طوال قرون وربما منذ بدء البشرية سارت الحكمة القديمة حول العالم الفكرة مفادها أن لأفكارنا ونوايانا قوّة ملموسة على العالم الفيزيائي بشكل يسمح للبشر أن يشاركوا في "خلق" عالمھم ، واليوم تبين أكبر تجارب الوعي على الفيزياء بأن الحكماء القدماء ربّما كانوا على حق آنذاك وهذا ما بدأت تثبته أولى التجارب العلمية في هذا المجال .
حيث بدأ العلماء في جامعة برنستون وغيرها من المعاهد العلمية المرموقة بإثبات أن القدرات ما فوق الحسية والمعروفة إختصاراً بـ ESP والقدرة على تحريك الأشياء بقوة العقل Telekinesis هي أمور فعلية وظواهر قابلة للقياس في المختبرات ، فهل وقع هؤلاء العلماء تحت تأثير الروحانيات وجماعاتها ؟ يبدو أنهم وقعواً ولكن بصعوبة تحت هذا التأثير خاصة أنهم يقومون بأبحاث عن آخر ما توصل إليه العلم في دراسة القدرات ما فوق الحسية القدرة على تحريك الأشياء بقوة العقل أي ما يسمى بـمصطلح أثر العقل في المادة Mind Over Matter.
حتى وقت قريب كان كل من يأتي بأمور تتحدث عن هذه القدرات إلى عالم فإنه سيواجه بالرفض لأنه يحمل فكرة "ماورائية" غير جديرة بالبحث فيها وتفسيرها مبني على "علوم هامشية أو زائفة" ، لأن هذه الامور من وجهة نظر المجتمع العلمي التقليدي غير قابلة للإثبات وهي نتيجة خيال المذاهب الروحانية ، وهو ليس خطأ هؤلاء العلماء لأن عملهم يقتضي بأن يتبعوا منهج الشك لكي يتمكنوا من التوصل إلى أدلة ، وكان أقصى ما يمكنهم فعله اتجاه الماورائيات هو التشكك بصحتها.
لكن العلم يثبت الآن وبقوانين التجربة في المختبر أن "الفكرة " بمفردها يمكن لها أن تؤثر على أحداث عشوائية، وبمساندة الكومبيوتر وأجهزة القياس الحساسة والروبوتات يمتلك العلم الأدوات اللازمة لإختبار وقياس التأثيرات الكامنة للعقل البشري ويكشف كيف أنه من الممكن التأثير على الجماد والإلكترونيات وربما حتى عقول الآخرين .
وستكون نتائج هذه الإختبارات مذهلة وبعيدة المدى ، لقد بدأ العلم أخيراً بمصافحة يد ما وراء الطبيعة .
مصطلح العقل في المادة Mind Over Matter
أثر العقل في المادة أو "العقل فوق المادة" Mind Over Matter هي عبارة انتشر استخدامها في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي ، حيث كانت في الماضي تشير أساساً إلى الظواهر الماورائية وتحديداً القدرة على تحريك الأشياء بقوة العقل (السيكوكينسيز) psychokinesis ، كما استخدمت أيضاً في الإشارة إلى الروحانيات المرتكزة على محور العقل ، وفي الإشارة إلى المذاهب الفلسفية التي تدور حول "إفتراض المسؤولية" Responsibility Assumption وهو مذهب يزعم أن المرء مسؤول مسؤولية أساسية أو كاملة عن الأحداث والظروف التي تحصل في حياتهم الشخصية.
ولا يتعلق هذا المصطلح بإعتقاد يقول أن "العقل أكثر قوة من الجسم " ، إنما يتركز تحديداً على التحكم بالألم الذي قد يشعر أو لا يشعر به المرء ، مثل أن يقوم أحدهم بتغطيس يده في الماء الحار ولا يشعر بألم ، وقد زعم (توني روبنز) أنه باستخدام قوة التركيز و "التفكير الإيجابي" يمكن للناس أن يمشوا على الجمر الحار من دون أن تحترق أقدامهم ورغم وجود تفسير علمي لإمكلنية المشي على النار .
