لا شيء تحت أزرار قميصي
غادة نورالدين
بين خريفين
(1)
الأشجار تتلوّن بالأصفر والأحمر والبرتقالي
عمّا قريب ستبدأ بالتعرّي
الريح تمرّر أصابعها بخفّة
تحمل معها الأوراق المنهكة
المدينة غارقة في خريف متقلّب
فيما مضى
كان يروقني
يفتّتني
المشهد الرومانسي
الآن
لا شيء ينبض تحت أزرار قميصي
حتى براعم الزهر لا تتفتح فوق جواربي الطويلة
خالية هذه المدينة
من يد تحنو برفق
خالية
من قهقهات أليفة
من قطط تموء في موسم التزاوج
خالية
من نبع أو جدول
لا شيء يتدفّق
سوى دمي
لا شيء يهدر
سوى أوجاعي
أبحث عن الدفء في مدينة عارية
تنفض عن وجهها العشب اليابس
ولا تنتظر موسم البرتقال
أنا والمدينة نترقبّ العاصفة
نتهيّأ لإحصاء خسائرنا !
دالاس 2012
(2)
صباح متقلّب اللون والمزاج
ينادي الحواسّ جميعها
إلى سكينة القلب
ليوقظ الحنين..
وجهي يغرّد
قبل موسم الهجرة لحنه الأخير
وعيناي تحتضنان زهر الصيف
عطشي قد ترويه
ابتسامة بين غريبين
وغمامة واحدة
مليئة بالنعاس
قد تشعل البرق في الأفئدة..
خلل ماكر في الطبيعة اليوم
وريح خفيفة مرّت على عجل
جعلت القصيدة ممكنة
والحياة أجمل
والقلب دوريّاً
فوق الأغصان العارية
يتهيّأ للسفر