرا معدا لمملكة الشعب في الآخرة
سآمر فورًا، بنقل الوزارات والذكريات
ومجموعة الصور النادرة
سأنقل كل الحصون وكل السجون وكل
الظنون
لأحكمكم في المقر الجديد
بصيغة دستورنا الحاضرة
ولكنني سأعدل بند الوراثة
لاحق للحي أن يرث الميت إلا إذا
أثبت الميت أن الذي كان حيا هو الميت فيه
لئلا يطالبنا الدود بالآخرة
أعدوا لي القبر أوسع من هذه الأرض
أجعل من هذه الأرض
أقوي من الأرض
قصرًا يلخص بحرًا بنافذة من سحاب
سأجتاز هذا الممر الصغير
علي فرس الغيم والغيم أبيض يهتز حولي
ويرسم لاسمي تاجًا وقوس قباب
سأجتاز هذا الممر الصغير
فلا عودة للوراء.. ولا رحلة في السراب
أعدوا لي العرش من ريش مليون نسر
أعدوا العذاري، أعدوا الشراب
ونادوا ملائكة الشعر: صلي عليه وصلي له
لينسي الهواء وينسي التراب،
سأختار هذا الممر الصغير
لأقضي علي الموت فيها.. وفي
وأفتح أخر باب..
فمن كان يعبد منكم هنا الآخرة
فقد ماتت الآخرة
ومن كان يعبدني.. فإني حي...وحي.. وحي..
إذا قدر الحزب للشعب أن يحمل الدرب
فكرة..
وأن يرفع الأرض أعلي من الأرض فكره
وأن يفصل الوعي عن واقع الوعي من أجل
فكرة
فعندئذٍ يصبح الشعب شعبا جديرا بحرب
وثورة
أقول لكم ما يقول لي الحزب والحزب فوق
الجماعة
سنقفز فوق المراحل عصرا وعصرين..في
كل ساعة.
لنبني جنة أحلامنا اليوم في نمط من مجاعة
سنلغي الحرف
سنمنع صيد السمك
ونمنع بيع الدجاج وبيض الدجاج
وملكية الظل ملكية خاصة
فلنؤمم إذن كل أشجارنا الجائعة
وكل نباتاتنا الضائعة
ثمانين نخله
وتسعين تينة
وعشرين زيتونة
وألفا وسبعين فجلة
سنلغي الزراعة
وندخل عصر الصناعة
بحزب وشعب و فكره
أقول لكم ما يقرره الحزب، والحزب سلطتنا
سننشئ من أجل برنامج الحزب من أجلكم
طبقة
هي القوة الصاعدة
ونعلن من أرضنا ثورة الفقراء علي الفقراء
فليس علي أرضنا أغنياء
لنأخذ أملاكهم، فلنوزع، إذن، فقرنا
علي فقرنا، في إذاعتنا والجريدة
سنقطع دابر أعدائنا الطبقيين.. أهل العقيدة
ونتهم الأنبياء بداء البكاء علي حصة في
السماء
إذا الشعب يوما أراد
فلابد أن يستجيب الجراد..
فهيا بنا أيها الكادحون وصناع تاريخنا
الحر، هيا بنا
لنحرق شعر المديح، وشعر الطبيعة والحب
والعبرات
وكل الروايات والأغنيات القديمة والوجع
العاطفي
وما ترك الغرب والشرق فينا من الذكريات
وهيا بنا
لنصنع من كل حبة رمل خلية
وننجز خطتنا المرحلية
سننتج في اليوم ألف شعار وعشرين شاعر
فإن كانت الأرض عاقر
فإن القيادة حبلي بما يجعل الأرض خضراء
حطوا الشعار وراء الشعار وراء الشعار
وهزوا الشعار، ليساقط الوعي فكرة
تدير المصانع والثروة المستمرة
فنحن الذين
سننشئ جنة عمالنا القادمين
من الفكرة المطلقة
إلي الفكرة المطلقة
ونحن الذين
سنحرق كل المراحل..كي نصنع الطبقة
من المصنع اللغوي، وكي نرفع الطبقة
إلي سدة الحكم حتي نعبر عنها بحزب
وثورة
ويا شعب.. يا شعب حزبك، شد الحزام
لتحمي النظام.
