بسم الله الرحمن الرحيم
عجبنى الموضوع ده وأتمنى انه يعجبكو
مبادئ تنمية الشخصية
يتم تنمية الشخصية على الصعيد الفردى ، و تشمل أولاً التمحور حول مبدأ ، فإذا أراد الإنسان أن يعيش وفق مبادئه ، و أراد إلى جانب ذلك أن يحقق مصالحه إلى الحد الأقصى فإنه بذلك يحاول الجمع بين نقيضين ، فيضطر فى كثير من الأحيان إلى التضحية بأحدهما حتى يستقيم له أمر الآخر ، و قد أثبتت المبادئ عير التاريخ أنها قادرة على الإنتصار تارة تلو الأخرى ، و ان الذى يخسر مبادئه يخسر ذاته ، و من خسر ذاته لا يصح أن يقال أنه كسب بعد ذلك أى شئ .
و ثانياً : المحافظة على الصورة الكلية فـ النهج الدينى فى بناء الشخصية يقوم على أساس الشمول و التكامل فى كل الأبعاد ، و ليس غريباً أن نرى من ينجذب بشكل عجيب نحو من المحاور و يترك باقيها دون أدنى إهتمام ، و حتى لا تفقد الصورة الكلية فى الشخصية ينبغى النظر دائماً خارج الذات من أجل المقارنة مع السياق الإجتماعى العام ، و النظر الدائم فى مدى خدمة بناء النفس فى تحقيق الأهداف الكلية .
و يرى الدكتور على بادحدح فى كتابه ( الطريق إلى الشخصية المؤثرة ) ضرورة الإلتزام بـ العهود الصغيرة ، فـ قطرات الماء حين تتراكم تشكل فى النهاية بحراً ، كما تشكل ذرات الرمل جبلاً ، كذلك الأعمال الطيبة فإنها حين تتراكم تجعل الإنسان رجلاً عظيماً ، و قد أثبتت التجربة أن أفضل السبل لـ صقل شخصية المرء هو إلتزامه بـ عادات و سلوكيات محددة صغيرة ، كأن يقطع على نفسه ان يقرأ فى اليوم جزءاً من القراءن او يمشى نصف ساعة مهما كانت الظروف و الأجواء بحيث يكون الإلتزام ضمن الطاقة و صارماً فإن ( أحب الأعمال إلى الله أدومها و إن قل ) .
و من أهم مبادئ تنمية الشخصية عمل ما هو ممكن الآن ، و ذلك بالإفتراض أن الإنسان لم يصل إلى القاع بعد ، و ان الأسوأ ربما يكون فى الطريق ، و هو ما جعله ينتهز الفرص و لا ينشغل بالأبواب التى أُغلقت ، و لابد أيضاً من الإعتقاد أن التحسن قد يطرأ يوماًَ لكن لا ندرى متى سيكون ، و لكن ذلك لا يعنى الانتظار حتى تتحسن الظروف .
و شدد خبراء النفس على مجموعة من الوصايا الصغرى تحدد طريقة مسارالإنسان فى حركته اليومية ، و هى بمثابة مبادئ ثابتة ، و تشمل :* السعى لمرضاة الله دائماً *
* إستحضار النية الصالحة فى عمل مباح *
* عدم المجادلة فى الخصوصيات *
* النجاح فى المنزل أولاً *
* المحافظة على اللياقة البدنية *
* عدم ترك عادة الرياضة مهما كانت الظروف *
* عدم المساومة على الشرف أو الكرامة *
* الاستماع للطرفين قبل إصدار الحكم *
* التعود على إستشارة أهل الخبرة *
* الدفاع عن الأشخاص الغائبين *
* مشاركة الزملاء و تسهيل نجاحهم *
* وضع أهداف مرحلية قصيرة *
* توفير شئ من الدخل المادى للـ طوارئ *
* إخضاع الدوافع للـ مبادئ *
* تطوير المهارات كل عام *
أما تنمية الشخصية على صعيد العلاقات مع الآخرين ، فتتمثل فى تحسين الذات أولاً بتقدير شعور الآخرين و تفهم مطالبهم ،
و ذكر الدكتور عبد الكريم بكار فى كتابه ( تنمية الشخصية ) أن الإنسان يحتاج إلى تقصير المسافة بينه و بين الآخرين و تكوين علاقات صداقة تقرب القلوب إلى بعضها ، فقد اثبتت الدراسات أن الذين يفقدون شخصاً يثقون به و قريباً منهم لهم اشد عرضة للاكتئاب ، بل و إن بعض صور الإضطراب العقلى تنشأ من مواجهة الأنسان لـ مشاق و صعوبات كبرى دون من يسانده ، لذلك إن وجد الإنسان ذلك الأخ الحميم فليحسن معاشرته ، و ليؤد حقوقه ، و ليصفح عن زلاته ، إلى جانب الإعترف و التقدير ، فالإنسان مهما كان عبقرياً و فذاً و ناجحاً فإنه يظل متلهفاً لمعرفة إنطباع الناس عنه ، و كثيراً ما يؤدى التشجيع إلى تفجير أفضل ما لدى الأمة من طاقات كامنة و كذلك فعل النبى صلى الله عليه وسلم ، حيث وصف أصحابه بصفات تميزهم عن غيرهم ، فإكتشاف الميزات التى يمتلكها الناس بحاجة إلى نوع من الفراسة و الإبداع ، و قبل ذلك الإهتمام .
نقلاً عن جريدة حديث المدينة - 5 أكتوبر 2005 م - 2 رمضان 1426 هـ - الموافق الأربعاء
منقول