® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2012-07-21, 9:07 am | |
الرَّجُل الذي ابتَلَعتهُ الأَرض . . . . الصحـابيّ " خُـبـَيب بن عُـديّ "
القصّة بدأت عندما أراد النبي صلى الله عليهم و سلم أن يستطلع عن أحدث أخبار قريش فأرسل عشرة من أصحابه بقيادة "عاصم بن ثابت" رضي الله عنه ، توجهوا نحو مكّة في محاولة لتصيّد الأخبار و معرفة الأوضاع ، و كان من ضمن العشرة " خبيب بن عدي " رضي الله عنه ،،
أحسّ بهؤلاء العشرة قوم من بني ((لحيـان)) فخرج منهم 100 رجل يتتبعون آثار الصحابة ، و عندما أحسّ عاصم رضي الله عنه بخطورة الموقف آوى إلى قمة جبل هو و أصحابه ، لكن بني لحيان فطنوا لهم فحاصروهم و طلبوا منهم الاستسلام مقابل الأمـان ، لكن عاصم رضي الله عنه أبى أن يكون في ذمة المشركين و قال لهم : " أما أنا فوالله لا أنزل في ذمّة مشرك ، اللهم اخبر عنّا نبيّك " .
و عندما وجد بنو لحيان هذا الاستبسال و تلك الشجاعة لم يجدوا بدا من القتال فرموهم بالسهام حتى اُستشهد من صحابة رسول الله صلى الله عليهم و سلم سبعة ، منهم عاصم رضي الله عنه و لم يتبقّ من العشرة إلا ثلاثة " خبيب بن عدي - زيد بن دثنة - مرثد بن أبي مرثد " رضوان الله عليهم . و عندما أحس مرثد برائحة الغدر تفوح من هؤلاء حاول الهرب لكنه لم يستطع فنال شرف الشهادة رضي الله عنه ، و بقي الآخران أسيران لدى المشركين الذين غدروا بهم بالفعل و توجهوا بهم إلى مكة لبيعهما على مشركي مكّة . سمع بنو الحارث بأن خبيبا قد أتى إلى مكة فثارت ثائرتهم و بدأت النيران تكوي قلوبهم كيف لا و خبيب قد قتل الحارث بن عامر بن نوفل أحد زعماء بني الحارث .
أسرع بنو الحارث إلى ((خبيب)) و قاموا بشرائه و كبّلوه بالقيود ، و حبسوه أسيرا في بيت عقبة بن الحارث ، و ذات يوم دخلت إحدى بنات بني الحارث على خبيب فوجدته يأكل عنقودا من العنب فخرجت تصيح إلى قومها و تصرخ فيهم : " و الله لقد رأيته يحمل قطفًا كبيرًا من عنب يأكل منه ، وإنه لموثق في الحديد ، وما بمكة كلها ثمرة عنب واحدة ، ما أظنه إلا رزقًا رزقه الله خبيبًا "
ثم أتت شياطين قريش تمشي إلى خبيب تريدُ أن تعرض عليه صفقة النجاة ، فدخلوا عليه و أنبؤوا خبيبا بـ قتلهم لـ زيد بن دثنة رضي الله عنه و أخذوا يهددونه بالمثل إن هو بقي على دين محمّد و لم يعد لعبادة الأصنام و الأوثان ، و لكن .. أي جبل يريدون أن يزعزعوا ؟ و أي إيمان يريدون أن يطردوه بعد أن ذاق خبيبٌ حلاوته ؟
فلمّا يئسوا منه أخرجوه إلى مكان يُسمى "التنعيم" بـ نية صلبه و قتله ، حينها استأذن خبيبٌ أن يصلي ركعتين فأذنوا له فلما فرغ قال : " و الله لولا أن تحسبوا أن بي جزعا من الموت لاستزدتُ من الصلاة " ،
ثم قال :
و لستُ أبالي حين أُقتل مسلما --- على أيّ جنب كان في الله مصرعي و ذلك في ذات الإله و إن يشأ --- يبارك على أوصال شلو مـمـزّعِ
أغاظت كلمات "خُبيب" مشركي قريش فاستشاط غضبهم و احمرّت عيونهم و ضربوه بسيوفهم حتى صعدت روحه إلى السماء في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر .
ظل جثمان خبيب رضي الله عنه معلقٌ على تلك السارية التي صُلب عليها ، و الوحي في المدينة يخبر خير المرسلين بما حدث لـ خبيب و أصحابه ، حزن النبي صلى الله عليه و سلم على أصحابه حزنا شديدا و على حال خبيب و هو معلّق في سارية في ضواحي مكّة ..
فأرسل "المقداد بن عمرو" و "الزبير بن عوّام" رضي الله عنهم إلى مكّة ليجلبوا جثمان خبيب إلى المدينة ، خرج الصحابيّان الجليلان إلى مكة مسافرين تلبية لطلب الرسول صلى الله عليه و سلم ، و عندما اقتربوا من مكة انتظروا ولوج الليل حتى لا يراهم الناس ..
أتى الليل و تسلّل الزبير و المقداد إلى ساحة التنعيم ، و عندما أنزلوه من السارية فطن لهم جمع من المشركين فركبوا خيولهم و لحقوا بهم ، لم تسر الأحداث كما أرادها المقداد و الزبير رضي الله عنهما ،
فجثمان خبيب الذي كان على ظهر خيل لهم سقط على الأرض ، و لم يكن من المستحسن أن يعودوا إليها حتى لا يقعوا في قبضة المشركين
، و لله الحكمة البالغة في أمره إذ شاء أن لا يعود جثمان خبيب إلى المشركين مرة أخرى ،،
فشُقّت الأرض و اُبتُلع الجثمان ، و أُصيب المشركون بالدهشة إذ أين ذهب الجثمان ؟
ابتلعته الأرض و حماه الله من أيدي المشركين و على هذا لُقّب خبيب بن عدي رضي الله عنه بـ " بليع الأرض " . من صيد الانترنت,,, _________________ حسن بلم | |
| |