فى الشعر الجاهلى كتاب تأليف المفكر المصري و عميد الادب العربى طه حسين صدر سنة 1927 . الكتاب لقى معارضه كبيرة اول ما نزل بسبب موضوعه و فكرته اللى بناها الكاتب علي افكار بسيطة ومنطقيه ، و فى نفس الوقت كانت فكرته جديده على الناس بخصوص اللى بيعرفوه عن الادب العربي . ونتيجة لكده و بسبب الضغط اللى حصل ، الكتاب اتشالت منه الجمل الصادمه ونزل تانى باسم ( فى الادب الجاهلي )
طه حسين بيفترض - ومن وجهة نظره ان افتراضه صحيح - ان الادب الجاهلي - اللي قبل الاسلام - والشعر الجاهلي اللي احنا بنعرفه دلوقتى من عنترة لقيس وغيرهم في اغلبه شعر منتحل . و بيقول طه حسين ان السبب في فكرته دي ان لغة الشعر الجاهلي هي نفس لغة القرأن تقريبا , وان اللهجات العربية كانت مختلفة قبل الاسلام فيبقي ازاي الشعر ده كله معمول بلهجة واحدة هي نفس لهجة القران اللي هوا بلهجة قريش . كمان طه حسين بيقول ان الشعر ده اغلبه فيه الفاظ وسهولة متدلش علي انه من العصر ده انما العرب انتحلوه بعد الاسلام بسبب الشعوبية اللي حصلت نتيجة الصراعات السياسية فبقا كل واحد بيحاول ينسب لقبيلته شاعر واشعار , والمختلف عليه هنا مش الشعراء لانهم ممكن يكونوا موجودين لكن المختلف عليه هوا لغة الشعر نفسه او بمعني اصح لهجته , وتاريخ ظهورة وانه غالبا إتألف بعد الاسلام .
الكاتب طبعا في الكتاب بيدلل بامثله كتير و علم غزير و بيفترض ان اللهجات المختلفه قبل الاسلام ماكنتش نفس لهجة قريش لا في سهولة الالفاظ ولا في صعوبتها , وان القبائل بعد الاسلام احتاجت نتيجة ظهور الشعوبية ان يكون لكل واحد منها شاعر خصوصا ايام الامويين والعباسيين ويعملوا له تاريخ او يلفقوا له شعر من شعراء في عصرهم الجديد , و بيستعرض الكتاب صورة الادب في العصور دي وبيوريك ازاي انه الشعر الجاهلي متطابق مع الاسلامي بشكل يخلينا نسال!
ملاحظات طه حسين كلها بناها علي انه شك (زي ديكارت) ما كان بيشك في اي شئ فيلاقي فيه اخطاء , وان اغلب الادب اليوناني اكتشفوا انه منتحل لما تعمقوا فيه وزيه الروماني . وان حكاية انتحال الادب دي ظاهره انسانيه بسبب تدخل السياسه احيانا او العصبية القبليه . كتاب فى الشعر الجاهلى لقه معارضه كبيرة اول ما نزل أضعاف اى نقد له ، و يمكن ده خلاه أشهر كُتب طه حسين . مش بس طه حسين اللى قال ان الشعر ده منحول . وكتب أدباء كتير مقالات و كتب للرد على كتاب الشعر الجاهلي أشهرهم كتاب اسمه الشهاب الراصد للأديب المصري محمد لطفي جمعة كتاب فى الشعر الجاهلى اتمنع من البيع لكن بعد كده اتنشر مع تعديلات طفيفة و تحت عنوان فى الأدب الجاهلى . و اتقدم طه حسين للمحاكمه بتهمة اهانة الاسلام بسبب 4 عبارات جت في الكتاب و اهمهم العباره دي :
” للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل ، وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضاً ، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي فضلاً عن إثبات هذه القصة التي تحدثنا بهجرة إسماعيل بن إبراهيم إلى مكة ونشأة العرب المستعربة فيها ونحن مضطرون إلى أن نرى في هذه القصة نوعاً من الحيلة في إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة ، وبين الإسلام واليهود والقرآن والتوراة من جهة أخرى “
بس القاضي المستنير محمد نور حكم ببرائته و امر بحفظ اوراق القضيه اداريا و قال ان دا رأي اكاديمي بتاع واحد بروفيسير في الجامعه و مش المفروض يتاخد ضده اي اجراء قانوني (لعدم توافر القصد الجنائي).