ويرجع استخدام هذا المصطلح لأول مرة في عام 1863 وذلك في كتاب " البرهان الجيولوحي على قدم الإنسان " لـ تشارلز ليل (1797-1875) حيث أشار فيه إلى الزيادة في التطور لعقول الحيوانات والإنسان خلال تاريخ الأرض. كما أن هناك إشارة إلى مفهوم مشابه قبل 2000 سنة مضت ( العام 19 قبل الميلاد) كتبه الشاعر (فيرجيل) في عبارة " العقل يحرك المادة " التي وردت في إحدى أعماله الشعرية.
وقد يرجع أول ذكر لإرتباط مفهوم "العقل فوق المادة" مع تحريك الأشياء بقوة العقل psychokinesis في عام 1903 في كتاب حمل عنوان "عقل فوق المادة : تأثير قوة الإرادة على المرض" لـ (جاي.دبليو.مارتن) ، وفي عام 1972 نشرت الباحثة في علوم ما وراء النفس (باراسيكولوجي) لويزا راين كتاباً حمل عنوان : " عقل فوق المادة : تحريك الأشياء بقوة العقل" .
تجارب ونتائج مذهلة
كانت البداية مع (ھيلموت شميدت) وهو كبير فيزيائيي شركة (بوينغ) حيث كان أول من اقترح أداة تستخدم في تجارب تتحقق من "العقل فوق المادة" و"الوعي الجمعي" والنوايا.. الخ ، وهي عبارة عن محاكاة إلكترونية أو بديل إلكتروني لعملية رمي قطعة نقدية معدنية في الهواء وتنفذ هذه العملية داخل جهاز كومبيوتر وتعرض نتائجها على شاشته وهي نتائج هذا "الرمي الإلكتروني "وهي حالة من اثنين إما "طرة" أو "نقش"وبشكل متواصل وعشوائي ، ويطلق على هذا الجهاز "مولد الأحداث العشوائية " Random Events Generator والمعروفة إختصاراً بـ REG وهذا الجهاز هو الأساس الذي ارتكزت عليه تجارب الوعي في جامعة برينتسون والتي استمرّت لأكثر من 25 سنة في مختبر برنستون للبحوث الهندسية في الأمور الشاذة أو ما يعرف إختصاراً بـ PEAR ، وإذا بقي هذا الجهاز يعمل بمفرده وبدون "تدخل" فإنه سيولد عدداً من مرات الطرة تساوي عدد مرات النقش بعد عدة عدد كبير من المحاولات ، لأن فرصة ظهور طرة تعادل فرصة ظهور نقش عادة في فضاء الإحتمالات.
كانت هذه التجارب تهدف في مختبر PEAR إلى فحص فيما إذا كان العقل البشري قادراً على التأثير في عمليّة عشوائية والكترونية صرفة بطريقة تُجبر الآلات على إظھار وجه واحد من القطعة النقدية أكثر من غيرھا ، وفي هذه التجارب يطلب من كل مشارك أن يركّز ذھنياً على وجه معين من القطعة النقدية ليتم من بعدھا فحص النتيجة وما إذا كان للتركيز الذھني أثر على هذه العمليّة الالكترونية العشوائية. وبعد أكثر من مليونين ونصف عملية امتدّت لـنحو 25 عام، استنتج الباحثون في (برنستون) أنه يمكن للعقل البشري أن يؤثر على الآلات بالإتجاه الذي يختاره .
التجربة ذاتھا تم إجراؤھا مرّة أخرى مؤخراً في مؤسسة "الوعي العالمي" بقيادة العالم السيكولوجي روجر نيلسون. قام نيلسون بوضع 50 "محرّك عشوائي للأحداث" في أماكن مختلفة من العالم وتشغيلھا بشكل دائم. عند فحص النتائج ومقارنتھا، اكتشف نيلسون أنه حين يكون ھنالك ردّة فعل إنسانية عالميّة، سواء كانت فرحاً كبيراً أم موجة كالتي حدثت في الولايات المتحدّة خلال ھجمات 11 أيلول 2001 ، ردّة الفعل ھذه تؤثّر على النتائج التي تظھر في الآلات ، إقرأ عن الوعي الجمعي .
