كل عام وأنتم بألف خير، نهنئكم بحلول شهر رمضان المبارك أعاده الله عليكم
بالخير واليُمن والبركات، آثرت أن أهنئكم بهذه "الاسطمبة" الثابتة من
التهنئة التي دائماً ما كانت ترددها مذيعة الربط على القناة الأولى قبل
الإفطار، وذلك في محاولة يائسة مني لإعادتكم مرة أخرى للأجواء الرمضانية
التي ذهبت ولم تعُدْ، وفي مقولة أخرى أكثر تشاؤماً، ذهبت ولن تعود.
وبما
أننا في بداية الشهر الكريم، وعايزين نبتدي على نظافة، ونكمل على المنوال
ذاته، ولأن مسبّبات كسر الصيام في مصر أكثر بكثير من وسائل الحفاظ عليه،
فإليك "مانيوال" سريع بالطرق المثلى للوصول لصيام سليم من بداية النهار
وحتى آخره.
سائقو الميكروباصات
هذا
الاختبار هو الآخر أحد أكثر الاختبارات صعوبة بالنسبة لك في بداية اليوم،
ألا وهو سائقو الميكروباصات، وحتى تتفادى أن تشتبك معهم في صدام يتطور إلى
تشابك لفظي أو يدوي - بالتأكيد ستكون أنت الخاسر فيه في كل الحالات-
وبالتالي ففي حال وجدته يسير بسرعة 120 في طريق لا يساعد على هذه السرعة
على الإطلاق، أو وجدته
يرفع من صوت التسجيل لدرجة تصيبك أحياناً بالصمم المؤقت؛ فحاول "إنك تعمل
من بنها" وتتجاهل ما يفعل، وإياك أن تسأله عما يفعل، أو غيرها من
المداخلات التي تثير غضبه من نوعية "على مهلك شوية يا اسطى" أو "وطّي
التسجيل حرام عليك"... إلخ؛ لأنك ساعتها ستكون قد ظلمت السيدة الوالدة
والسيد الوالد لما سيلحق بهما من شتائم مش ظريفة بالمرة.
الستات
في كثير من الأحيان يكون
لدى بعض السيدات شيء ما أسميه أنا هَوَس التحرّش أو كما أسميه بالإنجليزية
أيضاًharrassephopia فتتعامل مع أي رجل وكأنه ذئب بشري، وبالتالي لو حدث
وصادف وجلست بجوار سيدة ما بالميكروباص ، حاول على أن تحافظ على
مسافة بينك وبينها لا تقل عن شبر ونصف حتى لو تطلّب الأمر أن تشاركها في
ربع الكرسي فقط وليس نصفه، وإذا لم تفعل سوف تبدأ في سماع همهات من نوعية:
(أوووف، يااارب، هووووف، ممكن تبعد شوية، لو سمحت حاسب الجيبة، يا ستي
إنتي لابسة بنطلون، بس ما تغيّرش الموضوع) ولو حدث وبدأ الشجار -وهو أمر
غير مستحب- لأنه في النهاية قد أوصانا رسولنا الكريم "رفقاً بالقوارير"،
سوف تجد أنك المخطئ، وسيجامل على حسابك الجميع، وستدخل في شجار مع الجميع
ستفقد فيه صيامك غالباً.
الموظفون
أكبر
مشكلة صيامية يمكن أن تقع فيها هو أن تضطر إلى قضاء مصلحة حكومية ما في
شهر رمضان.. بالفعل لقد وقعت في شر أعمالك، ولنرَ سوياً ما يحدث عادة
هناك..
غرفة مكيّفة بالتراب و"الكتمة" ومقاعد بالية، ومروحة مكتئبة
تنعي حال الموظفين البائسين، ورجل غارق في عرقه، الذي تزحلقت فوقه النظارة
الطبيّة واستقرت في طرف أنفه، وإن لم تستقر وحدها بل استقرت معها روحه
لينطبق عليه القول المأثور "روحه في مناخيره"، ويا سلام لو كان الموظف
بالأساس هو شخص مدخن؛ فأياً كان ما تطلبه منه ستكون الإجابة -بعد النفخ
والتأفف- بكرة، وإذا أخبرته بأنك أتيت أمس وأن بكرة أصبح اليوم سوف يطلب
منك طلبات تجعلك تنصرف وتأتي بكرة برضه، وإذا انفعلت عليه في الحديث يبقى
وقعت في شر أعمالك، وقتها سوف يتطاول عليك بكل الأشكال التي تتخيلها أو لا
تتخيلها، هو ومعه الموظفون الصائمون المدخّنون من أمثاله، وسيفرغ كل منهم
غضبه فيك وفي شخصك، ولو حاولت إبداء أي ردّ فعل، فلترسل لي رسالة على
موبايلي وقتها باسم القِسْم الذي تمّ حجزك فيه بتهمة التعدّي على موظف عام
أثناء تأدية عمله.
آه نسيت أقول لك رمضان كريم