أرى البعض فاغرا فاه ينظر لكاتب هذا المقال كأحد أغبياء القرن الواحد والعشرين ويريد الإجابة: ليه بنشجع مصر؟!! علشان بلدنا وانتمائنا ووطننا، كل ده مش عاجبك؟

لا سيدي الفاضل، كل اللي قلته على عيني ورأسي؛ لكن أنا فقط أتساءل عن: لماذا نشجع مصر في كرة القدم بمثل هذا الحماس، ونحزن عندما يهزم الفريق القومي؛ متشحين في كل هذا بوشاح الوطنية والانتماء، وهناك ما هو أغلى من شخصية الوطن الكروية يضيع دون أن ترجف لنا نفس أو تدمع لنا عين أو نشغل بالنا بهذا؛ لا أعتقد أن ولي أمر من أولئك المتعصبين سيثور إذا ما أخفق ابنه في سنة من سنواته الدراسية، أو أن أسرة ستفرط في الفرحة إن تزوجت إحدى فتياتها.

والأمر على المستوى الأعلى إذا ما حققت مصر نفسها إنجازات على مستويات أخرى لا يعلم الكثير منا عنها شيئا ولا يهتم أن يعلم ولو علم لما حرك ساكنا؛ كم منا يعلم أن من إنجازات مصر هذا العام:

حقق المنتخب المصري المركز الثالث في بطولة فرنسا الدولية لرواد الهوكي

حقق المنتخب المصري المركز الأول لبطولة المنطقة الخامسة لكرة السلة للرجال

حصلت الفرق المصرية على ميدالية ذهبية وخمس ميداليات برونزية في كرة الطاولة.

حصلت الفرق المصرية على ميدالية ذهبية، وعدد 2 ميدالية فضية، وعدد 3 ميدالية برونزية في بطولة قطر الدولية للناشئين لتنس الطاولة.

فاز الفريق المصري بالمركز الثالث في بطولة البحر المتوسط لكرة اليد.

حصلت اللاعبة إيمان شعبان على المركز الأول واللاعبة ندى الصعيدي على المركز الثاني في بطولة كوبنهاجن الدولية لسلاح الشيش للسيدات والناشئات.

حققت اللاعبة آية محمود مدني المركز الأول في بطولة كأس العالم للخماسي الحديث.

حقق اللاعب محمد مصطفي السعيد (المركز الأول وزن 85 كجم والمركز الخامس الوزن المفتوح) في بطولة كأس العالم للسومو.

حقق اللاعبون المصريون المراكز الأولى والثانية والثالثة في بطولة هولندا الدولية للتايكوندو.

هذا في مجال الرياضة فقط وغيرها لا يعد ولا يحصى من المعجزات التي خرجتها مصر مثل (مصطفى مشرفة / أحمد زويل / نجيب محفوظ... إلخ).

فأين أنت من كل هؤلاء؟

يمكن إنت مش واخد بالك والموضوع مش موضوع انتماء والكلام الكبير ده، والمجالات دي برغم إن فيه كثير مش فاهمين فيها إلا أن الانتماء ما لهوش دعوة بحاجة؛ فالأم اللي بتتمنى ابنها يناقش الدكتوراة مش فاهمة حاجة في تخصصه وغالبا كمان زوجته، لكن الاتنين بيشجعوا من منطلق الانتماء والحب بس.

يبقى المسألة مش انتماء؛ أمال إيييييييييه؟؟؟

أنا سامع واحد بيقول المسألة متعة لأن كلنا بنحب الكورة وبنحب نتفرج عليها كده ونلعبها.

طيب هو أدنى القواعد الذاتية للمتعة إن أنا أحرق في دمي وممكن أتسبب لنفسي في ضغط عصبي أو لا قدر الله جلطة أو بعد الشر بعد الشر سكتة قلبية علشان أستمتع؟ ولا من المتعة إني أعمل مشادة كلامية مستفزة بيني وبين الخصم، ووارد جدا إنها تتصعد وتتحول لمشكلة أو مشاجرة كبيرة تؤذينا جميعا.

يبقى دي مش متعة. أمال تبقى إيييييييييه؟؟؟

وبرضه أكيد مش تعصب لأن التعصب عبارة عن مبالغة في الاقتناع والدفاع المستميت عن طرف من الأطراف، أما ما يحدث فهو مجرد طاقة زائدة وكبت مدفون لا نعرف كيف نخرجهما فنتصرف كالطفل عندما ينتابه حالة من الملل أو الكدر لا يعرف كيف يصرفها فيلجأ للبكاء الحار المستميت.

فماذا تقول أنت؟