تأثير العقل على الآلة : تأثير الصلة العاطفية
استخدم مختبر برنستون للبحوث الهندسية في الأمور الشاذة PEAR والتابع لجامعة برنستون الأمريكية وتحت إشراف البرفسور (روبرت جاهن) مولداً للأحداث العشوائية (REG) لإجراء تجارب وقد تطوع لذلك عدد من الناس العاديين علماً أن أياً منهم لم يدعي أبداً إمتلاكه لأي نوع من القدرات ما فوق الحسية (أو ما نسميه الحاسة السادسة) ESP ومع ذلك بينت نتائج التجربة أنهم كانوا قادرين على التأثير في المولد العشوائي REG بحيث كانت عدد مرات الطرة أكثر من عدد مرات النقش أو بالعكس وبالطبع لم يكن تأثيرهم مقتصر فقط على أحد وجهي العملة في كل مرة بل أن البيانات أظهرت أن لهؤلاء الناس تأثير إحصائي يتعدى المصادفة أو قانون تساوي إحتمال ظهور العينة في مولد REG علماً أن هذه التجربة أجريت بدون ربط أي موصلات كهربائية على رؤوس المشاركين أو أي نوع من الوصلات الأخرى ، ومما يثير الإستغراب أن المشاركين لم يكونوا في نفس الغرفة التي يوجد فيها مولد الاحداث العشوائية REG حيث قدم المختبر في برنستون نتائج جرى جمعها من مشاركين متواجدين في مناطق بعيدة جداً مثل هنغاريا والبرازيل بحيث تشابهت مع نتائج جمعت من مشاركين يجلسون على مسافة أقدام معدودة من مولد الأحداث العشوائية مما يعني أن المسافة لا تؤثر على النتائج ولم يعلم (جاهن) و(دون) وزملائهم في مختبر PEAR كيف أو لماذا كان المشاركون قادرون على التأثير على آلاتهم، لكن ما علموه هو أنهم أثروا على نتائج هذه الآلات فقط. إقرأ عن : استخدام أجهزة REG في الوعي الجمعي .
وما هو أبعد من ذلك أثبتت النتائج أن استخدام مشتركان على صلة عاطفية وثيقة فيما بينهما في التجربة يعطي تأثير أقوى على المولدات العشوائية فيما يبدو أن مشاعر الحب أقوى تأثيراً وقد دفعت هذه الحقيقة (دون) إلى الإتيان بنظرية تقول أن عقل الإنسان الواعي يخلق نوعأً من "الصدى" في العالم المحيط مما يقلل من عشوائيته ، ويتحدث (دون) عن أحد أشكال هذا الصدى فيصفه بكلمة "حب" ويقول في ذلك : " هذه الصلة العاطفية التي تجعل كل طرف على نفس طول الموجة تقلل ولو بمقدار ضئيل درجة الأنتروبية في العالم ويبدو أن عمليات التوليد العشوائية تعكس نتائج هذا الإنخفاض من خلال إظهارها واقع فيزيائي أكثر تنظيماً".
تأثير العقل على الآلة : الصيصان والتايكوسكوب
لا يقتصر تأثير الوعي أو اللاوعي على العالم بسبب القوى الخفية للعقل البشري بل يتعداه إلى الحيوانات أيضاً حيث ظهرت تأثيراتها على الآلات في تجارب ومنها تجربة أعدها (رينيه بيوشيه) مع مؤسسة سويسرية تهتم ببحوث تأثير العقل والنفس على الفيزياء وتدعى Marcel et Monique Odier de Psycho-Physique حيث بينت نتائجها أن قفصاً من الصيصان كان قادراً على التأثير في مسارات حركات روبوت بشكل أقوى من تأثير البشر عليه.
