مسرحية الكستيس للشاعر اليوناني يوريبيديس ترجمة اسامه سليمان
ترجمة اخرى من اعمال "الاستاذ/اسامه عثمان
قام الاستاذ اسامة بترجمة هذه المسرحية
وهى تنشر لاول مرة على النت وايضا قام بارسال التعريف بالشاعر يوربيديس من
الوكيبديا وايضا ترجمة مقدمة طبعة اكسفورد
شكرا لك على هذا العمل المميز ونتمنى لك المزيد من الاعمال
رابط المسرحية فى اخر التدوينة
يُعتبر أول شاعر مسرحي تراجيدي، ولد في 480 قبل الميلاد وتوفي 406 قبل
الميلاد.
ولد في سالامينا في سنة 480 قبل الميلاد في اليوم الذي كان فيه لهيب معركتها
يحتدم، بعض الرويات تذكر أنه ولد في العام 485 قبل الميلاد.
بعض الرويات تقول أن والده كان صاحب حانه وأمه بائعة خضار، والبعض الآخر
يذكر أنه كان من أسرة عريقة.
بعض النقاد يؤكدون أنه لم يبد في حياته ما يدل على أنه من طبقة أرستقراطية
أو متوسطة، وأن مؤلفاته توشك أن تكون خالية خلوا تاما من التقاليد القديمة التي هي
من طابع الأسر النبيلة.
كانت البداية في عام 455 قبل الميلاد، حيث قدم أولى مآسيه في إحدى المسابقات
فنال المركز الثالث.
فاز بالأولوية بعد أربعة عشر عاما، ظفر بها أربع مرات في حياته وفازت بها
إحدى مآسيه بعد موته.
غادر أثينا -على أثر مأساة أوريستيس في عام 408 قبل الميلاد-إلى بيلا حيث
استقبله ارخيلاءوس ملك مملكة مقدونيا القديمة في بلاطه استقبالا حافلا، وظل هناك حتى
وفاته.
عزا القدماء-وعلى رأسهم سويداس-إلى يوربيديس اثنتين وتسعين مسرحية ،ولكن
يبدو أن عددا منها قد فقد في العصر الذي تلا الشاعر مباشرة والعصور التي تليه، ومنها
من ارتاب النقاد في صحة نسبه إليه.
لم يبق من هذا العدد الضخم إلا سبع عشرة مأساة وفاجعة ساتيروسية
واحدة ولم يعرف إلا تواريخ ظهور سبع منها، وها هي حسب الترتيب الزمني يقينا كان أو
ترجيحا:
يعتبر أول شاعر مسرحي تراجيدي صور الحياة وما يجري فيها من أحداث تصويرا
واقعيا، صور شخصيات مسرحياته كما هي، لا كما ينبغي أن تكون.
وهذا يميزه عن زمليه أيسخسلوس وسوفوكليس ،الذين صوروا الشخصيات تصويرا
ساميا بعيداً عن الواقع.
يرجع البعض هذا التباين إلى ان يوربيديس كان يمثل أثينا الحديثة، التي
أصبحت مسرحا للمساجلات الخطابية والمناقشات العلمية والفلسفية، أما ايسخيلوس كان يمثل
عقلية المحاربين القدماء الذين انتصروا على الفرس في معركة الماراثون ومعركة سالاميس
بفضل آلهتهم، أما سوفوكليس كان يمثل عصر ببركليس الذهبي.
يرى البعض أن النجاح الذي حققه كان ضئيل بالمقارنه بنصيب سوفوكليس ،ويرجع
ذلك أنه لم يكن محبوبا من الأثينيين.
توفى سنة 406 قبل الميلاد، وكان في الخامسة والسبعين من العمر، ويرجع بعض
المؤرخين أن وفاته كانت بحادثة، دفن في وادي ارثوزا بمقدونيا، وقد أعقب ثلاثة أبناء
كان أصغرهم سنا-كان يحمل نفس اسم والده-شاعرا وهو الذي قدم إلى التمثيل مأساة والده
بعد وفاته.
