® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2010-11-20, 2:32 pm | | أُحبّ الشتاء لأنّه يعزل، ولأن عرق السماء خلاله يعفي البشر من بذل عَرَقهم. في منزلي لم أعد أسمع صوت المطر بعدما طوّقته المباني من كل صوب حاجبة الشمس والهواء والقمر والمطر، لكنّي حين أُصغي بانتباه، وسط السكون، يتناهى إليّ صوت المطر وكأنه يطمئنني: «أنا هنا، لا تخف!». في صغَري كان بيتنا طبقة أرضية ونافذة غرفة الاستقبال الواطئة تطلّ مباشرة على الشارع، وعندما تمطر أشعر، وأنا أزيّح على بخار زجاج النافذة، أني في زورق. لم أجرؤ ولا مرّة أن أركب زورقاً، فقد كفاني فخراً وأماناً زورق الشّباك العتيق. وفيما كان الآخرون يكتئبون من طقس الشتاء، كنت أجد فيه راحتي، ومع الوقت أصبحت أنتظر بفارغ صبر صوت المطر وعصف الرياح كمن يُعطى جرعة من القوّة. أمنيتي، ساعة الموت، أن يحتويني مَقْعدٌ في مكان مفتوح على الأفق، وأن ألفظ أَنفاسي إلى الرياح معيداً الهواء إلى الهواء. | |
| |