هذه وصايا لبعض الحكماء؛ جمعتها ليستفيد منها الأخيار .. لتعينهم ـ بعد الله ـ في هذه الحياة التي نرى فيها العجب العجاب.
كان رجل من الحكماء المتقدمين يطوف الدنيا عدة سنين، وكان يُعلم الناس هذه الكلمات الست وهي:
(من ليس له علمٌ؛ فليس له عزٌّ في الدنيا والآخرة.
ومن ليس له صبر؛ فليس له سلامة في دينه.
ومن كان جاهلاً لم ينتفع بعلمه.
ومن لا تقوى له؛ فماله عند الله كرامة.
ومن لا سخاء له فماله من ماله نصيب.
ومن لا نصيحة له فماله عند الله حاجة).
قال محمد بن عبد الكريم التلمساني ـ رحمه الله ـ ناصحاً وموصياً الأمراء:... (وتربع إنْ جلستَ، واسكت ما استطعت، ولا تعبث ولو بيدك، واغضض من بصرك).
قال حكيم: (طلبت الراحة لنفسي؛ فلم أجد لها أروح من ترك ما لا يعنيها.
وتوحشت في البرية؛ فلم أر وحشة أقرب من قرين السوء.
وغالبت الأقران؛ فلم أر قريناً أغلب للرجل من المرأة السوء.
ونظرت إلى كل ما يذل القوي ويكسره؛ فلم أر شيئاً أذل له ولا أكسر من الفقر).
أوصى عبد الله بن شداد ابنه ـ قائلاً ـ:
(يا بني إني ذقت الطيبات كلها؛ فلم أجد أطيب من العافية...وذقت المرارات كلها؛ فلم أجد أمر من الحاجة للناس.
ونقلت الحديد والصخر؛ فلم أجد أثقل من الدين.
وأوصى بدويّ ابنه فقال: يا بني كن سَبُعًا خالساً، أو ذئباً خانساً، أو كلباً حارساً، ولا تكن إنساناً ناقصاً.[التذكرة الحمدونية].