® مدير المنتدى ®
رسالة sms :
عدد المساهمات : 11575
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : 2012-09-25, 2:48 pm | | جروح الذاكرة رواية لـ تركي الحمد
”وصمت الدكتور سليم لفترة، وعاد للعب بقلمه وهو يبتسم وينظر إلى لطيفة، ثم قال: هذا هو بالضبط ما عنيته من الرغبة اللاشعورية في الهرب من المسؤولية، وهو ما ينقلب إحساساً مفرطاً بالمسؤولية على المستوى الشعوري. فهذا “المجنون”، كما كانوا يصنفون رضى النفس في الماضي، يوجز بحديثه الشعوري ما يمكن أن يملأ كتباً ومجلدات عديدة عن حالة الفرد المعاصر عموماً، ورغباته اللاشعورية… وقد كنت يا لطيفة تريدين لا شعورياً أن تكوني كذاك المجنون.. لا حرج في الدنيا، ولا حساب في الآخرة.. انتفاء المسؤولية. ثم وهو يلقي القلم جانباً؛ فالمجتمع الذي عشته في الطفولة غير المجتمع الذي عشته في سن النضج، غير المجتمع الذي عشته بين هاتين المرحلتين.. التغيرات السريعة والجذرية التي مرّ بها بلدك غيرت في سلم القيم لديكم، ولم تغير في الوقت نفسه.. تناقض، أليس كذلك؟.. نعم هو تناقض انعكس على حياتك النفسية، وربما الحياة النفسية لآخرين، ولكن هذا التناقض انفجر بهذا الشكل لديك نتيجة عوامل أخرى خاصة بك..”. جروح ذاكرة وجروح مجتمع يكشف عنها تركي الحمد، يلقي الأضواء، يحرك الكلمات والمواقف والمشاعر والأذهان، تبرز لطيفة وعائلتها وتحتل كل شخصية في ذهن القارئ زاوية ويتفاعل مع أحداها فربما كان هو لطيفة بمعاناتها التي قمعتها لتمثل بحضورها قمة الرزانة والكمال، وربما كان صالحاً الزوج الذي يعيش لذاته في مجتمع عرف أفراده الترف وانغمسوا فيه دون حساب، وربما كان خالداً الابن البكر وربما كان بدرية وربما كان… فلكل معاناته ولكل نفسية وتحليلات غاص بها تركي الحمد، مستشفاً من صراعاتها الداخلية بعداً واقعياً تموج به الحياة، لتضحي جروح الذاكرة جراح أفراد وجراح مجتمع يسعى طبيب الكلمة تركي الحمد الكشف عنها في محاولة لتوضيح المكبوت وتسمية الموجود للوصول إلى فهم أمثل للإنسان بكل أبعاده النفسية ولاستيعاب أسباب الصراعات والمعاناة التي تحتدم في الداخل لتنفجر في لحظة ما وذلك عند الفشل في إقامة حوار مطمئن ومتوازن بين الداخل والواقع. رواية تأخذ أبعاداً إنسانية تقارب في معالجتها حدّ النضج الفكري الإنساني الواعي لأزماته المتمكن من طرحها من خلال أسلوب روائي ينسي القارئ عبء وثقل ظل التحليل النفسي، ليسترسل في أفكاره متعاطفاً في مشاعره مع كل الشخصيات، ومتنبهاً لكل الأزمات، ومتابعاً بشغف مسيرة الأحداث
رابط مباشر [ هنــا ] أضف ردّا أولا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رابط بديل [ هنــا ] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
| |
|