ذكر عثمان الدارمي,عن محمد بن كعب القرظي,أنه حدث عمر بن عبدالعزيز قال:
اذا فرغ الله من أهل الجنة والنار أقبل في ظلل من الغمام والملائكة فيسلم على أهل الجنة في أول درجة
فيردون عليه السلام,
قال القرظي:وهذا في القرآن (سلم قولا من رب رحيم)
فيقول سلوني , يفعل بهم ذلك في درجتهم حتى يستوي على عرشه , ثم تأتيهم التحف من الله تحملها الملائكة اليهم.
وقال عبدالواحد بن زيد,عن الحسن:لو علم العابدون أنهم لا يرون ربهم في الآخرة لذابت أنفسهم في الدنيا.
وقال هشام بن حسان عنه: أنه تبارك وتعالى يتجلى لأهل الجنة فاذا رأوه نسوا نعيم الجنة.
قال الشاعر:
والصبر يحمد في المواطن كلها الا عليك فانه لا يحمد
وقف رجل على الشبلي فقال:أي الصبر أشد على الصابرين؟
قال:الصبر في الله,
فقال السائل:لا,
فقال:الصبر لله,
قال:لا
,قال:فالصبر مع الله,
قال:لا,
قال:فماهو؟قال:الصبر عن الله,فصرخ الشبلي صرخة كادت روحه تزهق.
قال الشاعر:
والصبر عنك فمذموم عواقبه والصبر في سائر الأشياء محمود
ولما علم الله سبحانه وتعالى أن قلوب المشتاقين اليه لا تهدأ الا بلقائه, ضرب لهم أجلا للقائه تسكينا لقلوبهم , فقال تعالىمن كان يرجو لقاء الله فان أجل الله لآت)
قال الشاعر:
يا من شكاشوقه من طول فرقته اصبر لعلك تلقى من تحب غدا
وسر اليه بنار الشوق مجتها عساك تلقى على نار الغرام هدى
والمحب الصادق كلما قرب من محبوبه زاد شوقا اليه.
قال الشاعر:
وأعظم ما يكون الشوق يوما اذا دنت الخيام من الخيام
وكلما وقع بصر المحب على محبوبه أحدثت له رؤيته شوقا على شوقه
قال الشاعر:
ما يرجع الطرف عنه حين يبصره حتى يعود اليه الطف مشتاقا
والمحب الصادق اذا سار طرفه في الكون,لم يجد له طريقا الا على محبوبه,فاذا انصرف بصره عنه رجع اليه خاسئا وهو حسير.
قال الشاعر:
ويسرح طرفي في الأنام وينثني وانسان عيني بالدموع غريق
فيرجع مردودا اليك وما له على أحد الا عليك طريق
وأقر شيء لعيون المحب,خلوته بسره مع محبوبه.
قال الشاعر:
وأخرج من بين البيوت لعلني أحدث عنك القلب بالسر خاليا
والشوق يحمل المحب على العجلة في رضا المحبوب والمبادره اليها على الفور,ولو كان فيها تلفه(وما أعجلك عن قومك يموسى , قال هم ألاء على أثري وعجلت اليك رب لترضى)
قال بعضهم:أراد شوقا اليك فستره بلفظ الرضا.
قال الشاعر:
ولو قلت طأ في النار أعلم أنه رضالك أو مدن لنا من وصالك
لقدمت رجلي نحوها فوطئتها هدى منك لي أو ضلة من ضلالك
ليهنك امساكي بكفي على الحشا ورقراق عيني حشيةمن زيالك
وان ساءني ان نلتني بمساءة لقد سرني اني خطرت ببابك
قال الشاعر
هان على اللوم في جنب حبهاوقول الأعادي إنـه لخليـع
أصم إذا نوديت باسمي وإننيإذا قيل لي يا عبدها لسميـع
ومن علامات المحبة الصادقة ان المحب لا يتم له سرور الا بمحبوبه, واذا كان غائبا عنه فعيش كله منغص.
قال الشاعر:
نحن في أكمل السرور ولكن ليس الا بكم يتم السرور
عيب ما نحن فيه يا أهل الورى أنكم غيب ونحن حضور
وقال آخر:
من سره العيدالجديد فقدعدمت به السرورا
كان السرور يتم لي لو كان أحبابي حضورا
ولو قيل للمحب على الدوام ما تتمنى؟ لقال:لقاء المحبوب.
قال الشاعر:
ولما نزلنا منزلا طله الندى أنيقا وبستانا من النور خاليا
أجد لنا طيب المكان وحسنه مني فتمنينا فكنت الأمانيا