خطاب الأمير
إذا كانت الحرب كراً وفراً
فإن السلام مكر مفر
أحبوا الأمير، وخافوا الأمير
ولا تقنطوا من دهاء الأمير
فليست لنا غاية في المسير
ولا هدف، غير أن تستقر الأمور
علي ما استقرت عليه : أمير علي عرشه
وشعب علي نعشه..
أنا خنجر من حرير
أحب الرعية إن أخلصت
وان أرخصت دمها في سبيل الأمير
فعمر الرعية في الحب عمر طويل
وعمر الرعية إن كرهتني قصير
أنا صانع الجيش من كل جيش بلا أسلحة
جمعت الجنود كما تجمع المسبحة
لأبني مجتمعًا للتحدي ومجتمعًا للتصدي
ومجتمعا يدمن المذبحة
أنا السيف والورد والمصلحة
وليس علي ما أقول شهود
وليس علي ما أريد قيود..،
وليست عقيدتنا صنما جامدا، فاحذروا
نفاق الصديق.. وحاجته للتمدد خلف
الحدود
وليس العدو عدوًا إلي أخر الحرب..
قد نتحالف في ذات يوم لنحمي أنفسنا من صديق لدود
ومن إخوة لا يطيعوننا، حين نذبحهم
يصرخون
ويرموننا بالظنون، ولا يفهمون
سياستنا أو كياستنا حين نحرق أطفالهم
بالصواريخ
كي لا يمروا،
فإن كانت الحرب كرًا وفرًا
فإن السلام مكر مفر
حقوق الأمير علي الناس أكبر من واجبي
ألم أجد الناس جوعي.. فأطعمت
وعارية فكسوت
وتائهة فهديت !
وساويت بين المثقف والمرتزق
(وأما بنعمة ما أنعم الحكم - حكمي-
فحدث )
ألم أبن خمسين سجنا جديدا لأحمي اللغة
من الحشرات ومن كل فكر قلق.
ألم أخلط الطبقات لألغي نظام التقاليد
والمرجعية والزمن المحترق ؟!
فمن يذكر الآن أجداده ؟
ومن يعرف الآن أولاده ؟
ومن يستطيع الرجوع إلي شجر العائلة
ومن يستطيع الحنين إلي زهر ذابلة
ومن يستطيع التذكر دون الرجوع إلي
حارس القافلة ؟
(وأما بنعمة ما أنعم الحكم - حكمي - عليك
فحـدث )
ألم أجد الماء في غيمكم يختنق
فحركته فاستجاب وآب إليكم.. ألم أنطلق
بكم نحو أعلي الشعارات كي نلتحق
بمجتمعات الرخاء، فكونوا كما أشتهي أن
تكونوا وسيروا
إلي بلد لا حود له، لا رعاة، ولا شاعر أو
ملك،
فقد تفتنون وقد تتخمون.وقد أمتلك !
دعوا الأرض بورا، لأن الفلاحة عار
القدامي
قطعت الشجر
وألغيت بؤس الزراعة
لأستورد الثمر الأجنبي بنصف التكاليف
فالشعب نصفان : جيش وباعه
ولا تعملوا في المصانع، فهي ديون علي دولة
تتنامي
رويدا رويدا علي فائض الحرب من شهداء
ومن جثث في العراء، وبترولنا دمكم
والصناعة إنتاج ما أنتجت حربنا من يتامي
نوظفكم في معارك لا تنتهي كي يعيشوا
وكي ينجبوا للإمارة كنز الإمارة.. هاتوا
يتامي
لنحيا الحزينة عاما وعاما
وإلا...فمن أين أطعمكم.والإمارة قفر وأن الحروب اقتصاد معافي.. وحر
وان الهزيمة ربح ونصر
وان كانت الحرب كرًا وفرًا
فإن السلام مكر مفر
>>>
تقولون : ماذا يريد الأمير من الحرب،
ماذا يريد الأمير المحارب ؟
أقول : أريد حروبا صغيرة
سأختار شعبا صفيرا حقيرا أحاربه كي
أحارب
وأحمي النظام من الباحثين عن الخبز بين
الزرائب
فحين نخوض الحروب
يحل السلام علي الجبهة الداخلية ننسي
الحليب.
