المصري مصطفى صفوان واللبناني عدنان حب الله في كتاب مشترك يقدم له الشاعر الكبير أدونيس
إشكاليات المجتمع العربي؛
قراءة من منظور التحليل النفسي
المركز الثقافي العربي
الدار البيضاء 2008
272 صفحة | 7.15 ميجا بايت
مصطفى صفوان
محلل
نفساني مصري. تعرض لتجربة قاسية اضطرته لترك مصر عام 1958 أثناء حكم عبد
الناصر وقد نجا من الاعتقال بأعجوبة حيث أبحرت به باخرة خارج المياه
الإقليمية بعد مرور ساعات فقط من صدور أمر رسمي باعتقاله. التحق صفوان
بجامعة باريس، وكان من مؤسسي المدرسة الفرويدية الباريسية التي تمحورت حول
جاك لاكان. أصدر
عدة كتب. حمل كتابه الأول عنوان "ما هي البنيوية في التحليل النفسي ؟" وقد
جاء في شكل كتيب نشرته دار سوي وفيه ينطلق صفوان من فرضية لاكان الأساسية
التي ترى أن العيادة هي أصل كل بنية. فما يقال في العيادة – النفس تحليلية
هو الذي سيشكل فيما بعد خطاب جلسة العلاج. ونظرية التحليل مبنية كلها على
هذا الأساس أي بوصفها مرآة يسقط عليها المريض تخيلاته. وحمل كتابه الثاني
عنوان "دراسة حول أوديب" واتخذ شكل مقالات منفصلة تدور حول وظيفة الأب بكل
تنويعاتها المختلفة؛ الأب الواقعي والأب المتخيل المرتبط بعقدة الخصاء
والأب الرمزي أو المثالي الذي يمثل القانون. وفي كتاب ثالث حمل عنوان
"التحويل" تناول صفوان نظريات التحويل بعد فرويد وما قبل لاكان. وأظهر
عملية التحويل كمسرح يقوم باستدعاء اللاشعور ومن ثم يستخدمه في العلاج
النفسي. ولصفوان كتاب رابع عن الجنسانية الأنثوية ينطلق من مفهوم
الجنسانية عند فرويد وجونز وينتهي إلى بلورة مفاهيم معينة ذات فائدة لفهم
بنية المرأة النفسية. ويطرح صفوان في كتابه الأخير "الكلام أو الموت"
أهمية الدور الذي تقوم به اللغة في العلاقة بين الإنسان والإنسان. فهذه
العلاقة مهددة بالصراع المميت إذا لم يتم توسيط اللغة كطرف ثالث. ولصفوان
بالإضافة للمؤلفات ترجمات مهمة من بينها ترجمة كتاب فرويد "تفسير الأحلام"
في أواخر الخمسينات. وكتاب "علم ظهور العقل" لهيجل. ومقال في العبودية
المختارة لإتين دي لا بوسييه.
عدنان حب الله
(1935
– 2009). طبيب ومحلل نفسي ومؤسس المركز العربي للأبحاث النفسية
والتحليلية. مارس مهنة التحليل في فرنسا ولبنان. ترك عددا من المؤلفات
الهامة من بينها: جرثومة العنف والتحليل النفسي للرجولة والأنوثة من فرويد
إلى لاكان، الصدمة النفسية والحرب الأهلية، الحدث السياسي بعد 11 سبتمبر،
الطب النفسي العربي بالاشتراك مع حسين عبد القادر وعادل عقل. هذا بالإضافة
إلى عدد كبير من المقالات المنشورة في الصحف والمجلات.
عرض مختصر للكتاب
يتكون
الكتاب الذي يشغل 272 صفحة من القطع الكبير، بالإضافة إلى التمهيد الذي
كتبه عدنان حب الله ومقدمة الشاعر الكبير أدونيس من 12 فصلا بعضها جاء في
صيغة حوارية والبعض الآخر في شكل مقالات متفرقة ذات موضوعات مستقلة. القسم
الأكبر من الكتاب والذي يشغل أكثر من نصفه (الفصول من الأول حتى الرابع |
الصفحات من 23 حتى 148) يمثل القسم الحواري. و ينصب هذا القسم على مواضيع
شتى لم تخضع لاختيار منظم بقدر ما تأثرت بتداعي الأفكار في الحوار، على
طريقة التحليل النفسي. والغرض من التزام هذا الشكل الحواري هو كما يقول
عدنان حب الله، في تمهيده، تحفيز القارىء على المشاركة في التفكير بدلا من
الاكتفاء بلعب دور المتلقي التقليدي والقيام باستهلاك مواضيع جاهزة
ومكتملة. ومن موضوعات هذا القسم؛ لقاء مع الدكتور مصطفى صفوان اجراه عدنان
حب الله يتضمن نبذة عنه وعن بعض مؤلفاته، وعلاقة التحليل النفسي باللغة
والكلام، وعلاقة التحليل النفسي بالبنيوية، وأخيرا العلاقة بين التحليل
النفسي والمجتمع العربي. أما القسم الباقي من الكتاب (الفصول من الخامس
وحتى الثاني عشر | الصفحات من 149 حتى 272) فيطال مواضيع محددة جرى
انتقاؤها ومعالجتها من زاوية التحليل النفسي وكتب معظمها عدنان حب الله.
وهذه المواضيع هي على التوالي؛ اللغة ودورها في تكوين الحضارات، والفلسفة
السياسية للمجتمع العربي، والعلاقة بالموروث وعلاقة الثقافة بالحكم، وهي
الموضوعات الثلاثة التي كتبها مصطفى صفوان. يلي ذلك موضوعات تبحث في علاقة
الديمقراطية بالتراث الفكري العربي، والحرب المقدسة، والعنف المقدس،
والمقاومة الثقافية للتحليل النفسي في المجتمع العربي، وأخيرا، جنسانية
المرأة العربية ومفهوم الأنوثة بين الرجل والمرأة في المجتمع العربي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الكتاب طريف وشيق وقد استهواني شخصيا لدرجة أن غرر بي وجعلني أقبل القيام بدور "متحلل".
فتخيلت نفسي مستلقيا في عيادة "محلل نفساني" أتكلم فقط وأبوح.