® مدير المنتدى ®
رسالة sms :
عدد المساهمات : 11575
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : 2012-03-28, 2:29 pm | | مثلما يحدث في الموسيقى، أن لحنا ما يستدعي لحنا آخر، أو يتجاوب معه، أو ينوع عليه ويضيف إليه، تستدعي نافذتي التي أفتحها اليوم، الريح التي أطلقتها تارانا أمس، وترقص معها كما ترقص الأرض بين الكواكب. نحن في الأصل بصدد برنامج تلفزيوني أعده بيل مويرز وحاور فيه على مدى عدة حلقات جوزيف كامبل بين عامي 1985 و 1986 في ستوديو جورج لوكاش أولا، ثم في متحف التاريخ الطبيعي في نيويورك. ولقد أحدث البرنامج دويا هائلا في ذلك الوقت، لدرجة أن كثيرين فكروا في تحويله إلى كتاب لتوثيق البرنامج أولا ولإتاحة فرصة أفضل للجميع، للتأمل في الأفكار التي عرضها وإبداء الملاحظات عليها. وبالفعل، لم يمض سوى وقت قصير حتى صدر الكتاب الموعود وكانت بيتي سوي فلاورز من جامعة تكساس في أوستن هي من اضطلع بمهمة تحريره. وكما هي العادة في عالمنا العربي، بالنسبة لكل شىء جميل ومهم، صدرت الترجمة العربية للكتاب على استحياء كأنها اختلاس، ثم توارت في غياهب الظلمات إلى الأبد. أصدرت دار الكلمة للنشر والتوزيع بدمشق قوة الأسطورة لجوزف كامبل في طبعة أولى عام 1999 من ترجمة حسن وميساء صقر. ويبدو أن الكتاب لم يوزع جيدا فتكدست نسخه في المخازن ولم تجرؤ دار الكلمة ولا غيرها من دور النشر الأخرى على إعادة طبعه مرة أخرى. وإذا كان البعض منا يتكلم عن ثمة قوانين ما تحكم الوجود فلم لا تكون المصادفة على رأس تلك القوانين ؟ لما لا نعتبر المصادفة، قانونا ؟ وبالنسبة لي أنا شخصيا، فإن المصادفة هي مصدر كل شىء صغير أو كبير، حسن أو سيىء، في حياتي. ومن المصادفات الحسنة، حصولي على نسخة من الطبعة العربية لهذا الكتاب. وعندما تحملون نسختكم الرقمية، ستلاحظون أنها نسخة مصورة عن نسخة مصورة عن الكتاب الأصلي. هي نسخة محملة بالذكريات، التي لا أزال أشم رائحتها حتى الآن. لكنها رائحة مقتصرة على أنفي فقط، لذا لا تحاولوا الشم واكتفوا فقط بتحميل نسخكم. محور الكتاب يدور ببساطة شديدة حول موضوع الفوضى المتعلقة بالروح. أنه عندما يتقدم الإنسان في العمر وتنهال عليه الهموم، يلتفت إلى حياته الداخلية، فإذا افتقد وجودها ولم يعرف أين هي وأي شىء تكون، سيكون بذلك بصدد إكمال دورة ضياعه والبقاء منتظرا النهاية، حزينا محسورا. أما الوسيلة لتفادي هذا المصير البائس فبسيطة كذلك. أن تكف على الفور عن العمل خارج ذاتك. أن تعتني بحياتك الخاصة بكل روعتها وتجعل منها أسطورة. أما أنا فلا أعرف غير بركة واحدة تلك هي البركة التي آخذها من حب الآخرين. إنها تعويذتي ضد اليباس والموات الداخلي. إلى تارانا إذا بكل تواضع وحب أهدي قوة الأسطورة. بين النافذة والريح تجاوب ورقص لا يموت عندما يهدأ ولا يختفي عندما ينام.
| |
|