نَحْس
عندما نقول عن فلان إنه يَنْحس، فليس أنه ينحس على الدوام عامداً متعمّداً،
بل هو أحياناً يرسل إشعاعاته المدمّرة بدون وعي منه.
إنها طبيعته، جَبْلَتُه، ولا حيلةَ له أَمامها حتى لو أراد معاكستها.
إلّا إذا صمّم على مكافحة ذاته تصميمَ الإرادةِ الفدائيّة.
ما معنى ذلك؟ أحد معانيه أن لا شيء، خارج النعمة أو المعجزة،
يستطيع إقامة توازنٍ مع القَدَر غير الإرادة.
توازنٌ نسبيّ، مهزوز، ولكننا لا نملك سواه. في الحقيقة نحن لا نملكه بل نملك احتمالاته،
نملك مبدأه، والباقي يتوقّف على الجهد.
والجهد جبّار وأحد شروطه نَفْس خيّرة نيّرة ترى وحوشها وتأبى أن يخرّبوا حواليها.
عَظَمتها أنها تسعى بكلِّ قواها إلى حصرِ الضرر في نفسها.
على الأقل في ما يتعلق بأشخاص يريد لهم الناحسُ الخيرَ لا الشرّ.
وإذا أراد الشرّ فغالباً يصيب، وغالباً يصيب حتّى لو لم يُرد بوعيه،
ولا يواجه صعوبةً إلّا عندما تومض إشعاعاته في اتجاه شخصٍ أشدّ نحساً منه.