أنا بنت عندي 20 سنة ولسه بادرس في كلية، لكن أنا مش عارفة اللي هاحكيه ده مشكلة ولا ده شيء عادي لمثل سني.. مشكلتي أو حكايتي هي إني باغير جدا والله حتى دي كمان ما أعرف غيرة ولا لا.


لكن السؤال هنا أنا بغير من إيه؟ أنا لما أسمع مثلا إن واحدة زميلتي اتخطبت أو كده باحس إني متضايقة ومتنرفزة على الرغم من إنها ممكن تكون اتخطبت لحد مش مركز أوي يعني لكن ما أعرفش سبب إني باتضايق وساعات ممكن واحدة ما أعرفهاش أعرف إنها اتخطبت برضه أحس بنفس الإحساس ده مش عارفة ليه حتى لو واحد خطب برضه باحس إني متضايقة لدرجة إني ساعات أحس إني باحقد على الناس دول مش مجرد إني باغير بس والإحساس ده مسبب لي تأنيب ضمير ودايما بادعي دعاء واحد (اللهم طهّر قلبي من الحقد والحسد).


أنا لحد الآن مش لاقية تفسير لإحساسي ده مع إني الحمد لله من عيلة محترمة وشكلي مقبول جدا جدا وشخصيتي مألوفة وجذابة حسب كلام اللي حواليا وفيه ناس كتير بيقربوا لي وأنا دايما باصدّهم بطريقة لطيفة؛ لأني باكره العلاقات العابرة سواء صحوبية بين بنت وولد أو حب، وعلى النقيض من كدا أنا شخصية رومانسية جدا جدا وخيالية ودايما باحلم بفارس أحلامي اللي هيحبني ويخطفني من الدنيا لعالم جميل وأوقات كتير بابص حواليا في أشخاص معينة وأفكر في الشخص ده يا ترى ده ممكن يكون فارس أحلامي؟ لكن التفكير ده مش بيدوم لأني باصحّي نفسي من الأحلام وأقول لا أكيد فارس أحلامي هيكون أحسن من دول كلهم لدرجة إني تعبت من كتر النظر في وجوه الناس باقول يا ترى هو ده ولا ده ولا غيرهم خالص ودايما بافكر يا ترى فارس أحلامي ده بيفكر فيّ زي ما بافكر فيه ولا لا؟

والله العظيم أنا بادعي ربنا إني أتخطب عشان حاجة واحدة بس هي إني ما أغيرش من حد أو إني أحس إني أقل من حد مع إني عارفة إنه مش ممكن أهلي يوافقوا على أي ارتباط وأنا في الدراسة وده من قوانين الأسرة بتاعتنا، لدرجة إني بعض أوقات أعرف بالصدفة إن فيه شخص اتقدم لي واترفض طبعا يا إما إنه مش مناسب أو يا إما بسبب إني بادرس.


لكن مشكلتي هي إحساس الغيرة ده اللي مش عارفة أهرب منه بيقتلني كل يوم لدرجة إني باقول يااااااا رب ماحدش يقول قدامي إنه خطب أو اتجوز. يا ريت تقولوا لي هي دي مشكلة ولا ده شيء عادي؟ وتنصحوني بإيه يا ريت تردوا عليّ بسرعة لأني متضايقة من نفسي خالص وخايفة إن دي ما تكونش غيرة بس على فكرة أنا ملتزمة دينيا خالص الحمد لله وخايفة أعمالي كلها تبطل بسبب الغيرة دي أو الحقد أهو ما بقتش أحس إنهم يفرقوا كتير عن بعض..

malmolaaa


أهلا بك يا صغيرتي الغيورة كالأطفال.. الباحثة عن الحب والزواج وفارس الأحلام ككل بنات حواء، وهو أمر طبيعي ولكن تختلف درجة انشغال كل من الفتيات بهذا الأمر بحسب بيئتها وتربيتها وطبيعتها الشخصية واهتماماتها ونظرتها للحياة.. دعينا ندخل في أصل المشكلة وهو شعورك بالغيرة والذي لا تدرين له سببا؟ ثم تخلطين في نهاية رسالتك بين الغيرة والحسد..


