الحمد لله والصلاة والسلام على سيدّنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
هذه بعض الأحاديث الشريفة التي وردت في فضل سيدّتنا أم المؤمنين الصدّيقة عائشة بنت أبي بكر الصدّيق، رضي الله عنهما وأرضاهما بكمال الرضوان....
"(3681) ــ حدَّثنا يَحيى بن بُكَيرٍ حدَّثنا الليثُ عن يُونُسَ عن ابن شهابٍ قال أبو سَلمةَ: إنَّ عائشةَ رضيَ اللَّهُ عنها قالت : «قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوماً: يا عائشُ هذا جِبريلُ يُقرِئُكِ السلامَ. فقلتُ: وعليهِ السلامُ ورحمة اللَّهِ وبركاته، تَرَى ما لا أرَى. تُريدُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم». (صحيح البخاري)
(3682) ــ حدَّثنا آدمُ حدَّثنا شُعبةُ قال: وحدّثنا عمرٌو أخبرَنا شعبةُ عن عمرِو بن مُرَّةَ عن مُرَّةَ عن أبي موسى الأشعري رضيَ اللّهُ عنه قال: قال رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم «كَمَلَ منَ الرِّجال كثيرٌ، ولم يكمُلْ منَ النساء إلاّ مريمُ بنت عِمرانَ وآسِيةُ امرأةُ فِرعونَ. وفضلُ عائشةَ على النساء كفضل الثَّرِيدِ على سائر الطعام». (صحيح البخاري)
(3684) ــ حدَّثنا محمدُ بن بَشّارٍ حدَّثّنا عبدُ الوهابِ بن عبدِ المجيد حدَّثّنا ابنُ عَونٍ عن القاسم بن محمدٍ «أنَّ عائئشةَ اشتكَت، فجاء ابنُ عباس فقال: يا أُمَّ المؤمنين، تَقْدَمينَ على فَرَطِ صدق، على رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر». (صحيح البخاري)
(3685) ــ حدَّثنا محمدُ بن بَشّارٍ حدَّثنا غُندَرٌ حدَّثنا شعبةُ عن الحَكمِ سمعت أبا وائلٍ قال: «لما بعثَ عليٌّ عَمّاراً والحسنَ إلى الكوفةِ ليستَنفِرَهم، خَطبَ عمّارٌ فقال: إني لأعلم أنها زوجتُهُ في الدنيا والآخرة، ولكن اللَّهَ ابتَلاكم لتتبعوهُ أو إيّاها». (صحيح البخاري)
قال ابن القيم رحمه الله :
ومن خصائصها : أنها كانت أحب أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه كما ثبت عنه ذلك في البخاري وغيره وقد سئل أي الناس أحب إليك قال عائشة قيل فمن الرجال قال أبوها
ومن خصائصها أيضا : أنه لم يتزوج امرأة بكرا غيرها .
ومن خصائصها : أنه كان ينزل عليه الوحي وهو في لحافها دون غيرها .
ومن خصائصها : أن الله عز وجل لما أنزل عليه آية التخيير بدأ بها فخيرها فقال : " ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك فقالت أفي هذا أستأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة فاستنّ بها ( أي اقتدى ) بقية أزواجه صلى الله عليه وسلم وقلن كما قالت .
ومن خصائصها : أن الله سبحانه برأها مما رماها به أهل الإفك وأنزل في عذرها وبراءتها وحيا يتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة وشهد لها بأنها من الطيبات ووعدها المغفرة والرزق الكريم وأخبر سبحانه أن ما قيل فيها من الإفك كان خيرا لها ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شرا لها ولا عائبا لها ولا خافضا من شأنها بل رفعها الله بذلك وأعلى قدرها وأعظم شأنها وصار لها ذكرا بالطيب والبراءة بين أهل الأرض والسماء فيا لها من منقبة ما أجلها ...
ومن خصائصها رضي الله عنها : أن الأكابر من الصحابة رضي الله عنهم كان إذا أشكل عليهم أمر من الدين استفتوها فيجدون علمه عندها .
ومن خصائصها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتها وفي يومها وبين سحرها ونحرها ودفن في بيتها .
ومن خصائصها : أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم تقربا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيتحفونه بما يحب في منزل أحب نسائه إليه صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهن أجمعين . أ.هـ " جلاء الأفهام " ( ص 237 - 241 )
والله أعلم .