بعدما أصبح الإضراب لبانةً عفنةَ تنتقل من فمٍ إلى فم,
لبانةً تشبه شّتيمة الوطن أحيانا!
أقولها من أعماقى!مشحونةً بالقرف
"اللهمّ اجعل قلوب سائقى الميكروباص المضربين عن العمل
تضرب هى الأخرى عن النّبض!
... واجعل أرجلهم تضرب عن المشى
وأنعم عليهم باضراب شامل لجميع أعضائهم"حتّى يذوقوا العذاب!!
أقول هذا نتيجة لوقوفى الطويل على الأسفلت والشمس تقيم مذبحتها على رأسى"
كنت أقف على موقف قريتنا والشمس «تشد حيلها»
وكأنها تنتقم منّى فى لحظة تجردى من سلاح التكييف الذى يحول بينى وبين حرّها،
وتمر الساعة وفى صحبتها عدة دقائق دون أن ألحظ ميكروباصا واحدا يمرّ
وأنا تعبان والتعب يتضاعف من الحرّ والعرق والتراب ومن الناس!!!
حتى فوحئت بيدِ تسقط وكأنّها جبلُ على كتفى الهزيل"
نظرت فاذا برجل يقول لى والضحكة تزحف على وجهه
"انت واقف ليه يابشمهندس
هو انت متعرفشى ان السواقين عاملين اضراب النّهاردة!!!