كان الروبوت عبارة عن جهاز صغير ذاتي الحركة ويسمى (تايكوسكوب) وجرت برمجته بحيث يسير في نمط عشوائي في أرجاء الغرفة بحيث لا يتجاوز حدودها ، وحينما أضيف فقص الصيصان إلى الغرفة تغير سلوك الروبوت في حركته إلى حد كبير أو دراماتيكي إذ أصبح يأخذ وقتأً أطول في سيره عند وسط الغرفة حيث كان قفص الصيصان ، فهل كان لدى الصيصان إرادة في البقاء في جوار الروبوت ؟
من المحتمل حصول ذلك فقد يكون للصيصان محفز ما ، لقد انطبع مشهد الروبوت لدى إحدى المجموعات من الصيصان في التجربة ، بمعنى آخر كان الروبوت أول شيء تراه بعد التفقيس ولذلك قد تكون راغبة في بقاء "أمها" بجوارها ، بينما كانت الغرفة مظلمة لدى مجموعة أخرى من الصيصان وكان هناك فقط شمعة موضوعة على التايكوسكوب فاستطاعت الصيصان إحضار الروبوت إلى الجانب الذي كانوا فيه من الغرفة عسى أن يجلب معه النور إليهم.
تجارب تأثير النوايا
النية هي عملية عقلية واعية في الأساس وتتركز على محور أو فكرة معينة تعبر عن رغبة لدى صاحبها وقد تحمل في بعض الأحيان عواطف أو شحنات شعورية سواء أكانت سلبية أم إيجابية، وبالاعتماد على قوّة الانترنت عملت الصحفية والمؤلفة والباحثة (لين ماكتاغارت) من مواليد نيويورك - 1951 لسنوات مع أھم الفيزيائيين والأخصائيين في العالم ومن أرقى الجامعات والمراكز البحثية لإجراء أوسع تجربة علميّة مخبرية على الإطلاق وھدفھا فحص قدرة العقل على إحداث تغيير في العالم الفيزيائي، واعتبروها أكبر تجمع في العالم لإجراء تجارب "النية" Intention Experiments .
وشارك في ھذه التجارب آلاف من المتطوّعين من 30 دولة حول العالم ، حيث كانت المشاركة مفتوحة للجميع؛ إذ يمكن لأشخاص من بلدان مختلفة أن يشتركوا بھا عبر التسجيل في الموقع الإلكتروني (theintentionexperiment.com) ليحصلوا بعدھا على التعليمات المناسبة حول كيفية مشاركتھم الخاصة بالتجربة ، وبعد ذلك، جرى تحديد موعد حيث يقوم كل المشاركين في الوقت نفسه (كل من منزله) بالتركيز ذھنياً على ھدف محدّد في أحد المختبرات الجامعية التي تشارك بالبحث. وھذا الھدف قد يكون كوب من الماء، نبتة، إنسان، آلة أو أي شيء آخر يمكن قياس تغيّرات فيزيائية فيه.
وحتى اليوم قام مشروع " تجربة النوايا" بإجراء 19 اختباراً بالإشتراك مع علماء في جامعات أريزونا، بنسلفانيا، كاليفورنيا، وجامعة سان بطرسبورغ التقنية والمؤسسة الدولية للبيوفيزيا.
وتدرس الاختبارات حتى الآن فيما إذا كان التركيز العقلي الجمعي الذي يحصل في وقت واحد على موضوع واحد يمكنه التأثير على وتيرة نموّ النباتات أو تغيير الخصائص الجزيئية في المياه والكائنات الحيّة أو حتى تنقية المياه الملوّثة، بالإضافة إلى تجربة حاولت تخفيف مستويات العنف في منطقة تعاني من حرب مزمنة.
حصلت بعض التجارب على نتائج إيجابية قاطعة، وبعضھا كانت نتيجته غير كافية لإصدار حكم علمي عليه، لكن في المجمل كانت النتائج مذھلة ، وليست التجارب العلميّة في ھذا المجال بجديدة إذ يعود أوّلھا إلى العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، وقد ازدھرت بشكل كبير خلال فترة الحرب الباردة.
وبحث (ماكتاغارت) الذي يُعتبر الأضخم من نوعه حتى الآن عاد ليؤكد العديد من النتائج التي توصلت إليھا الأبحاث السابقة في علوم الوعي، وھي أن الأفكار الموجّھة إلى أھداف محدّدة في المختبرات تستطيع القيام بأمور عديدة "خارقة للطبيعة" مثل التأثير على الآلات، والخلايا، وحتى على الأجسام البيولوجية الأكثر تعقيداً مثل البشر.
