فيه مسجد في منطقتنا فيه إمام "الصلا ع النبي".. العشاء تؤذن تلاقي صلاة
العشاء وختام الصلاة وصلاة التراويح 11 ركعة والدعاء بعدها، كله بيخلص في
ثلث ساعة، عملاً بالمثل القائل: "اخطف الركعتين واجري"..
تقعد في
أي وقت في المسجد أو في المواصلات تسمع صوت زن وشخصاً لا يأخذ نفسه ماسك
مصحفه وهاتك يا قراءة بسرعة ألف كلمة في الدقيقة، ما فيش تجويد، ما فيش
علامات وقف ما فيش نطق سليم للحروف المهم يعدّ صفحات..
الأول ضميره
راضي إنه بيصلي التراويح وإن كان مش بيحس بأي معنى للصلاة لأنها تفتقد لأول
مقوّم وهو الخشوع، لست أطلب صلاة حاتم الأصم؛ حيث "سئل عن صلاته: كيف أنت
إذا دخلت الصلاة؟ قال: أرى كأن الكعبة أمامي، والموت خلفي، والجنة عن
يميني، والنار عن شمالي، والصراط تحتي، والله مطّلع عليّ، فأُحسن ركوعها
وسجودها، فإذا انتهيت لا أدري أقِبَلها الله مني أم ردّها عليّ". بل أطلب
بالخشوع وتحقيق الصلة بالله تعالى، ووعي الأذكار والدعوات الواردة بالصلاة؛
فليس الأمر عدّ ركعات حتى أخرج فأقول إنني صليت.
والثاني يختم
بالعشر مرات وضميره راضٍ أنه يختم القرآن ويقرأ كتاب الله، وإن لم يتله حق
تلاوته كما أثنى ربنا على بعض عباده؛ بل لا يفقه الأحكام ولا يأتمر بأوامر
ولا ينتهي بالنواهي، ولا يعتبر بما يقرأ؛ فأين كتاب الله في قلبه أم أن
الأمر مجرد عدّ صفحات وافتخار بأنه ختم القرآن مرات ومرات، ولم تمرّ على
قلبه آية واحدة.
العبادة يجب أن تمرّ على القلب والعقل، رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس للمرء من صلاته إلا ما عقل منها"، و"إن الله
لا يقبل صلاة من قلب غافل لاه".. والقرآن أحد شروطه التدبّر.. الله سبحانه
استنكر موقف الذين لا يتدبّرون القرآن فقال: {أفلا يتدبرون القرآن أم على
قلوب أقفالها}؛ فالعبادات ليست حركات تؤدى أو أقوالاً تُقال باللسان؛ بل
لها جوهر وشعور وتأثير على السلوك لا بد أن يتحقق.
فيجب على المسلم
ألا يضيع ثواب عمله بأن يتعجل فيه ولا يجعله يمرّ على قلبه وعقله ليستفيد
منه ويتعلم ويتّعظ ويترك في قلبه أثره المطلوب.. وهو يبذل الجهد فلا يبقى
إلا استحضار القلب لئلا يكون كما قالت رابعة العدوية "استغفار يحتاج إلى
استغفار"؛ تقصد أن الاستغفار باللسان دون القلب يحتاج إلى استغفار منه لأنه
منشغل عن ربه ويقول كلاماً لا يعيه.
رَزَقَنا الله الإخلاص وتقبّل
منا الصيام والقيام والقرآن وصالح الأعمال آمين.
*********************