اقامت له أثينا هيكل قبر نقشت عليه أبياتا تشهد بموهبته ومجده
مقدمة طبعة أوكسفورد حول النص
مقدمة اديث هول لمسرحية الكستيس تأليف الشاعرالإغريقي يوريبيديس من كتاب(هرقل ومسرحيات أخرى ليوريبيديس بطبعة( اكسفورد العالم الكلاسيكي
قديما ومنذ عصر النهضة حتى آخر القرن التاسع عشر,تمتعت الكستيس
بسمعة في منتهى الرفعة فـلقد كانت جـاذبيتها دائما ما كانت تصور على
انها صورة تامة للأم و الزوجة المثالية,في النهاية يوريبيديس الذي حرم
على نفسه نموذج الأنثى المثالية مالبس وأختـفى ذلـك النمـوذج مـن إهتمام
الجمهور في النصف الثاني من القرن العشرين فلم يعد يُحتمل إفتراض ان
حياة المرأة أقل أهمية من حياة الرجـل فـظهر في الـسنوات الأخيـرة فـقـط
إحياء متقطـع على نحو مرموق لنص الكيستـيس تـأليف تيد هيوز (2000)
يوضح مرة أخرى أمكـانية إعـادة النظر ثانية لهذا لنص الهـام بدون ردود
مشوهة لاتحتمل لواقع العلاقات العاطفية المعاصرة.
ان حبكة الكستيس بسيطة.فالملكة الساسلية تضحي بحياتها لتنقذحياة زوجها
إدمتيوس, بينما صديقه هرقل ينقذها من هاديس ويعيدها لإدمتيوس حية إن
هذه المسرحية لايُهتم بخلفيتها الأسطورية حول العلاقة بين الآلهة والإنسان
التي خلف السيناريو,أي السلوك الغير معقول حيث قام إدمتيوس بعقد صفقة مع الموت
فالمـسرحية أبعد من ان تعتني بعلو مركزه كرب عمل(لأبوللو)وكمضيف
(لهرقل )بل تعتني في الواقع على وجه الخصوص بفضيلة كرم الضيافة
التي بوفرة كسبها .إن النقد الحديث حول من لديهم كرم الوفادة لايرى في
ذلك شيئا محفوف بالمخاطر ويريد تذكيرنا ان هذه المسرحية تسأل سؤال
عملي حول التنافس في اداء الواجبات الإجتماعية , فالسؤال هو كيف يتم
الموازنة بين الواجـب المطلوب نحو القريب المتوفي والواجـب المطلوب
نحو وفادة الأصدقاء ,علـى الـرغم من غرابة تـناول الـموضوع درامـياً,
فالسؤال الذي يجب ان ينشئ عادة بصورة كافية ما قبل المجتمع الصناعي
هل من الصواب ان تمنح فراشا ومكان للجلوس لبضعة أيام بدلامن البحث
عن مأوى في مكان آخر بينما نحن في بداية حداد على ميت ؟
حـتمـا الإجابة تعتمد على سلوك ضيفك وما أبداه . فعندما يظهر المحب
المضحك هــرقل في مسرحية الكستـيس قبل دفن بطـلة النـص فهو يـرسب
الإشتـباك العـنيف للشـعائر والمـشاعـر , والأنواع الأدبيـة – والرسائل ذات
الموضوع الواحد أو الدفن أوالمرح أوالمحنة أو الملهاة أو المأساة . فالسحر
النغمي المضطرب المتتالي يكون متصل بموقع المسرحية داخل الرباعــيـة
فهي النص الرابع والأخير الذي يتبع ثلاثة تراجيديات ,فلقد شغلت الكستيس
المكان الذي كانت تتخذه الدراما الساترية .واننا ندرك انها حالة غير معتادة
فالعلماء القدماءوالجدد يصفوها بانها مسرحية ساترية,لكن علم المصطلحات
فعليًا يقف امام تقيم الصفات المميزه للمسرحية.
ان الميزة العامة هي التقاء جبهة باردة بأخرى ساخنة بالمسرحية على قدر
من الدراية والذكاءخاصة الردود الساخرة السفسطائية لأبوللو و الموت في
المشهد الإفتتاحي اهميته الكبرى هوأنه يحجب جوالإكتئاب لعواطف التشكي
المنتشرة بالمـسرحية فـالحـزن يُخفـَف قليلا كون الجمهور على معرفة مـن
المشهد الإفتتاحي ان حياة الكستيس ستكون بمأمن (65-70).
