® مدير المنتدى ®
رسالة sms :
عدد المساهمات : 11575
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : 2012-05-15, 11:51 am | | في كتاب اليوم.. أراد صديقنا ابن خلدون أن يسهم في الحوار الدائر على صفحات موقعنا عن دور المثقف في مجتمعه بطريقته الخاصة، فقدم لنا كتاباً يدرس تلك العلاقة الجدلية بين المثقف والمجتمع من ناحية، وبين المثقف والسلطة السياسية من ناحية أخرى. الكتاب ألفه روبرت بريم، وترجمه وقدّم له الدكتور عاطف أحمد فؤاد، أستاذ علم الاجتماع. ويُعد، بالفعل، كتاباً متميزاً وفريداً في بابه، حيث يستعرض المؤلف وضع المثقف في مختلف الثقافات المعاصرة في ثقافتنا الحديثة، متحدثاً عن علماء الاجتماع وطريقتهم في تصنيف المثقف المعاصر، منبهاً على دور التصورات الأيدلوجية في هذا التصنيف. حتى لا تتداخل القضايا، ولا تنفلت منا دقة التوصيف، أتى هذا الكتاب ليمثل "نقطة نظام" في الحوار الدائر حول دور المثقف في المجتمع، فالكتاب لا يُعنى بدور المثقف في تبني فكر مجتمعه، سواء أكان مجتمعاً تقليدياً أو مجتمعاً معاصراً، أو في الوقوف ضدها فقط، لكنه يتناول – كذلك - الدور الذي يقوم به المثقف كحلقة وصل بين مختلف القضايا المعاصرة أو قضايا العصرنة التي يُتصور أنها تبني المجتمع الحديث، إضافة إلى مناقشة حالة الاغتراب التي يعايشها، سواء على المستوى الفردي أو على المستوى الجماعي. يقوم الكتاب برحلة تحليلية لدور المثقف في مجتمعه المعاصر مع تحولات الفكر والأيدلوجيا، مع تحولات السلطة والمؤسسات الرسمية التي تمنحه الفرصة أو تحد من دوره، وكيف أسهمت تلك السلطة السياسية في تقوية الجانب الإيجابي للمثقف أو حدت وقللت من ذلك الدور. يقتحم المؤلف المؤسسات التعليمية والجامعية التي تسهم في القيام بدور ثقافي في المجتمع، فيستعرض آراء المفكرين في دور المثقف ودور المؤسسات لبناء قاعدة أكثر تأثيراً وإيجابية في التعامل مع قضايا المجتمع، وكيفية امتلاك القوة المؤثرة في التفاعلات الاجتماعية المختلفة. صديقنا ابن خلدون يلتقط جواهر الثقافة من بين أكوام وأكداس من الكتب والمنشورات، ويلتفت إلى ما هو مميز منها، ويعرف قيمة الكتاب الذي يقدمه، مهما كانت دار نشره أو سياق نشره. وكتاب اليوم لم يأتِ في سياقه المناسب فقط، بل أتى كأنه جوهرة ضائعة قد تمر علينا ولا نلتفت لها لولا نباهته التي سمحت لنا بقراءة هذا الكتاب المميز..
أتمنى لكم قراءة ممتعة.. قراءة نلتقط من خلالها نظرتنا لذاتنا أثناء القراءة ونظرتنا لدورنا في المجتمع. فمهما اعتقدنا أنه دور محدود ومحدد إلا أنه يحمل الكثير من الخطورة والأهمية التي تستوجب منا الشعور بالمسؤولية.
| |
|