® مدير المنتدى ® رسالة sms : عدد المساهمات : 11575 الاٍقامة : وراء الأفق حيث لاشئ سواى وحبيبتى العمل : مهندس نوسا البحر :   2010-06-29, 12:56 am | | يمكن تكون أول مرة أطلب نصيحة من أي حد.. المشكلة اللي عندي غريبه شوية، ويمكن تكون بسيطة؛ بس في الحقيقة أنا مشكلتي أنا عارف حلها؛ بس مش عارف أنفّذه لأن نَفَسي قصير في أي حاجة.. مثلاً زي الصلاة مش عارف ألتزم بيها، ده غير السلبية الشديدة اللي أنا عايش فيها اليومين دول.
تخيّل إني مش عايز أبذل أي مجهود في حياتي بسبب إنها خربانة خربانة (البلد وحياتي طبعاً) وأقول في نفسي يعني مهما عملت برضه تحت الصفر المئوي، يبقى لزوم التعب إيه؟
زهقت من قصص النجاح والأمثال اللي باسمعها كل شوية من ناس عمرهم ما نجحوا.. يا ريت ألاقي حل بجد.
egyptpharo
أعدك بأن لا يتحول هذا الرد إلى عريضة مملّة عن قصص النجاح التي دأَب الآخرون على حشوها بأذنك في محاولة بائسة لإثنائك عن تلك النظرة البائسة للحياة ومنطق "ما فيش فايدة" الذي من الواضح أنك غارق فيه.
فلنبدأ بالقسم الأول الخاص بالصلاة وعدم قدرتك على الوفاء بالتزاماتك الدينية تجاه رب العالمين فيما يتعلق بأداء صلواتك الخمس في مواعيدها أو حتى غير مواعيدها، وهنا، ومن نفس المنطلق العقلاني الذي شرحت به مشكلتك أسألك: فلنفترض أن صديقاً شخصياً استطاع أن يحلّ لك مشكلة ما، ولنفترض أنه أهداك شقة الزوجية على سبيل الهدية التي لا تُردّ؛ فكيف ستكون معاملتك له؟ ماذا ستفعل لو طلب منك أي طلب؟.. بالطبع سوف تنفذه مغمض العينين راضياً وسعيداً، وفي استعداد لتنفيذ ما هو أكثر من ذلك.. صح ولا أنا غلطان؟
طالما أنا مش غلطان؛ فلنحاول أن نفكّر قليلاً في من لم يمنحك شقة الزوجية؛ بل منحك حياتك، اختارك أنت دون غيرك كي تستنشق هواء هذه الدنيا وتكون من ضمن خلفائه في الأرض.. إذن لولاه لما كنت هنا، لما كنا نتبادل أطراف الحديث سوياً إلكترونياً.. هو أصلك وأصلي وأصل كل شيء وخالقه.. هل تتخيل معي حجم الجميل الذي فعله فينا الله عز وجل؟ جميل أكبر من قدرتنا على الاحتمال.. فكيف بعد أن يشترط علينا الله عز وجل أن نزوره في اليوم خمس مرات نرفض ونستثقل، وهو من أوجدنا؟
الشق الثاني وهو للأسف مرتبط بالشق الأول؛ فكل شيء يُرَدّ إلى الله.. كل تلك المشاعر السلبية التي تشعر بها سببها الأساسي اضطراب علاقتك بالله عزّ وجل، وصدقني فما أقوله لك عن تجربة؛ فأصل أي مشكلة إنما هو فرع يتفرع من المشكلة الأم، وهي -كما أسلفنا- اضطراب علاقتنا مع الله عز وجل، وبالتالي أصلح الجذر ينصلح الفرع.
كما قال الشيخ خالد الجندي في وقت سابق؛ وأنا هنا أستعين بحديثه على اعتباري غير متفقه في الدين؛ حيث أكّد أن الذي يبحث عن المواظبة على الصلاة سوف يمرّ بعدد من المراحل؛ فالمرحلة الأولى ستكون هي مرحلة استثقال الصلاة، وسوف تعاني فيها بعض الشيء في حمل نفسك على القيام إلى الصلاة وقد تمتدّ هذه المرحلة إلى 3 أو 4 أشهر، أما المرحلة الثانية فهي مرحلة استشعار حلاوة العبادة، ثم المرحلة الثالثة وهي مرحلة التعوّد فتصبح الصلاة جزءاً من حياتك؛ بحيث تشعر بالنقص في حال لم تفعلها.. المشكلة في حالتك هذه هي أنك لم تنجح في اجتياز المرحلة الأولى وهي المرحلة الأصعب.
وعموما يمكننا التفكير بشكل عقلاني في المشكلة التي تواجهها والتي تتعلق بعدم رغبتك في بذل أي مجهود في أي شيء في الوجود، على اعتبار أن المحصّلة في النهاية صفر كبير مدوّر، وتذهب الأسماك الصغيرة في بطون الأسماك الكبيرة، وتنتهي المشكلة.
وإذا اتّبعنا هذا المنطق؛ فأعدك أن أرسل لك سكيناوتسلّم روحك آمنة سالمة لبارئها بطعن نفسك.. لا تغضب من عباراتي فطالما لن نفعل شيئاً في الحياة بحكم أن الأمر محسوم فإذن كله محصّل بعضه، فأنت في حاجة إلى أن تفكّر في أسباب النجاح وليس أسباب الفشل، تفكّر كيف تتقدم وليس لماذا تأخرت.
ما أعرفه جيداً أن الله عز وجل يطلب منا أن نأخذ بالأسباب ونترك النتائج عليه، النتائج التي يراها هو صالحة لنا وليست التي تراها أنت وتختصرها في تحقيق النفوذ المادي والسلطوي.. قد يعوضك الله في نِعَم أخرى رأى فيها نعيماً لك كالأبناء الصالحين أو الزوجة الصالحة، وربما وظيفة ليست مبالغاً فيها من حيث العائد المادي؛ ولكنها مريحة وتجعلك تعيش مستوراً.
كل ما سلف قد لا تراه أنت كذلك لأن الله لن يجعلك تُبصره على هذا النحو بسبب العلاقة المتوتّرة المضطربة التي قصّرت فيها في حقه.
أصلح علاقتك به ينصلح حالك
لو عايز تفضفض لنا دوس هنا | |
| |