وتعلّق (ماكتاغارت) على ھذه النتائج بالقول : " يبدو أن قوّة العقل على المادّة تتجاوز الزمان والمكان ".
1- تأثير النوايا على النبات
بيوفوتون مصورة لورقة شجرة الصنوبر
حاولت تجربة في مشروع (مكتاغارت) زيادة الإنبعاثات الضوئية لورقة نباتيّة صغيرة من خلال استخدام التركيز الذهني للمشاركين من أجل جعلھا "تلمع وتلمع" ، تم إجراء التجربة بمساعدة عالم النفس (د.غاري شوارتز) الذي كان أوّل عالم يصوّر انبعاثات الضوء من عبر نظام الفوتونات الحيوية (Biophotons) للكائنات الحيّة وهو تصوير جديد فائق الدقة ، ومن الجدير بالذكر أن الفوتون هو جسيم الضوء ، بينما البيوفوتون هي الضوء المنبعث من خلايا الكائنات الحية.
وبعد تحليل النتائج كشف (د.شوارتز) أن التغيّرات في الانبعاثات الضوئية من الورقة والتي حصلت على التركيز الذھني من قبل المشاركين كانت قوية لدرجة أنه كان بالامكان رؤيتھا بسھولة عبر نظام التصوير في المختبر، ومن جھة أخرى بقيت جميع الثقوب الموضوعة تحت المُراقبة في الورقة الأخرى (التي لم يتم توجيه التركيز الذھني إليھا)مظلمة.
وسعت تجربة أخرى لتخفيض وتيرة بعض العمليّات البيولوجية الداخلية في أربعة أھداف حيّة وهما نوعين من الطحالب ، نبتة وإنسان ، وجرى استقدام 16 شخص من المتمرّسين في التأمل (وكانوا في الولايات المتحدة) وطُلب منھم توجيه أفكارھم نحو ھذه الأھداف الأربعة وللموجودة أصلاً مكان بعيد وهو مختبر آخر على الجھة الأخرى من العالم في ألمانيا. فأظهرت النتائج تغيّرات ملموسة في الأھداف الأربعة خلال وقت إرسال "النيّة"بالمقارنة مع الوقت الذي كان فيه المتأمّلون في راحة أو توقف.
وأظهرت العديد من الدراسات الأخرى أن البذور تنمو أسرع وتكون أكثر صحّة من المعتاد إن كانت تستقبل "نيّة جيّدة" من البشر، أو إن كانت تُسقى بمياه استقبلت "نيّة جيّدة" أو عمل عليھا شافي (ككاھن أو شامان أو ممارس للريكي وما شابه) ، إقرأ عن وعي النبات.
2- تأثير النوايا على الماء
أظهرت التجارب على المياه بدورھا قدرة النيّة الذھنية على زيادة نسبة تركيز الضوء فيھا، لكن التجارب التي حاولت تغيير البنية الجزيئية للماء إلا أنها لم تتوصّل إلى نتائج حاسمة.
ومن الجدير بالذكر أن تأثير النية على بلورات (كريستالات) الماء كانت محور تجارب الباحث الياباني (ماسارو إيموتو) الذي زعم أن بلورات الماء تأخذ أشكالاً إما جميلة أو بشعة اعتماداً على على كلام أو أفكار الشخص وفيما إذا كانت إيجابية أو سلبية ويتم ذلك عبر توجيه كلام أو أفكار الشخص إلى قطيرات الماء قبل تجميدها بسرعة وبعدها تفحص تحت المجهر (المايكروسكوب) فيتم تصوير البلورات المائية المتشكلة - إقرأ المزيد هنا .
وهناك دراسات أيضاً عن إمكانية تدخل النية في الاتجاه الذي تسبح فيه الأسماك.
