كنت جالسا على ناصية شارعنا فى هيئة المزيج الباقى من الزمن
جالس على تلك المصطبة التى تحرس بيتنا من محاولة الهروب الى مدينة أخرى
واضعا قدمى اليمنى على اليسرى ومستندا بظهرى على جدار البيت
مطلقا عينىّ تسبح فى سماوات التأمل غير عابئ بأمواج البشر التى تأتى وتروج أمامى
فاذا بصديقى "الأستاذ أحمد الشحات" يقتحم عزلتى قائلا" ازيك يابش مهندس"
نزلت كلماته على وجهى ككوب من الماء البارد أفاقنى من غفوتى
فابتسمت قائلا له ازيك يا أستاذ أحمد
"صديقى أحمد هذا هو شعلة من النور الجميل تضئ أفق حياتى
وهو من أحب الأصدقاء الى قلبى"
بعيدا عن الحوار الذى دار بيننا
فرحت روحى جدا عندما أخبرنى برجوع الشيخ محمد عيسى الى قريتنا
وكأنه أهدى الى طبقا من السعادة
نعم فرحت روحى وحلقت كعصفور جميل فى سماء الفرح
فالشيخ مجمد عيسى ممن تحبهم الروح وتفرح بلقائهم
فحمدا لله على رجوعك الينا ياشيخى
ياشيخى المكسوّ بالضوء الجليل
اِنى أحبك....
كلما أبصرت وجهك جاءنى غيم جميل
غيم من الايمان يروى مهجتى
ويظللنى برحمة من الله
نعم يروى جفاف روحى ياشيخى الذى أحبه فى الله
يا أفقا كلما نظرت اليه ازددت ايمانا
هكذا هم الأتقياء دائما أقمار تعكس نور شمس الله على الأرض
أنا من أحب النور حين رأيت وجه الأتقياء؟!!!
دائما كنت أخشى النور وأظن أنه يكشف عن رعب جديد فى الحياة
الا أن التقائى بكم جعل للنور عندى معنى آخر
معنى للايمان والحب والرحمة
هذا النور الذى ينبعث من مشكاة الله
هذه المشكاة التى تحملونها أنتم يا شيوخنا
فحمدا لله على سلامتك يا شيخ محمد
ولا حرمنا الله منك أبدا