ان الحزن يستمد من فتنة المسرحية بعلم الـمـوت فـهـي الـمسـرحية القـديمة
الوحيـدة الـتـي ترسم شخصية ثناتوس (الموت) نفسه بتهكم وحزن مـمـسـكـًا
بيده سيفه ليجز به شعر ضحاياه(74-6) وغيوراعلى إمتيازاته.ان أدمتيوس
يـتوق للـسان وموسـيقي أوروفيوس ليـقوم بالدخول الي برسيفوني وهاديس
وذلك كي يستعيد زوجته من العالم السفلي(357-62) فالمرجع الأسطوري
الذي يسترعى الإنتباه ان طبيعة المسرحية تتحدث عن"العودة من العالم
)نوع من الأساطير مألوف لدى القصص الأخرى .Anodosالسفلي"(
لكن قبـل التضحيـة بها وإسـتعادتـها الى الحياة من جـديد في المشهد الأخير
فالفعل بالمسرحية محكوم اولا بموت المرأة وبعدئذ بجثتها الهامدة,فالأبيات
الشعريه تتـحدث عن الأكفان وعن الأغطـية والمـحرقة الجنـائزية ومواكب
المشيعين وشـواهـد الـقبور فـهي إتـساع كامل يعرض سيـر احـداث المـوت
وترديد لصدى الألم أجتماعيا وتذوق للموت.في الواقع ان السيناريو المحكم
لمشهد الموت يظل غير مسبوق لدى المسرح الأوربي ,ان ظهور الكستيس
يهيأ من خلال ملاحظات خدمهاالتي تتحدث عن ضياعها وعرجها وتنفسها
الصعب (203-5)فبمجرد ظهورها على المسرح تقاسي يزداد وهنها ,فهي
تسمع خارون يناديها من قاربه ذو الـمجـذافين فـترى هاديس نفـسه مـجنحاً
ومقطباً جبينه,آتياليأخذها إلى أبهاء الموت,لكن قدمها لاتسعفها فأحاسيس
السـواد تـغطـي مـرأها(532-7) (259-63)(267-90) لكن فراش الموت
بمقدم الأطفال اليه تجعل هذا المشهد شـديـد الإقـناع فاسـتخـدام يـوريبـيديـس
للأطفال أكثر جراءة من سوفوكليس (أما أسخيلوس بقدر ما نعرف لم يقــــم
باستخدامهم من قبل)بمرورالوقت في ميديا والطروديات إستخرج أفضل ما
بمشاهد موت الأطفال ,لكن في الكستيس تتولد(Pathosلديه من فن الرثاء (
الإنفعالات من خلال فراق الأطفال عن أمهم الميتة.
إن يوريبيديس الماهر يكشف الإنفعالات الـمتـأصـلة في هذا الموقف.فموت
الكستيس يـكـون سابق لأوانه (كـما هو واضـح من شراهة الموت بالمشهد
الإفتتاحي55)فالوفاة المبكرة للزوجات والأمهات يتكرر بصورة كبيرة في
عالم يوريبيديس أكثر مما يتردد في عالمنا,والعديد من جمهور يوريبيديس
يتأثر بمواقف مماثلة لألكستيس وعائلتها,أنهامتألمة من كون والداي إدمتيوس
يرفضان ان يموتا بدلا منه وتفزع من فكرة ان يتزوج بعد مماتها من زوجة
جديدة ستعامل طفليها معاملة سيئة (290-310) فـقـلقـها الكبير يكون على
إبنتها الصغيرة التي تعتقد أنها لن تتلقى مساعدة جيدة لتجد الزوج اللائق بها
ادمتيوس يتخيل تمثالا لزوجته موضوعا على فراش الزوجية كي يعـانقه و
يخاطبه (348-52)هذا الخيال الحزين يسيطر على حالة المسرحيـة كـعمل
فني يحيي ذكرى إمرأة جميلة .هناك أفكار أخرى حول الخلود اللاجسمانـي
تقدم فكرة تجاوز الموت من خلال الصيت الطويل الامد(323-5)فهذا الأمر
يبرز من خلال نعي جوقة الملكة الميتة المطول ,فهي سوف مخلدة الذكرى
في إحتفالات أثينا وأسبرطة "فموتك سيخلف للشعراء مواضيعا غنية"(54-
445)لكن المسرحية تشيرالى موتها وبالرغم من إبطال حكم الموت سيظل
الأمر مثيرا للقلق ,فالنهاية السعيدة لا تمحوا ارتباك ادمتيوس لإتخاذه القرار
المبكر بان تموت زوجته بدلا منه , فالمـأساة اليوريـبيدية تكون ذات توازن
إستثنائي لفكرة ان الـصدمـات لامـحالة تنطوي على حياة محكومة بالمعاناة
النفسيةففي بدايةالمسرحية تقول خادمة الكستيس ان ادمتيوس سيعاني معاناة
كبيرةلن تغادر قلبه(198)فلا سمعة الكستيس ولا النهاية السعيدة الزائدة عن
الحد تستطيع محوجو الإنزعاج والتي تفيد بأن الاسف سيظل بالقلب وبمنزل
إدمتيوس