كثيرٌ من يعرف جبران الشاعر .. فهل منا من يعرفه رساماً؟؟
ولد "جبران" في 6 ديسمبر عام 1883 في قرية بُشري إحدى قرى جبل لبنان. له أخ غير شقيق من أمه يدعى " بطرس" و شقيقتين هما "سلطانة" و "مريانا". تعلم في مدرسة الحكمة ببيروت, و لم يكن "جبران" طالباً منضبطاً بل متمرداً على النظام، لكنه كان فطناً, يتلهى بوضع رسوم كاريكاتورية للمعلم بدل أن يصغي إلى شرحه. و في البيت ينصرف إلى التصوير. كان التلوين هوايته المفضلة منذ عامه السابع.
كانت حياة "جبران" هادئة، يمرح بين المروج و التلال، حتى بلغ عامه الثامن، إذ واجهته أزمة قوية هزت كيانه و لطّخت صفو أيامه بالسواد. أُوقف والده بتهمة الاختلاس و فُرضت عليه إقامة جبرية في مركز قريب من المحكمة و احتجزت أملاكه، فضاقت الدنيا على الأسرة و سُدت منافذ رزقها. اضطرت والدته "كاملة" إلى مغادرة لبنان هي و أبنائها طلباً للرزق و هرباً من الذل و الهوان. هكذا حطت الأسرة الصغيرة رحالها في مدينة بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية، و اتخذت من شقة صغيرة في حي الصينيين (أقدم أحياء المدينة و أضيقها ) سكناً لها
"جبران" فنان وافر النتاج فقد قام بعمل مئات اللوحات منها ما رسم بالمائي و الزيتي والباستيل و حتى أقلام الرصاص. تنوعت أعماله ما بين الأساطير الإغريقية و الرمزية الفرنسية و الطبيعة البسيطة و الدينية الروحانية. ربط جبران في فنياته بين الواقع المادي و العالم الروحي جامعاً بين ثقافته العربية والثقافة الغربية. و المتأمل في أعمال جبران الفنية و الأدبية سيجد علاقة واضحة بينها. تأثرت أعماله و موضوعاتها بالأساليب الفنية لـ"ويليام بليك" ولمعلمه "أوجست رودان" و كذلك بما قبل الرفائيلية. فتن جبران بأعمال "ليوناردو دافنشي" و كذلك بالفنان المعاصر "غابرييل روزيتي".
والجمال عند "جبران" كما قال صديقه "ميخائيل نعيمه": (هو ما تحسبه الأجسام محنة والأرواح منحة، هو ألفة بين الحزن والفرح، وهو قوة تبتدئ في قدس أقداسنا، وتنتهي فيما وراء تخيلاتنا، وفلسفة "جبران" في فنه هي: (الفن أن نؤدي روح الشجرة، لا أن نصور جذعاً وفروعاً وأغصاناً وأوراقاً تشبه الشجرة، الفن أن نأتي بضمير البحر لا أن نرسم أمواجاً مزبدة أو مياهاً زرقاء هادئة).