ما القصة؟ هل هو فقدان للذاكرة؟ أم هي حالة من البلادة القومية تجتاح العرب؟ أم أن التسويات التي تخترق المنطقة تواطأت على تجاهل وطمس ما جرى في مثل هذه الأيام من العام الماضي؟ ما القصة أيها العرب؟ إن غزة ما زالت محاصرة. ومازال أهلها في العراء، ومازالت البيوت مهدمة، ومازالت المستشفيات تعاني من نقص الدواء والكهرباء، ألا يستحق كل ذلك إن تتذكروا- أيها العرب ـ ذلك العدوان الإسرائيلي الذي دمر القطاع وقتل أكثر من 1500 فلسطيني، وخلف آلاف الجرحى والمعاقين. لم يمر أكثر من عام على العدوان الإسرائيلي على غزة. ولم تكن صور أشلاء الأطفال الفلسطينيين ودماء أهلهم تملأ شاشات الذاكرة. ومع ذلك فإننا لم نلاحظ ما يناسب الواقعة والحدث من تذكير يحيي العزيمة لنصرة أهلنا المحاصرين والمقتولين في غزة. الإعلام الرسمي العربي مشغول بأفراح التسويات بين الأنظمة والإعلام المستقل (الملحق بأنظمته) منهمك بمحاربة إيران، ولعن الحوثيين، وكثير من الإعلام غير السياسي غارق في منهجية روتانا ـ ونقل الاستعراضات العالمية بمناسبة الميلاد ورأس السنة ـ وغزة مازلت محاصرة مع نتائج العدوان عليها، وأهل غزة ما زالوا مستهدفين بالتجويع من أجل إركاعهم وكسر إرادتهم التي هزمت العدوان لثلاثة أسابيع متواصلة. ترى لم كل هذا 'التطنيش' العربي؟ ألا يستحق صمود أهلنا في غزة في وجه العدوان الإسرائيلي وحصاره، ألا يستحق هذا الصمود أن نتذكره، ونقرأ دروسه؟ ألا يعرف العرب أن شعب غزة مازال يعاني نتائج العدوان من دمار وحصار؟! وهل يجوز أن يكون القاضي (غولدستون) اليهودي الصهيوني، هل يجوز أن يكون أكثر إحساساً بما تعانيه غزة وأهلها من جرائم إسرائيل؟ ألم تخجل الأنظمة العربية عندما سمعت منظمة العفو الدولية وهي تتهم الغرب بأنه خذل شعب غزة ولم يقدم له المساعدات التي وعد بها في شرم الشيخ. وبدلاً من اتخاذ خطوات عملية للوقوف مع غزة وشعبها ها هو النظام المصري الـ (مبارك) يبدأ ببناء جدار معدني على الحدود مع غزة، وهذا (الجدار) سيمتد في الأرض لعمق يصل إلى (40) متراً كي يغلق الأنفاق التي تشكل شريان الحياة لغزة في ظل الحصار من جميع الجهات. هذه هي الحياة التي يقوم بها نظام مبارك تجاه غزة، في ذكرى العدوان على غزة، خطوة ينفذها له ضباط من البنتاغون، لضمان عدم تسلل أي مواد غذائية أو دوائية لأهل غزة، وطبعاً لضمان عدم مرور أي أسلحة للمقاومين المتصدين للعدو الإسرائيلي. في ذكرى العدوان على غزة، جدار معدني يغلق الأنفاق، ومساع مصرية لإطلاق الأسير الإسرائيلي (شليط) ومساعد مبارك الوزير عمر سليمان في إسرائيل لتذليل العقبات أمام إطلاق شليط ... هل يعقل أن يكون هم العرب إطلاق شليط؟! وهل يجوز نسيان أو تناسي ما قامت به إسرائيل في عدوانها بحجة العمل على إتمام صفقة الأسرى؟ والهدف تحرير شليط لأن تحرير الأسرى الفلسطينين يأتي من أجل عيون شليط . وهل ننسى كيف اعتبر النظام (المبارك) أن مساعدة المقاومة تهديد للأمن القومي المصري؟؟ وهل يستطيع أن يهضم كيف تعاملت القاهرة مع ما سمي بقضية (خلية حزب الله) التي قبض على عناصرها وهي تتهيأ لنقل مساعدات لشعب غزة- وهل يجد متابع أي صعوبة لربط الجدار المعدني المصري والأمريكي مع قضية حزب الله - والفحوى حتماً منع أي مساعدة للمقاومة الفلسطينية، وإطباق الحصار على الحياة في غزة. ومع تجاهل ذكرى العدوان على غزة، ومع فضيحة الجدار المعدني، فإننا نذكر من نسي، بأن الاتفاق الذي أبرمته ليفني مع رايس قبل انتهاء العدوان على غزة تتضمن أن تتولى مصر مهمة منع تسلل أي سلاح إلى غزة، الأمر الذي يعني أن يتولى النظام المصري الإطباق على غزة وخنقها، للتعويض عن إخفاق العدوان عليها، أو لينفذ أهداف هذا العدوان، والذي فشلت إسرائيل في تحقيقه..... 'التطنيش' العربي أفظع ، لأن معظم دول الاعتدال وفي مقدمتهم دول الخليج والسعودية والأردن عملت طيلة العام الماضي على (تعويم) أبو مازن ليكون المفاوض لإسرائيل، وجميعهم عملوا ضد حماس، أي ضد المقاومة ونهج المقاومة- والآن وبعد أن أعلن أبو مازن يأسه وفشله،وفشل نهجه في التفاوض مع إسرائيل هاهي دول الاعتدال تعتبر المقاومة الفلسطينية ذراعاً لإيران، وبالتالي فهم يعتبرون هذه المقاومة جزءاً من المساعي الإيرانية للسيطرة على المنطقة العربية، وهكذا تصبح المقاومة التي واجهت العدوان الإسرائيلي (عميلة) بنظر دول الاعتدال العربي، ويجب تركها مع بيوتها المدمرة وأهلها المحاصرين، هذه آخر طبعة من الشهامة العربية. أما المغرب فقد استقبلت قبل أسابيع تسيبي ليفني واستضافتها لتجول في المغرب كما تريد، بينما أصدر القضاء البريطاني مذكرة توقيف بحق ليفني، بمجرد أن علم بقدومها إلى لندن، وليفني حسب القضاء البريطاني مجرمة حرب، قامت بجرائم حرب في غزة ـ هذا القضاء البريطاني ـ بينما الضمير العربي لحكامنا يستقبل ليفني، أو يحارب المقاومة ليحقق لليفني ما خططت له. إننا نسمع هذه الأيام الكثير عن التضامن العربي، وعن التسويات والمصالحات- الخوف كل الخوف أن يكون الثمن هو السكوت عن حصار العدو لغزة ـ والخوف كل الخوف أن يكون هذا الصمت العربي، وهذا الجدار المصري وهذا الاعتدال المضاد للمقاومة، الخوف كل الخوف أن يكون ذلك تواطؤ جديداً يحضر لعدوانٍ جديد سواء على غزة أو لبنان أو سورية. إننا نذكر بالعدوان على غزة، ونذكر بهمجية العدوان الإسرائيلي على أهل غزة، ونذكر بالحصار المجرم، ونذكر بما تقوله إسرائيل عن تحضيرها لعدوان جديد ... إننا نذكر، فلعل الذكرى تنفع ...... hassanbalam
ضياء احمد
® عضو مميّز ®
رسالة sms : الابتسامة :: انحناءة بسيطة تستقيم بها كل الأمور
عدد المساهمات : 147
العمر : 35
الاٍقامة : نوسا البحر
العمل : فى نوسا البحر
نوسا البحر :
2010-01-10, 7:19 pm
اللهم حرر اراضى المسلمين المؤمنين من ايدى الاعداء الغاصبين .. اللهم آمين