3- تأثير النوايا على الضوء
في تجربة غير منشورة وأشير إليها في مجلة وايرد Wired في عدد مايو ، 2009 وأشرف عليها البروفسور (غاريت موديل) من جامعة (كولورادو) الأمريكية تبين أنها تدعم مفهوم "العقل فوق المادة"، ففي عام 2007 قام (موديل) بتوجيه شعاع من الضوء إلى زجاج مصقول ومن ثم طلب من المشاركين أن يقوموا "ذهنياً" بزيادة كمية الضوء المنعكس ، وبالفعل نجح هؤلاء المشاركون بزيادة شدة الضوء المنعكس بمقدار 0.05% عن مستواه الأصلي ، وبشكل مماثل نجحت التجربة أيضاً في تخفيض كمية الضوء المنعكس عندما طلب من المشاركين ذلك .
4- تأثير النوايا على السلام
أجرن (ماكتاغارت) تجربة مثيرة للجدل وكان موضوعها تحقيق السلام بناء على نية المشاركين بها وتھدف إلى تخفيض معدّلات العنف في منطقة شمال سيريلانكا التي كانت تشھد وقت إجراء التجربة حرباً أھلية منذ أكثر من 25 عام ، وشارك في التجربة عشرات آلاف المتطوعين من 65 دولة حول العالم لكن النتيجة كانت مفاجئة ففي خلال الأسبوع الأوّل من إجراء التجربة تصاعد العنف في شمال سيرلانكا إلى مستويات غير مسبوقة لينخفض في الأسبوع التالي بشكل دراماتيكي غير مسبوق أيضاً ، ومن ثم انتهى النزاع بتوقيع اتفاقية سلام دائمة في العام نفسه.
تمهل المشرفون على هذه التجربة في استخلاص العبر من التجربة وقالوا أننا بحاجة للمزيد من "تجارب السلام" لأن ما حدث في سيرلانكا لا يمكن أن يكون مصادفة، بل يمكن أن يكون أيضاً نتيجة لتجربة النوايا الواسعة النطاق.
- وعلى صعيد آخر متعلق بثقافات شرقية يصف (مهاريشي ماهش يوغي ) تقنيته في التأمل اليوغي المتسامي Transcendental Meditation بأنها " آلية السلام العالمي " فيدعو كل حاكم وكل حكومة في كل بلد إلى إيجاد مجموعة من الخبراء في كل بلد لممارسة التأمل المتسامي والطيران اليوغي يومياً لأجل للمحافظة على التماسك والتناغم الجماعي ، ويضيف مهاريشي قائلآ : " في كل بلد يوجد الجيش كي يحمي الحدود وكما يوجد في الجيش عدة ألوية يمكن للحكومة أن تؤسس لواء اضافيآ للمحافظة على رفع مستوى الوعي ، وبأن هذا اللواء الجديد يرفع مستوى الوعي الجماعي وفي نفس الوقت سوف يؤمن الحماية الدفاعية التي تتعدى ماهو مفترض أن تقوم به الجيوش ، فتنخفض النزاعات والخلافات الداخلية والخارجية ، وتنخفض التدخلات الخارجية الضارة ، وتنخفض معها الميول السيئة في المجتمع مثل الامراض وتعاطي الكحول والمخدرات الضارة والسرقات وغيرها " ، إقرأ المزيد هنا
5- تأثير النية على جسم الإنسان
أظهرت بعض التجارب أن "النيّة " يمكنھا أن تؤثر تقريباً على كل العمليّات البيولوجية والعصبيّة في الجسد مثل النظام العصبي، معدّل دقّات القلب والتنفّس وموجات الدماغ ، وبرهنت التجارب أيضاً أن النيّة لديھا تأثير ملموس في عمليّة الشفاء من السرطان.
