طنين الأذن.. عرض لمرض وعلاجه ممكن بالتشخيص السليم السبت، 28 مايو 2011 - 00:27
طنين الأذن هو عرض وليس مرضاً، إلا أنه يمثل مشكلة فى حد ذاته،
إذ قد يدفع المرء للانتحار كما حدث مؤخراً فى إنجلترا عندما لجأ رجل فى
الرابعة والسبعين من عمره لإطلاق النار على رأسه ليتخلص من هذا الطنين
الذى وصل لحد أصوات صرخات دائمة فى أذنيه، كما نشرت جريدة "الجارديان"
البريطانية مؤخراً.
بعد هذه الحادثة نشرت الأكاديمية الوطنية للعلوم دراسة تقول إن طنين الأذن
يحدث بسبب انسداد جهاز الإرسال العصبى فى المخ، وهذا يعنى أن إيجاد علاج
لتقوية هذا الناقل العصبى يمكن أن يعالج المشكلة.
وتعرف المؤسسة الطنين بأنه إدراك حسى للصوت فى غياب أى صوت فعلى خارجى،
ويسمع المرضى ضوضاء فى صورة أجراس أو طنين أو صفارات فى أحد الأذنين أو
كلاهما، ويمكن أن يكون هذا الصوت معتدل أو حاد، إلا أنه يزداد وضوحاً
عندما يصبح المكان هادئاً، مما يجعل من المستحيل على المريض أن ينعم
بالنوم.
ويصيب هذا العرض ما يقرب من عُشر الأشخاص، إلا أنه يتحول إلى مشكلة
مستعصية مع ما يقرب من 1% من الناس، بالإضافة للضوضاء التى يعانى منها
المريض، فالطنين يسبب أيضاً الشعور بالإعياء وضعف التركيز والضيق والإحباط.
ويحدث الطنين نتيجة حدوث عطب فى الشعيرات الدقيقة داخل الأذن الداخلية
التى تحث الخلايا العصبية على نقل الأصوات إلى المخ، وعندما تتلف هذه
الشعيرات الدقيقة، بسبب فقد طبيعى للسمع بسبب التقدم فى العمر أو بسبب
إصابة الأذن أو التعرض لأصوات مرتفعة، وتقوم الأعصاب بنقل رسائل غير
طبيعية للمخ الذى يترجمها إلى أصوات.
هناك ظروف أخرى تتسبب فى ظهور الطنين، مثل تصلب الأذن، حيث تصبح عظام
الأذن الوسطى صلبة وتراكم شمع الأذن وعدوى الأذن الوسطى وإصابة الرأس
وبسبب حدوث ثقب فى طبلة الأذن، كما أن المعاناة من الضغوط الحياتية قد
تزيد من المشكلة، بالإضافة لذلك بعض العقاقير مثل تلك التى تستخدم لعلاج
الملاريا يمكن أن تسبب الطنين.
وحول كيفية التخلص من المشكلة، فينبغى على من يعانى من المشكلة مراجعة
الطبيب للتعامل مع أى من مسببات المرض، مثل تراكم شمع الأذن أو عدوى الأذن
الوسطى أو فقد السمع.
وتسجل كثير من الحالات تحسناً إذ يبدأ المخ فى ترجمة الإشارات بشكل جيد،
إلا أن هذا قد يستغرق شهوراً طويلة من العلاج، فى تلك الأثناء يمكن للمرضى
اللجوء للأصوات التى تغطى على الطنين، مثل التلفاز أو دقات الساعة، ولا
ينصح الأطباء باللجوء للأقراص المنومة لأنها قد تصيب المريض بالإدمان.
وينصح المختصون الأشخاص الذين يعملون فى أماكن تحدث ضوضاء عالية بحماية
آذانهم وتقليل فترات التعرض للضوضاء العالية بأخذ فترات راحة كلما أمكن
ذلك.