يقول سيدى الشيخ صلاح الدين التيجانى فى كتابه «مواكب الحب».. الصادر عن دار «هلا» أن الحب هو سبب وجود العالم، والخلق إما محب أو محبوب. قال تعالى «يحبهم ويحبونه»، فالله تعالى خلق الإنسان واختصه بمحبته. حتى ملائكته، لا يعبدونه محبة بل خوفا «ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته»، ويقول إن الله أحب الإنسان غاية الحب، لدرجة أنه أعطاه روحه هدية «وروح منه».
ويقول سيدى الشيخ صلاح الدين عن التسامح فى كتابه «الكنز» الصادر عن الهيئة العامة للكتاب، إن كل من لم يطلعك الله على عداوته لله فلا تتخذه عدوا، وعليك أن تجهله فإذا تحققت أنه عدو الله فتبرأ منه، كما فعل الخليل إبراهيم عليه السلام «فلما تبين أنه عدو لله تبرأ منه»، ولا تجب معاداة أهل لا إله إلا الله، والذى ينبغى لك مع أهل التوحيد أن تكره فعله، إذا أتى بالمعصية، ولا تكرهه هو نفسه. ويقول سيدى عن غض البصر، إنه من أخلاقهم رضى الله عنهم غض الطرف عن رؤية النساء أدبا مع الله تعالى، من حيث كونهم فى داره وتحت أمانته، لا لعلة أخرى من خوف عقاب أو فوت ثواب، فضلا عن وقوع محرم، ومن تأمل بعين الإيمان الحقيقى وجد الدنيا كلها دار الحق جل جلاله، وجميع ما فيها من النساء إماؤه وعبيده، فمن نظر إلى واحدة منهن بغير حق فقد خان ربه وعصاه فى حضرته، ويقول لو أن شخصا أقبل على الله تعالى طوال عمره، ثم أعرض عنه لحظة واحدة، فاته فى تلك اللحظة أكثر مما ناله فى عمره.
ويقول سيدى الشيخ صلاح الدين التيجانى فى كتابه «المحاريب» الصادر عن سلسلة التراث، إن «الحمد لله» تملأ الميزان، لأنها كل ما فى الميزان، فما ملأ الميزان إلا الحمد، فالتسبيح حمد. والتهليل حمد، والتكبير حمد، والتعظيم حمد، وعن العلاقة بين الرجل والمرأة يقول «أوجد الله هذا المخلوق المسمى إنسانا، حبا له وتوددا إليه، فهو الودود، ثم نفخ فيه من روحه، فما اشتاق هذا المخلوق إلا لنفسه، فاشتق منه شخصا على صورته سماه امرأة، ولذلك كان للرجل درجة على المرأة، بأنه خلقه بيديه، ثم خلق منه المرأة، فالرجل بالأصالة والمرأة بالتبعية (وللرجال عليهن درجة)، ولذلك سموا نساء من النّسأ، وهو التأخر لتأخر خلقهن عن الرجال، وعندما ظهرت المرأة بصورة تشبه صورته حن إليها حنين الشىء لنفسه، وحنت إليه حنين الشىء إلى وطنه، وقد كان الله تعالى بعد أن أعطى الرجل قطعة من روحه حن إلى هذا الرجل الذى نفخ فيه من روحه حنين الشىء إلى نفسه، وحن الرجل إلى ربه حنين الشىء إلى وطنه، فإذا نظر الرجل إلى المرأة تذكر نظر الله إليه، وإذا نظرت هى إليه تذكرت نظرته إلى ربه، ومن هنا حبب إلى رسول الله النساء عن تحبب لا عن حب، عن أنس رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (حبب إلى من دنياكم النساء.. )، وهذا هو الرجل الكامل، أما الرجل الحيوان فينظر إلى المرأة على أنها شهوة عاجلة فقط، وانظر إلى دقة قول الله تعالى (وللرجال عليهن درجة)، فالرجولة درجة، أما الذكورة فنوع، فكلمة رجال لم تستعمل فى القرآن إلا لبيان المزية (رجال صدقوا) و(رجال لا تلهيهم) و(على الأعراف رجال)».
وعن الدعاء يقول شيخى العزيز فى (المحاريب) «واعلم أن إجابة الدعاء أن يقول الله لك لبيك، وهو أمر لا بد منه من الله فى حق كل سائل، ثم ما يأتى بعد هذا فهو خارج عن الدعاء، وهو ما لم يضمنه الله تعالى رحمة بالناس، إذ لو ضمنه لهم لقضى لهم ما فيه شرهم فيهلكهم»، ويقول أيضا «كيف يكون طلبك اللاحق سببا فى عطائه السابق؟!».
بقلم عمر طاهر