وننسي الحبوب
فيا قوم قوموا.. فهذا أوان الأمل
خطاب النساء
وهذا أوان النهوض من المأزق المحتمل
إذا حاصرتنا جيوش الشمال
نحاصر إخوتنا في الجنوب
وإن حاصرتنا جيوش الجنوب
ندمر إخوتنا في الشمال
وحين نحاصر بين الشمال وبين الجنوب
أحاصركم في الوسط
فلا تقنطوا من دهاء الأمير ولا تقعوا في
الغلط
فخير الأمور الوسط
وأنتم رهائن عندي، فخروا وخروا
ولا تسألوني أفي الأمر سر؟
إذا كانت الحرب كرًا وفرًا
فإن السلام مكر مفر!.
تقولون ماذا عن السلم، ماذا يريد الأمير ؟
أقول : أريد من السلم ما لا فضيحة فيه.
أغازله دون أن أشتهيه
وأبنيه سرًا، وأحرسه بالحروب الصفيرة
كي يتقيني العدو وكي أتقيه..
وأحمي سلام الخنادق من نزوات الخطاب
ومن طيش هذا الشباب
وأحصي مدافعهم ثم أحصي مدافعنا
-الفوارق سلم
وأحصي مصانعنا ثم أحصي مصانعهم
-الفوارق سلم
وأحصي مواقعنا ثم أحصي مواقعهم
- الفوارق سلم.
- ولكنني لا أريد السلام
- لأن السلام المقام علي الفرق بين العدوين
- ظلم
وإن السلام المقام علي الظلم ظلم،
وإن السلام المقام علي الاعتراف بغيري ظلم
فلابد من نصف سلم
ولابد من نصف حرب
لأحفظ شعبي
وأحفظ حكمي
أحارب من أستطيع محاربته
بلا رحمة أو حرام
أسالم من لا أريد ولا أستطيع محاربته
بغير معاهدة للسلام
فإن السلام مغامرة كالحروب.. وشر
وان كانت الحرب كرا وفرأ
فإن السلام مكر مفر
ويا قوم.. يا قوم،من أخر الليل يطلع فجر
سلام عليكم إلي مطلع الفجر أيها الصابرون
علي الليل حولي
أقاسمكم ما وهبت من المعجزات.. وأذرف
ظلي
عليكم، لكي يتساوي الجميع بظلمي وعدلي..
أعرف يا أيها الناس، ما تحمل النفس
والنفس أمارة بالتخلي
عن الصعب، والمجد صعب كما تعلمون،
قليل التجلي،
ولكننا سنواصل هذا الطريق إلي منتهاه إلي
منتهاكم،
فلا تقطنوا من دهائي ومن رحمة النصر
فالنصر صبر علي الليل، والليل - يا أمتي
- درجات.
فمنه الطويل ومنه القصير.ومنه الذي
يستمر
ثمانين حولا
سأحكمكم لا مفر
إذا كانت الحرب كرًا وفرًا
فإن السلام مكر.. مـفـر.علي كل امرأة حارسان
وفي كل امرأة أفعوان.
ألا.. فاجلدوهن قبل الآوان و
اجلدوهن في الصبح جلدة،
لئلا يوسوس فيهن شيطانهن،
وفي الليل جلدة
لئلا يعدن إلي لذة الإثم
واستغفروا الله، وارموا
علي مرفأ الجرح وردة
ولا تهجروهن فوق المخدة
فإن النساء علي كل معصية قادرات
وإن النساء حبيباتنا من قديم الزمان
تزوجت خمسين مرة..
لأعرف مرة
إذا كان ابني هو ابني
وأي ولي علي العهد كنت أباه
وفي كل مرة،
أري رجلا واقفا بين قلبي وامرأتي
ولكنني.لا أراه
لأقتله أو لأقتلها، بيد أني أراه
ويقتلني كل يوم وفي كل سهرة
يهاجمني عاشق سابق عند باب القرنفل
يغيب لأدخل..ثم أنام.. فيدخل
فكيف أحرر أحساد زوجاتنا من أصابع
غيري؟.
وكيف أغير جلدا بجلد. ونهدا بنهد .. ونهرا
بنهر؟.
