مصر الآن أشبه بمحل بقالة على وشك أن يتركه بائعه الذى ظل يحتفظ بكل أسرار الأرفف والثلاجات لنفسه طوال عقود مديدة، حتى أصبح المحل فى حالة يرثى لها، صار «الجُبن» هو السمة الأساسية، أما «الحلاوة» فسوقها جبر، وأصبح البائع «مخللا» فى مكانه حتى ضج جمهور الزبائن، وصاروا يطالبون بالتغيير بعد أن أصبح سعر ربع كيلو الجبنة الرومى يصل إلى عشرين جنيها ولا يعمل إلا 5 سندوتشات.
ظل البائع فى مكانه، والذى لا يعجبه أكل البسطرمة يأكل بالصرمة، والذى لا يحب الزيتون فهو مجنون، واللى مش عاجبه يوزن برة.
لكن ها هو البائع يوشك على المنافسة فى انتخابات جديدة، والمحل سيصبح بلا قيادة رشيدة والمزاد مفتوح، لهذا تم الإعلان عن طلب بائع جديد، وأُلصق الإعلان على زجاج ثلاجة العرض من الخارج.
- الشروط:
- أن يكون مصريا من أبوين مصريين (يعنى هو ومامته وباباه مش خواجات).
- السن لا تقل عن 40 ولا يزيد على 100 (يعنى لا صبى ولا فى أرذل العمر).
- أن يكون حسن المظهر (عشان مايحرجناش قدام الأجانب).
- إجادة تامة لعمليات البيع والشراء (هذه هى المهمة الأساسية).
- مؤهل عال (مافيش رئيس بدبلوم صنايع قسم زخرفة).
- سعة الصدر (عشان ما يضربش الزباين).
- حول الوظيفة ومميزاتها:
- الوظيفة للجنسين ولأبناء كل الديانات (صوريا فقط.. لأنه مش معقول نجيب واحدة وبهائية مثلا!).
- لا يشترط الخبرة (لأنه هايتعلم فى الزباين).
- لا يشترط أن يكون الأب رئيسا سابقا (لأن ابن الوز مش عوام دايما).
- يؤدى البائع أمام أهل الحى قبل أن يباشر مهام منصبه اليمين الآتى: «أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا على المحل، وأن أحترم تاجر الجملة، وأن أرعى مصالح الزبائن رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال المحل وسلامة بضائعه وألا أسرق فى الميزان».
ـ فى حالة خلو منصب البائع أو عجزه الدائم عن العمل يتولى العمل مؤقتا صبى محل الحلاق المجاور، وإذا كان صالون الحلاقة مغلقا، يكون اللجوء إلى صبى الكهربائى، على أن يتم اختيار بائع جديد خلال مدة لا تتجاوز ستين يوما من تاريخ خلو المنصب.
ـ ترفق السيرة الذاتية وصورة شخصية وصورة ضوئية من المؤهلات، وترسل على عنوان المحل.
ــ ملحوظة: الراتب مغرٍ، وتوجد إقامة للمغتربين.