وبدايةً يجب تعرفي أن الغيرة عاطفة موجودة داخل كل إنسان كغيرها من العواطف الأخرى كالحب والغضب، ووجودها بنسبة ضئيلة داخل كل منا قد يدفعه في حياته إلى التفوق وتحقيق ما يريد ولكنها إذا زادت أعمت صاحبها عن حياته وعن رغبته لتصيبه بمأساة الحسد..


إذن فأن تشعري بشيء من الغيرة لمعرفتك بخطوبة أو زواج فتاة وإن كنت لا تعرفينها أمر طبيعي إذا كان هذا الشعور يأتي بشكل عابر، ثم سرعان ما يزول ويكون مصدر هذا الشعور حينئذ هو أن أحدا حصل على ما تتمنين لنفسك، أو تخطى حاجزا تتمنين تخطيه وهو الانتقال من دائرة الأسرة نفسيا إلى دائرة الحبيب والزوج..


أما الحسد والذي يمتزج بالأنانية والحقد فهو تمني زوال النعمة من الآخر ووصولها إليك أو حتى لا تصل إليك المهم ألا يتنعم غيرك بما لا تتنعمين به، وليست هذه هي حالتك، فحسب حديثك فأنت فتاة رومانسية تحلمين بفارس الأحلام وتتمنين أن يطرق بابك فإذا وجدت فارسا آخر طرق باب غيرك صادفك هذا الشعور بالغيرة وأنك لم تحققي شيئا مما تحقق لغيرك..

وكما يقول العلماء فالغيرة هي ليست الرغبة في الحصول على شيء يملكه الشخص الأخر، بل هي أن ينتاب المرء القلق بسبب عدم حصوله على شيء ما..
تلك هي مشاعرك يا صغيرتي، فماذا عساك تفعلين؟ أولا يجب أن تعلمي أن مشاعرنا نابعة من طريقة تفكيرنا والتي نحن قادرون بكل تأكيد على توجيهها..


فلتوجّهي مشاعرك إلى أن وصول الحب والخطوبة لفتاة غيرك معناه أن وصولهما إليك أنت أيضا قريب المنال، ثم إنه ليس أعظم من التوجيه المحمدي الرباني الذي يعيننا على ذلك..
تذكري قول رسولنا الكريم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".. وأن فرحتك للآخرين معناها سلامة صدرك من الغيرة التي تؤذي النفوس..


ولترفضي مشاعرك السلبية تجاه أفراح الآخرين؛ لأنها توصل إلى ما هو أبعد من ذلك، فقد يأتي شاب لصديقة لك فتجدين نفسك وقد أخذك الشعور بالغيرة لتقارني بينك وبينها ثم تجدين نفسك تتعالين عليها أو تنكرين ما أعطاها الله فتصلين إلى ما هو أشد من الحسد والغيرة إلا وهو الكبر..
فاستعيذي بالله يا عزيزتي من شر هذه الغيرة إذا تمكنت من قلب إنسان؛ لأنها تحوّل حياته إلى جحيم.. وإذا سمعت بخبر مثل خطوبة إحداهن فلتسارعي بالدعاء لها بالتوفيق والنجاح لتواجهي بهذا الماء البارد من الدعاء أبخرة الغيرة فتقضين عليها..


وقولي دائما في نفسك إن الذي أعطى غيري سيعطيني وما ذلك على الله بعزيز..
واجهي هذا الشعور السلبي بطريقة حاسمة، ولا تتركيه ينتصر على حبك للخير إذا وصل لغيرك واستعيني بالله على هذا.. ولا تتركي الخاطر السيئ يسيطر على تفكيرك وشعورك ثم يصيبك بالضيق.. بل ادفعي هذه الخواطر بقوة الإيمان بالله.. وحب الخير للآخرين.


والله نسأل لك هدوء نفسك وراحة بالك وأن يرزقك الله بالزوج الذي يحقق لك السعادة والرضا.