تأثير فيزياء الكم
ما ذكرناه آنفاً من تجارب عن حقيقة تأثير الوعي على المادة ، ومن المثير أن هذه الإكتشافات حصلت في الوقت الذي يحاول فيه العلم إثبات الطبيعة الغريبة والشاذة لميكانيك الكم (الكوانتوم) الذي يظهر أن مجرد مراقبة جسيمات دون الذرية يمكن أن يؤثر على سلوكها ، فهل هذه التجارب تعرض نوعاً من تأثير "فيزياء الكم البيولوجي" الذي لم نتوصل إلى فهمه بعد ؟ وهل العقل البشري وعقل أي كائن حي عبارة عن "جهاز كمي " ؟ وهل فكرة " اللاوعي جمعي" Collective Unconscious التي اقترحها عالم النفس التحليلي (كارل يونغ) وأخرون هي "تأثير كمي " ؟ - إقرأ عن: عجائب وأسرار فيزياء الكم
تطبيقات محتملة
يمكن بالطبع لعقول ووعي المخلوقات الحية التي تؤثر على الواقع الذي نعيش فيه أن تمتلك مفاتيح تفسيرات مذهلة لألغاز كثيرة نذكر منها :
- شرح كيفية التحكم بعملية تطور الكائنات الحية بالتزامن مع عملية الإنتقاء الطبيعي .
- تفسير الامور التي تتجاوز الحواس الخمس ومنها القدرات ما فوق الحسية أو ما يعرفه بعض الناس بـ "الحاسة السادسة" ومن ضمنها التخاطر (تأثير عقل على عقل آخر)، وكذلك تحريك الأشياء بقوة العقل.
- تفسير كيفية عمل الفطرة أو الغريزة لدى الكائنات الحية وجملة من سلوكياتها ، فمثلاً يمكن أن تكون القدرات ما فوق الحسية لدى البشر في حالة سبات من الفطرة ولكن يمكن لها أن تظهر أحياناً.
- كيفية صنعنا لحقيقتنا الذاتية ، إذ يصبح مصيرنا حرفياً في عقولنا.
- كيفية تحكم بعض أتباع الطرق الصوفية في عتبة الألم مثل المشي على الجمر وضرب الشيش وغيرها ، فهل هذا شكل من تدخل العقل في المادة التي هي جسم الإنسان نفسه ؟
- كيفية صنع عقولنا وتحت ظروف معينة لمؤثرات مرتبطة بظواهر الأشباح الضاجة والأشباح وغيرها مما يوصف بـ "استحواذ الظواهر الماورائية".
- تفسير :"الحب أقوى من الشر ".
- تفسير إتحادنا مع الكون كـ "حقيقة علمية"، وهذا ما بني عليه قانون الجذب Law of Attraction فهل تؤثر نوايانا سلباً كانت أم إيجاباً على مجريات حياتنا ؟
- تفسير الحسد أي تأثير "الطاقة السلبية" الموجهة من عقل إلى جسم آخر وتدخلها في نقص السوائل من الجسم ، وربما أيضاً تفسير تأثير أعمال السحر الميتافيزيقي.
شاهد الفيديو
جولة في مختبر جامعة برنستون الهندسي للأبحاث المجهول (بير) PEAR وتعريف بمجهوداتهم البحثية
وأخيراً .. تعد الأبحاث المستقبلية يوماً بعد يوم في علم الوعي وفيزياء الكم بقلب نظرتنا لأنفسنا وللكون رأساً على عقب وللأبد عندما نكتشف الأسرار الكامنة والمذھلة داخل وعينا وعقلنا ، وقد تفسر يوماً أغلب الظواهر الماروائية وتحل بعض ألغاز العقل ، وبالطبع يعلم جميع المتصوفون وأساتذة اليوغا والرهبان الدينيون والمنغمسون في الماورائيات والرقاة وأتباع جماعات العصر الجديد ومنذ زمن طويل بأن أثر العقل في المادة حقيقي وبأن هذا ما يحاول العلم إثباته حالياً ، وعندما تصبح هذه الفكرة مقبولة ومعروفة لبني الإنسان فعندئذ سيكون بمتناول أيادينا أداة فعالة تمكننا من تغيير عالمنا ، وهذه كانت البداية فقط.
أقوال - " إذا اعتبرت العالم إمتداداً لك فإنه سيصبح مكاناً أفضل ". - " الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها تفسير هذه الظاهرة هي أنها تحدث خارج المكان والزمان ". - " الوعي هو أساس كل الكائنات ". - "الكون واحد ونحن معه وحدة ".