® مدير المنتدى ®
رسالة sms :
عدد المساهمات : 11575
الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى
العمل : مهندس
نوسا البحر : 2013-01-21, 7:30 am | | كتاب لكل مقال أزمة مصطفى أمين
من الكتاب
كل شيئ في مصر يعود إلى الوراء، وكل مصري يضرب كفا بكف عندما يسمع ما يروى ومايقال، وواجب الوزراء أن ينتبهوا إلى ماهناك ليعلموا أن مصر كلها جالسة فوق بركان، ويفهموا أن تحت الرماد نارا، وأن مدرسة السخط أًصبح لها تلاميذ في كل مكان، وياويلنا يوم يتخرج هؤلاء التلاميذ.
كل من تقابله في الطريق يستوقفك ليسألك: ماهو الحل؟ كيف النجاة مما ينتظرنا، كيف الخلاص مما نحن فيه؟ متى يستيقظ الغافلون، متى يجد اللاهون؟. إننا لا نريد أن نيأس اليائسين، فإننا نرى دائما شعاعا باسما من النور في الظلام الكئيب، ولكننا نعترف بأن الحال في مصر لا يفيده تغيير رئيس وزارة أو تغيير وزارة أو تغيير برلمان، لا.. إن المسألة تتعلق بطريقة الحكم، ومبادئ الحكم، لا بأسماء الحكام.
نحن لانرضى أن نبدل ساسة وإنما نريد تبديل سياسة، نحن نفضل أن يحكمنا خصومنا حكما نزيها دستوريا، على أن يحكمنا أصدقاؤنا حكما فاسدا طاغيا، والذي نريده اليوم عهد جديد، عهد يشعر فيه الشعب بأنه راض عن حكامه، مُقِرٌ لتصرفاتهم الخاصة وتصرفاتهم العامة. إننا لانشارك المتشائمين في أنه لا أمل في إًصلاح الفاسدين، وإنما نرى أننا اليوم على مفترق الطرق، وأن واجب حكامنا أن يصلحوا أنفسهم ليستطيعوا إصالح بلادنا. هذا هو الحل الوحيد، بل الحل الأخير.
إن الدنيا تغيرت، وشعوب ألف ليلة وليلة ليست شعوب هذا الزمان، إن الشعب اليوم يحس كل شيئ ويعرف كل شيئ. وصحيح أن هناك مبالغات، وأن هناك أكاذيب يصدقها الناس كالحقائق، ولكن الوعي الشعبي أًصبح دقيقا كجهاز الرادار، يستطيع أن يسجل عن بعد ما لاتستطيع تسجيله مطابع الصحف. وواجب الحكام أن ينزلوا إلى الشارع ليسمعوا مايقوله الشعب، فإن من الخطر أن يصبر الحكام حتى تتحول الهمسات إلى صيحات، ويخطئ الساسة الذين يفكرون بعقليات قديمة متعفنة عندما يتصورون أن كل شيئ مقبول في مصر، وأننا شعب يخاف ولا يختشي. إن مصر الآن تغيرت كثيرا عما كانت عليه، والذي يسير في قراها وفي مصانعها وفي أكواخها يسمع ما لم يكن يسمعه إلا في نادي محمد علي أو نادي السيارات. فلننظر إلى الشعب كأنه رقيب متيقظ، لا كأنه كم مهمل، ولنعلم أن الشعب قد يغلق عينيه ولكنه لا ينام.
... إن الشعب يبحث عن قائد، يقوده من الهزيمة إلى النصر، ومن اليأس إلى الأمل، ومن العدم إلى الحياة، قائد يرفع الشعب ولا يرتفع على رأسه.. الشعب يبحث عن قائد يمتلئ صدره بالإيمان لا بالنياشين، يحاول أن يرفع الشعب، ولا يغتني على حساب الشعب، قائد يعلم أن قيادة الشعوب ليست مغنما إلا للصوص، وليست عضوية في إدارة شركة تدر الذهب على المديرين والرؤساء، الشعب يريد قائدا لا يثرى ويزداد الشعب فقرا، ولا يلعب القمار، والشعب يريد كل وقته للعمل، ولا يعتبر مصر ضيعة يستغلها أو بقرة حلوبا يستنزف لبنها، الشعب يريد قائدا يعتبر المصريين جميعا أنسباءه وأصهاره، ويعتبر خزائن الدولة حراما عليه وعلى من يلوذ به، نريد رجلا يبني للفقراء بيوتا، لا أن يبني لنفسه قصورا، نريد أن يهتم بمضاعفة دخل العمال والفلاحين، لا أن يضاعف دخله الشخصي على حساب العمال والفلاحين، الشعب يريد قائدا له إرادة، لا رجلا مسلوب الإرادة يسيره من حوله، يريد رجلا قويا لا يضعف للمال ولا يحني رأسه للسلطان، ولا يشتري الدنيا بالأخرة.
إن العَلَم اليوم ملقى على الأرض فمنذا الذي يتقدم لحمله... إن الزمن الذي كانت تسير فيه الشعوب على غير هدى قد انتهى ولن يعود، فلابد من رجل وبرنامج، ولا بد من قائد مؤمن برسالة هذا الشعب الذي يريد أن يبعث من جديد. إن كل إنسان تجتمع معه اليوم يقول لك أين الرجل الذي يقود؟، فنحن اشبه بجيش مستعد في حاجة إلى حامل البوق ينفخ إيذانا بالإبتداء، فليتقدم الرجل، أي رجل، ولينفخ في البوق صيحة النداء، وليعلم أن هذه الصيحة ستأخذ سبيلها إلى آذان الملايين. نريد ذلك القائد أيا كان، لا يعنينا، إن كان صديقا أو خصما، لا يعنينا إن كان في أرفع المناصب أو في أحقرها، لا يهمنا إن كان حاكما أو محكوما، إنما كل مانريده أن نجد رجلا شجاعا مؤمنا بحق هذا الشعب في أن يحكم حكما شريفا عفيفا وطنيا.
في سنة 1918 وجدت مصر ثلاثة رجال يقولون لأقوى دولة في العالم: إخرجي من بلادنا. قالوها دون أن يفكروا في عاقبة هذا النداء، قالوها ووقفوا في مكانهم لا يخشون الطغيان والجبروت، قالوها ولم يفكروا في أملاكهم ولا زوجاتهم ولا مستقبلهم السياسي، وكان تعداد مصر حينئذ 14 مليونا. .. ولسنا في حاجة إلى ثلاثة رجال... بل إلى رجل واحد».
تحميل الكتاب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أو [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|