الأنتخة مش سر الفخفخة
صارت " الأنتخة " أى الجلوس دون عمل أى شىء مفيد سمة من سمات هذا العصر و خاصة الشباب سواء على مستوى العمل أو الدراسة أو حتى فى المجالات الترفيهية و أصبحت الغالبية العظمى ترفع شعار الأنتخة سر الفخفخة و تضاءلت أمامها معظم الأنشطة المفيدة بكافة صورها فكريا و بدنيا مم ساهم فى ظهور مجتمع متراخٍ ، سطحى ، مستهلك ، قلما ينتج ما يحتاج إليه .
تعالوا ناخد جولة مع بعض و نشوف هنوصل لإيه :
الجولة الأولى : شفنا شاب متخرج من الجامعة جالس فى غرفة نومه أمام جهاز الكمبيوتر و مقضيها نت و ألعاب و شات و خلافه ، لم يعمل منذ التخرج رغم ان بقاله سنتين لا شغلة و لا مشغلة ، و مصدر دخله الوحيد هو المصروف من الحاج أو الحاجة أو كلاهما هو و شطارته بقة ، و عندما تتحدث معه لتعرف كيف يفكر و ما هى أهدافه و طموحاته تجد الآتى :
س : لماذا لم تعمل حتى الآن ؟
ج : و أنا يعنى هاقطع نفسى ما هو مافيش شغل أعمل إيه أنا يعنى ؟!
س : هل قمت بتقديم أوراقك لدى بعض الشركات أو المصانع أو المكاتب ؟
ج : جربت و بعدين زهقت ما انت عارف الكوسة و حتى لو إشتغلت هايدونى كام يعنى 200 ولّا 300 جنيه دول حتى مايكفونيش مواصلات .
س : طب و ناوى على إيه و هاتفضل كدة لحد إمتى ؟!
ج : مستنى الفرج أو أى حد يعرض عليا شغل كويس بمرتب معقول ولّا يمكن البلية تلعب و حد يجيبلى عقد عمل برة .
ها إيه رأيكم فى كلامه ؟ طبعا كتير منكم هيتعاطف معاه و يضرب كف على كف و ينزل شتيمة فى المسئولين المقصرين ، طب ما تيجوا نبصلها من وجهة نظر تانية إيجابية شوية صحيح فيه صعوبة فى إيجاد فرص عمل مناسبة و المرتبات مش قد كدة ، بس تفتكروا الأنتخة هى الحل ؟!
إيه رأيكم لو نبدأ من تحت الصفر المهم إننا نبدأ بمعنى انت كدة ولّا كدة فاضى و بتاخد مصروفك
من والدك فيها إيه لو تنزل لأى صاحب عمل و تعرض عليه إنك تشتغل عنده ببلاش مقابل شهادة خبرة ماظنش فيه صاحب عمل ممكن يرفض عرض زى ده ، و بكدة هاتكون إستفدت خبرة فى مجالك و خبرة فى التعامل مع الناس و المواقف و كمان شهادة تساعدك فى فرص أحسن للشغل و أكيد ربنا هايكرمك طالما إنك سعيت و عملت إللى تقدر عليه و فى كل الأحوال أكيد ده أحسن من الأنتخة .
الجولة الثانية : لقينا طالب فى أجازة نصف العام مستلقى 24 ساعة أمام الفضائيات و جنبه جردل فشار على كام سندوتش و قلنا ندردش معاه شوية ،
س : ها إيه الأخبار قاعد بتعمل إيه ؟
ج : إسكت ده فيه حتة فيلم أكشن إنما إيه جامد آخر حاجة .
س : طب إيه رأيك تغير جو و تنزل تعمل شوية رياضة فى النادى ؟ و أهو تحرك نفسك
ج : يا عم رياضة إيه بلاش لعب عيال هو فيه أجدع م الأنتخة .
س : طب يا سيدى بلاش ، بقولك إيه ما تقرالك كتاب أو إنزل إتفرج على شوية معالم سياحية ، فكرة حلوة صح ؟
ج : فكك منى بقة الفيلم هايبتدى ده انت قديم قوى
تفتكروا الطالب ده هايوصل لإيه قدام شوية أكيد كلها كام سنة و وزنه يزيد و يبقى شاب سطحى أغلب ثقافته مستوحاة من أفلام أجنبية أغلبها مشوهة فكريا ، و غالبا هايتعثر فى دراسته و يتخرج بالتيلة لينضم لزملائه على قهوة بلدى يلعب طاولة و يندب حظه غير مدرك إنه سبب ما آل إليه ، فهو فاقد كثير من المؤهلات الفكرية و ربما البدنية التى كانت لتساعده فى الحصول على وظيفة مناسبة .
الجولة الثالثة : وجدنا إعلان وظيفة شاغرة كعامل نظافة فى شركة لجمع القمامة و تابعناها فوجدنا مجموعة قليلة من المتقدمين بغير حماسة و بعد إستلام أحدهم الوظيفة كان لنا معه هذا الحوار ،
س : لماذا لا تقوم بمهام عملك الجديد ؟
ج : شوية كدة و هاقوم أعمله .
أعدنا عليه السؤال مرة أخرى بعد ساعة فقام متأففا متمتما ببعض الكلمات غير المسموعة ثم أنجز العمل بتخاذل متبعا مبدأ عُك و لَيِّس كله كويس .
س : لماذا لم تقوم بعملك بإتقان ؟
ج : على قد فلوسكم .
تفتكروا وضع زى ده هيترتب عليه إيه لو كل عمال الشركة إشتغلوا بنفس الطريقة ؟ طبعا خدمات الشركة سواء كمّا أو كيفا هتنخفض و تكون على غير المستوى و مش بعيد تفلس و تقفل و يتشرد كل العمال دول و يدعوا عى صاحب الشركة و الحكومة رغم إن هم السبب و هتضطر الدولة تكلِّف شركات أجنبية و نفضل شعب مستهلك مش بس للمنتجات و لكن كمان للعمالة رغم وفرتها الشديدة لدينا بذمتكم مش عيب علينا ؟
ها لسة هنقول الأنتخة سر الفخفخة بعد شوية الأمثلة الصغيرة دى ، مش عايزة أكون متحاملة عليكم لأنى فى النهاية أكيد زيكم بس قلت نفوق سوا مع بعض من السبات العميق اللى إحنا فيه و نرفع سوا شعار الأنتخة سر التختخة البدنية و الفكرية و أهلا بالنشاط و العمل و الكفاح من أجل حاضر مشرق و مستقبل أفضل