® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر : 2010-10-25, 6:28 pm | | على الرغم من أن عمري لم يتجاوز ثمانية عشر ربيعاً؛ لا يزال يرقد في داخلي طفل دمّره الضياع, طفل تمنّى السعادة، فجاءته التعاسة على طبق من ذهب.. نفسي متآكلة تحتاج إلى تجديد، أو لنقل تحتاج إلى إعادة تأهيل.. أبحث عن مفقود تاه عني أو تُهت عنه، شخصية أتمناها لا أعلم ما هي مزاياه؛ لكني أدرك أنها ستنتشلني من القاع السحيق الذي أوصلت نفسي إليه.
سبق وأرسلت إليكم شكواي عن الماضي الدفين الذي أصف فيه مقارنة أهلي بصديقتي، وعدم نظرهم إلى مزاياي.. وتدركون ما لذلك من أثر بالغ في تحطيم ثقتي بنفسي؛ فأصبحت أتخوّف من الحديث عنها، بمجرد ذكر اسمها ينقلب مزاجي وتتدهور نفسيتي، لا أعلم أهو ضعف أم مجرد إحساس لا أصل له.. عند ذكر اسمها أتذكّر أسلوبها وطريقة كلامها التي تحمل كل معاني التكبّر والغرور، وأسلوبها في تصغيري وتهميش دوري، وكنت حينها -ولا أزال- لا أعلم كيف أتعامل معها، وفي الوقت نفسه لا أملك من الثقة القدر الذي يجعلني أتجاهل عباراتها التي تحاول تهميشي وتصغيري من خلالها؛ حتى تصل إلى أنها الأفضل دوماً.
لا أكذب إذا قلت بأني أحسّ أنها تسيطر عليّ بشكل كامل؛ حتى إذا لم تكن موجودة؛ فبمجرد ذكر اسمها يبدأ كل شيء بالتدهور.. لقد أصبح أكبر همي وشغلي الشاغل أين ذهبت؟ وما هي تطوراتها؟ وماذا اقتنت ووووو.. الجميع يلاحظ كيف صِرتُ أغار منها وأحسدها.. كل ما تتمناه هي تجده! وكل ما أخطط للحصول عليه في سنوات تجده هي في أيام!! كل ما أريد الحصول عليه وأتعب فيه تجده هي بكل سهولة.. أستطيع القول بأني لم أستطع أن أثق بنفسي.
سبق وأرسلتم لي الحل عن فضفضتي السابقة، وارتحت قليلاً، وبعدها عاد الوضع كما كان؛ عادت المقارنات وعاد تبعثُري كما كان، وازداد بحثي واطلاعي عن كل ما تفعل، أصبحَتْ كأنها المحور الذي تدور حياتي حوله.
كثيراً ما فكّرت أن أتغير؛ ولكن كيف لي ذلك وأنا لا أزال أحسّ بفجوة؟! لا أعلم كيف أتغير ولا أعلم ما هي ملامح هذا التغير أيضاً.
منذ ما يقارب شهرين، تعرّفت على شاب عن طريق الإنترنت، وكنت ساعتها أحسّ بتبلّدٍ وضيقٍ قوي -أو لنقل فراغاً- سببه أني تعيسة وحظي دائماً ضدي.. نعم لا أبالغ إذا قلت بأن سوء حظي أصبح شعاراً لي في أقل وأتفه الأسباب.
كان هذا الشاب يُجري معي مكالمة جنسية.. في البداية كنت أجاريه في ذلك من باب الفضول؛ أي أريد معرفة ماذا تعني المكالمة الجنسية؛ إلا أن الأمر تطوّر؛ إذ أصبح ذلك يثيرني جداً، وأصبحت أرى المقاطع الجنسية بكثرة، واستمتع بذلك؛ لدرجة أن مجرد سماعي لكلام جنسي يثيرني، وأجد نفسي لا شعورياً أمارس العادة السرية، بعد أن تعلّمتها منه، وصارت راحتي فيها.
لكن ما إن أنتهي منها؛ حتى تهجم عليّ مشاعر الذنب والضيق، وأسترجع كل خبراتي السلبية، وأبرّر لنفسي أن ذلك بسبب الضغوط فقط، وأعد نفسي بالخروج من الذنب، وبأني لن أكرر ذلك؛ لكني أعود!!
