ولا مرّة شعرت أنّنى حىّ
مثلما أشعر وسط هذه المجزرة
ولا مرّة شعرت بالحرّية مثلما أشعر وأنا فى قبضة هذا الكابوس
ولعلّ الفرق بيننا يا قاتلى هو عمق الحرّية فى وضع كلٍّ منّا
فربّما أنا سطحىّ وأنت عميق
لكنّ حدّ الحرّيّة فى كيانى
هو أعمق منه فى كيانك,أعمق وأكثر فيضاً
وإلّا لما كنت تستطيب قهرى
فالحرّ هو أيضا حرٌّ لغيره ومعه ومن أجله
ومن لم يكن كذلك فهو ليس بحرّ
وعمق حدّ الحرّية فى كيانى هو ما يفسّر تمرّدى رغم خوفى,
وهو ما يفسّر قوّتى رغم ضعفى,وحياتى رغم موتى
وهو ما يفسّر احتمالى الفواجع,وأخطائى !
إنّ هذا هو سرّى: هذه الحريّة التى تعيد دائما,فى لمح البصر
اعلاء الوجود على الفناء والحب على البغضاء.كأنّ شيئاً لم يكن
وبدفاعى عن حريّتى لا أدافع عن حريّتى فحسب
بل عن حريّة كل إنسان بما فى ذلك أنت يا قاتلى
وأكثر ما يؤلمنى هو أنّى فيما ألعنك وعنقى تحت خنجرك
أموت من أجلك أنت أيضا!!!!
حسن بلم,,