يسعى المنتخب المصري لكرة القدم إلى استعادة الثقة، والرد على الانتقادات التي تعرّض لها في الآونة الأخيرة، عندما يستضيف نظيره الأسترالي غدا (الأربعاء) على استاد القاهرة الدولي في مواجهة ودية ينتظر أن تتسم بالإثارة والجدية.
وقبل عشرة شهور فقط كانت معنويات المنتخب المصري في أعلى درجاتها بعد فوز الفريق بلقب بطولة كأس الأمم الإفريقية للمرة الثالثة على التوالي والسابعة في تاريخه، محققا بذلك رقمين قياسيين في تاريخ البطولة.
ولكن موقف الفريق تغيّر كثيرا على مدار الشهور القليلة الماضية رغم احتفاظه بنفس الإدارة الفنية، وبعدد كبير من عناصر قائمته.
وبعد أن خاض الفريق في الثالث من مارس الماضي مباراته مع المنتخب الإنجليزي في استاد "ويمبلي" مفعما بالثقة والرغبة في تحقيق المفاجآت أمام الفرق العالمية، سيكون أمله في مباراة الغد (الأربعاء) هو تجنّب السقوط في فخ الهزيمة الثقيلة.
وعلى الرغم من الخبرة الكبيرة التي اكتسبها المنتخب المصري (أحفاد الفراعنة) على مدار السنوات الماضية والبصمة الرائعة التي تركها على الساحتين الإفريقية والعالمية من خلال بطولات كأس الأمم الإفريقية وكأس القارات 2009، يدرك الفريق صعوبة الاختبار الذي ينتظره غدا على استاد القاهرة الدولي.
وأعلن المنتخب الأسترالي عن نفسه بقوة في الأعوام القليلة الماضية من خلال عروضه القوية في بطولة كأس العالم، وتألّقه في التصفيات الآسيوية بعدما أصبح من فرسان كرة القدم في القارة الصفراء.
ويضاعف من الضغوط الواقعة على المنتخب المصري في مباراة أستراليا أنه سيخوض اللقاء وسط عشرات الآلاف من جماهيره المتحمّسة والمتحفّزة والتي تنتظر منه هدية عيد الأضحى، وتترقّب عودة انتصارات الفريق أو على الأقل عروضه القوية بعد هبوط مستواه بشدّة في بداية مسيرته بالتصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية 2012.
وتبدو المباراة مواجهة بين المهارة الفنية والخططية في المنتخب المصري والقوة واللياقة البدنية العالية في المنتخب الأسترالي.
ويُدرك حسن شحاتة -المدير الفني للمنتخب المصري- أن السلاح القوي لفريقه بخلاف عنصر الجمهور يكمن في قدرة لاعبيه على توزيع جهدهم ولياقتهم على شوطي اللقاء، وعدم الدخول في سباق اللياقة مع لاعبي المنتخب الأسترالي.
ولذلك سيكون التمرير السريع والتحرّك بدون كرة والدقة في التمرير والتصويب هو الطريق الأقصر نحو الخروج بنتيجة إيجابية من هذه المباراة.
ويفتقد المنتخب المصري في هذه المباراة عددا من أبرز عناصره المؤثّرة والتي ساعدت الفريق كثيرا في إحراز اللقب الإفريقي ثلاث مرات متتالية.
ويأتي في مقدّمة هذه العناصر حارس المرمى العملاق عصام الحضري الذي يغيب عن صفوف الفريق؛ بسبب إيقافه من قِبل الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) لمدة أربعة شهور نتيجة هروبه من ناديه الأهلي المصري في منتصف موسم 2007/ 2008، والتحاقه بفريق سيون السويسري على الرغم من ارتباطه بعقد مع الأهلي.
وإلى جانب غياب الحضري، تفجّرت أزمة جديدة في مركز حراسة المرمى؛ بسبب إصابة حارس المرمى الآخر عبد الواحد السيد خلال مشاركته مع فريقه الزمالك في الدوري المصري.
وتدور الشكوك حول مشاركة عبد الواحد في المباراة غدا (الأربعاء) مما يعني إمكانية لجوء شحاتة إلى الاستعانة بأحد الحارسين البديلين: أمير عبد الحميد، ومحمد صبحي، علما بأنهما لا يتمتعان بنفس القدر من الخبرة التي يمتلكها عبد الواحد.
كما يغيب عن صفوف المنتخب المصري في هذا اللقاء الصعب قائده المخضرم أحمد حسن (الصقر) الذي تعرّض للإصابة بقطع في الرباط الصليبي في وقت سابق من العام الحالي، وابتعد بسببها عن صفوف الفريق.
وبنفس الإصابة، غاب عن صفوف المنتخب المصري اللاعب حسني عبد ربه منذ عدة شهور.
وفي الهجوم يفتقد الفريق اثنين من أبرز عناصره الأساسية؛ وهما: عمرو زكي (البلدوزر)، وعماد متعب للإصابة.
ويعود إلى صفوف الفريق في هذه المباراة نجم هجومه الآخر محمد زيدان -لاعب بوروسيا دورتموند الألماني- والذي تعافى مؤخرا من الإصابة بقطع في الرباط الصليبي، ولكنه قد يشارك لجزء من الوقت فقط نظرا لغيابه عن الملاعب منذ فترة طويلة.
ولا تضم صفوف المنتخب المصري حاليا من المحترفين بالخارج سوى محمد زيدان لاعب بروسيا دورتموند الألماني، وأحمد المحمدي نجم سندرلاند الإنجليزي.
وفي المقابل، تبدو صفوف المنتخب الأسترالي أكثر اكتمالا؛ حيث يضم الفريق العديد من النجوم المحترفين في أوروبا، وفي مقدّمتهم: مارك شوارزر (فولهام الإنجليزي)، وتيم كاهيل (إيفرتون الإنجليزي)، وديفيد كارني (بلاكبول الإنجليزي)، وبريت إيمرتون (بلاكبيرن الإنجليزي)، ريتشارد جارسيا (هال سيتي الإنجليزي)، وبريت هولمان (ألكمار الهولندي)، وسكوت ماكدونالد (ميدلسبرة الإنجليزي)، بالإضافة للاعب ساشا أوجنينوفسكى نجم سيونجنام الكوري الجنوبي والذي تُوّج مؤخرا بجائزة أفضل لاعب في دوري أبطال آسيا؛ حيث قاد الفريق لإحراز لقب البطولة.
ويعتمد المدرب الألماني هولجر أوسييك -المدير الفني للمنتخب الأسترالي- بشكل كبير على هذه المباراة في إعداد الفريق لبطولة كأس آسيا التي تقام في قطر من السابع إلى 29 يناير المقبل.