باختصار، أخاف مع الوقت أن أفقد عذريتي، كما أخشى من معرفة زوج المستقبل بذلك.. أفيدوني ما الحل؟؟!
magrooora7
أتدرين يا صديقتى ، هذا هو ما حذّرناك منه من قبل، وقلنا لك عن هذه المشاعر السلبية تجاه نفسك، وأن هذه المقارنة الظالمة لنفسك مع صديقتك ستوقعك فيما هو أسوأ.. ذلك لأن الكراهية من الأبواب الواسعة لكل خطيئة!
نعم لقد ظلمك الأهل وهم يحاولون تحفيزك بمقارنتك بصديقتك.. نعم قد أخطأوا؛ ولكن ذلك لا يبرر لك أبداً ظلمك لنفسك وشعورك بالضياع، لأن هذه الفتاة تحصل من دنياها على ما لا تحصلين عليه، والله سبحانه وتعالى يقول: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}.. إن الحسد يا عزيزتي هو أول جرائم الإنسانية! وعلام الحسد وكل شيء زائل؟ وكيف نحسد ونحن لا نعلم ماذا يخبئ الله لنا ولمن نحسده في الغيب؟
أننظر لما في يد غيرنا؛ وقد أعطانا الله نعماً في أيدينا نكاد لا نراها من فرط ما ننظر في أيدي الآخرين؟ لا علاج للكراهية غير الحب، ونبذ الطمع فيما في أيدي الغير، وأن نحمد الله على ما في أيدينا.
لقد بررت لنفسك كل خطأ تفعلينه وكل شعور سلبي تشعرينه بأن أهلك قد ظلموك، وأنها تأخذ كل شيء وأنت لا تحصلين على شيء، ثم ماذا؟ ثم ها أنت تقعين فيما حذّر الله منه حين قال: {وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}؛ فالخطوة الأولى كانت الحسد لزميلتك، ثم ترك كل ما في يديك وشعورك بالظلم، ثم الشعور بالفراغ؛ فاللجوء لعلاقة لا أساس لها، ثم وقوعك في يد شيطان لعِبَ بك، وداعب فيك مشاعر الشهوة؛ ليقذف بك في بئر سحيقة.. تلك هي خطوات الشيطان يا عزيزتي، وقد استسلمت لها بإرادتك وتبريرك الدائم.
.. أنت إنسانة فيك من الضمير ما يرفض كل هذا، كلنا خطاءون، وخير الخطائين التوابون، وأنت لم تفقدي روحك الطاهرة بعدُ؛ بدليل إرسالك لنا هذه الرسالة؛ فتوبي إلى الله.. الجئي إليه ليحميك من كل هذه الأوهام ويحميك من شرّ نفسك وشر كل شيطان يوسوس لك.
عليك أولاً قطع علاقتك بهذا الشاب فوراً، وألا تتصلي به أبداً؛ فهو شيطان يرمي بك في الهلاك.. ثم عليك أن تستغفري الله، ولو استغفرت الله لوجدته تواباً رحيماً.
ثم عودي لروحك وفتّشي في جوانب حياتك؛ ستجدين أن نِعَم الله عليك لا تُعد ولا تحصى:
لك عينان وغيرك أعمى، ولك لسان وغيرك أبكم، ولك أذنان وغيرك أصمّ، ولك أهل وغيرك لا يعرف له أباً أو أماً، ولك -قبل وبعد كل هذا- رب هو الله عز وجل.. نعم لك الله الواحد الأحد الذي بيده كل شيء.
ابحثي عن نِعَمه فيك، وطوّري نفسك للأفضل، وتدثّري بالإيمان وباليقين بأن ما كان لك سوف يأتيك.. ارحمي نفسك من كل هذا الانقسام، وانسي هذه الفترة بكل ما فيها؛ فبمجرد التوبة الصادقة يمحو الله ذنوبنا ويفتح بيننا وبين السماء صفحة ناصعة البياض؛ فإن تلوّث بدنك بالخطيئة؛ فإن روحك لم تتلوث بعدُ، وبمجرد التوبة والندم نبدأ من جديد مع رب غفور ستار حليم.
وإياك أن تقنطي من رحمة الله؛ فهو القائل: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.
قومي واغتسلي وطهّري قلبك من كل هذا الهم، وطهّري نفسك بالاستغفار، واشهدي نِعَمه تعالى فيك؛ تكونين أغنى الناس؛ {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.
وراسلينا بما توصّلت إليه؛ فنحن نهتمّ لأمرك، ونحن أهلك ومن نفس قريتك؛ فلا تترددي في أن توالينا بأخبارك..
وفّقك الله وشرح صدرك وملأ عينيك من فضله ونعمه.
لو عايز تفضفض لنا دوس هنا | |
| |