أيّ خطر محدق يهدّد أمريكا، حتى يتلهف بينام على إنقاذها هكذا؟ يقول الرجل: 'ما هو العامل المشترك بين الإجهاض والشذوذ الجنسي والإسلام؟ إنها جميعها من وحي الكاذب ذاته الذي جاء إلى الأرض لكي يسرق ويقتل ويخرّب. إنها، ثلاثتها، تستفيد من الحرّيات الرائعة التي نتمتع بها في أمريكا. إنها، ثلاثتها، انتهكت هذه الحرّيات وأساءت استخدامها. إنها، ثلاثتها، تنكر الربّ وكلمته الحقّ. إنها، ثلاثتها، دخلت في حلف مع الموت'... ليس هذا فحسب، بل اقرأوا هنا ما يقوله بينام عن الإسلام (وهو، للتذكير، قسّ مثقف يحمل إجازة جامعية في العلوم السياسية، وأخرى في العلاقات الدولية، ودرجة الماجستير في اللاهوت): 'منذ رؤيا محمّد في مطلع القرن السابع، ذُبح الملايين بسبب أكذوبة الإسلام. هذا الدين الزائف، المولود من قعر الجحيم، أدّى إلى لعنة دائمة حلّت بملايين البشر الذين يحبّهم الله'!
ولا يحتاج المرء إلى أن يكون مسلماً أصولياً، أو مسلماً معتدلاً، أو حتى مسلماً بالولادة، لكي يغلي الدم في عروقه إزاء هذه الآراء القبيحة المستقبحة. أمّا إذا كان المرء من طينة قاتل السيدة الشربيني، يقيم على أرض كانت حاضنة الفلسفة النازية، في ذروة مآزق المجتمع الرأسمالي المعيشية، عاطلاً عن العمل، أو سكيراً، أو مدمناً على المخدرات... فكيف لا ينقلب حجاب الشابة الغريبة السمراء إلى خرقة حمراء قانية، تضعه غريزياً خارج مصافّ البشر، أقرب إلى ثور هائج متوحش قاتل!