وكيف أكون امرأة من بياض البداية ؟
وهل أستطيع دخول الحكاية
وعندي من الليل ألحر من ألف ليلة
أكثر من ألف امرأة لا تغير فخ الحكاية
ولكن قلبي موله
وعرشي مؤله
وفي كل امرأة شهرزاد.. وثعلب
وفي كل طاغية شهريار المعذب.
وان النساء علي كل معصيـة قادرات
وأن النساء حبيباتنا
ضربن علي سحرهن الحجاب
فشب الدبيب بأجسادهن، وضاجعن
أول مفتاح باب
وأول قط، وأول ساعي بريد، وأول كتاب
هذا الخطاب
وبرأن عائشة من ظنون عليٍ
ولكن تأوهن بعد العتاب
أصحراء حول الحميراء، مطلع ليل، وشاب
طلي الشباب
لماذا.. لماذا.. ؟
وكيف تحرش ملح بثوب الحرير الأخير..
وذاب ؟.
ضربن علي سحرهن الحجاب
ولكن هذا الذي لا يري قد رأي واستجاب
فهل تتغطي العواصف يوما بشال
السحاب ؟.
وماذا وراء الحجاب ؟. -
إلا أنهن »صواحب يوسف « رغم الحزام، ورغم الحرام، ورغم العقاب
قوارير تكسر..
أساطير تسحر..
وذاكرة للغياب
ففي أي بئر نخبئ زوجاتنا
وفي أي غاب ؟
وفي وسعهن ملاقاة أي هلالٍ..
ينام علي غيمة أو سراب..
وفي وسعهن خيانتنا بين أحضاننا
والبكاء من الحب.. والاغتراب
وفي وسعهن إزالة أثارنا عن مواضع
أسرارهن.
كما يطرد المرء عن راحتيه الذباب
ويلبسن في كل يومين قلبا جديدا
كما يرتدين الثياب
فما نفع هذا الحجاب
وما نفع هذا العقاب ؟
وإن النساء علي كل معصية قادرات
وان النساء حبيباتنا..
تعبت.. ولو أستطيع جمعت النساء..
بواحدة واسترحت
وأنجبت منها وليا علي العهد حين أشاء
وليا علي العهد مثلي وجدي
صحيحا فصيحا يواصل عهدي
ويحفظ خير سلاله
لخير رسالة
ويجمعكم حول قصري ومجدي هالة
ولكنني قلق، فالنساء هواء وماء
وفاكهة للشتاء
وذاكرة من هواء
وان النساء إماء
يغيرن عشاقهن كما يشتهي كيدهن العظيم
وكيدي عظيم.. ولكن فيه موهبة للبكاء
وفيهن ما أحزن الأنبياء
وما أشعل الحرب بين الشعوب
وما أبعد الناس عن ملكوت السماء
فكيف أحل سؤال النساء؟.
وكيف أحرركم من دهاء النساء؟
علي كل امرأة أن تخون معي زوجها
لأعرف أني أبوكم
وأخذ منكم ومنهن كل الولاء..
وقد تسألون : وكيف تنفذ هذا القرار ؟
أقول : سأعلن حربا علي دولة خاسرة
يشارك فيها الكبار
ومن بلغ العاشرة..
سأعلن حربا لمدة عام
تكون النساء عليكم حرام
وأبعث غلمان قصري- وهم عاجزون - إلي
كل بيت
ليأتوا إليَّ بكل فتاة وبنت
لأحرث من شئت منهن :
بعد الظهيرة - بنت
وفي الليل - بنت
وفي الفجر - بنت
لتحمل مني جميع البنات
وينجبن مني وليا علي العهد.. مئي..
سأختاره كيف شئت
صحيحا فصيحا مليح القوام
.. وبعدئذ أوقف الحرب، من بعد عام
وأعلن عيد السلام
وأعرف مرة
لأول مرة
بأن الولي علي العهد.. إبني
وأنيَّ أبني
بلادا بلا دنس أو حرام
فألف سلام عليكم
وإن النساء حلال عليكم
فلا تهجروهن، لا تضربوهن، هن الحمام
وهن حبيباتنا، والسلام عليكم.... عليهن
ألف سلام..
وألف سلام !!