رأيت الديمقراطية في المنام ، بيضاء البشرة ، وشعرها حر على كتفيها العاريتين ، كان ظهرها لي ، مع هذا كنت أسمعها بوضوح ـ في لكنتها الإنجليزية ـ وانتظرت حتى تستدير إلا أنها لم تفعل ، ولا أنا فكرت في الذهاب إلى الجهة التي كانت تطل عليها حيث الملايين من المراهقين مسحورون بصوتها ، لم تكن تغني ولاترقص ، فقط تتكلم ، وابتسامتها ساحرة للغاية ـ هكذا خمنت ـ ذلك أن أطفالا كثيرين راحوا يقتربون منها ويمسكون بطرف ثوبها الأبيض فتعبث في شعرهم بأصابعها النحيلة ، حسدت الأطفال وبلعت ريقي فاستيقظت ، ولم يكن الفيلم الأجنبى قد انتهى بعد ، إلا أن البطلة ـ بشعرها الحر ـ ذكرتني بالحلم من جديد ،
وقد كانت ابتسامتها ساحرة هى الأخرى، وكتفاها عاريتان أيضا ، لكنها لما انطلقت وصديقها في نزهة لم تعبث في شعر طفلتها بأصابعها النحيلة ، الأمر الذي نبهني إلى أن البطلة ـ التي نسيت أن تغلق النافذة ـ ليست هى الديمقراطية ، ولما كانت السماء صافية الزرقة ـ من فتحة النافذة ـ راحت الطفلة تتأملها بنهم حتى طارت إليها ، في الطريق إلى السماء تحولت الطفلة إلى فراشة بيضاء ، ولما وصلتها كانت قمرا ، قمرا فضيا حزينا ، يطل على العشب والجبال والضحايا المسلمين !!
حزينٌ ، صديقى البعيد
مثلما
البنفسجُ
حزينٌ ، وعيناه تبرقان !!
فالذين نسوا الله أنساهم أنفسهم ، والذين نسوا دينهم الحق ضيعوا التسامح فيما بينهم ، ناهيك عن التراحم ، ثم إنهم ـ وياللعجب ـ لا يتذكرون سماحة دينهم إلا وهم يتهافتون عند الآخر ، الآخر الذي صب عليهم جام غضبه ولم يجد فيهم غلظة !!
حزينٌ ، صديقى
مثلما
الشاعرُ
حزينٌ ، وعيناه تلمعان !!
وبينما كنت أتعجب من بعض تصرفات الآخرين رحت أتأمل حتى أدركت أن الحاجة هى التي تحكم المراوحة بين التودد والإعراض، ومن ثم بت أتفهم المواقف ، وألتمس الأسباب للمحيطين ، سوى أن مزيدا من التأمل هبط على القلب بحزن ثقيل ، ذلك أن الناس بدوا كأنما ليس بأحد منهم حاجة إلى الله !!
حزينٌ ، صديقى
مثلي
تماما
حزين ، وعيناه تدمعان !!